تويت
تقوم شعرية النص على الانزياح ، مباشرة أدخل عوالم القراءة دون مقدمات ،كما هو متعارف عليه في القراءات المتداولة سعيا للتركيز على البنى الاسلوبية في مجموعة الشاعر ابو وليد ( شراع الضمير ) جاء في مقدمة المجموعة مفردة تكشف عن معاناته من خلال الاثر المضموني وسبب تكثيف تلك الانزياحات كتب ( باسطا أجنحتي لأحلق بها من جديد في الفضاء الذي استحقه ) هناك أولا عملية طيران في عوالم الشعرية ليكسب بها تحليق جديد في فضاء الذي يستحقه علما ان هذه المجموعة انجزت عام 1975م لا اعتقد انا بحاجة الى مقدمة اوضح فيها أهمية الانزياح في بناء التراكيب الجملية ، انشاء الصور الشعرية فهو جوهر الابداع ، ويمتلك قدرة على اختراق قوانين اللغة وبثها بروح التأويل ، بمعنى اشار اليه النقاد ان يعيد البناء ، ليصمد أمام تعددية التأويل ومنح النص جمالية ، وقراءة منجز نصي شعبي مكثف كثير الدلالات متعدد التأويل صعبة للغاية لأنها تكون عبارة عن مجاميع مكثفة من الانزياحات أي لا يمكن ان تقرأ جملة في هذه المجموعة بعيدة عن الانزياح الا اللهم في عناوين بعض قصائده الفرعية ، التي قدمها بمفردة صريحة ( جرح/ ابنادم / بوية/ هوامش / حيرتين / الهتافات ) وبعض العناوين التي هي عبارة عن تراكيب جملية مثل ( تراب صيف وعشك ثاني / شراع الضمير / طبع الورود/ وغيرها ) والاعتماد على الانزياح بهذا التكثيف عند الشاعر ابو وليد يرسخ لنا فوضوية الواقع ،
( الشوك زلمة ابلا بخت وابلايه غيرة
آخ ياما ضيفت روحي ابحنينك
مرني لو جية ( صقر ) هم أرضه بيك
يلبعتني بسوك نازل
سوربت عيني لو نزف غفلة ضواها
والدرب عاكول والناطور ليل
أو سولة الجول الصفير ) ص5
نلاحظ ان معظم التراكيب الجملية في مجموعة ( شراع الضمير ) يمتلك القدرة العالية للابتعاد عن المألوف كون شاعرها يمتلك القدرة على التصرف في المعاني
( اتكودني الشوغات واتمرجح على أحبال الونين
أو حسرة العاشك جبيرة ) ص6
يمتلك الشاعر ابو وليد تمكن كبير في مراوغة اللغة ، وامكانية تشييد المبنى الاستعاري الذي يعلو بشأن التخييل الباعث على الجمال ، اعتقد لولا هذا التراكيب الانزياحية لنفذ المعنى من زمن بعيد ، فجاء الانزياح ليجدد الحياة بمورد استخدام كلمات بطريقة غير مألوفة أو بمضمون غير مألوف
( اشوفك جرح يبنادم وأشوفك دم
تعت بيك المناية بزود تعبر فوك جالي الهم
لاجرف اليهوّد الروح
لاشاطي اليلمك لم ) ص7
كثرة الانزياحات في هذه المجموعة تجعلني احتار بأي جملة استشهد ويحوطني الجمال من كل جانب ، ممكن لي اتنفس بهذه المجموعة لأقول ان العبقرية الشعرية تتنافى والقواعد الثابتة ، ليس هناك التزام ، والانزياح رسخ مفهوم ضرورية التعبير ، وكثير من كتاب العالم شنّو الحرب ضد التحجر ، والاشكال الجاهزة ، الان سمة الشعر وخاصة الشعبي هو الانزياح لما فيه من جمالية وتنوع دلالي
( يبنادم ولك عشك الصبر ما ينلكه ولو صح
شد عمرك عكد .. واتنخه بحزامه
الصبر ترجيه ــ معضد ــ طوك ... خزامه
اشوفك كمر مذبوح وانته الماتطخ هامه ) ص8
وفي قرائتي لهذه المجموعة وجدت سمة نوعية يشتغل عليها الشاعر ( ابو وليد ) وهي حركة الافعال فهو يرتكز على الافعال المضارعة ، ليعطي الامكا نيات الزمنية فعل المضارع في السياقات التركيبية لمنجزه الشعري ، دلالات زمنية متنوعة يستخدم تلك الافعال المضارعة
(اليشيل اشراع ويغني أعله جرفك
تومي بشموعك عليه الليل عرسه
واليذوب ابدم شرايينك صدك يندفن ضيمه
واليظل يرجه المطر من غير غيمك هايا شوكي
ايموت ظله أبغمك جرحه )ص11
يعمل الشاعر ابو وليد لكسر أفق التوقع في بعض استفهاميته أو للتحقيق والاستفهام عبر انزياحات اسلوبية يعمق المسعى الوجداني عنده ، يمتلك الانزياح شحنات وجدانية ففي العمل الاستفهامي ، نجده يكتب
( ديرة المابيهه حس فنجان
تهجرهه الطوايف بالنهار
أو لا توجي اجدام ضيف
أو لو خطر يا هو اليضيفة ؟) ص14
والاستفهام يمنح المتلقي الكثير من الدلالات تبث فيه روح الجمال
(( أو ياهو عاش بدنية شكره
أو ضاك طعم العافية ابهمسه
أو تحنه ابغير ولفه ؟ ) 15
المعروف في عالم النقد ان الأنزياح ليس عشوائيا أو جماليا فقط بل هو يتوائم مع نفسية الشاعر ورؤاه ، ، معظم الدلالات تعبرعن هوية الشاعر النفسية والانزياح أمكانية التحول الى خطاب نفسي يمثل الفرادة ، وقراءة المجموعة اعطتنا الكثير من مميزات الفرادة والكثافة الانزياحية تمكن لشعرية كبيرة ، اعتقد ان هذا القدر من القراءة قادر ان يعطينا المساحة الابداعية الكلية لفهم النصوص التي تعمل على نفس الالية المبدعة ونحن أخذنا العينة التي يعمل عليها في شعريته العالية
والمجداف عشكه الماي ... عشك الماي للصفصاف
من نوكف عراضه
أو تعرك الجلمات ليش انخاف
ليش انخاف ) ص35
مجموعة متميزة لاتكفيها دراسة مثل قراءتي المتواضعة
علي حسين الخباز
أعجبني
تعليق
مشاركة
تعليق