بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وسهل مخرجهم
وصل اللهم على فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها عدد ماأحاط به علمك
وعجل فرج يوسفها الغائب ونجمها الثاقب واجعلنا من خلص شيعته ومنتظريه وأحبابه يا الله
السلام على بقية الله في البلاد وحجته على سائر العباد ورحمة الله وبركاته
قال الإمام علي عليه السلام :
من راقب : العواقب .
سلم : من النوائب .
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وسهل مخرجهم
وصل اللهم على فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها عدد ماأحاط به علمك
وعجل فرج يوسفها الغائب ونجمها الثاقب واجعلنا من خلص شيعته ومنتظريه وأحبابه يا الله
السلام على بقية الله في البلاد وحجته على سائر العباد ورحمة الله وبركاته
قال الإمام علي عليه السلام :
من راقب : العواقب .
سلم : من النوائب .
لأنه من كلام الهداة ومعرفي دينا الله الصائب ، والذي من يعمل به يسلم حين يتعلمه وهو له مود وحاب ومقارب ، لأنه علم حق مؤيد من الله وهو لعباده محافظ ومراقب ، فينصر من يطلب الحق من دينه ولا يكون لهداه مجانب ، ومن يعلم بمعارف الرب ويتوكل عليه فهو لحفظه وتأييده طالب ، فيوفقه الله سبحانه لكل خير وصلاح وفوز ونجاح و له أعلى نعيم واهب ، فلا يخف من يعمل بهدى الله حقا سوء العواقب ، بل يسلم بحق من النوائب ، وله عاقبة حسنه ونعيم كله خير وهو في طيب وله طوبى وكل رائق وطائب ، وله المزيد من رضى الله وجزاءه الحسن في الدارين ويجازينه بأجمل الفضائل والمناقب .
فحتى في الدنيا : من يراقب أحواله ويعرف شأنه لا يكون عن حظه وما تصير إليه الأمور غائب ، بل ينظر للمستقبل ويقدر بحسن التقدير كل ما يوصله بحق وحلال لزينة الدنيا والمناصب ، بل يستطيع من يفكر بالحسنى ويعمل الخير أن يكون للإخوان والأصدقاء رفيق ويجذب الحبايب ، فما أحسن تعليم أئمة الحق حين ينبهونا لحسن النظر للمقصد من العلم والعمل وللغاية وللعواقب ، ولا نقدم إلا بعمل حسن خير وذو منفعة قد أيدته التجارب ، وأن نتفكر بغرض كل عمل بحسن التقدير حتى يكون علمنا وعملنا في أحسن المطالب ، فتكون له أفضل الغايات وأحسن الأغراض وأكرم النتائج حقيقة وقالب .
وأما من يخالف هدى الله : ولا يرجع له تائب ، فهو حتى إن ملك الدنيا فله المصائب ، لأنه بنعم الله يعصي والله به عالم وله مراقب ، وأنه لا خير في عمل لا يطلب به الله والله له عائب وثالب ، فلا يكون له في العاقبة والأخرى بل والدنيا إلا المتاعب ، ومشاكل وبلايا في الدنيا وفي الآخرة عذاب شديد لا يمكن لطاغية ولا ناصبي له أن يجانب ، ولا يكون ولا يمكنه من حرمان الله وعقابه وحسرة الندم والتأسف والتقصير والعصيان هارب .
لكل إنسان أن ينظر ويفكر قبل كل علم وتعليم وعمل وتصرف بالغاية منه وبالنتيجة وما له من العواقب ، ليعمل الخير ويترك الشر ويسلم في الدنيا والآخرة من كل النوائب ، فيا حسن وجمال من كان عامل بالطاعة وطالب للخير والحلال والطيب المباح ولربه تائب ، ولا يعمل الشر ولا يصاحب الأشرار ولا يطلب الحرام حتى لا تحصل له سوء العواقب والنوائب والمصائب .
{ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ اسْتَعِينُوا بِاللّهِ وَاصْبِرُواْ إِنَّ الأَرْضَ لِلّهِ يُورِثُهَا مَن يَشَاء مِنْ عِبَادِهِ وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ (128) }الأعراف .
{تِلْكَ مِنْ أَنبَاء الْغَيْبِ نُوحِيهَا إِلَيْكَ مَا كُنتَ تَعْلَمُهَا أَنتَ وَلاَ قَوْمُكَ مِن قَبْلِ هَذَا فَاصْبِرْ إِنَّ الْعَاقِبَةَ لِلْمُتَّقِينَ (49) } هود
كتابه الكريم بضرورة الفكر بالعواقب ، سواء عواقب الأفكار والأعمال الدنيوية أو الأخروية ، ويحث على عمل الخير وتقديمه والإسراع به ، ويحبب لنا الأعمال التي فيها البر والإحسان ، ويذكر عواقبها الجميلة في الدنيا والآخرة .