إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

تذكرة شهر رمضان المبارك- شهر تزكية النفس

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • تذكرة شهر رمضان المبارك- شهر تزكية النفس

    بسم الله الرحمن الرحيم
    والحمد لله ربّ العالمين،
    وصلى الله على سيّدنا محمد وآله الطيبين الطاهرين.

    نحن في هذه الأيّام في أواخر شهر شعبان على قربٍ من شهر رمضان المبارك، ولذلك نذكر بعض التذكرة بهذه المناسبة.

    إنَّ شهر رمضان هو شهر تزكية النفس وشهر العبادة وشهر التقرب من الله سبحانه وتعالى،
    وقد فتح الله سبحانه وتعالى فيه أبواب رحمته، وخصّ هذا الشهر بعطايا ونفحات، وجعل هذا الشهر الوقت الأمثل لسعي الإنسان إلى الصلاح والفلاح، وتغييره لنفسه.

    وقد قدر سبحانه مدة الصيام شهراً رعاية للسنن النفسية فيما يحتاج إليه الإنسان لأجل إحداث تغيير في نفسه،

    حيث ذُكِرَ في الدراسات النفسيّة أنَّ الإنسان إذا أراد أن يُغيِّر عادةً ما فأقلّ ما يحتاج إليه هو أن يواظب على سلوكه ويراعيه لفترة شهر، فإذا أراد من هو معتاد على التدخين مثلاً أن يترك التدخين، فأقلّ ما يحتاج إليه هو أن يشدّ على نفسه لمدّة أربعة أسابيع أو شهر حتى يستطيع أن يقضي على هذه العادة الضارة.

    ومن المعروف أنَّ تغيير العادات ليس سهلاً،
    كما أن كسب العادات الجيّدة الجديدة ليس بالأمر السهل،
    فالتنميّة النوعيّة للإنسان تحتاج إلى المواظبة والمراقبة والعناية لفترة، ولا تحصل بين عشيّةٍ وضحاها، فلا بدَّ أن يشدّ الإنسان على نفسه ولفترةٍ حتى يستطيع أن يُغيِّر في نفسه شيئاً.

    وشهر رمضان هو موعد التغيير، وموعد التزكيّة والإصلاح، وقد فرض الله فيه الصيام على الإنسان حتى يُسيطر الإنسان على رغباته المادّية أكثر، وتخفّ فيه هذه الرغبات، ويجد فراغاً من ضوضاء هذه الرغبات في النفس الإنسانيّة وهيمنتها عليها لكي يرجع إلى نفسه، ويرجع إلى مزيدٍ من استذكار الله سبحانه وتعالى والدّار الآخرة، وقد قال الله سبحانه وتعالى صريحاً في القرآن الكريم في آية الصيام:
    {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ}.

    فغاية الصيام هي التقوى والورع، والتخلّص من العادات والملكات السيئة، ومن الأمور الذميمة، واستحصال الخصال الراقية، مثل التفكير بالنّاس الآخرين، والشعور بمعاناتهم،
    فالحكمة في تخصيص هذا الشهر بالفضل وإيجاب الصيام فيه هي التنمية الراشدة للنفس الإنسانية.

    والإنسان العاقل إذا أُمِرَ بشيء يلتفت إلى الحكمة فيه، ويسعى إلى أن يحقّق هذه الحكمة،
    ولذلك يُنبّه في الروايات الشريفة على الحِكَم في الأحكام، فلقد فرض الله سبحانه وتعالى ـــ مثلاً ـــ الصلاة تحصيلاً للذكر والشكر وانتهاء عن الفحشاء عن المنكر، ونهى عن شرب الخمر تحصيناً للعقل، والزكاة عوناً للفقراء، وهكذا الحال في سائر الأحكام.

    إذاً شهر رمضان شهر مجعول لهذه الغاية،
    وهي تحصيل (التقوى) وتنميتها،
    وهي كلمة جامعة لجميع معاني الرشد والتبصر والحكمة والفضيلة.

    -------------------------------
    سماحة السيد محمد باقر السيستاني (دامت بركاته)


  • #2
    الأخ الفاضل الفقيه . أحسنتم وأجدتم وسلمت أناملكم على نقل ونشر هذه النصائح القيمة للمؤمن في شهر رمضان المبارك . جعل الله عملكم هذا في ميزان حسناتكم . ودمتم في رعاية الله تعالى وحفظه .

    تعليق

    المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
    حفظ-تلقائي
    Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
    x
    يعمل...
    X