السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اللهم صل على محمد وال محمد
*****************
ترى لماذا كتب الله عز وجل عن يمين العرش بأن الحسين(مصباح هدى وسفينة نجاة؟) وكيف جعل السبط الشهيد بمثابة سفينة نوح من ركبها نجا ومن تخلف عنها هلك؟ ولماذا هذه الكرامة البالغة لشخص أبي عبد الله الحسين (عليه السلام) عند الله وانه - كما جاء في الحديث-إنّ الحسين بن علي في السماء أكبر منه في الأرض)أي إنّ أهل السماء أعرف بالحسين وكرامته من أهل الارض مع انّنا نجد إنّ كرامته عند أهل الارض ليست بالقليلة؟
البعض من الناس عندما يقفون ازاء عظمة الامام الحسين (عليه السلام) فانهم يعبّرون عن اعجابهم به وبثورته الناهضة التي ما تزال حيّة في افئدة الجماهير فهم يقدّرونه (عليه السلام لانه كان حراً لم تستعبده السلطة ولانه دافع عن حريته ودعا الناس الى التحرر. كل ذلك صحيح ولكنه ليس كل القضية بل هو جزء بسيط منها. فالاحرار كثيرون وكثير من الناس عاشوا وماتوا احراراً في حين اننا لا نقدّسهم ولا نقدّرهم كما نقدّس ونقدّر ابا عبد الله الحسين (عليه السلام).
والبعض الآخر يرى انه (عليه السلام) جاهد من أجل إقامة حكم الله في الارض ونهض من أجل إقامة العدل وإحياء الدين وبث روح القيم القرآنية في الأمة. وهذا صحيح أيضاً ولكنه - هو الآخر- لا يمثل كل القضية فكثيرون هم اولئك الذين نهضوا من أجل إقامة حكم الله تعالى وقُتِلوا في هذا الطريق والبعض منهم إستطاع أن يحقق هدفه فأقام حكم الله في قطعة معينة من الأرض.
والبعض الآخر يرى إن سرّ عظمة الامام الحسين عليه السلام تكمن في أن ملحمته كانت ملحمة مأساوية لم ولن تقع في التاريخ ملحمة أشد فظاعة وايلاماً وحزناً منها حتى مضى هذا الحديث في التاريخلا يوم كيومك يا ابا عبد الله)فيوم الحسين (عليه السلام )أعظم من كل يوم فقد اقرح الجفون واسبل الدموع ولكن ليس هذا هو سرّ عظمة ابي عبد الله (عليه السلام) فالمآسي في التاريخ كثيرة والذين قُتلوا ودُمّروا وقُتِلت عوائلهم كثيرون مثل الحسين شهيد فخ وزيد بن علي اللذَيْن تعرّضا للابادة هما وعوائلهما بشكل فظيع ومع ذلك فاننا لا نجد كل الناس يهتمون بهذه الاحداث بل لعل اكثرهم لا يعرفون عنها شيئاً.
وبناءً على ذلك فان عظمة الحسين (عليه السلام )لا تكمن فقط في أن شخصيتهُ كانت شخصيّةً ناهضة حرّة او لانها تعرضت للابادة بشكل فظيع. إذن فما هو سرّ هذه العظمة؟
للإجابة على هذا السؤال نقول: نحن نعلم بأن الله سبحانه هـو خالق الكون ومليك السماوات والارض وبيده الأمر وانه يرفع من يشاء ويضع من يشاء وانّ من تمسّك بحبله رفعه ومن ترك حبله وضعه.
ومن المعلوم ان الحسين (عليه السلام) تمسّك بحبل الله فرفعه وأخلص العمل له فأخلص الله له ودّ المؤمنين وجعل له في قلب كل مسلم حرارة. فقيمة الإمام (عليه السلام) تكمن في أنه كان مخلصاً صفياً فهو (عليه السلام) لو كان يمتلك ألف ابنٍٍ مثل عليّ الاكبر وكان عليه ان يضحّي بهم في لحظة واحدة لما تردّد في فعل ذلك لانه جرّد نفسه عن اهوائه رغم انه (عليه السلام )كان يحب عليّاً الاكبر حباً لا حدّ له حباً لا يمكن ان يضمره أي ابٍ لابنه لأن علياً الاكبر كان أشبه الناس برسول الله صلى الله عليه وآله خَلقاً وخُلقاً ومع ذلك فان حب الحسين (عليه السلام) لله تعالى كان أشدّ كما يقول سبحانه: ]وَالَّذِينَ ءَامَنُوا أَشَدُّ حُبَّاً لِلَّهِ] (البقرة:165(.
ونحن إذا رأينا اليوم إنّ الناس يقدّرون أبا عبد الله وإذا رأيناهم يجعلون كل مناسبة حسينية موسماً جديداً وميموناً لإحياء ذكره ونهجه عليه السلام، فلأن نهضته كانت نهضة ربانية ولانه كان اباً للأحرار وثائراً من أجل الدين وكان يريد إقامة حكم الله في الارض ومع كل ذلك فان هذه المزايا تعّد أموراً ثانوية. فالامام الحسين عليه السلام عندما وقف في عرفة وقرأ ذلك الدعاء الخالد الذي هو بحق كنز من كنوز الرحمة وموسوعة توحيدية كبرى فانه قد جسّد فقرات هذا الدعاء في كربلاء. فهو عندما قال وهو متوجّه الى الله جل جلالهإلهي ماذا فقد من وجدك وماذا وجد من فقدك) فانه كان يرى إن كل شيء في الوجود وكل القيم متمثلة في حب الله ومعرفته وقد جسّد (عليه السلام) كل ذلك في كربلاء كلما كان يفقد عزيزاً أو إبناً أو أخاً من أعزّ الاخوان عليه.
فعلى سبيل المثال فان أبناء واخوان وأصحاب الامام الحسين عليه السلام الذين ضُرّجوا بدمائهم في كربلاء كان كل واحد منهم يمثل نجماً في أفق التوحيد فقد كان بعض اصحاب الامام الحسين (عليه السلام) أصحاباً للنبي صلى الله عليه وآله مثل حبيب بن مظاهر الذي اوتي علم المنايا والبلايا ومثل مسلم بن عوسجة الذي كان فقيهاً وعالماً من العلماء العظام ولقد قُتِل هؤلاء الواحد تلو الآخر ومع ذلك فان وجه ابي عبد الله (عليه السلام )كان يزداد اشراقاً رغم انّ قلبه كان يتفطّر الماً عليهم.
وبعد ان اكمل (عليه السلام) مهمته قبض قبضة من تراب كربلاء ووضع جبهته الشريفة عليه وقال:صبراً على قضائك يا رب لا إله سواك يا غياث المستغيثين مالي رب سواك ولا معبود غيرك.
وفي الحقيقة فان ما نعطيه ويعطيه العاملون لتجديد ذكرى ابي عبد الله لو وضع في كفة ووضعت كلمة الحسين هذه في تلك اللحظة، وفي ذلك الموقف في كفة اخرى لرجحت كلمة الحسين على اعمالنا جميعاً. فلقد اعطى عليه السلام كل ما يملك في سبيل الله حتى الطفل الرضيع وعائلته التي تركها في بحر من الاعداء الشرسين المتوحشين ومع كل ذلك فقد قال:صبراً على قضائك يا رب لا إله سواك يا غياث المستغيثين مالي رب سواك ولا معبود غيرك.
وهكذا فان الذي جعل ذكرى الحسين عليه السلام خالدة، هو انّ ما كان لله يبقى، والامام الحسين عمل مخلصاً لوجه الله. ونحن إذا أردنا أن نُرضي الخالق تبارك وتعالى، وأن نُرضي الحسين، وجدّه، وامّه، واباه، واخاه، والائمة من ولده، فلابد أن نُخلص اعمالنا لوجه الله، وان نفعل كل ما يمكننا من اجل تخليد ذكرى الامام الحسين عليه السلام ومن اجل تطبيق منهجه في الحياة
اللهم صل على محمد وال محمد
*****************
ترى لماذا كتب الله عز وجل عن يمين العرش بأن الحسين(مصباح هدى وسفينة نجاة؟) وكيف جعل السبط الشهيد بمثابة سفينة نوح من ركبها نجا ومن تخلف عنها هلك؟ ولماذا هذه الكرامة البالغة لشخص أبي عبد الله الحسين (عليه السلام) عند الله وانه - كما جاء في الحديث-إنّ الحسين بن علي في السماء أكبر منه في الأرض)أي إنّ أهل السماء أعرف بالحسين وكرامته من أهل الارض مع انّنا نجد إنّ كرامته عند أهل الارض ليست بالقليلة؟
البعض من الناس عندما يقفون ازاء عظمة الامام الحسين (عليه السلام) فانهم يعبّرون عن اعجابهم به وبثورته الناهضة التي ما تزال حيّة في افئدة الجماهير فهم يقدّرونه (عليه السلام لانه كان حراً لم تستعبده السلطة ولانه دافع عن حريته ودعا الناس الى التحرر. كل ذلك صحيح ولكنه ليس كل القضية بل هو جزء بسيط منها. فالاحرار كثيرون وكثير من الناس عاشوا وماتوا احراراً في حين اننا لا نقدّسهم ولا نقدّرهم كما نقدّس ونقدّر ابا عبد الله الحسين (عليه السلام).
والبعض الآخر يرى انه (عليه السلام) جاهد من أجل إقامة حكم الله في الارض ونهض من أجل إقامة العدل وإحياء الدين وبث روح القيم القرآنية في الأمة. وهذا صحيح أيضاً ولكنه - هو الآخر- لا يمثل كل القضية فكثيرون هم اولئك الذين نهضوا من أجل إقامة حكم الله تعالى وقُتِلوا في هذا الطريق والبعض منهم إستطاع أن يحقق هدفه فأقام حكم الله في قطعة معينة من الأرض.
والبعض الآخر يرى إن سرّ عظمة الامام الحسين عليه السلام تكمن في أن ملحمته كانت ملحمة مأساوية لم ولن تقع في التاريخ ملحمة أشد فظاعة وايلاماً وحزناً منها حتى مضى هذا الحديث في التاريخلا يوم كيومك يا ابا عبد الله)فيوم الحسين (عليه السلام )أعظم من كل يوم فقد اقرح الجفون واسبل الدموع ولكن ليس هذا هو سرّ عظمة ابي عبد الله (عليه السلام) فالمآسي في التاريخ كثيرة والذين قُتلوا ودُمّروا وقُتِلت عوائلهم كثيرون مثل الحسين شهيد فخ وزيد بن علي اللذَيْن تعرّضا للابادة هما وعوائلهما بشكل فظيع ومع ذلك فاننا لا نجد كل الناس يهتمون بهذه الاحداث بل لعل اكثرهم لا يعرفون عنها شيئاً.
وبناءً على ذلك فان عظمة الحسين (عليه السلام )لا تكمن فقط في أن شخصيتهُ كانت شخصيّةً ناهضة حرّة او لانها تعرضت للابادة بشكل فظيع. إذن فما هو سرّ هذه العظمة؟
للإجابة على هذا السؤال نقول: نحن نعلم بأن الله سبحانه هـو خالق الكون ومليك السماوات والارض وبيده الأمر وانه يرفع من يشاء ويضع من يشاء وانّ من تمسّك بحبله رفعه ومن ترك حبله وضعه.
ومن المعلوم ان الحسين (عليه السلام) تمسّك بحبل الله فرفعه وأخلص العمل له فأخلص الله له ودّ المؤمنين وجعل له في قلب كل مسلم حرارة. فقيمة الإمام (عليه السلام) تكمن في أنه كان مخلصاً صفياً فهو (عليه السلام) لو كان يمتلك ألف ابنٍٍ مثل عليّ الاكبر وكان عليه ان يضحّي بهم في لحظة واحدة لما تردّد في فعل ذلك لانه جرّد نفسه عن اهوائه رغم انه (عليه السلام )كان يحب عليّاً الاكبر حباً لا حدّ له حباً لا يمكن ان يضمره أي ابٍ لابنه لأن علياً الاكبر كان أشبه الناس برسول الله صلى الله عليه وآله خَلقاً وخُلقاً ومع ذلك فان حب الحسين (عليه السلام) لله تعالى كان أشدّ كما يقول سبحانه: ]وَالَّذِينَ ءَامَنُوا أَشَدُّ حُبَّاً لِلَّهِ] (البقرة:165(.
ونحن إذا رأينا اليوم إنّ الناس يقدّرون أبا عبد الله وإذا رأيناهم يجعلون كل مناسبة حسينية موسماً جديداً وميموناً لإحياء ذكره ونهجه عليه السلام، فلأن نهضته كانت نهضة ربانية ولانه كان اباً للأحرار وثائراً من أجل الدين وكان يريد إقامة حكم الله في الارض ومع كل ذلك فان هذه المزايا تعّد أموراً ثانوية. فالامام الحسين عليه السلام عندما وقف في عرفة وقرأ ذلك الدعاء الخالد الذي هو بحق كنز من كنوز الرحمة وموسوعة توحيدية كبرى فانه قد جسّد فقرات هذا الدعاء في كربلاء. فهو عندما قال وهو متوجّه الى الله جل جلالهإلهي ماذا فقد من وجدك وماذا وجد من فقدك) فانه كان يرى إن كل شيء في الوجود وكل القيم متمثلة في حب الله ومعرفته وقد جسّد (عليه السلام) كل ذلك في كربلاء كلما كان يفقد عزيزاً أو إبناً أو أخاً من أعزّ الاخوان عليه.
فعلى سبيل المثال فان أبناء واخوان وأصحاب الامام الحسين عليه السلام الذين ضُرّجوا بدمائهم في كربلاء كان كل واحد منهم يمثل نجماً في أفق التوحيد فقد كان بعض اصحاب الامام الحسين (عليه السلام) أصحاباً للنبي صلى الله عليه وآله مثل حبيب بن مظاهر الذي اوتي علم المنايا والبلايا ومثل مسلم بن عوسجة الذي كان فقيهاً وعالماً من العلماء العظام ولقد قُتِل هؤلاء الواحد تلو الآخر ومع ذلك فان وجه ابي عبد الله (عليه السلام )كان يزداد اشراقاً رغم انّ قلبه كان يتفطّر الماً عليهم.
وبعد ان اكمل (عليه السلام) مهمته قبض قبضة من تراب كربلاء ووضع جبهته الشريفة عليه وقال:صبراً على قضائك يا رب لا إله سواك يا غياث المستغيثين مالي رب سواك ولا معبود غيرك.
وفي الحقيقة فان ما نعطيه ويعطيه العاملون لتجديد ذكرى ابي عبد الله لو وضع في كفة ووضعت كلمة الحسين هذه في تلك اللحظة، وفي ذلك الموقف في كفة اخرى لرجحت كلمة الحسين على اعمالنا جميعاً. فلقد اعطى عليه السلام كل ما يملك في سبيل الله حتى الطفل الرضيع وعائلته التي تركها في بحر من الاعداء الشرسين المتوحشين ومع كل ذلك فقد قال:صبراً على قضائك يا رب لا إله سواك يا غياث المستغيثين مالي رب سواك ولا معبود غيرك.
وهكذا فان الذي جعل ذكرى الحسين عليه السلام خالدة، هو انّ ما كان لله يبقى، والامام الحسين عمل مخلصاً لوجه الله. ونحن إذا أردنا أن نُرضي الخالق تبارك وتعالى، وأن نُرضي الحسين، وجدّه، وامّه، واباه، واخاه، والائمة من ولده، فلابد أن نُخلص اعمالنا لوجه الله، وان نفعل كل ما يمكننا من اجل تخليد ذكرى الامام الحسين عليه السلام ومن اجل تطبيق منهجه في الحياة