أول كلمة ينطقها الطفل (بابا)، الأبوة الرابطة الشرعية بين الأب وذريته، وتعتبر هوية تعتمد على السلوكيات المنزلية والقدسية، هي ذلك الشيء الذي يبعث الاحترام والهيبة. والابوة بكل معناها القدسي جسّدها رسول الله (ص) بتربيته لفاطمة الزهراء (عليها السلام) من خلال اهتمامه وعنايته بها وبأبنائها.
لقد بذر الرسول بذرة وسقاها وغذاها من فيض حنانه وأخلاقه العظيمة، أنبتت شجرة كانت أرضها كربلاء، وثمرتها عاشوراء بكل ما تحمل من دروس في الأبوة والتضحية والفداء والثبات على المبدأ.
شخصية الأب النشطة والمرحة، تلعب دوراً في حلّ المشكلات، عندما تكسر الحواجز بين الأب وأولاده، سوف تصنع لبنة الثقة بالنفس في شخصيتهم بين الدعم والمؤازرة لهم والارشاد إن أخطأوا والنصيحة ومشاورتهم في الأمور التي تعني الأسرة، بهذه الطريقة يستطيع الابن أن يواجه مصاعب الحياة ويقود أسرة.
وقد أثبتت الدراسات أن الأطفال الذين تكون مشاركة الاب في حياتهم نالوا اعلى الدرجات، وتحسنت مهاراتهم الاجتماعية، على الأب أن يصاحب ابنه، ويشاركه في حلّ مشكلاته، وأن يتصرف بطريقة وقائية وداعمة ومسؤولة تجاه أبنائه، ومشاركة الأمهات في تربيتهم والانفاق عليهم حتى يصبحوا قادرين على الاعتماد على أنفسهم اعتماداً تاماً .
على كل أب أن يؤازر الابناء في أي مشكلة تصادف حياتهم، وكأنه يرمي لهم بقارب النجاة عند وقوعهم في مشكلة، إنه يرمي اليهم بقارب النجاة في هذه الحياة التي فيها كثير من عوامل الضياع وفساد الأخلاق، ليس بالقوة والقسوة على الأبناء وإهمالهم ما يحفظ الهيبة والاحترام، بل باحتوائهم ومصاحبتهم ومشاركتهم في حياتهم، وهو أفضل سبيل لفرض الهيبة والاحترام.