التنمّر لغة: تنمّرَ الشَّخصُ: نمِر، غضِب وساء خلقُه، وصار كالنَّمِر الغاضب. أما اصطلاحًا: التَّنمُر هو مصطلح بديل للعنف، وهو سلوك عدائي يمارسه شخص أو أشخاص عدة بصفة مستمرة، متكررة ومتعمدة لإلحاق الأذى النفسي أو الجسدي أو كلاهما بالضحية، أي الشخص المُتنمّر عليه.
وموضوع التنمّر من مواضيع العصر، شغل كثيرًا من الاعلاميين والكتّاب وأهل الاختصاص، لكني أجد أن ملخّص الموضوع أهم، أي أن النّاس شغلوا أنفسهم في تعريف التنمّر وتصنيفه وأنواعه وأقسامه وآثاره الخطيرة على حين أن موضوع المعالجة هو الموضوع الأهم الذي لابد أن تركز عليه ذهنية الاعلام ووسائط التواصل الالكتروني.
معالجة التنمّر قضية، وربما كل ما يطرح من مقدمات طويلة عريضة هي تحشيد لفكرة المعالجة، فهي تشخّص لنا كل تلك النقاط التي انشغل العالم بها.
يحتاج الطفل الى تعزيز الثقة بنفسه؛ لأن نقص الثقة بالنفس هي من أهم أسباب التنمر، كانت الأمهات أيام زمان منتبهات على هذه المسألة، يكثرن التشاور مع الطفل؛ سعيًا لتعزيز الثقة بالنفس.
تسأل الأم ولدها: ماذا سنطبخ غدًا؟ وأين سنذهب؟ ما رأيك لو نذهب لإنجاز المسألة الفلانية؟ هل تحب أن أشتري لك شيئا؟ ومع كل سؤال هناك تعزيز للمعلومة وترسيخها في ذهنية الطفل مثلًا... ما به فلان؟
:ـ ماما انه مريض، أتعرف السبب؟ هو تناول الحلوى من الباعة المتجولين! مثل هذه الأمور أعتقد أنها أهملت في الكثير من البيوت، القضية الأهم أن لا نربي أطفالنا على العنف الذي هو أهم أسباب التنمر، أن نراعيهم بتفاهم، نعلمهم:ـ أوه هذا خطأ، ماما يجب أن لا يفعله العقال أمثالك، أنت حباب وشطور، والله سبحانه تعالى لا يحب من يفعل مثل هذه الأمور ويزعل عليه الحسين (عليه السلام).
أعتقد أن هذا الأمر يرسخ في ذهنية الطفل الفعل الصحيح أكثر من أمور العنف والصراخ والتوبيخ، وأن لا ننسى مراقبة الأبناء ومراقبة سلوكياتهم من حيث اختيار الأصدقاء وأساليب اللعب، البرامج التي يتصفّحها في الموبايل، هذه المسائل مهمة، عندما يشعر الأولاد أن الرقابة أمر لابد منه، وهذا الأمر من أجل التربية وليس من أجل التوبيخ، وليس من أجل زعزعة ثقة الطفل بنفسه.
من ضمن أمور المعالجة المهمة هي بناء علاقة انسانية مع الأبناء، علاقة صداقة وايجاد الجوّ العائلي، ودور المدرسة موازنة تربية الطفل، أي أن تكون المدرسة رادعة للتنمر، فتصبح رعاية الأهل وصرامة المدرسة من اهم أمور التوجيه، بعد هذا يبقى فهم دور العلاج النفسي وعدم اعتباره نقصًا وعيبًا، حتى لا يشعر الطفل بأنه منبوذ من قبل الأهل، هذه هي الأمور التي تقودنا الى معالجة سليمة.