بسم الله الرحمن الرحيم
اللّهم صلِ على محمد وآله الطاهرين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اللّهم صلِ على محمد وآله الطاهرين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
عَنْ عَبدِ العظيمِ بنَ عبدِ اللهِ الحَسني، عَنْ عليِ بنَ مُحَمَّدِ بنَ عليِ بنَ مُوسى بنَ جَعفرِ بنَ مُحَمَّدِ بنَ عَليِ بنَ الحُسينِ بنَ عَليِ بنَ أَبي طالبٍ (عَلَيِهمُ السَّلامُ)، قَالَ: لَمَّا كَلَّمَ اللهُ عَزَّ و جّلَّ مُوسى بنَ عِمرانَ (عَلَيِهِ السَّلامُ)، (( قال موسى:
إلهي، مَا جَزاءُ مَنْ شَهِدَ أنَّي رَسُولَكَ ونَبِيَّكَ، وأنَّكَ كَلَّمتَنِي؟ قَالَ: يَا مُوسى، تَأتِيِهِ مَلائكَتِي فَتُبَشِرَهُ بِجَنَتِي.....
في هذهِ المُناجاةِ نَجدُ أنَّ مُوسى(عَلَيِهِ السَّلامُ) يُريدُ أنْ يؤكدَ كَونَهُ رسولٌ مبعوثٌ مِنْ ربِّ العالمينَ وهو كَليمُ اللهِ ، وأنَّ الإيمانَ بهِ نَتيجتُهُ هي البشارةُ مِنْ قِبَلِ الملائكةِ المُكَرَمينَ بالجنةِ الّتي فيها ما لا عينٌ رأت ولا أذنٌ سَمِعتْ ولا خطرَ عَلى قَلبِ بَشرٍ، وهذا ما بيَّنَهُ البارئُ عَزَّ و جّلَّ في كتابِهِ الكريمِ بِقولِهِ :
{إِنَّ الَّذِينَ قَالُواْ رَبُّنَا اللهُ ثُمَّ اسْتَقَامُواْ تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ أَلاَّ تَخَافُواْ وَلاَ تَحْزَنُواْ وَأَبْشِرُواْ بِالْجَنَّةِ الَّتِى كُنْتُمْ تُوعَدُونَ (30)نَحْنُ أَوْلِيَاؤُكُمْ فِى الْحَيَوةِ الدُّنْيَا وَفِى الآخِرَةِ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَشْتَهِى أَنْفُسُكُمْ وَلَكُمْ فِيهَا مَاتَدَّعُونَ(31)نُزُلا مِّنْ غَفُور رَّحِيمِ(32)} سُورةُ فُصِّلَت
وكذلكَ الرِّواياتُ الشريفةِ قَالت : (قالَ أميرُ المؤمنينَ (عَلَيِهِ السَّلامُ) : تَمسكوا بِمَا أمَرَكُمُ اللهُ بِهِ ، فَمَا بَينَ أحَدَكُم وبَينَ أنْ يَغْتَبِطَ ويَرَى مَا يحبُ إلا أنْ يَحْضُرَهُ رسولُ اللهِ صَلَىاللهُ عَلَيَهِ وآلهِ ، وَمَا عِندَ اللهِ خيرٌ وأَبقَى ، وَتأتيِهِ البِشارةُ مِنَ اللهِ عَزَّ و جّلَّ فَتَقِّرُ عَينَهُ وَيُحبُ لقاءَ اللهِ). بِحارُ الأنوارِ - العَلامةُ المَجلِسِي - ج ٦ - الصفحة ١٨٣
بَعدَ ذَلكَ فِي جُملةِ مِنَ الأسئلةِ وَجَههَا مُوسى(عَلَيِهِ السَّلامُ) للهِ عَزَّ و جّلَّ ،
قَالَ: إلَهي، فَمَا جزاءُ مَنْ صَامَ شَهرُ رَمضانَ لكَ مُحتَسِباً؟ قَالَ: يَا مُوسى، أُقِيمَهُ يَومَ القِيَامَةِ مَقَامَاً لا يَخافُ فِيِه....
وَهذا تَصديقاً لقولِهِ تَعالى في الكِتابِ العزيزِ{ شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَنْ كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ اللهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ } سُورةُ البقرةِ آية 185
وأيضًا في الأحاديثِ الشريفةِ :
قالَ النَبِّيِ صَلَىاللهُ عَلَيَهِ وآلهِ( وَهو شَهرٌ أَوَلُهُ رَحمةٌ ، وأوسَطُهُ مَغفرةٌ ، وآخرُهَ عِتقٌ مِنَ النَّارِ ، ومَنْ خَفّفَ عَنْ مَملُوكِهِ فِيهِ غَفَرَ اللهُ لَهُ ، وأعتقَهُ مِنَ النَّار،
واستكثِروا فِيهِ مِنْ أربع خِصالٍ : خِصلتانِ تَرضونَ بِهِمَا رَبَّكُم ، وخِصلتانِ لا غِنَى بِكُمْ عَنْهِمَا :
فأمَّا الخِصلَتَانِ الّلتانِ تَرضونَ بِهما رَبَّكُم : فَشهادةُ أنْ لا إلهَ إلا الله ، وتَستغفرونَهُ ،
وأمَّا الَّلتان لا غِنى بِكُم عَنْهُما : فَتسألونَ اللهَ الجنَّةَ ، وتعوذونَ بِهِ مِنَ النَّار) ، دعائمُ الإسلامِ 1/268. ويسألُ مُوسى (عَلَيِهِ السَّلامُ) ،
قالَ: إلَهي، فَمَا جَزاءُ مِنْ صامَ شَهرُ رَمضانَ يُريدُ بِهِ النَّاس؟ قالَ: يا مُوسى، ثَوابَهُ كثوابِ مَنْ لَمْ يَصُمُه )). الأمالي - الشيخ الصدوق - الصفحة ٢٧٧
وَهُنا المَعنى أنَّ مَنْ صَاَم رِياءاً لإرضاءِ النَّاسِ أو إرضاءاً لِنفسِهِ وَلمْ يَصُمْ إمتثالاً لإمرِ اللهِ وطاعةً لَهُ سُبحانَهُ وَتَعالَى فَلا ثَوابَ لَهُ وَعَمَلَهُ يَكونُ بَاطلاً فَهو هَباءاً مَنثورا ، فَلا يَقَعُ المُؤمنُ والمُؤمنةُ فِي مِثلِ هَذا المَحذورِ الّذي أرادَ مُوسى(عَلَيِهِ السَّلامُ) أنْ يَعرِفَهُ وبِالتَالَي نَحنُ نَعرِفَهُ كَي لا نَقَعُ بِمِثِلِ هَكذا مَحاذِير . ولكم الأجر والثواب
تعليق