بسم الله الرحمن الرحيم
وبه تبارك وتعالى نستعين وصلى الله على محمد واله الطيبين الطاهرين
واللعنة الدائمة الأبدية على أعدائهم أجمعين إلى قيام يوم الدين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
في الواقع من المؤسف أن يقاس بعض الأحيان تصرفات المعصوم بتصرفات غير المعصوم, لان ما يفعله المعصوم لاشك ولاريب انه عين الحكمة والصواب, لأنه يعمل ضمن مخطط اللهي دقيق,
وقد يكون تصرف المعصوم بعض الأحيان غير مفهوم لدى بعض الناس فلذلك يحملونه أشياء غير متصف بها او غير مناسبة اثر فهمهم القاصر لمعرفة تلك التصرفات؟ .
ومن بين هذه التصرفات الغير مفهومة لدى البعض سكوت أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام) حينما اقتحم القوم داره ولم يقاتل ؟, فعدم قتاله من دخل داره كان بأمر من الله ورسوله, وأمثال علي بن أبي طالب لا يخالف امر الله ورسوله ,فلابد له من الصبر والسكوت على هذا الموقف , والا فان القاصي والداني يعرف من هو علي بن أبي طالب (عليه السلام) ويعرف شجاعته .
فسبب هذا السكوت غير مفهوم لدى السلفية ومن هنا اخذوا يطلقون الشبه ويقولون أن علي بن أبي طالب الشجاع؟ لماذا لا يدافع عن زوجته وهو الفارس الضرغام ؟
ومثل هكذا كلام يمر على الناس البسطاء بدوياً, لكن الحقيقة ان الإمام قد صبر بأمر من الله تبارك وتعالى وبأمر من رسوله (صلى الله عليه واله) لغاية حفظ وبقاء الإسلام .
كما وانه مأمور بالسكوت والصبر وذلك ما رواه أهل السنة انفسهم بدليل ما رواه احمد في مسنده وهو صحيح السند .
عن علي بن أبي طالب قال قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم ) إنَّهُ سيكونُ بعدي اختلافٌ أو أمرٌ فإنِ استطعتَ أن تكونَ السِّلْمَ فافعلْ
الراوي : علي بن أبي طالب المحدث : أحمد شاكر المصدر : مسند أحمد
الصفحة أو الرقم: 2/85 خلاصة حكم المحدث : إسناده صحيح
فهذا امر بالسلم من عند رسول الله لعلي فكيف يخالفه أمير المؤمنين
ثانياً لو سلمنا جدلاً نقول لهم أن مثل هذه المواقف حصلت للرسول الأعظم (صلى الله عليه واله) وسكت عليها فهل تقولون أن رسول الله غير شجاع ؟ لانه لم يدافع عن نساء المسلمين .
فيذكر ابن حجر العسقلاني في الإصابة في تمييز الصحابة، ج 7، ص 712، هذا الخبر
11342 ) سمية بنت خباط... والدة عمار بن ياسر كانت سابعة سبعة في الإسلام عذبها أبو جهل وطعنها في قبلها فماتت فكانت أول شهيدة في الإسلام... عذبها آل بني المغيرة على الاسلام وهي تأبى غيره حتى قتلوها وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يمر بعمار وأمه وأبيه وهم يُعذّبون بالأبطح في رمضاء مكة فيقول صبرا يا آل ياسر موعدكم الجنة.
أقول : لا يشك احد بشجاعة رسول الله (صلى الله عليه واله)
فلماذا لا يخلص تلك المرأة التي تتعذب بسبب الإسلام وبسبب ايمانها برسول الله ؟
ولماذا قال صبرا .
فاذا اقتدى علي برسول الله (صلى الله عليه واله ) وصبر على أعداء الدين فهل يكون موقفة خلاف موقف الرسول ؟.
تعليق