تويت
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين
المجادلة: ٩
يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذا تَناجَيْتُمْ فَلا تَتَناجَوْا بِالْإِثْمِ وَ الْعُدْوانِ وَ مَعْصِيَةِ الرَّسُولِ وَ تَناجَوْا بِالْبِرِّ وَ التَّقْوی وَ اتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ (٩)
*الإشارات*
- "البرّ" عنوان عامّ يشمل كلّ أفعال الخير، والإيمان من نماذجه التي ذكِرت في سورة البقرة في الآية ١٧٧: «وَلَـكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللّهِ...»
- النجوی والهمس في الأذن فعل له أحكام عدّة:
فالنجوی التي يترتّب عليها كشف الأسرار التي يخشی منها الضرر علی الإسلام والمسلمين، واجبة.
وعندما تكون النجوی سبباً لإثارة الخوف والقلاقل، تكون محرّمةً.
وعندما يراد منها مساعدة الآخرين ودعوتهم إلی التقوی تكون مستحبّةً.
- موضوع الكلام ومضمونه هو الذي يضفي عليه القيمة، فيكون الكلام جيداً وذا قيمة أخلاقيّة إيجابيّة عندما يكون فيه دعوةً إلی الخير والتقوی؛ وأمّا عندما يتضمّن الدعوة إلی الشرّ كالظلم وما شابهه، فيكون حراماً. وفي بعض الحالات قد يكون المضمون جيّداً إلا أنّ الوقت يكون غير مناسب فيأخذ حكمه من الوقت، كما في حالة النجوی بالخير في جمع من المؤمنين.
*التعاليم* :
١- المؤمن محترمٌ حتّی في حالة نهيه عن المنكر، فلا يبرّر ارتكابه المنكر إهانته: «يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا».
٢- في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والإرشاد والتبليغ، لا ينبغي الاكتفاء بالحديث عن العموميّات، بل لا بدّ من ذكر مصاديق الحقّ والباطل وبيانها: «لَا تَتَنَاجَوْا...تَنَاجَوْا».
٣- لا ينبغي الإعلان والجهر بكلّ كلامٍ، فالكلام في الخير، في بعض الأحيان لا بدّ من الإسرار به: «تنَاجَوْا بِالْبِرِّ وَالتَّقْوَی».
٤- لا يجوز عدّ النجوی في الباطل كالنجوی في الحقّ: « تَنَاجَوْا...وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ».
٥- التقوی والالتفات إلی المعاد، من العوامل المساعدة علی تجنّب الكلام الباطل: «وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ».