إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

أبتسم دوما فهو خلق رسول الله العظيم.

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • أبتسم دوما فهو خلق رسول الله العظيم.

    بسم الله الرحمن الرحيم
    اللهم صل على محمد وآل محمد

    ورد عن علي : يصف رسول الله : >كَانَ دَائِمَ اَلْبِشْرِ سَهْلَ اَلْخُلُقِ لَيِّنَ اَلْجَانِبِ< [1]

    الابتسامة ترجمة وتعبير عن مشاعر إيجابية داخل نفس الإنسان، فحين يشعر بالسرور والرضا أو التعجب من شيء، ينعكس ذلك على ملامح وجهه، فتنفتح أساريره، وتكشف شفتاه عن أسنانه، فيما يطلق عليه حالة ابتسامة وضحك.

    والابتسامة هي المستوى الأول والهادئ من الضحك، وقد يصحب الضحك صوت مرتفع وهو القهقهة.

    الابتسامة والضحك حالة طبيعية تقابل البكاء الذي يحصل في حال الشعور بالحزن والألم، وبعض حالات الفرح، وكلاهما مظهر للإبداع والقدرة الإلهية.

    يقول تعالى: ﴿وَأَنَّهُ هُوَ أَضْحَكَ وَأَبْكَىٰ﴾[2]

    وللابتسامة والضحك دور إيجابي في شخصية الإنسان، فهو كما تشير الأبحاث النفسية، يساعد في تخفيف الضغط النفسي، ويرفع مستوى الرضا الشخصي، ويسهل التكيف مع المواقف الصعبة، ويحسّن مزاج الإنسان، فيقلّل مشاعر الاكتئاب والقلق.

    وتتحدث بعض التقارير العلمية: (أنّ الضحك يقلل من هرمون التوتر في الجسم، الأمر الذي ينعكس بصورة إيجابية على صحة الجسم والصحة النفسية، كما يحفّز الأجسام المضادة في الجسم من أجل تعزيز صحة الجهاز المناعي).

    (ولا يقتصر تأثير الضحك الإيجابي على الحالة النفسية للإنسان بل يمتد إلى وظائف الجسم الداخلية، فقد ثبت أنّ الضحك يساعد على زيادة الأكسجين الذي يصل إلى الرئتين، وينشط الدورة الدموية ويساعد على دفع الدم في الشرايين، فيتوالد إحساس بدفء الأطراف، وربما كان هذا هو السبب في احمرار الوجه حين نضحك من قلوبنا)
    وللابتسامة وظيفة اجتماعية، فهي تساعد على نجاح التواصل مع الآخرين وتشعرهم بالارتياح والرضا. لذلك وردت أحاديث تعتبر الابتسامة صدقة وفيها أجر وثواب.

    حيث روي عن رسول الله أنه قال: >تَبَسُّمُكَ فِي وَجْهِ أَخِيكَ لَكَ صَدَقَةٌ<[3].

    وعنه : >اِلْقَ أَخَاكَ بِوَجْهٍ مُنْبَسِطٍ<[4].

    وقال : >إِنَّكُمْ لَنْ تَسَعُوا اَلنَّاسَ بِأَمْوَالِكُمْ، فَالْقَوْهُمْ بِطَلاَقَةِ اَلْوَجْهِ، وَحُسْنِ اَلْبِشْرِ<[5] .

    لكنّ بعض الناس تقلّ الابتسامة على محيّاهم، إمّا لانخفاض المشاعر الإيجابية في نفوسهم، فشعورهم بالرضا والسرور قليل، أو لأنهم يكتمون مشاعرهم ولا يعبّرون عنها؛ لضعف الثقة أو الخجل أو التزمّت. وذلك نقيض الخلق النبوي الشريف لما رواه علي أنه: >كَانَ رَسُولُ اَللَّـهِ يَقُولُ: إِنَّ اَللَّـهَ يُبْغِضُ اَلْمُعَبِّسَ فِي وَجْهِ إِخْوَانِهِ<[6].
    وحين نقرأ سيرة رسول الله نجد صورة أخرى، حيث تشير الأحاديث والروايات إلى أنّ من أبرز ملامح شخصية النبي أنه >كَانَ دَائِمَ اَلْبِشْرِ، سَهْلَ اَلْخُلُقِ، لَيِّنَ اَلْجَانِبِ<[7]، كما يصفه الإمام علي ، والبشر طلاقة الوجه، وظهور الفرح على محيّا الإنسان.

    إنه لا أحد يزايد على تقوى رسول الله وعلى شدة اتصاله وارتباطه بالله تعالى، وهو في مقام القيادة لأمته، ويحمل أعظم الهموم، وكان يواجه أقسى التحدّيات، لكنّه مع كلّ ذلك كان دائم البشر، لا تغيب الابتسامة عن محيّاه.

    جاء في كتاب الطبقات الكبرى لابن سعد، عَنْ عَائِشَةَ أَنَّهَا سُئِلَتْ: كَيْفَ كَانَ رَسُولُ اللَّـهِ إِذَا خَلا فِي بَيْتِهِ؟ قَالَتْ: (كَانَ أَلْيَنَ النَّاسِ، وَأَكْرَمَ النَّاسِ، وَكَانَ رَجُلًا مِنْ رِجَالِكُمْ، إِلّا أَنَّهُ كَانَ ضَحَّاكًا بَسَّامًا)[8].

    وعن أمامة الباهلي: (كَانَ رَسُولُ اللَّـهِ مِنْ أَضْحَكِ النَّاسِ سِنًّا، وَأَطْيَبِهِ نَفْسًا)[9].

    وفي سنن الترمذي ومسند أحمد بن حنبل، عن عَبْدِ اللَّـهِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ جَزْءٍ قال: (مَا رَأَيْتُ أَحَدًا أَكْثَرَ تَبَسُّمًا مِنْ رَسُولِ الله )[10].

    وعن جابر بن عبدالله الأنصاري يصف رسول الله قال: كَانَ رَسُولُ اللَّـهِ إِذَا أَتَاهُ الْوَحْيُ أَوْ وَعَظَ، قُلْتَ: نَذِيرُ قَوْمٍ أَتَاهُمُ الْعَذَابُ، فَإِذَا ذَهَبَ عَنْهُ ذَلِكَ رَأَيْتَ أَطْلَقَ النَّاسِ وَجْهًا، وَأَكْثَرَهُمْ ضَحِكًا، وَأَحْسَنَهُمْ بِشْرًا)[11].

    وفي صحيح البخاري ومسلم عن جَرِيرُ بْنُ عَبْدِالله، قال: مَا حَجَبَنِي رَسُولُ اللَّـهِ مُنْذُ أَسْلَمْتُ، وَلَا رَآنِي إِلَّا تَبَسَّمَ فِي وَجْهِي)[12].

    وعن أبي الدرداء (كَانَ رَسُولُ اللَّـهِ لَا يُحَدِّثُ بِحَدِيثٍ إِلَّا تَبَسَّمَ)[13].

    وقد حكى القرآن عن نبي الله سليمان قوله تعالى: ﴿قَالَتْ نَمْلَةٌ يَا أَيُّهَا النَّمْلُ ادْخُلُوا مَسَاكِنَكُمْ لَا يَحْطِمَنَّكُم ْسُلَيْمَانُ وَجُنُودُهُ وَهُمْ لَا ا يَشْعُرُونَ ﴿﴾ فَتَبَسَّمَ ضَاحِكًا مِّن قَوْلِهَا﴾[14].

    الرسول صلى الله عليه واله وسلم أنموذج للشخصية السويّة الكاملة، فهو مع عظيم الرسالة التي يحملها، والموقع القيادي الذي يمثله، كان يتعامل مع الناس بعفوية وانسيابية، دون تكلّف ولا تعالٍ ولا اصطناع هيبة.


    إذا فَلْنَقْتَدِ برسول الله في خلقه العظيم بمقدار جهدنا:

    1/ أنّ على الأب أن يقابل عياله بابتسامة وطلاقة وجه.

    2/ وعلى الموظف أن يستقبل المراجعين بترحيب واحتفاء.

    3/ وعلى من كان في موقع قيادي أن يتعامل مع موظفيه برحابة صدر وطلاقة وجه.

    4/ وعالم الدين وكلّ متديّن عليه أن يكون جاذبًا بحسن أخلاقه واستقباله للناس بالابتسامة كمؤشر على سروره بملاقاتهم

    *********************
    [1] عيون أخبار الرضا، ج1، ص315.
    [2] سورة النجم، الآية: 43.
    [3] سنن الترمذي، ح1956.
    [4] الكافي، ج2، ص 103.
    [5] المصدر السابق.
    [6] مستدرك الوسائل، ج8، ص321.
    [7] عيون أخبار الرضا، ج1، ص315.
    [8] الطبقات الكبرى، ج1، ص274.
    [9] مداراة الناس لابن أبي الدنيا، باب مداراة الرجل زوجته وحسن معاشرته إياها، ح153.
    [10] ج5، ص252، باب في بشاشة النبي، ح3721.
    [11] مجمع الزوائد ومنبع الفوائد، ج9، ص17.
    [12] صحيح مسلم، باب من فضائل جَرِيرُ بْنُ عَبْدِالله، ح4529.
    [13] مسند أحمد بن حنبل، حديث أبي الدرداء، ح21190.
    [14] سورة النمل، الآيات: 18-19


  • #2

    اللهم صل على محمد وال محمد
    احسنتم ويبارك الله بكم
    شكرا لكم كثيرا

    تعليق

    المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
    حفظ-تلقائي
    Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
    x
    يعمل...
    X