في كربلاء الشهاد، ومع إطلالة كل هلال في الأفق، يبزغ من أفلاك الكفيل (عليه السلام) نجم بديع يأسرُ الرائي بسحر وميضه الأخاذ، يليه نجم عند اكتمال البدر مكلّلاً بأزاهيره اليانعة العطرة بنسمات الولاء، نجوم من وريقات طاهرة نيّرة تزخر بفيض من الهدى والتقى، بالفكرة والتذكرة، بالخاطرة المخلصة والكلمة الندية، هي جنائنٌ نضِرةٌ ذات بَهجةٍ، وارفةٌ بظلال اليقين بما عند الله من أجر رفيع، أضحتْ كبَحرٍ زاخرٍ بنفيس الكنوز، تتلألأ بين أمواجه أروعُ معالم الإبداع ودُرر الفِكْر تُسطّرها يراعاتٌ أوقفتْ مدادها لله سبحانه وتعالى و(ما كان لله ينمو).
هي كَلِمٌ طَيِّبٌ على صفحاتٍ من ألَق يَجد المتأمل في أسطرها أفئدةً نبضُها ولاء للنبي الأكرم وآله الطاهرين (صلوات الله عليهم)، ومشاعلَ إيمانٍ تستمدُّ من القمر الساقي (عليه السلام) قبساً من نور يضيء آفاق الإصلاح، وما أروعه من جهادٍ بالكلمة و(الكلمة الطيبة صدقة) كما قال النبي الأكرم (ص).
وهكذا تتوالى النجوم التي ترنو إليها عيون المتيمين بوجد كبير لتبحر في أنهار عذبة من المداد الذي سطر أبهى صور التألق، فيسجد القلب مؤتـَّماً بالفكر على سجادة ملكوتية محاكة بأنوار عشق محمد وآله الطاهرين (صلوات الله عليهم أجمعين)، تلك هي مجلتنا البهية الغراء (صدى الروضتين).
يشكل الإعلام الواعي الجاد والملتزم بمبادئ الرسالة المحمدية المباركة جانباً أساسياً ومهماً في تلبية الصرخة الحسينية الخالدة «هل من ناصر ينصرنا؟» لإصلاح الأمة، فللإعلام دور هائل وفعّال في التوعية والتذكير والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وكل جوانب الإصلاح.
وتعد (صدى الروضتين) –بحمد الله تعالى- من أهم الإصدارات الإعلامية الرائعة والمؤثرة، ولا يخفى على المتتبع لمسيرة هذه المجلة الرائعة منذ أعدادها الأولى وحتى الآن مدى عظمة الجهود المباركة التي تحرص على إخراجها بأسلوب يجذب المتلقي من نواحٍ عدة، فمواضيعها الرصينة الجزلة الهادفة إلى خدمة المجتمع منتقاة بحرفية راقية من قبل كادر تحريرها المتميز.
ومن الواضح أن تنوع الطرح وتعدد الرؤى في أغلب المواضيع واختلاف الطرائق والمناهج الكتابية مع وفرة المساهمين في ، قد جعل من المجلة منبراً من منابر الوعي، فكل كلمة فيها تأبى إلا أن تأخذ بالألباب كما أن تصميمها وإخراجها الفني المتميز الذي يتماشى مع أغلب الأذواق جعلها واحة من واحات الجمال التي يقف القارئ مزهوّاً أمام رونقه.
ومع بزوغ النجم الـ(400) من هذه الصحيفة المباركة، مزهراً في آفاق الرقي والإبداع الثّر، ندعو الله أن يبارك في جهود جميع القائمين على إخراجها بهذا الشكل المتفرد بكل محتوياته ومضامينه وفقراته المنوعة النافعة، ونسأله تبارك وتعالى أن تكون (صدى الروضتين) واحة إعلامية غنّاء لخدمة محمد وآله الطاهرين (صلوات الله عليهم أجمعين)، ونشر فكرهم ورسالتهم ومناقبهم.
كما نقف وقفة إجلال واحترام لإخوتنا الأعزاء كادر الصحيفة لما قدَّموا ويُقدِّمون من عطاء سخي، مبتهلين إلى الله تعالى أن يسدِّد خُطاهم، ويبارك في جهودهم الكريمة الساعية لخدمة الإسلام والمذهب الحق، وكفى بذلك شرفاً ورِفعةً وكرامة في الدنيا والآخرة «وَسَوْفَ يُؤْتِ اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ أَجْرًا عَظِيمًا» (النساء/146).
تعليق