إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

شهر رمضان شهر بناء النفس والمجتمع*

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • شهر رمضان شهر بناء النفس والمجتمع*

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    اللهم صل على محمد وال محمد
    🔶️🌟🔶️🌟🔶️🌟🔶️
    إن شهر رمضان المبارك هو شهر بناء الذات وتغيير النفس، وهذا الأمر مطلوب من الجميع، يستوي في ذلك أهل العلم وغيرهم، ومهما يبلغ المرء درجة في هذا الطريق فثمة مجال للرقي أيضاً.

    يقول النبي صلّى الله عليه وآله: «فإن الشقي من حُرم غفران الله في هذا الشهر العظيم». وهذا معناه لو أن أحداً أهمل بناء نفسه في هذا الشهر المبارك وقصّر حتى مرّ عليه ولم ينل المغفرة الإلهية التي هي في هذا الشهر أوسع وأسرع وأعظم منها في سائر الشهور، فإنه هو الشقي حقاً. هذا هو المستفاد من الروايات، لأن بناء الذات واجب عيني في حد أداء الواجبات وترك المحرمات. فعلى الإنسان أن يحاول في هذا الشهر المبارك أن يعمل حتى يبلغ مرحلة يعتقد فيها أنه تغيّر فعلاً وأنه أصبح أحسن وأفضل وأن فرقاً حصل عنده.
    لاشك أن كل إنسان يتمنى لنفسه التغيير نحو الأفضل، ولكن المسألة ليست بالأماني، فبالأماني وحدها لا يتحقق التغيير، بل هو بحاجة إلى عزم وتصميم ومتابعة ومثابرة وجدّ واجتهاد. فمن لم يقصّر في المقدمات يوفَّق لا شك في ذلك ولا شبهة؛ لأن هذا هو الهدف الأصلي لخلق الإنسان، وهو صريح القرآن الكريم؛ يقول الله تعالى: «وما يزالون مختلفين إلا من رحم ربك ولذلك خلقهم»[3] أي ليرحمهم. فهل يعقل أن يضع الإنسان نفسه موضع الرحمة بأن ينبري لطاعة الله والتقرب إليه، ثم لا يرحمه الله؟! حاشا لله، فهذا محال في منطق الحكمة والعقل، ولا إمكان له، فضلاً عن الوقوع، ولكن على الإنسان أن يصدق مع نفسه ويسعى في هذا المجال. يقول الإمام أمير المؤمنين سلام الله عليه: «من طلب شيئاً ناله أو بعضه»[4].
    إن الصلوات والأدعية والزيارات والأعمال الواردة في شهر رمضان المبارك بنفسها معدات لتحقق بناء الذات، بيد أن المرء قد لا يسعه الوقت للقيام بها كلها، بسبب تزاحم مشاغل قد تكون هي الأخرى مطلوبة كالتبليغ مثلاً، فليس هناك طريق للتوفيق أسهل من طريق محاسبة النفس، لأنّها مطلوبة جداً ولها تأثير كبير على الإنسان، ففي كتب الروايات كالكافي والبحار وغيرهما باب مستقل في محاسبة النفس، وهناك روايات معتبرة وصحيحة سنداً عن الأئمة المعصومين سلام الله عليهم مضمونها أنه ليس منا من لم يحاسب نفسه كل يوم إن عمل خيراً استزاد وإن عمل شراً استغفر.
    فليخصص المرء كل يوم من شهر رمضان بعض وقته يخلو فيه، ويراجع ما مضى منه خلال الساعات الماضية، فينظر ما عمل وما قال وما سمع وما رأى وما أخذ وما أعطى، وكيف تصرف مع زوجته وأطفاله وأصدقائه وزملائه؟ وباختصار فيم صرف وقته؟ فيصمم على أن يزيد من حسناته ويقلل من سيئاته.
    وهذا الطريق بنفسه يمكن أن يصل بالمرء في هذا الشهر إلى موقع بحيث يستوى عنده الدينار والمليار دينار بما هو دينار ومال، فلا يركض خلف الثاني كما لا يركض خلف الأول بالدرجة نفسها، وفي المقابل يهتم بفقدان الثواب مهما كان ضئيلاً، فلا يتهاون عن الإتيان بالفضائل التي يمكنه الإتيان بها، لا تختلف عنده إن كانت الفضيلة قول (استغفر الله) مرة واحدة أو الاستمرار على تكرارها طيلة الشهر الكريم كله!!
    يمكن للإنسان أن يصل عن هذا الطريق لمراتب عالية، وقد وصل كثيرون درجة لم يعد يزيد الترغيب من اندفاعهم ولا يقلل منه التثبيط، مع أنهم بشر لهم شهوات ورغبات ويدركون معنى الترغيب والتثبيط ولكن الإدراك شيء والقبول والتأثر بهما شيء آخر.
المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
حفظ-تلقائي
Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
x
يعمل...
X