الحياة لا تمنحنا طريقاً مُعـبّداً بالأزهار .. ولا تفرش لنا الأماني الوردية في طرقاتها صباحاً ومساءً ..
الحياة كالبحر: مَدّ ٌوجزرٌ .. وعلينا اجتيازها كيفما حملتنا الأمواج وقذفتنا بعنوةٍ في العراء ..
قد ينتابنا الإحباط بين فينةٍ وأخرى، وتُخـيّم علينا هالة الأحزان، ونفقد الرغبة في إكمال المشوار ..
وقد ينقطع الدافع، وتنطفئ شعلة الاستمرار، ويخفت شعاع النفس اللهّاب ..
كلُّ ذلك قد نتعرّض له من خلال صدمات الحياة.. وليس هنالك إلاّ اختياران لا ثالثَ لهما:
إمّا أن نعيش الهمّ والكرب .. ندور في فلك الشعور بالخسران، ونُدمن الكآبة، ونستأنس بالقعود، والانسحاب من كلّ ما هو حيويٌّ وفعّالٌ، وننزوي دون مشاريعنا وطموحاتنا .. تنهشنا سلبية الأفكار ..
وإمّا أن نعيش النكسة بوعيٍ وإدراكٍ ونحن مؤمِنِينَ واثِقِينَ من أنفسنا أن لا شيءَ يهزّنا أو يوقفنا، وما هذا الإحباط إلاّ درسٌ وتجربةٌ مريرةٌ استفدنا منها الكثير، وخرجنا من دائرتها بأقرب فرصةٍ ..
إنّ اختيار أحد النجدين أمرٌ مرهونٌ بنا .. أنا وأنت مَن نختار، فلنكنْ حريصِينَ على اختيار الأفضل والأحسن، وأن لا نُعلّق تراجعنا على شمّاعة الإحباط، فكلّنا نمرُّ بفشلٍ أو هزيمةٍ .. هذا أمرٌ مسلّمٌ به لا محال ..
لكنّ المهمّ، بل الأهمّ أن نقف من جديدٍ، ونستعدّ لجولات الحياة، وعلى الله التوكّل والاستناد.
تعليق