(
وأنا أتمشى اليه، أمور كثيرة تساعدني للعثور على قبره ، وإذا به يرآني من بعيد وأنا أقبل اليه، خرج من قبره راكضا نحوي عانقني بشغف كبير هنأته بالسلامة، ابتسم والقلب ينفتح تماما عند رؤيته عزيز أنت يا صديقي ، كنت أقول له انا لا أستطيع ان اعيش الجبهة دونك يبتسم :ـ والله كأنك في قلبي ، لهذا قرر أمر الفوج أن يمنحنا الاجازات سوية ،والجبهة كانت تعني عندنا الوطن و الناس والهوية العرض والتأريخ ، وألطف الحسيني المبارك واشياء كثيرة ، كان الفوج كله يلاحظ عندنا أشياء كثيرة متشابهة ، (كريم صياح الغزي) رحمه الله يقاتل بهدوء ،انا عشت عمري لا أعرف معنى الهدوء فكيف بي أقاتل هادئا؟ كنت اشعر بشي من الغرابة وأنا اتأمل معنى هدوئي الذي أدهشني ، الهدوء الذي كسبته من كريم صياح لم يكن هدوءا عاديا بل كان مشهودا من قبل المقاتلين، هدوء يمتاز بالسيطرة وكان كريم يسميها الخبرة ، يقول لي :ـ تأمل في موقف الامام الحسين عليه السلام بقى وحده وسط الاف المرتزقة من جند أبن سعد وهو هادىء لاتثني عزيمته الموت ، ونحن انصاره تعلمنا منه كل شيء ولابد لنا ان نكون هادئين امام أعداء الحياة ، كل حدث حياتي كان منهله ألطف الحسيني ،كانت هناك تلة ترتفع قريبا عن مواضعنا كان يرتقيها كل يوم ينظر للجهات الاربع ويدور حول المكان كانه رشاش مثبت على قاعدة متحركة ، أغلب توقعاته صحيحة ، :ـ هل من شيء جديد؟ ، يهدأني:ـ الموقف هادىء، قاتلنا سوية في مناطق عديدة ، قاتلنا في منطقة جرف الصخر وفي منطقة مكيشيفة حيث اصابتني رصاصة في صدري حملني وركض بي الى الطبابة ، بعد المعالجة الفورية رجعت اليه :ـ لا تخاف سأكون بقربك أحسن ، وفي عزيز بلد أصيب كريم فحملته على كتفي وركضت به ، الله كم أحب كريم جلسنا نتحدث عن الذكريات الساخنة عند قبره، طال بنا الحديث لساعات تحدثنا عن مواقفنا في زلاية واللطيفية قاتلنا في الشاخات والصقلاوية والصينية وأيام في الموصل وسامراء ، ضحك صديقي وقال كنا في كل الجبهات ، الان تعرفنا جميع المناطق التي قاتلنا فيها اغلب المواقع فيها كنا قريبين من الموت وندعو الله ان نستشهد سوية قلت له قبل ان اودعه، قلت له سأزورك كل يوم ،أجابني لا تتعب نفسك فانا من سيزورك ، لااحتاج الى شاهدة تدليني قبرك ، قلبي هو الدليل
تعليق