بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد
الإنسان موجود في هذه الدنيا لفترة محدودة، وأعطاه الله طاقات وقدرات، فينبغي استغلالها بأقصى قدر ممكن. البعض من الناس مع الأسف يفكر أنه جاء في الدنيا لكي يرتاح، ولا يعلم أن الراحة والخمول تضره أكثر مما تنفعه. وما هذه الأمراض الشائعة إلا نتائج الخمول والكسل والبطالة.
فوجود الإنسان في الحياة من أجل الحركة والعمل: ﴿ يَا أَيُّهَا الإِنسَانُ إِنَّكَ كَادِحٌ إِلَى رَبِّكَ كَدْحاً فَمُلاقِيهِ﴾ (الإنشقاق، 6). والكدح: يعني العمل المستمر والشديد. وفي آية أخرى يقول تعالى: ﴿ لَقَدْ خَلَقْنَا الإِنسَانَ فِي كَبَدٍ ﴾ (البلد، 4)، بمعنى: في معاناة. وفي حديث للإمام زين العابدين علي بن الحسين قال لجماعة من أصحابة: «اتقوا الله ولا تطلبوا المستحيل. قالوا: وكيف نطلب المستحيل؟ قال : إنكم تطلبون الراحة في الدنيا، وما خلقت الراحة للدنيا».
فالإنسان موجود في هذه الدنيا لفترة محدودة، وعليه أن يوظفها التوظيف السليم لا أن يقضي ساعاتٍ طوال في النوم، لأن النوم: خروجٌ عن الحياة إذ تتجمد الأحاسيس، والمطلوب من الإنسان أن يتعامل مع النوم كالدواء يأخذ منه بقدر حاجته ، ولذلك كان نوم الأولياء والصالحين ضمن حدود معينة وبمقدار ما يحتاجه الجسم، وأغلب وقتهم يستثمرونه في الفاعلية.
وعلى الإنسان أن لا يشفق على نفسه ويدللها أكثر مما يلزم، ونحن نلاحظ أن الإنسان مع جده واجتهاده وبالكاد يحقق إنجازاً، فكيف والحال أن الكثير يميلون إلى الراحة والدعة. يقول العلماء توجد عند الإنسان من القدرات العقلية (120) قدرة عقلية، والعظماء من الناس يستفيدون من قدراتهم بمقدار (10) من واحد في المئة.
وفي الرواية أنه عندما نزل الوحي على رسول الله بدأ يجهد نفسه ليلاً نهاراً، فقالت له السيدة خديجة : ألا تنام وترتاح؟ فقال : مضى وقت النوم يا خديجة.
ولذلك على الإنسان ما دام موجوداً في الدنيا أن يكدح وأن لا يكون كسولاً وخاملاً، وليدع النوم لمرحلة ما بعد الموت، فهناك النوم طويل.
وبالفعل مجتمعاتنا العربية والإسلامية تُعاني من حالة الكسل والخمول في مختلف المستويات: على المستوى الفكري والعلمي وغيرهما.
وهنا علينا 'وخاصة اهل العلم ' بأن نوسّع مدارك أفكارنا ونجتهد في مجالات المعرفة فنعطي للناس من ثقافة الإسلام ومن معارف أهل البيت (صلوات الله وسلامه عليهم) .
ونحن نجد أن بعض العلماء الذين اجتهدوا ونشطوا كيف أنجزوا؟
أن الشيخ المجلسي (رحمة الله عليه) صاحب كتاب (بحار الأنوار) ذا (110) مجلدات، وغيرها من الكتب التي ألفها وصنفها، وهو –أيضاً- لم يكن متفرغاً للكتابة، بل كان قاضي قضاة أصفهان، و كان عنده دور اجتماعي، وكان لديه طلاب يدرسهم، مع ذلك أنجز هذا الإنجاز العلمي.
المرجع الراحل السيد الشيرازي (رحمة الله عليه) نموذجاً مشرقاً في مسيرة العطاء، فقد واجه مشاكل عديدة في حياته وأجبر على التنقل من مكان إلى آخر، وواجه ضغوطاً مختلفة سياسية واجتماعية، ولكن ذلك لم يعوقه عن الفاعلية والإنتاج وألّف أكثر من (1600) كتاب؛ فهو وأمثاله من العلماء المجتهدين حجة علينا. كيف استطاع هذا العالم أن ينجز هذا الإنجاز مع عدم تفرغه للكتابة بشكلٍ كامل، حيث كان على عاتقه أدوار مهمة كان يؤديها؟ إن همته العالية التي منحه الله إياها ووفقه لها كانت وراء هذا الإنجاز الضخم، وبإمكان أي أحد أن يسلك نفس هذا الطريق.
وكذلك على المستوى الثقافي والفكري، هناك مؤلفة بريطانية أطلق عليها: (سيدة القصة العاطفية)، واسمها: باربارا كارلثمان، هذه المؤلفة ألزمت نفسها ان تكتب في كل يوم بمقدار (7000) كلمة، وفي كل أسبوعين كانت تنتج قصة جديدة، وأنتجت طوال حياتها (687) قصة، طُبعت كتبها في (40) لغة، وكان عدد قرائها (700) مليون إنسان. أو ليست هذه المرأة حجةٌ علينا ونحن نتمتع بعلوم محمد وآل محمد ؟!
وفي المجال الاجتماعي أيضا، نجد أن بعض المصلحين يتحرك بما أوتي من قوة ويتحمل الأذى ويصبر ليعمل ملاجئ للأيتام ويعمل مؤسسات ومشاريع وحسينيات وأعمال خيرية في شرق الأرض وغربها.
فلو كان عدنا أمثال هؤلاء مئات أو آلاف من هذه النوعية لاستطعنا أن نطور حال أمتنا الإسلامية.
فعلى كل واحد أن يطالب نفسه بالفاعلية وبالعطاء والإنتاج، ولا يرضى من نفسه بالقليل، ووجود الإنسان في الحياة فرصة لهذا العمل. الروايات تقول: إن الإنسان يتحسر ويتأسف يوم القيامة لتقصيره وعدم استثماره لوقته فيما يخدم به نفسه ومجتمعه. جاء في الرواية: يفتح للإنسان في يوم القيامة ثلاث خزانات: خزانة فيها من النور والسرور والفرح ما لو أدخل جزء منه على أهل النار لأنساهم الله ما فيهم من الجحيم والعذاب،، فيسأل: لماذا هذه الخزانة هكذا؟ فيقال: هذا ثواب أعمالك الصالحة. وتفتح له خزانة أخرى مقتمة مظلمة معتمة، فيها ظلام وريحة نتنة لو أدخلت على أهل الجنة لأنستهم ما هم فيه من النعيم، فيسأل ما هذه؟ فيقال: هذه الأوقات التي صرفتها في المعاصي والذنوب، ثم تفتح له خزانة ثالثة فارغة لا شيء فيها، فيسأل: ما هذه؟ فيقال: هذا وقت فراغك، فتصيبه الحسرة والندم إذ لم يستثمر هذه الأوقات في عمل الطاعات، ولا ينفع حينها الندم.
اللهم صل على محمد وآل محمد
الإنسان موجود في هذه الدنيا لفترة محدودة، وأعطاه الله طاقات وقدرات، فينبغي استغلالها بأقصى قدر ممكن. البعض من الناس مع الأسف يفكر أنه جاء في الدنيا لكي يرتاح، ولا يعلم أن الراحة والخمول تضره أكثر مما تنفعه. وما هذه الأمراض الشائعة إلا نتائج الخمول والكسل والبطالة.
فوجود الإنسان في الحياة من أجل الحركة والعمل: ﴿ يَا أَيُّهَا الإِنسَانُ إِنَّكَ كَادِحٌ إِلَى رَبِّكَ كَدْحاً فَمُلاقِيهِ﴾ (الإنشقاق، 6). والكدح: يعني العمل المستمر والشديد. وفي آية أخرى يقول تعالى: ﴿ لَقَدْ خَلَقْنَا الإِنسَانَ فِي كَبَدٍ ﴾ (البلد، 4)، بمعنى: في معاناة. وفي حديث للإمام زين العابدين علي بن الحسين قال لجماعة من أصحابة: «اتقوا الله ولا تطلبوا المستحيل. قالوا: وكيف نطلب المستحيل؟ قال : إنكم تطلبون الراحة في الدنيا، وما خلقت الراحة للدنيا».
فالإنسان موجود في هذه الدنيا لفترة محدودة، وعليه أن يوظفها التوظيف السليم لا أن يقضي ساعاتٍ طوال في النوم، لأن النوم: خروجٌ عن الحياة إذ تتجمد الأحاسيس، والمطلوب من الإنسان أن يتعامل مع النوم كالدواء يأخذ منه بقدر حاجته ، ولذلك كان نوم الأولياء والصالحين ضمن حدود معينة وبمقدار ما يحتاجه الجسم، وأغلب وقتهم يستثمرونه في الفاعلية.
وعلى الإنسان أن لا يشفق على نفسه ويدللها أكثر مما يلزم، ونحن نلاحظ أن الإنسان مع جده واجتهاده وبالكاد يحقق إنجازاً، فكيف والحال أن الكثير يميلون إلى الراحة والدعة. يقول العلماء توجد عند الإنسان من القدرات العقلية (120) قدرة عقلية، والعظماء من الناس يستفيدون من قدراتهم بمقدار (10) من واحد في المئة.
وفي الرواية أنه عندما نزل الوحي على رسول الله بدأ يجهد نفسه ليلاً نهاراً، فقالت له السيدة خديجة : ألا تنام وترتاح؟ فقال : مضى وقت النوم يا خديجة.
ولذلك على الإنسان ما دام موجوداً في الدنيا أن يكدح وأن لا يكون كسولاً وخاملاً، وليدع النوم لمرحلة ما بعد الموت، فهناك النوم طويل.
وبالفعل مجتمعاتنا العربية والإسلامية تُعاني من حالة الكسل والخمول في مختلف المستويات: على المستوى الفكري والعلمي وغيرهما.
وهنا علينا 'وخاصة اهل العلم ' بأن نوسّع مدارك أفكارنا ونجتهد في مجالات المعرفة فنعطي للناس من ثقافة الإسلام ومن معارف أهل البيت (صلوات الله وسلامه عليهم) .
ونحن نجد أن بعض العلماء الذين اجتهدوا ونشطوا كيف أنجزوا؟
أن الشيخ المجلسي (رحمة الله عليه) صاحب كتاب (بحار الأنوار) ذا (110) مجلدات، وغيرها من الكتب التي ألفها وصنفها، وهو –أيضاً- لم يكن متفرغاً للكتابة، بل كان قاضي قضاة أصفهان، و كان عنده دور اجتماعي، وكان لديه طلاب يدرسهم، مع ذلك أنجز هذا الإنجاز العلمي.
المرجع الراحل السيد الشيرازي (رحمة الله عليه) نموذجاً مشرقاً في مسيرة العطاء، فقد واجه مشاكل عديدة في حياته وأجبر على التنقل من مكان إلى آخر، وواجه ضغوطاً مختلفة سياسية واجتماعية، ولكن ذلك لم يعوقه عن الفاعلية والإنتاج وألّف أكثر من (1600) كتاب؛ فهو وأمثاله من العلماء المجتهدين حجة علينا. كيف استطاع هذا العالم أن ينجز هذا الإنجاز مع عدم تفرغه للكتابة بشكلٍ كامل، حيث كان على عاتقه أدوار مهمة كان يؤديها؟ إن همته العالية التي منحه الله إياها ووفقه لها كانت وراء هذا الإنجاز الضخم، وبإمكان أي أحد أن يسلك نفس هذا الطريق.
وكذلك على المستوى الثقافي والفكري، هناك مؤلفة بريطانية أطلق عليها: (سيدة القصة العاطفية)، واسمها: باربارا كارلثمان، هذه المؤلفة ألزمت نفسها ان تكتب في كل يوم بمقدار (7000) كلمة، وفي كل أسبوعين كانت تنتج قصة جديدة، وأنتجت طوال حياتها (687) قصة، طُبعت كتبها في (40) لغة، وكان عدد قرائها (700) مليون إنسان. أو ليست هذه المرأة حجةٌ علينا ونحن نتمتع بعلوم محمد وآل محمد ؟!
وفي المجال الاجتماعي أيضا، نجد أن بعض المصلحين يتحرك بما أوتي من قوة ويتحمل الأذى ويصبر ليعمل ملاجئ للأيتام ويعمل مؤسسات ومشاريع وحسينيات وأعمال خيرية في شرق الأرض وغربها.
فلو كان عدنا أمثال هؤلاء مئات أو آلاف من هذه النوعية لاستطعنا أن نطور حال أمتنا الإسلامية.
فعلى كل واحد أن يطالب نفسه بالفاعلية وبالعطاء والإنتاج، ولا يرضى من نفسه بالقليل، ووجود الإنسان في الحياة فرصة لهذا العمل. الروايات تقول: إن الإنسان يتحسر ويتأسف يوم القيامة لتقصيره وعدم استثماره لوقته فيما يخدم به نفسه ومجتمعه. جاء في الرواية: يفتح للإنسان في يوم القيامة ثلاث خزانات: خزانة فيها من النور والسرور والفرح ما لو أدخل جزء منه على أهل النار لأنساهم الله ما فيهم من الجحيم والعذاب،، فيسأل: لماذا هذه الخزانة هكذا؟ فيقال: هذا ثواب أعمالك الصالحة. وتفتح له خزانة أخرى مقتمة مظلمة معتمة، فيها ظلام وريحة نتنة لو أدخلت على أهل الجنة لأنستهم ما هم فيه من النعيم، فيسأل ما هذه؟ فيقال: هذه الأوقات التي صرفتها في المعاصي والذنوب، ثم تفتح له خزانة ثالثة فارغة لا شيء فيها، فيسأل: ما هذه؟ فيقال: هذا وقت فراغك، فتصيبه الحسرة والندم إذ لم يستثمر هذه الأوقات في عمل الطاعات، ولا ينفع حينها الندم.