إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

الحرب السرية ضد الإمام المهدي (عجَّل الله فرجه) حالياً

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الحرب السرية ضد الإمام المهدي (عجَّل الله فرجه) حالياً




    مجتبى الساده
    كل البشرية تنتظر خروج المخلّص والمنقذ آخر الزمان وتنتظر نشر القسط والعدل في كافة أرجاء المعمورة، وأن معنى الانتظار أمر يرتبط بعمق الفكر الإنساني وبالمبادئ والقيم العالية، ولكن المثير حقاً أن الانتظار يختلف من فرد لآخر ومن جماعة لأخرى، ويعتمد ذلك بناءً على القيم والأهداف والمصالح التي يقرها الأفراد والجماعات وينطلقون منها، وهكذا نجد من ينتظر وكله شوق ولهفة لرؤية الطلعة البهية، والأمل والحلم بالعيش في دولة العدل الإلهي، فيستعد ويهيئ الظروف المؤاتية لإنجاح مقتضيات الظهور وتحقيق شرائط اليوم الموعود، ويعمل ليُمهد الأرضية لمقدم المخلّص آخر الزمان، ومن جهة أخرى نجد من تتعارض مصالحه مع هذا الخروج فيضع العقبات ويصنع الحواجز لتأخير الظهور، ويعمل بجدية وحماس وبشكل خفي لتقويض عقيدة المخلّص ونسف أصل الفكرة.
    الحروب السرية أمر حقيقي وواقعي في عالمنا المعاصر، وهي عبارة عن تراكم مجموعة من الأفعال والإجراءات الخفية التي يجرى تطبيقها بشكل مستقل أو مترابط على مراحل زمنية متعاقبة وفي مواجهة قضية محددة (كالقضية المهدوية مثلاً)، رغم أن بعض الأشخاص ربما لا يشعر بها، وفي الأساس هي مواجهة أيديولوجية وثقافية وسياسية، وفي بعض الأحيان عسكرية غير مباشرة، وفي هذه المواجهة لا يعلن فيه النزاع والصراع على الطرف المقابل بشكل رسمي، إنما يتم ذلك خلف الكواليس وفي الخفاء، وهي تركز بأساليبها على الاستمالة والتزييف والإغواء والجذب ومن دون أن تظهر أهدافها للعيان، علماً بأن أساليب ووسائل الصراع الخفي تتطور مع مرور الأيام حسب المراحل التاريخية المعاصرة والمناخات الثقافية الراهنة، والحرب التي نحن بصددها تتمحور حول الإمام المهدي (عجَّل الله فرجه) مُخلّص آخر الزمان، وبالخصوص الأطروحة الإمامية (الاثني عشرية)، والوجه الآخر (الأعداء) عبارة عن النظام السياسي، الذي انهمك في صياغة وتصميم هذه الحرب بناءً على مصالحه، والذي يرى أن المهدوية تتعارض مع الأهداف والغايات الكبرى لديه.
    الانطلاقة الأخيرة للحرب الخفية:
    منذ انطلاقة الإسلام والأعداء يقودون حرباً لتشويه العقائد الإسلامية، ومنها بالخصوص العقيدة المهدوية، وقد مارس الأعداء الحرب ضد المهدوية منذ تاريخ طويل حتى قبل أن يولد الإمام المهدي (عجَّل الله فرجه) عام ٢٥٥هـ، فمارست الدولة الأموية تشويهاً فكرياً وثقافياً ضد المهدوية، وشنَّت السلطات العباسية حملة شعواء فكرية وأمنية ضد الإمام المهدي وآبائه (عليهم السلام)، واستمر هذا العداء متواصلاً مع مرور الزمن ولازال ثابتاً حتى يومنا هذا، وهذه المعاداة تأخذ أشكالاٌ مختلفة وبسياسات ومنهجيات متنوعة حسب ظروف المحطات التاريخية المتعاقبة، وهو حلقة من صراع دؤوب بين الخير والشر وبين الحق والباطل.
    في المحطة الزمنية الأخيرة وعلى ضوء التحولات والتقلبات السياسية الكبرى في العالم الإسلامي بعد عام ١٩٧٩م، وقع الغرب تحت تأثير عقائد ونبوءات آخر الزمان، وترسخ أكثر بعد أحداث ٢٠٠١م ومخاضات ٢٠٠٣م، فقد شاع في أمريكا بين المسيحيين والإنجيليين الجدد الاعتقاد بنبوءات توراتية، مما خلق مناخاً وظروفاً مؤاتية لظهور شكل جديد من هجوم الغرب على المهدوية - وإن كانت هناك سوابق تاريخية ولكنها أقل شراسة - وهكذا كثف الأعداء صراعهم السري ضد الإمام المهدي (عجَّل الله فرجه)، وهم يسعون إلى تقويض العقيدة المهدوية المنغرسة في وعي الأمة الإسلامية، وهناك شواهد وإثباتات عديدة ومؤكدة تدل على أن الحرب الأخيرة (السرية) التي يشنها الغرب والاستراتيجيات والتكتيكات المستخدمة فيها أكثر شراسة وأقوى حدّية من المواجهات التي قبلها.
    لقد غزت أمريكا وبريطانيا وبعض دول التحالف العراق عام ٢٠٠٣م(١)، ولم يكتفوا بذلك بل حرصوا على تعميق الصراع المذهبي وإثارة الفتنة الطائفية بقوة، والذي خَلّفَ ولا يزال العديد من حركات وتيارات ذات طابع ديني ولكل منها أهداف خاصة، وفي خضم هذه الأحداث ظهرت عدة جماعات تدّعي المهدوية أو السفارة زوراً أو تزعم أن لها ارتباطاً بشكل من الأشكال بالمهدوية، وهذه الحركات وعلى كثرتها في العراق في الآونة المعاصرة، عبارة عن مؤامرة ضد العقيدة المهدوية وهدفها الرئيس مناهضة الإمام المهدي (عجَّل الله فرجه).
    إن أحداث الحادي عشر من سبتمبر ٢٠٠١م، وأحداث غزو العراق ٢٠٠٣م تعتبر تحولاً مفصلياً في الحرب الخفية ضد المهدوية، تغيرت معها الأساليب والاستراتيجيات وتغول الأعداء على الإمام (عجَّل الله فرجه) تغولاً مضاعفاً عما كانوا عليه منذ عقود، وصاروا يتحركون علناً، ووصل صلفهم وعدوانهم إلى تفجير قبة الإمامين العسكريين (عليهما السلام) عام ٢٠٠٦م(٢) وهدفهم من وراء ذلك عدة أمور منها:
    - تعميق الفتنة الطائفية بين المسلمين كافة والعراقيين خاصة.
    - محاربة فكر وعقيدة صاحب المقام الحالي بقية الله (عجَّل الله فرجه).
    - الحصول على البصمة الوراثية (DNA) للإمام المنتظر (عجَّل الله فرجه).
    ومن المؤكد أن كل الإجراءات السرية في الحقبة الأخيرة والموجهة ضد المهدوية بطريقة غير مباشرة كانت مدبرة ومخططاً لها بإحكام، وتديرها أيدٍ خفية تتولى رسم السياسات وإشعال المؤامرات من وراء الكواليس وتوجه أذنابهم للتحرك هنا وهناك، فهذه الكيانات الغامضة التي يتحدث عنها الناس في الكتب والبرامج الثقافية باعتبارها شيئاً سرّياً شديد الغموض ظهرت على حقيقتها في العراق، وظهر لها أدوات وأساليب خبيثة وعجيبة، عملياً لا نراها ولكننا نرى آثارها وأفعالها وكأنها شبح مخيف أوتي قدرات خارقة، ويتضح لنا الأمر بجلاء عندما نقرأ كتاب (بروتوكولات حكماء صهيون)(٣) أو الكتاب الشهير (أحجار على رقعة الشطرنج)(٤)، ويبقى السؤال قائماً: من يقف خلف هذا العداء للإمام (عجَّل الله فرجه)، ويدير الحرب السرية ضده، ويدعم ويساند جماعات ادعاء المهدوية؟ وما الأهداف الاستراتيجية والمسوغات الفكرية والأسباب الحقيقية وراء هذا الصراع؟


    يتبع

  • #2
    من هم الأعداء؟
    كل من تتضارب مصالحه مع مبادئ العدل والقسط الإلهي، وكل من يخاف المنقذ الرباني تراه لا يتمنى خروجه، وكل من يحمل مبادئ وسلوكيات وأهدافاً تخالف ما يحمله المهدي يكنّ البغض والكراهية له، وكل من يعتقد أن زوال سلطته ونفوذه وحكمه على يديه تراه يعلن العداء للمهدي قبل ظهوره، ومن هنا يجب أن ندرك حقيقة النوايا وطبيعة الأهداف التي تميز العدو الحقيقي للإمام (عجَّل الله فرجه)، وأن نشخّص بشكل واضح ودقيق الطبيعة الشريرة للمعسكر المعادي، بالرغم من أن أئمتنا الأطهار (عليهم السلام) قد صرحوا مراراً بأن أعداءهم قد حاربوهم لأجل الدنيا والمصالح المادية.
    لا يساورنا أدنى شك في أن أعداء الإسلام يقفون خلف مشاريع مناهضة المهدوية، وأن جميع المؤشرات والمعطيات في ملف الحرب السرية تشير إلى أن العدو الحقيقي والذي غايته الكبرى ومصلحته الرئيسية تتمثل في تقويض المهدوية والقضاء على الإمام المهدي (عجَّل الله فرجه) هي (الصهيونية)(٥)، حيث جميع أحلامها وآمالها تتحطم على يديه، وهذا الذي يبرر وجود خطط سرية يجري رسمها وتحضيرها بين الصهيونية واليمين الإنجيلي الأمريكي، والذي جل أعضائه من (اللجنة الأمريكية الإسرائيلية للشؤون العامة) (الايباك(٦) - aipac)كما أنهم من مؤيدي الكيان الصهيوني، ويعتبرون الدفاع عن وجوده وأمنه رسالة مقدسة للمسيحيين الأصوليين الأمريكيين وواجباً دينياً مقدساً، ومن أهم أهدافها التي صرحت بها: (الدفاع عن إسرائيل من أخطار الغد)، وبالتأكيد فإن المهدوية تشكل أكبر تهديد مصيري، وخطر وجودي على دولة إسرائيل في الحاضر والمستقبل، وكذلك مصدر الخطر الحقيقي على الحركة الصهيونية في العالم.
    إن الرابط الأساسي لتشكيل الأعداء المناهضين للمهدوية بصورته الحالية، هو المتمثل بتركيبته المتمثلة في الصهيونية (المحرك والمنظِّر الأساسي للحرب) وتحالفه مع اليمين المسيحي المتصهين في الغرب (المنفذ لاستراتيجيات الحرب السرية)، فإن هذا الكيان تكوّن بناءً على تغيرات جوهرية ومفصلية في الرؤية المسيحية لليهود، فوفقاً للعقيدة الكاثوليكية، فإن الكنيسة المسيحية سابقاً (تأخذ بمنهج التفسير اللاهوتي المجازي وليس بالتفسير الحرفي للتوراة، وكانت ترى أن عودة اليهود إلى الأراضي المقدسة (في فلسطين) لا تنطبق على الفقرات الواردة في التوراة، لكونهم قد اقترفوا إثماً فطردهم الله تعالى من فلسطين إلى منفاهم في بابل، وعندما أنكروا أن يسوع هو المسيح المنتظر نفاهم الله تعالى ثانية، وبذلك انتهى وجود ما يسمى (الأمة اليهودية) إلى الأبد، وعلى أساس ذلك تميل الكنيسة الكاثوليكية إلى الفصل بين اليهود المعاصرين والعبرانيين القدامى، واعتبرت فلسطين الوطن المقدس الذي أورثه المسيح لأتباعه المسيحيين، وأن القدس هي مدينة العهد الجديد المقدسة وليست صهيون اليهودية)(٧)، ولكن ما الذي حدث حتى وصلنا للوضع الحالي، ووجدت المسيحية الصهيونية؟ وكيف تغيرت نظرة ورؤية بعض المسيحيين ١٨٠ درجة؟
    بعد عقود من جهود الماسونية والصهيونية في أوساط الكنائس المسيحية، وبعد ظهور حركة الإصلاح الديني (المسيحية) في القرن السادس عشر في أوربا(٨)، استطاعت الصهيونية تجاوز هذه الإشكاليات بتبسيط القضية، وذلك بخلق وصنع نظرة جديدة عن الماضي والحاضر اليهودي، حيث تنكرت للاعتقاد الكاثوليكي التقليدي حول اليهود، ونجحت في بعث ونشر فكرة أن اليهود أمة مختارة مفضّلة في أوساط المسيحيين، فأعطت للمسيحية بعدها السياسي الأيديولوجي، وقد استغلت الصهيونية التزاوج بين المصالح الاستراتيجية لليهود وبين التطلعات المسيحية المستقبلية، فحققت نجاحاً واسعاً جداً عندما تسللت إلى عمق التفكير المسيحي البروستانتي(٩)، وأخذته نحو منحى جديد من خلال تلازم تام بين قيام إسرائيل الكبرى ومعركة هرمجدون كمقدمة وشرط لعودة المسيح، وهذا أكبر وأخطر تأثير قامت به الحركة الصهيونية على الشعوب الغربية وبالخصوص على رجال السياسة منهم، وذلك بالاختراق الصهيوني لعمق معتقدات المسيحية ومفاهيمها، والأمر الأخطر من ذلك هو تحويلها إلى رسالة عالمية، وعلى أسس ومبادئ لم يثبت أنها آتية من السماء على الوجه القطعي.
    وفي ضوء الثقافة الصهيونية المهيمنة اليوم، وانطلاقاً من رواسب النبوءات التوراتية، فإن اليمين المسيحي المتصهين، - وبناءً على مصالح سياسية ودوافع دينية - يقوم بدعم إسرائيل ويدافع عنها بشكل منقطع النظير، ويكنّ العداء الراسخ للمهدوية، ويواصل هجماته المحمومة على الإمام (عجَّل الله فرجه)، وليس غريباً أن نجد جميع دعاة النبوءات وحرفية الكتاب المقدس من زعماء اليمين المسيحي يربطون النبوءات ربطاً مباشراً بيهود اليوم وبدولة إسرائيل، ثم تطبيق هذه النبوءات وخطة الله تعالى بأكملها على الأحداث المعاصرة التي تتعلق بإسرائيل بالدرجة الأولى، ونتيجة لارتباط الأهداف الاستراتيجية أو المسوغات والركائز بقيام صهيون الكبرى، يصبح العداء للمهدوية صفة ملازمة للصهيونية، وذلك لأن المهدي يشكل عقبة في طريق الأهداف، ولا سيما أن تحقيق النبوءات التوراتية لا يعتمد فقط على الرغبة والخطة في تنفيذها، بل أيضاً على تجاوز العقبات التي تحيلُ دون تحقيقها، أخذين بعين الاعتبار حقيقة المهدوية وأهدافها، وأن بداية ظهوره سيكون من مكة المكرمة وسينطلق لتحرير المسجد الأقصى في القدس، وهكذا نجد الأعداء مازالت وستظل لفترة طويلة تضع المهدوية محل اهتمامها، وما انتشار هذا الكم الكبير من مظاهر العداء للإمام (عجَّل الله فرجه) والأساليب العديدة ذات المغازي المشبوهة إلّا دليل على ذلك، ومن جهة أخرى نستوعب أيضاً قدرة وسيطرة وتغلغل الماسونية والصهيونية في مؤسسات الهيمنة السياسية الغربية، ودفعها بشكل خارق لعداء الإمام (عجَّل الله فرجه).
    بعد كل هذه الحقائق الفكرية والتاريخية الدامغة، فإن الجهة أو الكيان الذي يحارب الإمام (عجَّل الله فرجه) هي...، بالتأكيد الجواب تجده عند من له السطوة والتأثير في أروقة المؤسسات السياسية الأوربية والأمريكية، وتجده أيضاً عند حاخامات ودهاقنة سياسة ومال وإعلام، والذين يديرون الصراعات الدولية والأزمات العالمية خفْية من وراء الكواليس وفق مصالحهم وأهدافهم.
    يتبع

    تعليق


    • #3
      المسوغات الفكرية والركائز العقائدية لمعاداة المهدي (عجَّل الله فرجه):
      قد يستند الفرد في الإجابة على سؤال: (لماذا يحاربون المهدي؟) إلى مسوغات فكرية أو دينية أو تاريخية أو سياسية أو فلسفية أو حتى سوسيولوجية(١٠)، ولا شك أن لكل واحدة منها شطراً من المصداقية في كشف الأسباب، إلّا أن الأكيد أن تظافرها سينتج إجابات أقرب إلى مطابقة الحقائق وفهم الواقع.
      لقد احتلت معتقدات وتنبوءات آخر الزمان، والعودة الثانية للمسيح، والمخلّص المنتظر مكاناً بارزاً في السنوات الأخيرة في فضاء الثقافة لدى الشعوب الغربية، وقد نشأ عن هذه المعتقدات ميل مسيحي قوي للاعتقاد بأن قدوم المسيح ينتظر إنشاء دولة إسرائيل الكبرى(١١) وبناء الهيكل ومعركة هرمجدون، ولكن الخطر الأكبر كان في الميل إلى استخدام القوة العسكرية في سبيل الوصول إلى النهاية، خاصة في تسوية النزاعات الدولية: مثلما منّى الرئيس الأمريكي (بوش الابن) نفسه (بأن الله هيأ له جميع الظروف لمعركة (هرمجدون) وقدوم المسيح)، وكان قد سبقه إلى هذا الحلم بامتياز الرئيس (ريجان) يوم اجتياح إسرائيل للبنان ١٩٨٢م حيث قال: (إن معركة هرمجدون بدأت علاماتها ليظهر المسيح)(١٢)، ولهذا ضاعفت الصهيونية نشاطها، ونجحت إلى مدى بعيد في كسب الأوساط المسيحية، واستطاعت أن توجه الكنائس الغربية بثقافتها التوراتية والتلمودية، وأن تحوّل الرؤية المستقبلية المسيحية بشكل جذري إلى اليهودية، وأن تتبنى الكنائس المسيحية الغربية وجهات النظر الإسرائيلية، حتى أصبح (العهد القديم)(١٣) هو المرجع الروحي للمسيحيين الغربيين بشكل عام، ولذا يعزى لقناعات مؤسسات السياسية الغربية ومواقفها، تمسكهم بالتوراة ونبوءاتها، بالإضافة إلى أن هناك عوامل ومفاهيم عديدة رفدت الفكر اليهودي والمسيحي على مر السنين، وقد استغلت الصهيونية هذه المفاهيم استغلالاً خبيثاً في الثقافة الغربية، وتحاول أن تلوي الحقائق لخدمة أهدافها، وسنشير في هذه الورقة البحثية إلى ثلاثة عوامل فقط كمسوغ ومرتكز قوي لمعاداة المهدوية:
      * المفهوم التوراتي لأرض الميعاد: أي إن دولة إسرائيل الحديثة تصبح امتداداً لإسرائيل التوراتية(١٤) (الأرض المقدسة وأرض الميعاد وصهيون الكبرى).
      * مسألة تزاوج المفاهيم ودمج الأهداف: من خلال عودة اليهود إلى أرض صهيون، وإعادة بناء الهيكل، ومعركة هرمجدون، كمقدمة لقدوم المسيح.
      * مفهوم الإعداد للأحداث العظيمة المرتقبة: التعاون لتحقيق النبوءة التي تقول: يتم تأسيس الدولة (إسرائيل الكبرى) بعد سقوط الدجال (الذي يصورنه زوراً بأنه المهدي).
      أي بمعنى آخر: تدعو للتكاتف لمواجهة كافة التحديات التي تقف عائقاً أمام قيام دولة اليهود الكبرى، والدعوة إلى إبادة المناهضين لذلك، كشرط من شروط تحقيق النبوءات المقدسة في خطة الكون.
      بيد أن هناك نصوصاً عديدة في الكتاب المقدس بشقيه (العهد القديم والجديد) تقوّض هذه الأكاذيب من أساسها، إلّا أن الصهيونية تروّج لمفهومها وتفسيرها للنبوءات وتشجع على رسم الخطط لتحقيق هدفهم الرئيس (تأسيس إسرائيل الكبرى والسيطرة على العالم)، ونتيجة للتزوير الفكري الصهيوني لتفسير النبوءات، تسلل إلى العقلية الغربية ربط نزول المسيح بقيام إسرائيل، وربط تأسيس الدولة اليهودية الكبرى بقتل الدجال الإسلامي، ولهذا تروج الصهيونية في العقود الأخيرة لاندماج الأهداف وتسلسل خط سير النبوءات، واعتبار أن اليهود الموجودين حالياً شركاء لا غنى عنهم في الأحداث العظمى المقبلة قبل مجيء المسيح، وحرفت أيضاً في الفكر اليهودي والمسيحي كمسوغ أيديولوجي وسياسي، بأنه لم يعد المخلّص ملكاً يهودياً من نسل داود ننتظره، بل أصبحت إسرائيل الكبرى ننتظرها، كمقدمة لانبعاث المسيح المسيحي وليس المسيح اليهودي فقط، وهذا ما نلمسه هذه الأيام من الساسة الغربيين وسعيهم الدؤوب في تحقيق الخطط الصهيونية، والوصول إلى نبوءات توراتية أسطورية ضمن الخطط المرسومة في استراتيجيات الصهاينة، علماً بأن الهدف الرئيس والنهائي للماسونية والصهيونية قديماً وحديثاً، والسبب الأساس في نشأتهما هو: إقامة دولة إسرائيل (مملكة اليهود العظمى) وتتويج ملك اليهود في القدس (الذي هو من نسل داود)، ثم التحكم في العالم، وتسخيره لما يسمونه (شعب الله المختار)، على أن تكون بقية الأمم والشعوب الأخرى خدماً لهم.
      بشكل عام وباختصار شديد، فإن الصهيونية قد أعلنت حرباً أيديولوجية على الغرب، وكان المستهدف هم المسيحيين وبشكل خاص (الإنجيليين) وذلك لجعلهم يؤمنون ويتبنون أفكارها، وعملوا كثيراً على التحريف في عمق معتقداتهم وآرائهم، وفي هذا السياق فإننا ندرك أن اليهود تعتقد: (أن المسيح لم يظهر بعد، وأن ظهوره سيتم في إسرائيل، ويعتقدون كذلك أن من علامات ظهوره وقوع محنة عالمية كبيرة، فيأتي المسيح لِيُخلّص الإنسانية ويجدد اليهودية التي تسود العالم)، مقابل ذلك، هناك فئة من المسيحيين (الإنجيليين) بدأت تؤمن: (بأن للعودة الثانية للمسيح شروطاً، ومن هذه الشروط قيام دولة صهيون وتجمّع يهود العالم فيها، ثم تتعرض الدولة اليهودية إلى هجوم من غير المؤمنين وخصوصاً من المسلمين بقيادة الديكتاتور والإرهابي (المهدي))، ثم بعد ذلك مباشرة ينزل المسيح إلى الأرض ليحكم العالم من القدس، بيد أن إيمان المسيحية المتصهينة بهذه الأفكار والمعتقدات، لا حباً باليهود بالضرورة، ولكن للمساعدة على تحقيق النبوءات التوراتية التي تمهّد لعودة المسيح.
      وفي هذا الإطار، فإن القس الأمريكي (هال ليندسي) في كتابه واسع الانتشار (آخر أعظم كرة أرضية)(١٥) يعرض الأفكار التي تطرحها الحركة الصهيونية المسيحية في الولايات المتحدة الأمريكية، والمنظمات الدينية التي تعمل تحت ظلال كنسية للترويج للمنطلقات الفكرية للحركة، وتكوّن بالتالي ضميراً دينياً جماعياً بوجوب دعم إسرائيل تحقيقاً لنبوءات مستخرجة من التوراة، بما يتوافق مع الأهداف الاستراتيجية لإسرائيل، وفي كتابه ذائع الصيت يرسم ليندسي سيناريو معركة هرمجدون

      يتبع

      تعليق


      • #4
        وباختصار سنشير لتسلسل الأحداث كما يفترضها(١٦):
        ١ - قيام الدولة اليهودية الكبرى (صهيون) من النيل إلى الفرات.
        ٢ - عودة اليهود من الشتات إلى أرض الميعاد.
        ٣ - إعادة بناء معبد الهيكل في مدينة القدس.
        ٤ - تعرض إسرائيل إلى هجوم كبير من الكفار (المسلمين والحلفاء).
        ٥ - قيام ديكتاتور إسلامي (الدجال: المهدي) بتزعم القوات المهاجمة ويحشد ٢٠٠ مليون جندي.
        ٦ - خضوع معظم العالم لسيطرة هذا الديكتاتور لمدة سبع سنوات.
        ٧ - وقوع معركة هرمجدون النووية، ويقتل فيها مئات الملايين من البشر (ثلث سكان الأرض).
        ٨ - تشارك قبائل يأجوج (الصين) ومأجوج (روسيا) في المعركة مع المسلمين بقيادة الدجال.
        ٩ - نجاة المؤمنين بالمسيح بمعجزة إلهية، ورفعهم إلى الفضاء فوق أرض المعركة.
        ١٠ - نزول المسيح بعد سبعة أيام من انتهاء المعركة إلى الأرض ومعه المؤمنون به.
        ١١ - سيبقى ثلث اليهود فقط على قيد الحياة بعد المعركة، ويبادرون إلى الإيمان بالمسيح.
        ١٢ - يحكم المسيح العالم من القدس لمدة ألف عام بعدل وسلام حتى تقوم القيامة.
        من هنا نجد أن مؤسسات الهيمنة السياسية الغربية تتسابق إلى تثبيت فكرة معركة هرمجدون بتفسيرها اليهودي (الصهيوني) لدى الشعوب الغربية للحصول على مكاسب سياسية، وتنفيذاً لمآرب الصهيونية العالمية وإرضاءً لدولة إسرائيل، وفي هذا السياق تقول الكاتبة الأمريكية (جريس هالسل) في كتابها النبوءة والسياسة ما نصه: (إن النبوءات التوراتية تحولت في الولايات المتحدة الأمريكية إلى مصدر يستمد منه عشرات الملايين من الناس نسق معتقداتهم، ومن بينهم أناس يرشحون أنفسهم لانتخابات الرئاسة الأمريكية، وكلهم يعتقدون قرب نهاية العالم ووقوع معركة هرمجدون، ولهذا فهم يشجعون التسلح النووي ويستعجلون وقوع هذه المعركة باعتبار أن ذلك سيقرّب مجيء المسيح)(١٧)، وفي هذا الصدد فإن العلاقة بين العمل (السياسي أو العسكري) والإيمان الديني بهذه النبوءات هي علاقة مباشرة، ذلك أن الصهيونية تروج وتنشر أن من واجب الإنسان المؤمن (يهودي أو مسيحي) أن يوظف كل إمكاناته وقدراته لتحقيق إرادة الله، وهذا يعني أن الإيمان بـ(هرمجدون) يتطلب خلق ظروف مؤاتية لمحاربة الديكتاتور (المعادي للمسيح) قبل ظهوره، والذي يؤمنون بوجوده حالياً وهو (المهدي) أي الدجال الإسلامي حسب زعمهم وتصورهم.
        وما من شك بعد استعراض كل هذه الحقائق، فإن المتتبع للأحداث ولمظاهر العداء للمهدوية، يرى أن الصهيونية وزعماءها لهم اليد الطولى والمحرض الأساسي لتلك الأحداث، فبعد أن استيقنت الصهيونية من وجود وثبات دولة إسرائيل الحالية على أرض الواقع، وأصبحت معترفاً بها في أروقة المنظمات الدولية، ولكنهم يأسفون بأنه تكشّف وانجلى لهم بكل تأكيد: أن الخطر المحدق بها، وأن زوالها سيتم على يد القائد المسلم (المهدي)، وذلك من خلال التراث الديني (النبوءات التوراتية) والوثائق القديمة لديهم (مثل: كتاب الكابالا وتنبؤات نوستراداموس)، والتي أنبأت بأن حرب المهدي لليهود قادمة لا محالة، وأن مصيراً أسوداً ينتظرهم، وقد أكد ذلك القرآن الكريم (في سورة الإسراء)، مما خلق لديهم حالة من الرعب والقلق من كل ما له علاقة بالمهدي (عجَّل الله فرجه)، وهذا ما يفسر مساعيهم الدائمة لمعاداة المهدوية، ولذا قاموا بحملة إعلامية واسعة لنشر الفكرة والبدعة التي اختلقتها الصهيونية (محاربة المهدي) في جميع أرجاء الدول الغربية، وانتشرت الفكرة بسرعة وتبنتها الأقطار الغربية دون أن يحاول أحد مناهضتها، مما أدى إلى جعلها محوراً يلتف حوله الساسة في الغرب، وأن يبنوا عليها آمالاً لتحقيق النبوءات.
        عندما يعمد الباحث إلى التعمق في دراسة المسوغات والركائز والأهداف التي لا زالت تؤدي إلى معاداة المهدوية يقف حائراً للأسباب الواهية التي يتبنونها وينطلقون منها، ويجد أنها أطماعاً استعمارية تحت جلد النبوءات الدينية، وبالرغم من أن كثيراً من قادة الدول الغربية يقدمون الدعم والمساندة في هذه الحرب الظالمة ولأسباب لا علاقة لهم بها، ولا يوجد لأيّ منهم مبرر قومي يجيز له الدخول أو المشاركة فيها، ولكن أملته معتقدات دينية مبنية على تنبوءات توراتية، وبتوجيه وضغط من الحركة الصهيونية والماسونية، وهكذا تهيأ ساسة العالم الغربي لخوض الحرب السرية ضد الإمام المهدي (عجَّل الله فرجه)، والمستفيد الوحيد منها اليهود فقط، وهنا نتساءل: أليس من الغريب من ساسة علمانيين توظيف نبوءات توراتية حتى تأخذ قراراتهم - ذات مظاهر عدوانية سرية - الشرعية والمصادقة عليها، والأمر الأعجب في هذه القرارات والإجراءات إضفاء ثقافة دينية عليها وإكسابها تصورات غيبية، بينما ترى الحياة في المجتمعات الغربية قائمة على العلم والموضوعية والمادية والعلمانية؟
        يتبع

        تعليق


        • #5
          لماذا يحاربون المهدوية؟
          الأسباب الحقيقية:

          إن المسألة الحقيقية وراء محاربة الغرب - الروم كما في روايات أهل البيت (عليهم السلام) - للمهدوية مختلفة تماماً وأوسع بكثير من المسوغات والركائز التي يصرحون بها ويروجونها، والتي هي عبارة عن حجج واهية وإثباتات غير مقنعة يتشبثون بها كذريعة لتبرير إجراءات العداء للمهدوية أمام شعوبهم والرأي العام العالمي، أمّا الأسباب الحقيقية والدوافع الواقعية ففي الأصل تمثل الخلاصة والجوهر والنهاية للصراع ضد العقيدة الإسلامية، وهذه إحدى جبهات الأعداء المفتوحة، فمناهضة المهدوية هو نزاع وتحدٍ قديم انطلق في الغرب على أساس أيديولوجي وعلى أعلى المستويات السياسية (وهو في نظرنا أكثر خطراً من المجابهة العسكرية)، ولكن مع مرور السنين وتراكم خبراتهم أيقنوا اليوم أن المهدوية تمثل أكبر عقبة أمام مصالحهم وأهدافهم النهائية سواءً في الغرب أو في الشرق الأوسط، وهذا ما دفعهم في الآونة الأخيرة لتصعيد درجة الحرب في كثير من الجبهات، وإن كانت وراء الكواليس، وهو ما يمكن تسميته اختصاراً بـ(الحرب السرية ضد المهدوية).
          إن القضية المهدوية كانت حاضرة دائماً في الدراسات الاستشرافية ومراكز البحوث الاستراتيجية الغربية، ولكن منذ عام ١٩٧٩م رجع الصدى لذلك الخوف المغروس في أعماق الذاكرة الغربية، وأصبحت المهدوية موضوعاً يتسم بأهمية متزايدة وذا صفة مصيرية ووجودية لدى مؤسسات الهيمنة السياسية والعسكرية الغربية، ولذا نجد حالات ومظاهر متنامية وبشكل علني لتقويض المهدوية في الوسائل الإعلامية والثقافية الغربية، ودائماً يتم ربطها بما يتوافق مع مشاهد العنف والإرهاب، ومع تأمل الصهيونية في خلاصة نتائج الكتابات الاستشرافية وتوصيات مراكز البحوث، بدأت الأيدي الخفية الاستخباراتية ترويج (المهدي فوبيا)(١٨) في المجتمعات الغربية وعند الرأي العام العالمي، وهنا نأتي للسؤال الذي يثيرنا: لماذا هذا الخوف والهلع من الإمام المهدي (عجَّل الله فرجه)، وما هي مبررات العداء له، وما هي الدوافع الواقعية والأسباب الحقيقية؟
          ما من شك أن أسباب الخوف والرعب من العقيدة المهدوية ومن الإمام المهدي شخصياً، له بواعث وحوافز عديدة وأهداف غير معلنة، ولكن أخطر هذه الدوافع والأهداف والتي يتعاظم دورها يوماً بعد يوم وتمثل المنطلق الأساس للحرب السرية ضده، تدور حول ثلاثة عناصر جوهرية وهي:
          الأول: الخوف من المهدوية مستقبلاً:
          إن المسألة الحقيقية وراء محاربة الأعداء للإمام المهدي (عجَّل الله فرجه)، هو تعارض مصالحهم مع منهج الإمام، وتضاربها مع مبادئ العدل والقسط الإلهي الذي سيطبقه المهدي، وفوق ذلك إدراكهم للمصير الأسود الذي ينتظرهم على يد القائد العظيم، هذا هو السبب والدافع الرئيسِ لصراعهم مع المهدوية حالياً ومستقبلاً، ودون ريب، يشعر الصهاينة بالخطر المحدق عندما يتذكرون المشاهد التاريخية: لجلاء الرسول (صلّى الله عليه وآله وسلّم) لبني قينقاع وبني النضير من المدينة ومصير بني قريظة، وقتال الإمام علي (عليه السلام) لليهود في خيبر، ولذا يسيطر عليهم الرعب ويحذرون أن تكون لهم نفس العاقبة على يد الحفيد الإمام المهدي (عجَّل الله فرجه).
          وعندما نستقرئ أسباب القلق والرعب لدى الأعداء، نجد أن هناك أدلة واستشهادات دينية وإشارات وتلميحات عديدة في الكتب السماوية جميعها تؤكد على حتمية ظهور المخلّص آخر الزمان، بالإضافة إلى أن هذه النبوءات ترسّخ حقيقة أن المخلص المنتظر في جميع التراث الديني السماوي هو شخص واحد، وبالتالي ما ينتظره اليهود وما ينتظره المسيحيون وما ينتظره المسلمون وما تنتظره البشرية من قديم الزمان وإلى الآن، ليقيم دولة العدل الإلهي هو في الواقع شخص محدد بعينه بحسب نصوص عديدة في الكتاب المقدس(١٩)، ومما يعزز الرعب والفزع لدى الصهاينة أيضاً، أن التراث الديني الإسلامي يحتوي على آيات قرآنية وأحاديث شريفة كثيرة يستدل بها على نهاية اليهود وسقوط دولتهم (إسرائيل) وزوالها من الوجود على يد خاتم الأوصياء آخر الزمان، وعند تتبع هذه النصوص الإسلامية(٢٠) يمكن تبويبها على النحو التالي:
          الوعد القرآني: فقد ركزت بعض آيات سورة الإسراء(٢١) على الإفساد الإسرائيلي، وأن عقوبة الإفساد الثاني ستحل باليهود مستقبلاً، بحيث تكون ساحقة ولا تقوم لهم بعدها قائمة، وقد بشَّر القرآن بأن العقاب سيكون بقيادة المهدي المنتظر (عجَّل الله فرجه).
          الأحاديث التي دلت بمعناها على حتمية زوال إسرائيل من الوجود، وبشَّرت بظهور الإسلام عالمياً على جميع الأديان، وسيادة حكمه على العالم كله في آخر الزمان بقيادة الإمام المهدي (عجَّل الله فرجه).
          يتبع

          تعليق


          • #6
            الأحاديث التي دلت بظاهرها وبشكل صريح على معارك المسلمين مع اليهود، لإزالة الكيان الإسرائيلي من الوجود، وعلى وقوع حروب شرسة آخر الزمان والنصر فيها للمسلمين.
            الأحاديث التي تناولت موقف الإمام المهدي (عجَّل الله فرجه) من اليهود، وطلبهم الأمان منه بعد سقوط دولتهم، والاحتجاج عليهم بالتوراة الأصلية، فيؤمن عدد كبير منهم بالإسلام على يديه.
            الأحاديث التي أخبرت عن سيطرة الإمام (عجَّل الله فرجه) على مدينة القدس، إلى حين نزول النبي عيسى (عليه السلام) من السماء، ومشاركته مع المهدي في قيادة الحرب العالمية ضد الدول الغربية الكبرى (الروم).
            بالإضافة إلى ذلك، هناك مجموعة من النصوص والنبوءات في الكتاب المقدس (العهد القديم والعهد الجديد) تعضد نفس المفهوم والمعنى، إلّا أنها فسرت بشكل سلبي لمصالح سياسية، فساهمت إلى حد كبير في صناعة الخوف لدى الصهيونية وداخل الوعي الجمعي للمؤسسات السياسية الغربية من المستقبل المظلم، وبدل أن يستوعب الأعداء هذه الحقائق، وأن تقنعهم بعدم جدوى مناهضة الإمام المهدي (عجَّل الله فرجه)، لأنه في الأصل وعد إلهي، لكننا للأسف نجد أن جميع المشاعر السلبية في الغرب تجاه المهدوية ما هي إلّا صدى في أبعادها النفسية والفكرية لأزمة الخوف من المستقبل، بل أزمة فقدان المصالح والقوة والسيطرة، وعوضاً عن الانسياق وراء الفطرة والعقل والاستضاءة بالتعاليم السماوية، إذ بهم ينجرّون خلف طائفة من الذرائع الموغلة في معاداة المهدي، واللهث بصورة متسايرة مع الأهداف والمصالح الشيطانية، والاستمرار في حرب سرية خاسرة مع ولي الله الأعظم.
            الثاني: الخوف من الديناميكية الكامنة في العقيدة المهدوية:
            قد توجس الأعداء من المهدوية قديماً وحديثاً، للفاعلية المؤثرة التي يلعبها الإيمان بالمهدوية، وقد ترسخ وتكرس هذا الخوف في العقود الأربعة الأخيرة، ففي ضوء التحولات السياسة الكبرى التي عاشها العالم الإسلامي، بدأت المؤسسات السياسية الغربية (الاستعمار الجديد) تبحث عن المواطن التي تشكل بؤرة تهديد وخطر عليهم، وتدرس أسباب هذه المخاضات النهضوية والثورية في المجتمعات الإسلامية، وبالخصوص في البلاد الشيعية، ومن خلال مراقبة مخاض الأحداث في منطقتنا الإسلامية والتطورات السياسية والفكرية فيها، تحفزت إلى ضرورة التعرف على العقيدة الفكرية التي هزت المصالح الغربية وسببت هذه التغيرات في ثقافة شعوب المنطقة، وبعد التمعن والتدقيق توصلوا إلى نتيجة جوهرية مفادها: قد تولد نشاط ثقافي تجديدي في الأوساط المؤمنة، والحوافز الفكرية المساعدة والمشجعة لمخاض التغيير غذَّته الرؤية الجديدة للقضية المهدوية، وقد تأكد هذا الانتعاش بعد انتصار الثورة الإسلامية في إيران، فقد أخذ يتكون وينتشر في المجتمعات الشيعية الإيمان والاعتقاد بمشروع الإمام المهدي (عجَّل الله فرجه) ومنهاج أهل البيت (عليهم السلام) والعمل على تحقق مقدمات الظهور، وتفعيل هذه العقيدة من خلال الانسجام والتعامل بأن عنده مشروعاً عملياً ميدانياً اجتماعياً سياسياً ينتظر إنجازه.
            لقد تبين للمؤسسات السياسية في الغرب وبشكل قاطع أن خوفهم سببه ينبع من المهدوية، حيث وجدوا فيها: عقيدة متجددة فكرياً وحضارياً وفاعلية إيجابية ومؤثرة على المجتمعات الإسلامية، وبالخصوص أتباع مدرسة أهل البيت (عليهم السلام)، فكثير من الدراسات الاستشراقية ومراكز البحوث الاستراتيجية الغربية والتقارير الاستخباراتية تؤكد: (أن الإيمان بالمهدوية عقيدة خطرة لأنها تبعث بطاقة إيجابية تحرك الشعوب المستضعفة نحو الثورة والتغيير، فمن الثابت أن المهدوية ليست عقيدة فردية يعيشها الفرد في نفسه أو في ظرفه وميدانه الخاص، وإنما هي عقيدة تقتضي الارتباط بالمجتمع وحمل المسؤولية بالموقف السياسي والاجتماعي، ولها تداعيات وتوجهات وتأثيرات خارجية فعلية، بالإضافة أن في هذه العقيدة خصائص وصفات حيث ارتبطت بالواقع (الحياة السياسية والفكرية) وبشكل حيوي وفعال ومن موقع التأثير عليه)، وقد أكد ذلك بعض المستشرقين(٢٢) وافترضوا أن هذه التحولات الفكرية هو عامل مساعد على التطور والتغيير السياسي، وأن العقيدة المهدوية المتجذرة في نفوس وعقول الشيعة تلبي احتياجات العصر حاضراً ومستقبلاً، وتعطي المجتمع الشيعي الدافعية للحركة والتغيير والنهوض، فضلاً عن وجود المرجعيات الدينية الشيعية المتعاقبة الحاملة لهذا الفكر والعاملة به.
            لذا من يتعرف على حقيقة المهدوية فإنه يرى أنها منهج فاعل وعقيدة تطبيقية، لا يمكن تجاوزها أو القفز عليها، والتي هي انعكاس مباشر لسبب القلق والخوف لدى الأعداء، وقد زادت حدة التوجس والحذر في الآونة الأخيرة من التطورات المفصلية التي فرضتها نجاحات قوى المقاومة الإسلامية الشيعية في المنطقة، ولهدف القضاء على هذه الإيجابية والفاعلية عند المؤمنين بالمهدوية، وقتل نفسية الأمل وروحية الانتظار، تتوسل مؤسسات الهيمنة الغربية بحروب ناعمة (سرية) لتقويض أمر المهدوية ودحض ثقافتها، ولهذا السبب فقد خططوا ومنذ أمد بعيد لمحاربة الإمام (عجَّل الله فرجه) والقضاء عليه، وتدمير كل ما يمكن أن يشكل قوة له، ولذا لا نستغرب من منحى التصاعد الحاصل في حجم الهجوم الخفي الذي يشنه الأعداء على المهدوية في الوقت الحالي.
            يتبع

            تعليق


            • #7
              الثالث: الخوف من انتشار مبادئ وقيم المهدوية في الغرب:
              مِمَّا يؤدي لتخلي الشعوب الغربية عن الولاء لحكوماتها، بكل تأكيد أن المهدوية ليست مجرد عقيدة فلسفية في الفكر الإسلامي أو نظرية ثقافية جامدة لا تمس هموم وآمال شعوب العالم، ولو كانت كذلك لما خافوا منها، ولكن ما تتصف به المهدوية من مزايا وخصائص، وما تحمله من مبادئ وقيم وأهداف عُليا، وما تمتلكه من مقومات في تقديم ذاتها للآخرين بنجاح، ما يؤهلها للنهوض بالإنسانية لتصل لمرحلة الكمال والرشد، ومِمَّا يجعلها سريعة الانتشار والقبول لمن يعرفها ويطّلع على حقيقتها، ولذا فقد صدرت عدة دراسات وأبحاث وتقارير استخباراتية تحذر من عواقب انتشار المعارف والحقائق عن المهدوية الأصلية (كما هي في أطروحة مدرسة أهل البيت (عليهم السلام)) في الغرب، وجُلّ التوصيات تركز على العمل بشكل سريع ومكثف لتشويه صورتها وتزييف حقيقتها وبث الشكوك حولها وبمختلف الوسائل والأساليب، لحماية واحتواء الشعوب الغربية وتخويفهم وترهيبهم منها - أي تحصين المجتمع الأوربي والأمريكي من وجهة نظرهم - وكل هذا التوجس والفزع على المواطن الغربي من أن يتعرف على المهدوية الأصلية بكل أبعادها وحقائقها، ويدرك أن الخلاص الإنساني الأمثل والأكمل، والذي يتلاءم مع وجدان الفطرة ويتوافق مع برهان العقل ويتعاضد مع الإرشاد السماوي ينطبق عليها فقط، فلا مفر حينها من التصديق بها وتأييدها، وستكون في نظره الملبية لطموحات البشرية والمحققة لآمال وأمنيات الإنسانية، وهذا في جوهره واحد من ضمن الأسباب والدوافع الحقيقية للخوف والذعر من المهدوية.
              كل هذه الحقائق والمعطيات جعلت الصهيونية والحكومات الغربية تعتبر المهدوية عدوا لها، وقد كان بعض المسؤولين السياسيين الغربيين يتساءل باستغراب: (كيف يمكن لمواطنينا أن يكونوا معجبين بالمهدوية وليس بنا)! ولذلك كان السعي الدائم لمحاربة المهدوية من أجل القضاء مسبقاً على حُب واحترام الشعوب الغربية لها، ولا أن تصبح أيديولوجية إنسانية جذابة ولا سيما بين المثقفين والنخب الفكرية في الغرب إذا توضحت أهدافها الكبرى، وفي الآونة الأخيرة تلبّسهم خوف وقلق شديد من أن تتعرف شعوبهم على المهدوية برؤية جديدة وبصبغة إنسانية بعيداً عن الصورة المزيفة التي يتم الترويج لها في الغرب، ومن أن تتحرك ضمائر الرأي العام العالمي ليتخذوا موقفاً واضحاً وصريحاً مؤيداً لها، ومن هنا فإن أكبر الفزع والهلع عندهم اليوم: أن يدرك أتباع مدرسة أهل البيت (عليهم السلام) هذه الحقيقة، ويتم عرض المهدوية بصورة ورؤية حضارية، وإشاعة خصائص دولته وماذا سيتحقق على يديه في المستقبل، والترويج لها بما يتناسب وعقلية المجتمعات الغربية، فالمهدوية هي الجوهر الحقيقي للأُمنية الكبرى التي تبحث عنها البشرية منذ القدم وحتى الآن.
              وباختصار نكتفي بإبراز هذا المسوّغ والحافز والتأكيد عليه: أن الغرب عندما يحمل ثقافة الحقد والبغض للمهدوية، وتتحول إلى معاداة، وتتطور إلى حرب سرية، فإنما يقتات على مضامين صهيونية وأطروحات تلمودية ونبوءات توراتية، وهذا تجلٍ لمبدأ متجذر في عقيدتهم السياسية (بروتوكولات حكماء صهيون)، وجزء رئيسي من الاستراتيجيات النهائية والغايات الكبرى للصهيونية ولمؤسسات الهيمنة السياسية الغربية، التي لديها الرغبة في السيطرة على الكثير من القوى في العالم المخالفة لها في الرؤية والهدف.
              الأهداف الاستراتيجية للحرب السرية:
              إن استراتيجية الحرب السرية تعتبر أكثر خطورة من استراتيجية الحرب العسكرية، ويعزى ذلك لاستخدامها لأساليب نفسية ووسائل القوة الناعمة، ويكون تأثيرها المباشر على عقول الناس وعقائدهم ومعنوياتهم ووجدانهم ومستقبلهم، وتكمن خطورتها في خفائها وسريتها بحيث لا ينتبه الناس إلى أهدافها ولا يحذرون أو يحتاطون منها، فالحرب العسكرية تستطيع أن تدمر القوات والمعدات، والحرب الاقتصادية تحرم الخصم من الموارد المالية والحيوية، أمّا الحرب السرية (وكثير من جوانبها نفسية ودعائية) فهي أخطر وأعمق أثراً، لأنها تجرّد الفرد من أثمن ما لديه وهو الإيمان والعقيدة، وهي تستهدف عقله وتفكيره وقلبه وعواطفه وتحطم روحه المعنوية (بمعنى: السيطرة على العقول قبل الأبدان).
              إن الحرب السرية ضد الإمام (عجَّل الله فرجه) لا توجه سهامها إلى المهدي مباشرة أو قاعدته الشعبية أو المجتمعات المؤمنة به فقط، بل تشمل أيضاً الشعوب الغربية والرأي العام(٢٣)، وهكذا يتبلور الهدف ويختلف باختلاف المجتمع المستهدف، ففي وضع - كالأمة الإسلامية والمؤمنين به والموالين له - يكون الهدف تغيير القناعات الفكرية وتحطيم الروح المعنوية و...، وفي وضع آخر - كالشعوب الغربية والرأي العام العالمي - يكون الهدف تعزيز الرؤية الحالية (الصورة الكاذبة والمزيفة)، وتحصين المجتمع من التأثر بقيم ومبادئ المهدوية، بل خلق رأي عام مناهض لها.
              تنطلق الحرب ضد الإمام المهدي (عجَّل الله فرجه) من أهداف أولية ونهائية وتكتيكية واستراتيجية، ويتم تنفيذها على خطوات ومراحل، والخطة العامة الأساسية من المتوقع أن يستغرق تحقيقها وقتا طويلاً، ولكن وظيفة الأعداء في المرحلة الحالية هي زرع البذرة لخطط جديدة والعمل على إكمال المشروع الذي بدأه أسلافهم، وبشكل عام نتكلم عن خطة شاملة متكاملة بعيدة المدى وذات أهداف متعددة، يستخدمون فيها أساليب قديمة وحديثة وأدوات ووسائل القوة الناعمة لمواجهة حجم القضية التي ينتظرونها، وتكمن أبرز خطوط استراتيجيتهم ونقاط ارتكازهم في خمسة محاور رئيسية، وبقية الأساليب والتكتيكات والعناوين المختلفة تندرج أو تنطوي تحت مظلة أحد هذه الأطر العامة:
              يتبع

              تعليق


              • #8
                أولاً: نسف العقيدة المهدوية من الأساس والتشكيك في مصداقيتها:
                وذلك بإيحاء أن أصل الفكرة (المهدوية الإسلامية) من وهم الخيال ومقتبسة من الديانات السابقة (المسيحية واليهودية والزرادشتية)، وأنها نتاج ظروف سياسية ونفسية تعرض له الشيعة طوال التاريخ، وليس للمهدي (إن وجدت الفكرة) أي ارتباط بالسماء، وهدفهم الأساس: هدم الأصل الفكري (الغزو الثقافي من الداخل)، وقتل نفسية الأمل والتفاؤل من الإيمان بالمهدوية، وإجهاض الإيجابية في روحية الانتظار، بالإضافة إلى تهيئة الأرضية الفكرية والثقافية والمناخ الاجتماعي لمدعيّ المهدوية كذباً وزوراً.
                ثانياً: خلق حالة من الكره النفسي والعقلي للإمام (عجَّل الله فرجه) وللعقيدة المهدوية:
                وذلك عبر خلق وابتكار جماعات جديدة وعديدة من دعاة المهدوية، ودعمهم ومساندتهم، وتكمن الخطورة في أن انتشار ظاهرة ادعاء المهدوية وبكثرة في الآونة الأخيرة، وتكرار فشلها على أرض الواقع، سيؤدي إلى اقتران الفشل المتكرر بتكوين كره نفسي للعقيدة المهدوية عند الشعوب الإسلامية، مما تدفعها لاتخاذ مواقف مضادة ومنفّرة من الفكرة والعقيدة والمهدوية الأصلية، وهدفهم الأساس: فصل الجماهير المؤمنة عن العقيدة المهدوية الحقة وصاحبها.
                ثالثاً: ضرب المرجعية الدينية الشيعية:
                بالإيحاء للجماهير المؤمنة بعدم الحاجة إليها، وبالاستغناء عنها تدريجياً، والنيل من استقلالها المالي والسياسي، وذلك عبر دعم ومؤازرة مدعي السفارة والبابية، وتكمن الخطورة في إشاعة أن المرجع الديني يعيش مرحلة الحكم الظاهري (أي إن الفتوى تظل حكماً ظاهرياً ظنياً أقرب منه إلى الواقع)، وهذه المرحلة قد انتهت بظهور السفير (المدعي للسفارة والنيابة الخاصة) والذي يرجع للإمام الغائب مباشرة، وبالتالي ينقل الأحكام والمسائل الحقة والمطابقة للواقع، وهدفهم الأساس: القضاء على القلعة الحصينة للشيعة، ورأس الحربة في المواجهة، وفصل الجماهير عن نواب الإمام (عجَّل الله فرجه).
                رابعاً: إضعاف القاعدة الشعبية للإمام (عجَّل الله فرجه) ومحاربة الأرضية المؤيدة والمعاضدة له قبل خروجه:
                وذلك عبر سلسلة من الحروب العسكرية والاقتصادية والفكرية، وبعناوين ومسميات مختلفة وغير مباشرة، حتى لا يجد (عجَّل الله فرجه) إلّا شعباً أنهكته الحروب والحصار ولا يستطيع مساعدة إمامه، ويأملون بهذه الإجراءات سهولة القضاء عليه (عجَّل الله فرجه) بداية ظهوره، فالأعداء يعرفون من التراث الديني ومنذ أمد بعيد تفاصيل ساحة الصراع ومراكز القوى، فمن إيران ستخرج الرايات السود وقائدهم الخراساني ومن اليمن سيخرج اليماني وهم أنصار ومؤيدون للمهدي (عجَّل الله فرجه)، وسيتخذ من الكوفة في العراق مركزاً لدولته، ومن مكة المكرمة أول انطلاقته، وسيجعل في مصر منبراً إعلامياً، فهذه المعطيات مكشوفة بالنسبة لهم ويخططون على ضوئها، وهدفهم الأساس: إضعاف شعوب ودول المنطقة، وتدمير كل ما يمكن أن يمثل قوة قد يستفيد منها ويستغلها القائد العظيم (عجَّل الله فرجه) في حربه القادمة ضدهم.
                خامساً: تحصين الشعوب الغربية والرأي العام العالمي من التأثر بمبادئ وقيم المهدوية الأصيلة:
                والعمل على احتواء المجتمعات الغربية وتنفيرها من التعرف على المهدوية، وينبع القلق والخوف على المواطن الغربي أن تعرض عليه الحقائق والمعلومات عن المهدوية بكل أمانة وصدق، عرضاً موضوعياً ومنطقياً وحضارياً، فحينها سوف يتقبلها ويؤمن بها وسيفتح لها عقله وقلبه، ويجد أنها تحقق آماله وأمنياته الكبرى والنهائية، ولذا تتآزر كتابات المستشرقين وبحوث مراكز الدراسات الاستراتيجية الغربية حول تشويه صورة المهدي (عجَّل الله فرجه) لتكون في مجموعها سداً أمام انتشار المعارف المهدوية الحقيقية في فضاء الثقافة الغربية، ومبعث خوفهم الحقيقي إدراكهم المصير المجهول الذي ينتظرهم على يد الإمام (عجَّل الله فرجه)، وهدفهم الأساس: الحصول على تأييد العالم الغربي، أو صمته عن الإجراءات المتخذة ضده على الأرض، وأن لا تفقد الحكومات الغربية ولاء شعوبها، وتوجيهها نحو الانحياز لمؤسسات الكفر العالمي، والعمل على جعل العالم الغربي عاصٍ ومتمرداً على مشروع الإمام (عجَّل الله فرجه)، وحينئذٍ لا يمكن للإمام أن ينتصر ويحقق أهدافه.
                هذه خمسة عناوين كبيرة للأهداف الاستراتيجية للحرب السرية، ولا مناص من النظر إليها من زواياها المختلفة والأبعاد المنعكسة وراءها، وكذلك معرفة الأدوات والأسلحة الخفية والأساليب والوسائل التي يتم تنفيذ هذه الخطط بها على أرض الواقع.
                يجب أن ندرك: أن الحرب السرية ضد الإمام المهدي (عجَّل الله فرجه) والعقيدة المهدوية وبأساليبها الخبيثة خطيرة على الإطلاق، فالإنسان أو المجتمع لا يكتشف بسرعة ما وراء خططها ودعاياتها، فيتجرعها قبل أن يكتشف أهدافها، ويتعرض لتأثيرها دون أن يشعر، لأنها تتسلل إلى عقله ووجدانه مستترة وراء شيء ظاهري لا غبار عليه، أي إنه يتناول السم في العسل، فالحرب السرية ضد الإمام (عجَّل الله فرجه) أو الناعمة أو الخفية أو الباردة أو الظل أو أي مسمى آخر، تستند بالدرجة الأولى على معطيات علم النفس وعلم الاجتماع وعلم الأديان ووسائلهم، وتحاول الصهيونية من خلال مجمل الآليات وأساليب الحرب السرية والنفسية والتي تطبقها في الميدان تحقيق مجموعة من الأهداف، وتتلخص في بعض الركائز النفسية الآتية:
                - بث اليأس والقنوط في نفوس أفراد المجتمع المؤمن والموالي للإمام (عجَّل الله فرجه) بسبب طول الغيبة.
                - إحداث حالة من فقدان الثقة بين القاعدة الشعبية (المؤمنين) والقائد (الإمام).
                - إضعاف الجبهة الداخلية للمجتمع المؤمن وذلك بمؤازرة حركات دعاة المهدوية والسفارة.
                - قتل نفسية الأمل والتفاؤل من الإيمان بالعقيدة المهدوية، وإجهاض الإيجابية في روحية الانتظار، وتحطيم الروح المعنوية للمجتمع الموالي للإمام (عجَّل الله فرجه).
                إن الحرب ضد الإمام (عجَّل الله فرجه) تعتبر بمثابة حرب العصر، لأنها حرب تغيير العقائد والقناعات والنفسيات، وميدانها وساحتها الأفراد والشعوب، فهي غير محددة بزمان ومكان وتستهدف التأثير على البشرية كافة، ومحاولة تغيير الرؤية لمستقبل التاريخ الإنساني، وذلك بالمحافظة والبقاء على الظلم والجور والقتل والفساد وجعله مستمراً ومتواصلاً وكأنه أمر طبيعي، ووضع المعوقات والعراقيل أمام نشر القسط والعدل
                يتبع

                تعليق


                • #9
                  المهدي (عجَّل الله فرجه) كما يصوره الأعداء:
                  يمارس الأعداء سياسة التشويه وطمس الحقائق، ونشر الإشاعات والأراجيف الكاذبة، وبث الخزعبلات والأساطير، وفي ميدان الحرب السرية يروجون معلومات زائفة عن المهدوية ويكررونها بكثرة للتأثير على الرأي العام الغربي والعالمي، حتى تصبح وكأنها حقائق ثابتة وجزء من النسيج الثقافي الغربي، ويتمحور ذلك في مسار التثقيف السلبي والتضليل الإعلامي والحرب الناعمة لتشويه الصورة الحقيقية والناصعة للإمام (عجَّل الله فرجه).
                  لقد وجدت (الصهيونية) في الدراسات الاستشرافية والعقلية الاستخباراتية أداة لتكريس نظرتها نحو المهدي المنتظر وتعزيز الصورة التي يراد رسمها له، وفي إطار ذلك لجأت إلى مقارنة المهدوية مع صورة مقززة ومستفزة في الثقافة الغربية ومستندة على التراث الديني (الدجال أو معادي المسيح)، مما يشكل أساساً لرسم معطيات الشخصية المستهدفة والتي يراد منها إسقاط رمزية القائد الإسلامي المنتظر، بحيث تكون آراء أفراد المجتمع بشكل عام حاملة طابع العداء والسلبية لها، بالإضافة إلى أن هناك دوافع نفسية وبواعث أيديولوجية وراء ترويج الأكاذيب وتزييف صورة الإمام المهدي (عجَّل الله فرجه) الواقعية.
                  - تشويه الصورة:
                  قبل الحديث عن الصورة التي يحاول الأعداء رسمها للمهدي (عجَّل الله فرجه) حالياً، نحاول الوقوف على الصورة الأشمل للنبي محمد (صلّى الله عليه وآله وسلّم) في الدعاية الصهيونية وفي عيون الغرب، فمنذ البداية يتم تشويه الإسلام والنبي (صلّى الله عليه وآله وسلّم) وكل ما له علاقة بالعقيدة الإسلامية، ومن خلال وسائل عديدة: كالدراسات الاستشرافية والقصص الأدبية والبرامج التلفزيونية وغيره، وخير مثال على ذلك نشر كتاب باللغة الانجليزية: عبارة عن رواية أدبية بعنوان (إمام الزمان: قصة من الماضي إلى الحاضر)(٢٤)، صدر في يناير ٢٠١٨م في الولايات المتحدة، لكاتب يدعى إف. دبليو. بورلي (اسم مستعار)، قصة خيالية مؤسفة تستغل الأحداث السياسية الأخيرة في إيران، وتهدف لتشويه الإسلام وصورة النبي الأكرم (صلّى الله عليه وآله وسلّم) وصورة إمام الزمان (عجَّل الله فرجه).
                  - المهدي الدجال:
                  لقد كثر الحديث ودارت نقاشات حادة في السنوات الأخيرة في الأوساط الثقافية في العالم الغربي، حول (نبوءات نهاية الزمان في الكتاب المقدس)، وقد كررت الكتابات الغربية كثيراً قاعدة (المهدي - الدجال الإسلامي) مقابل (المخلّص - المسيح وعودته الثانية) أو (المنقذ اليهودي - المسيح المنتظر)، وأن الدجال المنبوذ في كل الأديان السماوية أو الوحش أو التنين في التراث الديني لليهود والنصارى (الكتاب المقدس) يتشابه تماماً مع المهدي (الإسلامي)، وفي هذا الإطار صدرت العديد من الكتب مثل: كتاب جويل ريتشاردسون (المسيح الدجال الإسلامي - حقائق صادمة)(٢٥) الذي تصدّر الكتب الأكثر مبيعاً بقائمة نيويورك تايمز الأمريكية عام ٢٠١٥م، هذا الكتاب يتكلم عن تنبؤات آخر الزمان من وجهة نظر دينية (الكتاب المقدس وعقائد المسلمين)، ويتحدث عن رؤية غربية حديثة للمهدي الإسلامي، يزعم فيه الكاتب (أن المهدى المنتظر الذى تنتظر الأمة الإسلامية ظهوره لإنقاذ العالم يتشابه تماماً مع المسيح الدجال الذى ينتظر المسيحيون ظهوره في آخر الزمان، كما وصف في سفر الرؤيا، وفي النبوءات اليهودية لحزيقال ودانيال)، ومما قاله الكاتب أيضاً: (أن المهدي الإسلامي يلائم الصورة التوراتية للوحش ويلائم المسيح الدجال في الكتاب المقدس)، ولترسيخ الصورة في الغرب أيضاً صدر كتاب مايكل يوسف(٢٦) بعنوان (نهاية الزمان وسر المهدي: مفاتيح غموض الوحي والدجال)(٢٧)، نشر في ٢٠١٦م في الولايات المتحدة، وفيه يدرس المؤلف الأحداث الأخيرة وصعود حركة داعش في ضوء نبوءات نهايات التاريخ البشري، وفيه يحاول الكاتب إيجاد التشابه بين الدجال ومهدي الإسلام.
                  - المهدي الإرهابي:
                  في هذا السياق فقد صُورت شخصية الإمام المهدي (عجَّل الله فرجه) كزعيم إسلامي مستقبلي وربطها بالأفعال الوحشية لزعماء الحركات الإرهابية (كالقاعدة وداعش) فتأثرت الصورة استناداً إلى: (مبدأ السياق) في علم النفس و(نظرية النسق) في علم الاجتماع، حيث استطاعت الإمبراطورية الإعلامية الصهيونية على تسويق صورة المهدي الإرهابي، بهدف إعادة شبح الإرهاب والقتل والوحشية إلى أذهان الشعوب الغربية وأحداث تأثير واسع على الرأي العام، وفي هذا الإطار صدرت العديد من الكتب والقصص الخيالية، مثل: كتاب (في أرض المهدي)(٢٨) للكاتب الألماني (كارل ماى)، وهو عبارة عن رواية من ثلاثة مجلدات، صدرت لأول مرة عام ١٨٩٦م باللغة الألمانية، وأعيد طبعها في السنوات الأخيرة ٣٥ مرة - منها طبعة بتاريخ ٣ فبراير ٢٠٢٠م - وهي تحكي عن مغامرة لرجل يسمى (المهدي) في أفريقيا، وتصوره القصة بأنه شرير وشرس أكثر من وحوش الغابة، وأنه حليف لتجار الرقيق، وهو يحمل غطرسة الشر على الشعوب الأخرى، وإمعاناً في الصاق صورة إرهابية المهدي، وربطها بالصور الحقيقة لزعماء الحركات الإرهابية، فقد صمم الغلاف في الطبعات الأخيرة على شكل رجل عربي قبيح، ويلبس غترة وعقالاً وذي لحية كثيفة ووجه عابس، وتظهر خلفه منارة مسجد، وهكذا تروج إرهابية ووحشية المهدي في الشارع الأدبي وفضاء الثقافة الغربية، حتى تصبح هذه الصفة سائدة في ذهنية الفرد الغربي، لدرجة تصويرها وكأنها جين وراثي للمهدي.
                  - المهدي صنيعة الاستخبارات:
                  في الأدب الثقافي الغربي وبتأثير صهيوني، اتسمت صورة المهدي بأنه صنيعة الاستخبارات الدولية، وأن فكرة مهدي المسلمين غير حقيقية بل هي مختلقة من الخيال، وإذا خرج المهدي في المستقبل فهو أداة من أدوات المخابرات الأجنبية، ينطلق في مهمته بتدبير ودعم ومساندة منهم، مثل الحركة البابية والبهائية أو القاديانية والأحمدية، وفي هذا المجال نشرت رواية: (المهدي)(٢٩) للكاتب (ايه. جي. كونيل)، وهذا اسم مستعار لضابط مخابرات، قصة أدبية خيالية من عالم الجاسوسية، صدرت في ١٩٨٢م وتكرر إعادة طبعها عدة مرات، حيث تدور أحداث الرواية: في معمعة صراع ومؤامرات بين الاستخبارات الدولية للسيطرة على العالم العربي بأكمله، ثم صدر الأمر من جهة استخباراتية مركزية بابتكار واختراع شخصية (المهدي) في منزل قائد أحدى البعثات الاستخبارية، قبل خروجه إلى المجتمع والشارع العربي، أسلوب خبيث وراءه ما خفي من أغراض ودوافع لتشويه صورة الإمام المهدي (عجَّل الله فرجه) عند الشعوب الغربية.
                  تلك هي الصورة التي رسمتها وصنعتها الأقلام والأساطير الغربية بتحريك من الصهيونية، ويمكن اعتبار صناعة صورة المهدي الكاذبة جزءاً من علم النفس السياسي نظراً للدور الذي تلعبه أجهزة الإعلام والاستخبارات بتزييف حقيقة الإمام المهدي (عجَّل الله فرجه) وفق خطة مدروسة، حيث تظافرت عوامل كثيرة ساهمت في صياغة هذه الصورة البشعة والمستهجنة، منها الظروف التاريخية والحروب والإرهاب والتعصب الديني، ومنها النفوذ والسيطرة الصهيونية، حيث وظفت كثير من العناصر لتبرير عدائهم للدجال الإسلامي والزعيم الإرهابي كما يروجون له، ومن أكبر المهمات لديهم هو التأثير على الشعوب الغربية (المسيحية والعلمانية) بصورة المهدوية التي رسموها، وهنا كانت فرصة لخبراء الحرب النفسية والاستراتيجية لكي يقنعوا الرأي العام الغربي بأن المهدوية هي الإرهاب بعينه، وأن داعش والقاعدة صورة مصغرة من ذلك، والبدء في خلق حالة من (المهدي فوبيا) في الغرب، وهكذا نجد أن ممارسة كل هذا الخداع بنقل صورة المهدي المزيفة إلى العالم وبشكل مغاير للحقيقة والواقع، يصب في عملية تضليلٍ ضخمة للرأي العام الغربي والعالمي وبتأثير ناعم، ومن المؤكد أن هذا الخداع والتدليس ضرب من لغة الصراع الخفي، لتحقيق غرض رسم صورة مزورة وكاذبة وغرسها في عقلية وثقافة الرأي العام المستهدف بديلاً عن الصورة الحقيقية، وبذلك يتم تحقيق بعض أهداف الحرب السرية.
                  وفي ضوء ما سبق، فإن مسؤولية ذلك التشوية والتقبيح لصورة المهدوية ليست مختصة بالصهيونية والأعداء فقط، وإنما جزء منها يقع على أكتاف المؤمنين والموالين: ويدل على قصور المنهج الفكري للثقافة المهدوية الحالية عن معالجة تلك الدلالات والتصورات الخاطئة في فضاء الثقافات الأخرى، وعن ضيق أفقنا وضعف رؤيتنا عن تعريف مهدوية أهل البيت (عليهم السلام) للحضارات غير المسلمة.

                  يتبع

                  تعليق


                  • #10
                    ساحات الحرب السرية وطبيعتها:
                    تدور رحى الحرب السرية ضد الإمام (عجَّل الله فرجه) في ثلاث ساحات ونطاقات وأماكن، وجميعها تتمحور حول قضية واحدة وهي تقويض القضية المهدوية وإضعافها والقضاء عليها قبل موعد ظهورها، وعلى هذا فإن وسائل وأساليب الصراع والمواجهة تختلف في كل ميدان على حسب الظروف والبيئة الخاصة، وبما يتناسب مع معطيات المواجهة والسبل الممكنة لكسبها، وهي موجهة ومركزة في ثلاثة مسارات، تمثل ساحات المواجهة والصراع الحقيقية حالياً:
                    أولاً: ساحة المواجهة مع الإمام شخصياً:
                    وهي أشد الساحات خطورة وأكثرها صعوبة، وباعتبار أننا نعيش في عصر الغيبة الكبرى، وقدرة وكفاءة الإمام (عجَّل الله فرجه) على التخفي (غيبة عنوان) كبيرة جداً، تصبح هذه الجبهة من الصراع أصعب ساحات المواجهة عند الأعداء، وبالتأكيد إن توفر المعلومات حول شخص الإمام (عجَّل الله فرجه) وأماكن تواجده تكاد تكون معدومة (صفر أو أقل)، فالمخابرات الدولية ومؤسسات الكفر العالمية جندت الكثير من أجهزتها السرية وعملائها وباستخدام تقنياتها الحديثة للبحث والتحري عن الإمام (روحي فداه) أو أي معلومات تدل أو توصل إليه، وقد كان أكبر التحديات المهمة والطموحة والخطيرة لديهم هو الحصول على صورته الشخصية أو بصمته الوراثية، وهذا يفسر حضور فريق عسكري أمريكي مكون من ٥ ضباط بينهم نساء بعد تفجير قبة العسكريين (عليهما السلام) عام ٢٠٠٦م بساعة واحدة، ودخلوا مع سدنة العتبة العسكرية إلى المقبرة الخاصة ببيت الإمام المهدي (عجَّل الله فرجه)، ومهمتهم أن يأخذوا عينات من (dna) من رفات عائلة وأقارب الإمام (عجَّل الله فرجه)، لعلهم يكتشفون عبر الأقمار الصناعية من تتطابق معه هذه المواصفات للبصمة الوراثية، وربما ذلك يوصلهم لشخص الإمام المهدي (روحي فداه)(٣٠)، إلّا أن جميع مخططاتهم وتدابيرهم باتت بفشل ذريع في هذا المجال، وهذا العجز والإخفاق متراكم منذ قرون عديدة - منذ زمن السلطات العباسية وحتى اليوم - ولم يكن هناك أي تقدم يذكر، مما يجعل خيار التصفية والاغتيال أو المواجهة المباشرة غير واردة على الإطلاق.
                    لا نخفي سراً إنْ قلنا: إن هناك تقريراً ضخماً لدى المخابرات الأمريكية (cia) والإسرائيلية (الموساد)، به كل المعلومات المتاحة والمتوفرة عن الإمام المهدي (عجَّل الله فرجه)، إلّا أن هذا الملف ينقصه الصورة الشخصية لصاحب البيانات، وفي هذا التقرير يتم رصد كل الأنشطة والتحركات التي لها علاقة بالقضية المهدوية، وهناك تركيز واهتمام خاص بعلامات الظهور، وهنا تكمن حكمة وعبقرية أهل البيت (عليهم السلام) لعلمهم المسبق بأن الروايات الشريفة التي تتحدث عن أخبار الإمام المهدي (عجَّل الله فرجه) وعلامات ظهوره ستكون بمرأى ومسمع من الأعداء، ولا نتصور أن يضع الرسول (صلّى الله عليه وآله وسلّم) وأهل بيته (عليهم السلام) أخبار الإمام الشخصية وأسرار الظهور في متناول أجهزة الاستخبارات العالمية، مما يؤدي إلى تشكيل خطر على شخص الإمام أو فشل حركته في بداية انطلاقتها، ولذا نفهم سبب صياغة علامات الظهور بصورة رمزية غامضة وبلغة كلية عامة، وذلك مراعاة لحساسية هذه الأخبار لدى مؤسسات الكفر العالمي وامتداداته.
                    إن القائمين بالحرب السرية يصرحون أن هدفهم هو القضاء على الإمام المهدي (عجَّل الله فرجه) وقتله وتصفيته، وليس هذا بأمر غريب أو غير متوقع على قتلة الأنبياء، ولا هو نتيجة أحداث آنية أو أهواء شخصية، بل هو عداء مغروس في مركز العقيدة التي تؤمن بها الماسونية والصهيونية، وانطلاقاً من قلب أهدافهم، وخوفاً من الدور المرتقب مستقبلاً للإمام (عجَّل الله فرجه)، وتسنده رواسب الحقد على الإسلام، والكره للرسول محمد (صلّى الله عليه وآله وسلّم)، ولكن من المؤكد اليوم، ليس بيد الولايات المتحدة الأمريكية أو الصهيونية ذلك العنفوان والغطرسة المتخيلة أو العلو والكبرياء المفتعل والذي تظهره أمام أعدائها وأصدقائها من دول العالم، وجزماً ليس سهل المنال في هذه الساحة من الصراع ولا من اليسير إظهار أدنى درجة من التفوق والنجاح للأعداء، بل الواضح هو التصاغر والفشل والخيبة والإخفاق أمام الطرف المقابل (الإمام) الذي يحرز الكثير من التقدم والظفر، لأن لديه وافراً من عناصر القوة الكامنة والمؤهلات الفريدة التي يعجز الأعداء عن إدراكها أو تجاوزها، وهنا ذروة التجلي لعظمة هذا القائد المنتظر (عجَّل الله فرجه).
                    يتبع

                    تعليق

                    المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
                    حفظ-تلقائي
                    Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
                    x
                    يعمل...
                    X