![](https://www.almaaref.org/uploaded/sumimages/20220221095117.jpg)
وسرّ هذا التشديد في الحكم على تارك الصلاة، أنّ ارتكاب المحرّمات ينشأ غالباً من غلبة الشهوة على الإنسان، ودفعها إيّاه نحو المعصية، كما هو في الزِّنا، أو من سيطرة الغضب عليه، فتدفعه نحو الذنوب العظام والقذف، والقتل وغيرها من الموبقات، أمّا ترك واجب كالصلاة، فإنّه لا تتدخّل الشهوة ولا الغضب إطلاقاً في دفعه نحو ترك الصلاة، بل الأمر منحصر في استخفاف الإنسان بحكم الله، واستحقاره للأوامر الدينية، فلهذا السبب دخل ترك الصلاة في عنوان الكفر بالله، فقد روى مسعدة بن صدقة قال: سمعتُ أبا عبد الله عليه السلام وسُئل: ما بال الزاني لا تُسمّيه كافراً، وتارك الصلاة قد تُسمّيه كافراً؟ وما الحجّة في ذلك؟ قال: "لأنّ الزاني - وما أشبهه - إنّما يفعل ذلك لمكان الشهوة، فإنّها تغلبه، وتارك الصلاة لا يتركها إلا استخفافاً بها، وذلك أنّك لا تجد الزاني يأتي المرأة إلا وهو مستلذّ لإتيانه إيّاها قاصداً إليها، وكلّ من ترك الصلاة قاصداً إليها، فليس يكون قصده لتركها اللذّة، فإذا انتفت اللذّة وقع الاستخفاف، وإذا وقع الاستخفاف وقع الكفر"- قال مسعدة بن صدقة: وقيل لأبي عبد الله
![](https://ahbabhusain.net/vb/images/smilies/as.gif)
![](https://ahbabhusain.net/vb/images/smilies/as.gif)
قال الإمام الباقر
![](https://ahbabhusain.net/vb/images/smilies/as.gif)
![](https://ahbabhusain.net/vb/images/smilies/as.gif)
فالاستخفاف بالدين واضحٌ في ترك الصلاة، وأظهر من غيره، قال الله تعالى: ﴿وَإِذَا نَادَيْتُمْ إِلَى الصَّلاَةِ اتَّخَذُوهَا هُزُوًا وَلَعِبًا ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لاَّ يَعْقِلُونَ﴾[4].
قربان الأتقياء، دار المعارف الإسلامية الثقافية
[1] ثقة الإسلام الشيخ الكليني، الكافي، ج 2 ص 386.
[2] الكليني, الكافي، ج 3، ص 269.
[3] م. ن، ج 3، ص 270.
[4] سورة المائدة، الآية 58.