بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد
تكون أبواب الرحمة والمغفرة مفتوحة على مصارعِها في شهر رمضان المبارك، ومع توفر هذه الفرص الكبيرة لنيل مغفرة الله ورحمته، فإنّ من يُحرم منها يعتبر من الأشقياء، كما جاء في خطبة النبي صلى الله عليه واله وسلم
: «الشقي من حرم غفران الله في هذا الشهر العظيم» فليحذر الإنسان أن يكون شقياً، لا سمح الله!
الخصومات حرمان من المغفرة
كيف يحذر الإنسان هذه النتيجة السيئة ويبتعد عن الشقاء والحرمان من مغفرة الله؟
الله سبحانه فتح المجال للمغفرة، ويريد أن يشمل برحمته ومغفرته أكبر قدر من خلقه، لكن هناك موانع تحول بين الإنسان وبين رحمة الله!
يظهر من الروايات والنصوص أنّ من أبرز موانع المغفرة في شهر رمضان حالات الخصومة والشحناء، بين الإنسان و أقاربه أو أبناء مجتمعه، فقد ورد عن الإمام الرضا عن آبائه عن رسول الله صلى الله عليه واله وسلم : «وفي أوَّلِ لَيلَةٍ مِن شَهرِ رَمَضانَ تُغَلُّ المَرَدَةُ مِنَ الشَّياطينِ، ويُغفَرُ في كُلِّ لَيلَةٍ سَبعينَ ألفًا، فَإِذا كانَ في لَيلَةِ القَدرِ غَفَرَ اللهُ بِمِثلِ ما غَفَرَ في رَجَبٍ وشَعبانَ وشَهرِ رَمَضانَ إلى ذلِكَ اليَومِ، إلّا رَجُلٌ بَينَهُ وبَينَ أخيهِ شَحناءُ، فَيَقولُ الله عزّ وجلّ: أنظِروا هؤُلاءِ حَتّى يَصطَلِحوا»
ونصوص كثيرة تؤكد أنّ الخصومة والشحناء تجعل المغفرة معلقة على قائمة الانتظار، لا تنال التوقيع الإلهي إلّا بمعالجة تلك الخصومات.
في حياتنا تواجهنا بعض القضايا في النزاعات بين الناس، تجد شخصاً يثبت عليه الخطأ وينتظر العقوبة إلّا أن يتنازل الطرف الآخر، فيبعث من يتوسط ويتوسل، ويبدي استعداده لتقديم أيّ شيءٍ حتى ينجو من العقوبة!.
وفي يوم القيامة تتكرر ذات المعادلة، فعلى الإنسان أن يعالج الخصومات التي بينه وبين الآخرين، وإلّا سيجد نفسه في موقف لا يحسد عليه.
والمشكلة أنّ الحلول في يوم القيامة تكون متوقفة، فـ (اليوم عمل ولا حساب، وغداً حساب ولا عمل).
وفي خطبة رسول الله صلى الله عليه واله وسلم : «ومَن وَصَلَ فيهِ رَحِمَهُ وَصَلَهُ الله بِرَحمَتِهِ يَومَ يَلقاهُ، ومَن قَطَعَ رَحِمَهُ قَطَعَ الله عَنهُ رَحمَتَهُ يَومَ يَلقاهُ».
يقطع الله عنه رحمته مهما كانت صلاته، صيامهُ، حجهُ، فالنص مطلق، وهو إنذار خطير لا يصح الاستهانة به.
أسوأ العداوات
إذا كانت العداوة مع الناس أمراً سيئاً، فإنها مع الأقرباء والأرحام أشدّ سوءاً، وذلك للأسباب التالية:
أولًا: لأنها تؤدي إلى قطيعة الرحم، وهي من الموبقات
يقول تعالى: ﴿وَيَقْطَعُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَن يُوصَلَ﴾.
ورد عن رسول الله صلى الله عليه واله وسلم : «ما مِن ذَنبٍ أجدَرَ أن يُعَجِّلَ اللهُ تعالى لِصاحِبِهِ العُقوبَةَ في الدنيا مَع ما يَدَّخِرُ لَهُ في الآخِرَةِ مِن قَطيعَةِ الرَّحِمِ» .
وعن الإمام علي عليه السلام: «حُلُولُ النِّقَمِ في قَطيعَةِ الرَّحِمِ»
وعنه: «أقْبَحُ المَعاصي قَطيعَةُ الرَّحِمِ وَالعُقُوقُ» .
وقال في خطبة: «أَعُوذُ بِاللهِ مِنَ الذُّنُوبِ الَّتِي تُعَجِّلُ الْفَنَاءَ».
فَقَامَ إِلَيْهِ عَبْدُ الله بْنُ الْكَوَّاءِ الْيَشْكُرِيُّ، فَقَالَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، أَوَ تَكُونُ ذُنُوبٌ تُعَجِّلُ الْفَنَاءَ؟
فَقَالَ: «نَعَمْ، وَيْلَكَ، قَطِيعَةُ الرَّحِمِ، إِنَّ أَهْلَ الْبَيْتِ لَيَجْتَمِعُونَ وَيَتَوَاسَوْنَ وَهُمْ فَجَرَةٌ، فَيَرْزُقُهُمُ الله، وَإِنَّ أَهْلَ الْبَيْتِ لَيَتَفَرَّقُونَ وَيَقْطَعُ بَعْضُهُمْ بَعْضًا، فَيَحْرِمُهُمُ اللهُ وَهُمْ أَتْقِيَاءُ» .
ثانيًا: الخصومة مع الأرحام تكرس حالة الأنانية وتبلّد المشاعر في نفس الإنسان.
فإنّ من يتجرّأ على الإساءة لرحمه تهون عليه الإساءة للآخرين، فهو إذا كان يسيء إلى أقاربه ويقاطعهم فكيف سيتعامل مع الآخرين؟!
ثالثًا: حياة الإنسان مع الأرحام فيها تداخل، ونوع من الالتصاق، فإذا حصلت خصومة مع هذا التداخل تسبب ضغطاً كبيراً على نفس الإنسان.
لذلك ورد عن علي عليه السلام
أنه قال: «عَداوَةُ الْأَقارِبِ أَمَضُّ مِنْ لَسْعِ الْعَقارِب» حيث تسبب ضغطًا على الإنسان أكثر من أيّ عداوة أخرى.
الخلافات الزوجية
زوجان يعيشان حياة مشتركة، قد يكون بينهما تباين في المزاج، اختلاف في الرأي، وقد يحصل بينهما سوء تفاهم، وهو أمر طبيعي، لكن حذارِ أن يصل ذلك إلى الشحناء والخصومة، أو إلى الحقد المتبادل، هذا أمر سيئ جداً!!
لقد أصبحت حالة الخلافات الزوجية متفشية في المجتمع، وسجلات المحاكم تتحدث عن أرقام غير متوقعة!
الحياة الزوجية التي يفترض فيها أن تكون سكناً واستقراراً نفسيًّا، كما يقول الله تعالى: ﴿لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً﴾[سورة الروم، الآية: ٢١].
تتحول إلى شقاء بسبب الخلافات، وإذا بحثت الأمر في كثير من هذه الخلافات تجد جوهر المسألة عدم القدرة على تقديم التنازلات المتبادلة، كلّ طرف يتمسك بموقفه فلا يقدّم التنازل للطرف الآخر، مما يسبب تفجّر المشاكل وتفاقم الخلافات!
شباباً من ذوي الكفاءة، حياتهم واعدة، وكذلك فتيات شخصياتهنّ يرجى منها كلّ خير، لكنهم إذا وقعوا في هذا المطب، تتحول حياتهم إلى كدر وشقاء، يصبح كلّ واحدٍ منهما مهموماً بمعاداة الآخر!.
وحين يطّلع الإنسان على بعض قضايا الخلافات الزوجية في المحاكم، يتعجب كيف تصل درجة الخصومة والعداوة بين زوجين عاشا معاً فترة من الحب والانسجام إلى هذا المستوى الفظيع؟ حيث يسعى كلّ واحدٍ منهما إيقاع أكبر قدر من الأذى بصاحبه!
هذا ما ينبغي التفكير فيه، لماذا يصل الإنسان إلى هذه المرحلة؟!
كما ينبغي أن يكون للعائلة دورا إيجابياً في حالات الخلاف، يقدمون النصح والتوجيه لأبنائهم وبناتهم، كي يتحلّوا بصفات الكرم والعفو والتسامح وينال الجميع العفو والمغفرة من الله تعالى وخاصة ونحن على ابواب شهر رمضان الخير والرحمة والمغفرة..
اللهم صل على محمد وآل محمد
تكون أبواب الرحمة والمغفرة مفتوحة على مصارعِها في شهر رمضان المبارك، ومع توفر هذه الفرص الكبيرة لنيل مغفرة الله ورحمته، فإنّ من يُحرم منها يعتبر من الأشقياء، كما جاء في خطبة النبي صلى الله عليه واله وسلم
: «الشقي من حرم غفران الله في هذا الشهر العظيم» فليحذر الإنسان أن يكون شقياً، لا سمح الله!
الخصومات حرمان من المغفرة
كيف يحذر الإنسان هذه النتيجة السيئة ويبتعد عن الشقاء والحرمان من مغفرة الله؟
الله سبحانه فتح المجال للمغفرة، ويريد أن يشمل برحمته ومغفرته أكبر قدر من خلقه، لكن هناك موانع تحول بين الإنسان وبين رحمة الله!
يظهر من الروايات والنصوص أنّ من أبرز موانع المغفرة في شهر رمضان حالات الخصومة والشحناء، بين الإنسان و أقاربه أو أبناء مجتمعه، فقد ورد عن الإمام الرضا عن آبائه عن رسول الله صلى الله عليه واله وسلم : «وفي أوَّلِ لَيلَةٍ مِن شَهرِ رَمَضانَ تُغَلُّ المَرَدَةُ مِنَ الشَّياطينِ، ويُغفَرُ في كُلِّ لَيلَةٍ سَبعينَ ألفًا، فَإِذا كانَ في لَيلَةِ القَدرِ غَفَرَ اللهُ بِمِثلِ ما غَفَرَ في رَجَبٍ وشَعبانَ وشَهرِ رَمَضانَ إلى ذلِكَ اليَومِ، إلّا رَجُلٌ بَينَهُ وبَينَ أخيهِ شَحناءُ، فَيَقولُ الله عزّ وجلّ: أنظِروا هؤُلاءِ حَتّى يَصطَلِحوا»
ونصوص كثيرة تؤكد أنّ الخصومة والشحناء تجعل المغفرة معلقة على قائمة الانتظار، لا تنال التوقيع الإلهي إلّا بمعالجة تلك الخصومات.
في حياتنا تواجهنا بعض القضايا في النزاعات بين الناس، تجد شخصاً يثبت عليه الخطأ وينتظر العقوبة إلّا أن يتنازل الطرف الآخر، فيبعث من يتوسط ويتوسل، ويبدي استعداده لتقديم أيّ شيءٍ حتى ينجو من العقوبة!.
وفي يوم القيامة تتكرر ذات المعادلة، فعلى الإنسان أن يعالج الخصومات التي بينه وبين الآخرين، وإلّا سيجد نفسه في موقف لا يحسد عليه.
والمشكلة أنّ الحلول في يوم القيامة تكون متوقفة، فـ (اليوم عمل ولا حساب، وغداً حساب ولا عمل).
وفي خطبة رسول الله صلى الله عليه واله وسلم : «ومَن وَصَلَ فيهِ رَحِمَهُ وَصَلَهُ الله بِرَحمَتِهِ يَومَ يَلقاهُ، ومَن قَطَعَ رَحِمَهُ قَطَعَ الله عَنهُ رَحمَتَهُ يَومَ يَلقاهُ».
يقطع الله عنه رحمته مهما كانت صلاته، صيامهُ، حجهُ، فالنص مطلق، وهو إنذار خطير لا يصح الاستهانة به.
أسوأ العداوات
إذا كانت العداوة مع الناس أمراً سيئاً، فإنها مع الأقرباء والأرحام أشدّ سوءاً، وذلك للأسباب التالية:
أولًا: لأنها تؤدي إلى قطيعة الرحم، وهي من الموبقات
يقول تعالى: ﴿وَيَقْطَعُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَن يُوصَلَ﴾.
ورد عن رسول الله صلى الله عليه واله وسلم : «ما مِن ذَنبٍ أجدَرَ أن يُعَجِّلَ اللهُ تعالى لِصاحِبِهِ العُقوبَةَ في الدنيا مَع ما يَدَّخِرُ لَهُ في الآخِرَةِ مِن قَطيعَةِ الرَّحِمِ» .
وعن الإمام علي عليه السلام: «حُلُولُ النِّقَمِ في قَطيعَةِ الرَّحِمِ»
وعنه: «أقْبَحُ المَعاصي قَطيعَةُ الرَّحِمِ وَالعُقُوقُ» .
وقال في خطبة: «أَعُوذُ بِاللهِ مِنَ الذُّنُوبِ الَّتِي تُعَجِّلُ الْفَنَاءَ».
فَقَامَ إِلَيْهِ عَبْدُ الله بْنُ الْكَوَّاءِ الْيَشْكُرِيُّ، فَقَالَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، أَوَ تَكُونُ ذُنُوبٌ تُعَجِّلُ الْفَنَاءَ؟
فَقَالَ: «نَعَمْ، وَيْلَكَ، قَطِيعَةُ الرَّحِمِ، إِنَّ أَهْلَ الْبَيْتِ لَيَجْتَمِعُونَ وَيَتَوَاسَوْنَ وَهُمْ فَجَرَةٌ، فَيَرْزُقُهُمُ الله، وَإِنَّ أَهْلَ الْبَيْتِ لَيَتَفَرَّقُونَ وَيَقْطَعُ بَعْضُهُمْ بَعْضًا، فَيَحْرِمُهُمُ اللهُ وَهُمْ أَتْقِيَاءُ» .
ثانيًا: الخصومة مع الأرحام تكرس حالة الأنانية وتبلّد المشاعر في نفس الإنسان.
فإنّ من يتجرّأ على الإساءة لرحمه تهون عليه الإساءة للآخرين، فهو إذا كان يسيء إلى أقاربه ويقاطعهم فكيف سيتعامل مع الآخرين؟!
ثالثًا: حياة الإنسان مع الأرحام فيها تداخل، ونوع من الالتصاق، فإذا حصلت خصومة مع هذا التداخل تسبب ضغطاً كبيراً على نفس الإنسان.
لذلك ورد عن علي عليه السلام
أنه قال: «عَداوَةُ الْأَقارِبِ أَمَضُّ مِنْ لَسْعِ الْعَقارِب» حيث تسبب ضغطًا على الإنسان أكثر من أيّ عداوة أخرى.
الخلافات الزوجية
زوجان يعيشان حياة مشتركة، قد يكون بينهما تباين في المزاج، اختلاف في الرأي، وقد يحصل بينهما سوء تفاهم، وهو أمر طبيعي، لكن حذارِ أن يصل ذلك إلى الشحناء والخصومة، أو إلى الحقد المتبادل، هذا أمر سيئ جداً!!
لقد أصبحت حالة الخلافات الزوجية متفشية في المجتمع، وسجلات المحاكم تتحدث عن أرقام غير متوقعة!
الحياة الزوجية التي يفترض فيها أن تكون سكناً واستقراراً نفسيًّا، كما يقول الله تعالى: ﴿لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً﴾[سورة الروم، الآية: ٢١].
تتحول إلى شقاء بسبب الخلافات، وإذا بحثت الأمر في كثير من هذه الخلافات تجد جوهر المسألة عدم القدرة على تقديم التنازلات المتبادلة، كلّ طرف يتمسك بموقفه فلا يقدّم التنازل للطرف الآخر، مما يسبب تفجّر المشاكل وتفاقم الخلافات!
شباباً من ذوي الكفاءة، حياتهم واعدة، وكذلك فتيات شخصياتهنّ يرجى منها كلّ خير، لكنهم إذا وقعوا في هذا المطب، تتحول حياتهم إلى كدر وشقاء، يصبح كلّ واحدٍ منهما مهموماً بمعاداة الآخر!.
وحين يطّلع الإنسان على بعض قضايا الخلافات الزوجية في المحاكم، يتعجب كيف تصل درجة الخصومة والعداوة بين زوجين عاشا معاً فترة من الحب والانسجام إلى هذا المستوى الفظيع؟ حيث يسعى كلّ واحدٍ منهما إيقاع أكبر قدر من الأذى بصاحبه!
هذا ما ينبغي التفكير فيه، لماذا يصل الإنسان إلى هذه المرحلة؟!
كما ينبغي أن يكون للعائلة دورا إيجابياً في حالات الخلاف، يقدمون النصح والتوجيه لأبنائهم وبناتهم، كي يتحلّوا بصفات الكرم والعفو والتسامح وينال الجميع العفو والمغفرة من الله تعالى وخاصة ونحن على ابواب شهر رمضان الخير والرحمة والمغفرة..