إشعــــــــــــــــــارات .. .iزهراء الاسدي
وكم تغمُرنا تلك الأجهزة الرقمية بإشعاراتها ..
وتملانا لهفة لمتابعة وسائل تواصلها بكل الوقت وباغلب الأحيان ..
ما إن يرن الاشعار حتى تجدنا نمسكها بحثا عن أشياء مفقودة بحياتنا ..
او إستزادة مما هو موجود والفنا لذته كالمعلومات النافعة والتواصل الهادف
ودفء المشاعر وآنية التفاعل ..
وبين السلب والايجاب فُسحات ومساحات ..
لكن التركيز على الإيجابية يزيدها كما اتفقنا سابقا..
فتلك البوابة الكبيرة التي كم كنا نبذل جُهدا لنطلع ونُطالع ونسمع معلومات قيمة ؟؟
كم كانت عوالمنا جافة خالية من كيفية التعبير ..
ومن موضوعة الكتابة ..
وكم باتت اليوم مزدحمة بما نختاره من نفعية او عبثية ..
فالخيار خيارك ..
والسوق واسع لك فاشتري ما شئت والمال وقتك ولحظات عمرك ..
إن كنت متدني الاستحقاق قبلت بكل ما يُعرض من بضائع فاسدة ومشوبة ..
وان كنت عالي الاستحقاق والوعي لم تهدر مالك على ما يضر ولم تشتري ما لا ينفع ولا عبثية التواصل ..
نعم نحتاج لبعض الترويح ولا بأس به
لكن حدد وقته وأطره ..
ولا تدخل مداخل القال والقيل والاعلام المهول للحقائق والمروج لما ينفع غيرك ..
مشاهداتك قيمة ..
كم يحرص كل صُناع المحتوى عليها ..؟؟
ويوصُك بها بكل فديو يُبث ؟؟
فلا تهبها لكل من هبّ ودب ..
فكم من الفديوات التي لا تستحق رؤية ومتابعة شخص واحد
يتابعها الملايين ويقبض أصحابها بترويج أفكارهم التافهة وتفاصيل حياتهم المملة الاف الدولارات ..
لا شيء مجاني ..
كل شيء تدفع ثمنه من تمحور افكارك ..
وسوء او سعادة مشاعرك من وقتك من طاقتك التي ستنضب ببندولات الطاقة التي يُثيرها كل من هب ودب
ويسحبونك بالرفض او القبول ..
وبكلا الحالتين هم يتغذون على طاقتك ويمتصوها ..
فكن واعيا عاليا عن الميل لهذا وذاك ..
مشجعا لهم او مدافعا عن آخرين ..
اصنع عوالمك وطرزها بامثالك ممن ينحون منحى الفكر والتعقل والاتزان ..
نعم لسنا ضد هذه العوالم ..
لكن مع ذلك كن قوي النوايا عالي الهمة بتلقيك للوعي ونشره وعملك على نفسك.
عندما تُركز قوة العقل الهائلة على أهداف محدودة ..
سرعان ما تشعل لهيب امكاناتك الشخصية وتحقق نتائج مذهلة .
&&&&
أفكار أفكار أفكار ....
تغمرنا بإنسيابها ليل نهار
شلالٌ لا يهدا وقعُه ..
وفيض انشغال لا تبلغ عالي مداره ..
ستة الاف فكرة يوميا ..!!
نعم بهذا العدد المهول تُحيطنا الأفكار بأمواجها المتعالية ..
هذا تزوج ؟؟ ذاك سافر ؟؟
لم احصل على وضيفة ..زوجي لا يحبني ..عمتي أزعجتني ..مديري ..
صحوي نومي ليلي رزقي اهلي عملي جيراني اولادي حبي كُرهي تطوري تشكّي خوف قلق ضجيج ظلم
الى مالانهاية من فيضانها المنهمر المتتابع ..
كيف أخفف منها ؟؟
كيف أهدء عقلي من ضجيجها المتعالي ليل نهار بل حتى باحلامي وبساعات نومي
وعلاوة على ذلك اجد وكأن كل الناس متخصصين بتشتيت طاقة تركيزي بالافكار الإيجابية ..؟؟
عجباً ربي ما الحل ؟؟
كيف أنجو بنفسي لا ستطيع ان انتظم بذراتي ؟؟
خاصة عندما علمت أن انتظام افكاري قائد لاتزاني وسعادتي
بل قائد لاتزان اسرتي وكل من حولي
ورائدٌ لاتزان عملي وابداعي به أيضا ..
فما الحل ؟؟وهل هنالك من حل ؟؟
كيف اغلق فكري ؟؟
كيف امنع طوفان تلك الأفكار المقلقة والمخيفة من الماضي وتجاربي المحبطة به
ومن المستقبل وجبال خوفي منه
كيف أدكُها دكاً ؟؟؟كيف ؟؟
الحل سهلٌ جدا ..
خاصة وانك ترغب الان بالتغير وبكل قوة ..
اترك الأفكار السلبية ولا تعتني بها أصلا ..
ركز بليزر تركيزك على الإيجابي فقط
عُد لهدفك الأصلي ...
أكتب هدفك ...
أكتب نواياك ..
ضعها بلوحة أمامك ..
او بخلفية لموبايلك ..
البسها برموز بملابسك او يديك
مثلا إذا كنت تبحث عن النجاح أشتري ملابس عليها عبارات النجاح
لو كنتي تبحثين عن الزواج والحب البسي رموز القلب بمجوهراتك بملابسك ..
اهجري المحبطين وذوي الطاقة المتدنية
اشبكي مع الواعين الناجحين ..
وكمثال بسيط
لو احببت أن تاكل أكلة ما
قمت بالطلب على الانترنت مع محل الاكلات
اعطيتهُ التفاصيل للطلب والعنوان ..
تاهب للاستقبال ..
وتهيأ لوصول الطلب حضر نفسك وكانه قادم بشكل لايحتاج لشكٍ ابدا ..
واربط مع الامر وكانه بات واقعا ثم تأهب للخطوات التالية من النجاح والنوايا الطيبة ومن هنا فقد استطعت ان تحدد وتخصص افكارك بما هو إيجابي وبالتفكير بما تريد وتحب وترغب ..
واهمال زخم وحُزم الأفكار السلبية والاحباطية والمخيفة بحيث تتلاشى نهائيا ..
لتكون إيجابيا ناجحا قائدا لا فكارك ومختارا لها
غير مقود مع العقل الجمعي
وثق أن حياتك هي خيارك وانت المسؤول الأول عنها ..
واعلم ان الأفكار هي حُزم صغيرة من الطاقة ..
وطبيعة تفكيرك تحدد جودة حياتك ..
&&&&&
رُبان السفينة ..
وتمرُ الايام وتنقضي الشهورُ والدهور ويعيش الانسانُ دوامة الصراع بين ما مضى وما هو آت ..
وبين ما قدم وما أخر ..
وقد يتألم من فعل ما ويبقى قابعاً في زنزانة الماضي يلوم نفسه ويندبُ حظه حول تلك الفرصة التي مضت ولم يٌحسن استثمارها ..
تاركاً عشرات الفرص تفوته وتضيعُ عليه مجدداً بسبب قصور نظره حول فرصة واحدة باعتباره لها لا تتكرر ..!!
ما دمت في الحياة فكل يوم هو فرصة جديدة لك لوضع خطط وتطبيقها مستقبلا والندم على الماضي والتأنيب والشجب والجلد للذات يجعلها مهزوزة مهزومة لا تتخذُ قراراً وتخاف من الفوت ومن الخسارة ومن الربح حتى ..
فكثير من الناس يختارُ الموت على أن يختار التغيير ويتحرك من موقعه قيد انملة
ثم يسمي ذلك صبراً وقناعة ...!!
ويكرر المؤمن مُبتلى واذا أحب الله عبداً إبتلاه ..
نعم نحن مع مصداقية تلك الاحاديث ..
لكن حب الله للعبد المبتلى لا نه يدفعه للتغيير والجهد والسعي والمثابرة والمحاولة
فالحركة هي نتاج الانسان الواعي وبها يصعُد ويهبط في سُلم الحياة ..
ويعيش يوما الدهر بسوئهما وحُسنهما لانه ساعٍ للتغيير وعالمٌ أن دوام الحال من المحال ..
وان الله يحُب المؤمن القوي ولايُحب المؤمن الضعيف والخانع والمتخاذل والراكد في دائرة الكسل والراحة ...
بل المنتظر من الله بقلة وعيه وإدراكه أن يغير حاله وحياته وماهو فيه باعتباره صابراً ماجورا
وماعلم أنه عاجزاً مأثوما
فقول الله صريحٌ غاية الصراحة وبكل الوضوح
(إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ [الرعد:11]))
فنكرر السؤال الواضح جداً الذي لا يحتاج لتكرار اصلا او لشرح
من اين يبدا تغيير حالك ؟؟
تغيير وضيفتك ؟؟
تغيير فقرك ؟؟
تغيير افكارك ؟؟
تغيير من حولك من ناس ؟؟
تغيير أسرتك ؟؟
تغيير مجتمعك ؟؟؟
وتاتي الاجابة الحقة كالشمس البازغة التي لاتحتاج لبيان وإثبات او شرح وتعليل
من نفسك ...
التغيير من نفسي كرر هذه العبارة مراراً وبكل وعي
واترك ما كان وعش لحظاتك وتأهب لما يكون ..
عش اللحظة الانية واستمتع بجمالها هنا والان ..
فمنها سينبثق المستقبل ..
وكن أنت صاحب القرار الاول بحياتك ورُبان السفينة وستجد الفرص متتالية متوالية عليك ..
تقودك لعالم أرحب انت المختار فيه وانت القائد فيه وانت المُحرك فيه ..
لا ظالم ولا حكومة ولا اهل ولا ظرف يجبرك به على شي ..
حينها ستشعر بانسياب الراحة لكل مفاصل حياتك ..
بل لكل مفاصل حياتك وتعتنق افكارك التي هي من صنعك ..
بان الحياة جميلة وسهلة وفي الكون وفرة وفيه فرصٌ لا تنتهي ولنا رب كريم وانا واثق بعطاياه ومغمورٌ بنعمه ..
حينها سترسُم ما سيحدث لك بفرشاة تفاؤلك او تشاؤمك ..
لكن كن متقيناً أن الخيار كان ومازال خيارُك ...
على موائد الجنة..
وعلى موائد الجنة تلك الغُرف المفروشة والزرابي المبثوثة ..
قال تعالى :
((وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاعِمَةٌ ، لِسَعْيِهَا رَاضِيَةٌ ، فِي جَنَّةٍ عَالِيَةٍ ، لَا تَسْمَعُ فِيهَا لَاغِيَةً، فِيهَا عَيْنٌ جَارِيَةٌ ،فِيهَا سُرُرٌ مَرْفُوعَةٌ ، وَأَكْوَابٌ مَوْضُوعَةٌ ، وَنَمَارِقُ مَصْفُوفَةٌ، وَزَرَابِيُّ مَبْثُوثَةٌ ))
سورة الغاشية .
وحين نتصفح نعيم الجنة نعيش بعوالم اللاشعور والانهمار الازلي الابدي للبركات والالطاف والعطايا والهبات ..
ما لاعين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر ..
كم نحتاج أن نغمض عيوننا مع ضجيج الحياة وصخبها المستمر وأخبارها المُحبطة للمشاعر والمُشلة للعقل ..
لنتامل في جنةٍ عرضها السماوات والارض أعدت للمتقين ..
قف أمام شجرة باسقة في يوم عليل الهواء وانظر الى فروعها النابتة واغصانها المتدلية وأزهارها المكتضة وتأمل قول الله تعالى :
( وَدَانِيَةً عَلَيْهِمْ ظِلالُهَا وَذُلِّلَتْ قُطُوفُهَا تَذْلِيلا ) قال: لا يردُّ أيديَهم عنها بُعد ولا شوك.
قف أمام ماء نهر جارٍ وتأمل روعة هدير قطراته ثم ضع يدك ودعها تجري مع دفق أمواجه ..
كم من الراحة وقوى التشافي خلقها الله فيما حولنا من طبيعة وجمال هادئ شفاف
وتأمل قوله تعالى
((وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ جَنَّتَانِ * فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ * ذَوَاتَا أَفْنَانٍ * فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ * فِيهِمَا عَيْنَانِ تَجْرِيَانِ * فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ))
وحين تريد أن تنصح أحدا وتردعه عما يرتكب من ذنب ...
ذكره بنعيم الجنة بكل حُب ولطف وابعث مع كلماتك طاقة هداية لؤلؤية تغمرك وتغمره ..
إن إستجاب لك فلحتُما معا وان لم يستجب فما خسرت شيئا وكسبت أجرا ..
فالرحمة صفة الله الواسعة والشاملة لكل عباده برهم وفاجرهم
قال تعالى (بسم الله الرحمن الرحيم )
إبدأ بالرحمة والترغيب ولو لم ينفع إدعوا له بالهداية ..
ولاتبدأ بالترهيب والتخويف والعذاب وسقر والجحيم فرحمته وسعت غضبه
قال تعالى قال عذابي أصيب به من أشاء ورحمتي وسعت كل شيء فسأكتبها للذين يتقون ويؤتون الزكاة والذين هم بآياتنا يؤمنون )
فرب رحيم كريم واسع عليم خلق جنانه الوارفات وصنوف نعمها المتعددات ..
لهو قادر على أن يلفّ قلبك وقلوب خلقه بالرحمة والمغفرة والرضوان والعفو ..
ثق به وافتح مياه قلبك المنهمرة ذنوبا على زمزم جنانه ..
وبكل حين ووقت وزمان ومكان تخيل أنك من أهل الجنة ..
ولاتقبل ثمناً لعمرك وأعمالك دونها بدلاً..
فهي استحقاق كل طيب ونقي ومتسامح وتقي ..
ستشملك بربيعها الممتد ونعيمها السرمدي الازلي ..
فردد بكل شوق ومشاعر حب
(رب إجعلني من أهل الجنة التي حشوها البركة وعُمارها الملائكة ).