بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وسهل مخرجهم
وصل اللهم على فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها عدد ماأحاط به علمك
وعجل فرج يوسفها الغائب ونجمها الثاقب واجعلنا من خلص شيعته ومنتظريه وأحبابه يا الله
السلام على بقية الله في البلاد وحجته على سائر العباد ورحمة الله وبركاته.
قال رسول الله 9 في الخطبة الشعبانية في فضائل شهر رمضان المبارک : (وفي هذا الشهر دعيتم إلى ضيافة الله، نفسكم فيه تسبيح، ونومكم فيه عبادة ).
من باب مناسبة الحكم مع الموضوع تختلف الضيافة الإلهيّة عن باقي الضيافات السماوية والإرضيّة، والضيافة من المعاني الإضافية، ففيها عنوان المضيّف والضيف ومتعلّق الضيافة، فالضيافة في الأرض متعلّقها الأكل والشرب، أمّا ضيافة الله سبحانه، فالمضيف هو الله جلّ جلاله، والضيف هو العبد الصالح المؤمن، وتبقى مائدة الضيافة ومأدبتها، فما هي المأدبة الإلهيّة ،؟
من خلال الروايات الشريفة وقفت على أنّ لله ضيافات ثلاثة :
1 ـ الضيافة العامّة : وهي في شهر رمضان المبارک، فقد دعانا الله سبحانه إلى ضيافته المباركة، فكلّ مسلم ومؤمن وجب عليه الصوم من آدم إلى يوم القيامة هو مدعو إلى ضيافة الله سبحانه وتعالى، إلّا أنّ الموائد الإلهية تختلف باختلاف الشرائع السماوية .
والمأدبة الإلهية في الإسلام هو القرآن الكريم، هو أسماء الله وصفاته العليا، وهي ضيافة روحية معنوية مثالية، ولذّتها فوق لذّة الجسد واللذات المادية
والحسّية، بل من أراد أن يقف على اللذّة الروحية أن يمنع جسده من الملاذ المادية، فيصوم ويمسک عن المفطرات ويمتنع عن الأكل والشرب والجماع وما شابه، فيكفّ بطنه وفرجه، ومن ثمّ يكفّ سمعه وبصره وكلّ جوارحه عمّـا حرّم الله، بل ويكفّ قلبه عمّـا سوى الله سبحانه، فيصوم بكلّ وجوده، حتّى يتشرّف بالضيافة الإلهية، ويجلس على مائدة الله، على كتاب الله الكريم وسنّة نبيّه 9، ومنهاج عترته الأطهار :، فيروي عطشه ويشبع جوعه من نمير علومهم ومعارفهم الربانية، وحينئذ ينال السكر والنشوة الروحيّة : (،وَسَقَاهُمْ رَبُّهُمْ شَرَابآ طَهُورآ،).
ثمّ إذا راعى الضيف الآداب ورسوم الضيافة، والتزم بها في الضيافة العامّة، فإنّه يُدعى في ليلة القدر إلى ضيافة خاصّة، إذ في ليلة القدر يكتب أسماء الذين يدعون إلى الضيافة الخاصّة، يكتب صکّ الحاجّ .
2 ـ الضيافة الخاصّة : وهي في شهر الحجّ وأيامه ومناسكه، فإنّ الحجّاج ضيوف الرحمن، ليطوفوا بيت الله الحرام، فصارت الضيافة زمانية ومكانية، بعدما كانت زمانية في الضيافة العامة . فيضيفهم الله ليغفر لهم وينزل عليهم الرحمة الرحيمية الخاصّة والتي هي قريبة من المحسنين، وما أعظم منافع وبركات الحجّ كما في الآيات والروايات : (،لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ ،).
3 ـ الضيافة الخاصّة الخاصّة : فهناک ضيافة للخواصّ من المؤمنين من شيعة أمير المؤمنين 7، والتي تعادل ألف ألف حجّة مقبولة وألف ألف عمرة مقبولة، فكلّ ما يقال في الضيافة الخاصّة من بركات المأدبة الإلهيّة، فإنّ في هذه الضيافة بألف ألف مرّة، فالمأدبة الإلهية العلمية والروحية في هذه الضيافة بأضعاف ما في الضيافة العامّة والخاصّة التي يشترک فيها كلّ المسلمين، ففي هذه المأدبة ما تشتهي الأنفس وتلذّ الأعين .
وقد ورد في الحديث الشريف : منهومان لا يشبعان : طالب علم وطالب
دنيا، فعلى المائدة العلمية يتناول العلماء ما تشتهي أرواحهم وأنفسهم من بركات أسماء الله الحسنى وصفاته العليا ما لم يخطر على قلب بشر، فيستأنسون بالله سبحانه ويستوحشون من غيره، وهذا لا يكون إلّا للخواصّ من الشيعة في ضيافتهم الخاصّة الخاصّة، وهي زيارة ثامن الحجج مولانا الإمام عليّ بن موسى الرضا 7.
وإذا كان سبحانه قد فضّل بعض الرسل على بعض، فكذلک فضّل بعض ضيوفه على بعض، فمن أكرم وفوده وضيوفه يوم القيامة زوّار الإمام الرضا 7 وليّ الله الأعظم 7.
«عن الهروي قال : سمعت الرضا 7 يقول : إنّي ساُقتل بالسمّ مسمومآ ومظلومآ، واُقبر إلى جنب هارون، ويجعل الله عزّ وجلّ ترتبتي مختلف شيعتي وأهل بيتي، فمن زراني في غربتي وجبت له زيارتي يوم القيامة، والذي أكرم محمّدآ 9 بالنبوّة واصطفاه على جميع الخليقة، لا يصلّي أحد منكم عند قبري ركعتين إلّا استحقّ المغفرة من الله يوم يلقاه، والذي أكرمنا بعد محمّد 9 بالإمامة وخصّنا بالوصيّة إنّ زوّار قبري لأكرم الوفود على الله يوم القيامة، وما من مؤمن يزورني فتصيب وجهه قطرة من السماء إلّا حرّم الله عزّ وجلّ جسده على النار»[1] .
وفدت على الكريم بغير زادٍ من الحسنات والقلب السليمِ
فحمل الزاد أقبح كلّ شيءٍ إذا كان الوفود على الكريمِ
وهذه الضيافة الخاصّة الخاصّة تتحقّق لكلّ الأئمة الأطهار وللرسول الأعظم :، فكلّهم نور واحد.
فالضيافة الاُولى زمانية أي مختصّ بزمان خاصّ، وهو شهر رمضان المبارک،
وإنّها عامّة لجميع المكلّفين، والضيافة الثانية زمانية مكانية أخصّ من الاُولى، والثالثة لا تنحصر بالزمان إنّما هي مكانية، فهي أخصّ من الاُولى والثانية، فتدبّر.
والمائدة الإلهية إنّما هي مائدة الأسماء والصفات، مائدة الولاية العظمى المتجلّية بالكائنات، مائدة القرآن الصامت والناطق، العلمي والغيبي، يتلذّذ بها الضيوف بنعم الله الرحمانية وآلائه الرحيمية، من العلوم الربانية، والمعارف القدسية والفيوضات الإلهية . فإنّ الله من حبّه لعباده وأوليائه المؤمنين يدعوهم في ضيافات ثلاثة، ليكونوا ضيوفآ عليه، فما أروع هذه الضيافة الإلهية، وما أسعد العبد أن يكون ضيفآ على مولاه العالم بكلّ شيء والقادر على كلّ شيء، وهو الحيّ القيّوم المستجمع لجميع صفات الكمال والجلال، وما أجمل المائدة الجمالية والجلاليّة ،!،! مائدة الفيوضات والرحمات العامة والخاصّة، ولمثل هذا فليتنافس المتنافسون .
[1] () البحار :99 36، عن العيون :3 256، وقد تعرّضت لأسرار الزيارة الرضويّة في رسالة(الأنفاس القدسيّة في أسرار الزيارة الرضويّة )، مطبوع، فراجع .
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وسهل مخرجهم
وصل اللهم على فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها عدد ماأحاط به علمك
وعجل فرج يوسفها الغائب ونجمها الثاقب واجعلنا من خلص شيعته ومنتظريه وأحبابه يا الله
السلام على بقية الله في البلاد وحجته على سائر العباد ورحمة الله وبركاته.
قال رسول الله 9 في الخطبة الشعبانية في فضائل شهر رمضان المبارک : (وفي هذا الشهر دعيتم إلى ضيافة الله، نفسكم فيه تسبيح، ونومكم فيه عبادة ).
من باب مناسبة الحكم مع الموضوع تختلف الضيافة الإلهيّة عن باقي الضيافات السماوية والإرضيّة، والضيافة من المعاني الإضافية، ففيها عنوان المضيّف والضيف ومتعلّق الضيافة، فالضيافة في الأرض متعلّقها الأكل والشرب، أمّا ضيافة الله سبحانه، فالمضيف هو الله جلّ جلاله، والضيف هو العبد الصالح المؤمن، وتبقى مائدة الضيافة ومأدبتها، فما هي المأدبة الإلهيّة ،؟
من خلال الروايات الشريفة وقفت على أنّ لله ضيافات ثلاثة :
1 ـ الضيافة العامّة : وهي في شهر رمضان المبارک، فقد دعانا الله سبحانه إلى ضيافته المباركة، فكلّ مسلم ومؤمن وجب عليه الصوم من آدم إلى يوم القيامة هو مدعو إلى ضيافة الله سبحانه وتعالى، إلّا أنّ الموائد الإلهية تختلف باختلاف الشرائع السماوية .
والمأدبة الإلهية في الإسلام هو القرآن الكريم، هو أسماء الله وصفاته العليا، وهي ضيافة روحية معنوية مثالية، ولذّتها فوق لذّة الجسد واللذات المادية
والحسّية، بل من أراد أن يقف على اللذّة الروحية أن يمنع جسده من الملاذ المادية، فيصوم ويمسک عن المفطرات ويمتنع عن الأكل والشرب والجماع وما شابه، فيكفّ بطنه وفرجه، ومن ثمّ يكفّ سمعه وبصره وكلّ جوارحه عمّـا حرّم الله، بل ويكفّ قلبه عمّـا سوى الله سبحانه، فيصوم بكلّ وجوده، حتّى يتشرّف بالضيافة الإلهية، ويجلس على مائدة الله، على كتاب الله الكريم وسنّة نبيّه 9، ومنهاج عترته الأطهار :، فيروي عطشه ويشبع جوعه من نمير علومهم ومعارفهم الربانية، وحينئذ ينال السكر والنشوة الروحيّة : (،وَسَقَاهُمْ رَبُّهُمْ شَرَابآ طَهُورآ،).
ثمّ إذا راعى الضيف الآداب ورسوم الضيافة، والتزم بها في الضيافة العامّة، فإنّه يُدعى في ليلة القدر إلى ضيافة خاصّة، إذ في ليلة القدر يكتب أسماء الذين يدعون إلى الضيافة الخاصّة، يكتب صکّ الحاجّ .
2 ـ الضيافة الخاصّة : وهي في شهر الحجّ وأيامه ومناسكه، فإنّ الحجّاج ضيوف الرحمن، ليطوفوا بيت الله الحرام، فصارت الضيافة زمانية ومكانية، بعدما كانت زمانية في الضيافة العامة . فيضيفهم الله ليغفر لهم وينزل عليهم الرحمة الرحيمية الخاصّة والتي هي قريبة من المحسنين، وما أعظم منافع وبركات الحجّ كما في الآيات والروايات : (،لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ ،).
3 ـ الضيافة الخاصّة الخاصّة : فهناک ضيافة للخواصّ من المؤمنين من شيعة أمير المؤمنين 7، والتي تعادل ألف ألف حجّة مقبولة وألف ألف عمرة مقبولة، فكلّ ما يقال في الضيافة الخاصّة من بركات المأدبة الإلهيّة، فإنّ في هذه الضيافة بألف ألف مرّة، فالمأدبة الإلهية العلمية والروحية في هذه الضيافة بأضعاف ما في الضيافة العامّة والخاصّة التي يشترک فيها كلّ المسلمين، ففي هذه المأدبة ما تشتهي الأنفس وتلذّ الأعين .
وقد ورد في الحديث الشريف : منهومان لا يشبعان : طالب علم وطالب
دنيا، فعلى المائدة العلمية يتناول العلماء ما تشتهي أرواحهم وأنفسهم من بركات أسماء الله الحسنى وصفاته العليا ما لم يخطر على قلب بشر، فيستأنسون بالله سبحانه ويستوحشون من غيره، وهذا لا يكون إلّا للخواصّ من الشيعة في ضيافتهم الخاصّة الخاصّة، وهي زيارة ثامن الحجج مولانا الإمام عليّ بن موسى الرضا 7.
وإذا كان سبحانه قد فضّل بعض الرسل على بعض، فكذلک فضّل بعض ضيوفه على بعض، فمن أكرم وفوده وضيوفه يوم القيامة زوّار الإمام الرضا 7 وليّ الله الأعظم 7.
«عن الهروي قال : سمعت الرضا 7 يقول : إنّي ساُقتل بالسمّ مسمومآ ومظلومآ، واُقبر إلى جنب هارون، ويجعل الله عزّ وجلّ ترتبتي مختلف شيعتي وأهل بيتي، فمن زراني في غربتي وجبت له زيارتي يوم القيامة، والذي أكرم محمّدآ 9 بالنبوّة واصطفاه على جميع الخليقة، لا يصلّي أحد منكم عند قبري ركعتين إلّا استحقّ المغفرة من الله يوم يلقاه، والذي أكرمنا بعد محمّد 9 بالإمامة وخصّنا بالوصيّة إنّ زوّار قبري لأكرم الوفود على الله يوم القيامة، وما من مؤمن يزورني فتصيب وجهه قطرة من السماء إلّا حرّم الله عزّ وجلّ جسده على النار»[1] .
وفدت على الكريم بغير زادٍ من الحسنات والقلب السليمِ
فحمل الزاد أقبح كلّ شيءٍ إذا كان الوفود على الكريمِ
وهذه الضيافة الخاصّة الخاصّة تتحقّق لكلّ الأئمة الأطهار وللرسول الأعظم :، فكلّهم نور واحد.
فالضيافة الاُولى زمانية أي مختصّ بزمان خاصّ، وهو شهر رمضان المبارک،
وإنّها عامّة لجميع المكلّفين، والضيافة الثانية زمانية مكانية أخصّ من الاُولى، والثالثة لا تنحصر بالزمان إنّما هي مكانية، فهي أخصّ من الاُولى والثانية، فتدبّر.
والمائدة الإلهية إنّما هي مائدة الأسماء والصفات، مائدة الولاية العظمى المتجلّية بالكائنات، مائدة القرآن الصامت والناطق، العلمي والغيبي، يتلذّذ بها الضيوف بنعم الله الرحمانية وآلائه الرحيمية، من العلوم الربانية، والمعارف القدسية والفيوضات الإلهية . فإنّ الله من حبّه لعباده وأوليائه المؤمنين يدعوهم في ضيافات ثلاثة، ليكونوا ضيوفآ عليه، فما أروع هذه الضيافة الإلهية، وما أسعد العبد أن يكون ضيفآ على مولاه العالم بكلّ شيء والقادر على كلّ شيء، وهو الحيّ القيّوم المستجمع لجميع صفات الكمال والجلال، وما أجمل المائدة الجمالية والجلاليّة ،!،! مائدة الفيوضات والرحمات العامة والخاصّة، ولمثل هذا فليتنافس المتنافسون .
[1] () البحار :99 36، عن العيون :3 256، وقد تعرّضت لأسرار الزيارة الرضويّة في رسالة(الأنفاس القدسيّة في أسرار الزيارة الرضويّة )، مطبوع، فراجع .
تعليق