إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

هؤلاء بناتي

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • هؤلاء بناتي


    منتهى محسن,
    (1)كبرياء الطف

    الشبل الشجاع
    يا لذلك النفس الصادق الذي تحلت بها جوارح إمامنا العباس وهو قبال عذب الماء وتحت وطأة الظمأ الشديد، فقد اثر على نفسه وترك برودة الماء تتسرب بين انامله، دون ان يطفأ القليل من لهيب عطشه، لأن جوف الحسين خال بلا ماء .
    وقد استل هذا البطل سماته من صفات والده الإمام علي (ع)، وما فدائه العظيم يوم الطف إلا مصداقا لتزوده من منهل ذلك الأب العظيم .
    فكما افنى الامام علي (ع) حياته وايامه الشريفة في مساعدة المحتاج كحمل التمر والخبز الى الايتام والمساكين ليلا، صار شبله العباس(ع) يتبع خطاه موزعا الطعام ليلا برفقة اخيه الحسين(ع) الى جياع مكة والمدينة.
    ومثلما كان عليَّ(ع) باب حوائج الرسول (صلى )، وكل ذي حاجة من الرسول يتوجّه الى علي ويدعوه أوّلاً، كذلك كان العباس باب الحوائج عند اعتاب الحسين، وكان كل من يقصد الحسين لحاجة، يندب لها العباس .
    ومثلما بذل يعسوب الدين نفسه الزكية للذب عن نبي الله حين نام في فراشه، ضحّى العباس (ع) بنفسه يوم عاشوراء حينما توجّه لجلب الماء للأطفال موثقا ابلغ صور الفداء والوفاء، وكما قاتل الامام علي (ع) بين يدي الرسول (ص)، قاتل العباس بين يدي اخيه الحسين الى ان قُتِل ، ومثلما سار الأب الى الاعداء بمفرده لنصرة دين الله ، برز العباس ايضاً الى الأعداء بمفرده. هكذا شب الامام العباس حاملا صفات والده بطل الاسلام ومزايا امه الوفية السيدة فاطمة الكلابية، ليتطابق الاسم مع المُسمّى واللقب مع المُلَقَّب، ويصدق اللقب والاسم والعنوان على من يُطلق عليه.
    سمي العباس عباسا لأنه كان ينقضُّ على الاعداء كالأسد شدّيد البأس، وكان في ميادين الوغى كالليث الهصور يلقي الرعب في قلوب الاعداء.
    وكنى بأبا الفضل لان فضله لا يخفى نوره ولا يخمد سناه، ولقب بالسقا لأنه كان يجلب الماء ويسقي العطاشى في سفر كربلاء والى خيام حرم رسول الله، انه سليل هاشم وعبد المطلب وأبي طالب الذين كانوا يقدمون بسقاية الحاج، وهو قمر بني هاشم وكأنه القمر في سطوعه في الليلة الظلماء.
    وصار شهيرا بقضاء الحوائج، وما حجيج الموالين لمرقده في النوائب والملمات إلا دليلا على مكانته ومنزلته عند بارئه جل وعلا ، فالكثير ممن توسّلوا بعتبة فضل ابي الفضل، وتوجّهوا الى باب كرمه ومروءته، شفوا، او حُلّت مشكلاتهم واستجيبت دعواتهم بإذن الله تعالى.
    لله در الشاعر الحاج محمد رضا الأزري في قوله:
    فانهض الى الذكر الجميل مشمّراً... فالذِّكرُ أبقى ما اقتنتـه كِرامها
    أوما أتاك حديث وقعة كربــلا ...أنّى وقـد بلـغ السمـاء قتامها
    يوم أبو الفضل استجار به الهدى... والشمس من كدر العجاج لثامها (1)
    (1) رياض المدح و الرثاء.
المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
حفظ-تلقائي
Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
x
يعمل...
X