بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين
المجادلة: ١٢
يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذا ناجَيْتُمُ الرَّسُولَ فَقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْواكُمْ صَدَقَةً ذلِكَ خَيْرٌ لَكُمْ وَ أَطْهَرُ فَإِنْ لَمْ تَجِدُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (١٢)
*الإشارات*
- كان بعض الناس يزعجون النبيّ بمناجاته عندما يكون بين الناس، وكان أكثرهم من الأغنياء وأهل الدنيا، فكان ذلك يؤذي النبيّ (ص) والمؤمنين الحاضرين في المجلس، فنزلت الآية لاختبار مدی صدق علاقتهم بالنبيّ (ص)، ولم يكن هذا الحكم من الأحكام الدائمة، بل كان حكماً مؤقّتا رفِع بعد انقضاء الحاجة إليه.١
- كان يفتخر الإمام عليّ (ع) بأنّه لم يعمل غيره لا قبله ولا بعده بهذه الآية، وكان قد صرّف ديناراً بدراهم ليتصدّق بدرهم كلّما أراد مناجاة النبيّ (ص).٢
- الطهارة علی نوعين: ١- طهارة الجسم: «وَإِن كُنتُمْ جُنُبًا فَاطَّهَّرُواْ»٣؛ ٢- طهارة الروح: «ذَلِكَ خَيْرٌ لَّكُمْ وَأَطْهَرُ».
*التعاليم* :
١- الإيمان يولّد المسؤوليّة: «يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا...».
٢- تدفع الصدقة قبل الإقدام علی الأعمال: «فَقَدِّمُوا...صَدَقَةً».
٣- يمكن للمعلّم أن يجعل علی المتعلّم مبلغاً مقرّراً يدفعه، سواء أخذه المعلّم نفسه، أو أمره بدفعه إلی غيره، كما في الصدقة والدفع إلی الفقراء: «فَقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْوَاكُمْ صَدَقَةً».
٤- لم يحدّد الشارع مبلغاً للصدقة؛ ليترك الأمر إلی الناس ليدفع كلّ منهم ما يقدر عليه، وما تجود به نفسه: «صَدَقَةً».
٥- يهتمّ الإسلام برفع حاجة الفقراء بأيّ وسيلة ممكنة، ولو بفرض الصدقة علی الذين يريدون اللقاء الخاصّ بالنبيّ (ص) والخلوة به: «فَقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْوَاكُمْ صَدَقَةً».
٦- يعرف مدی إيمان الناس، ومقدار صدق رغبتهم في العلاقة بالنبيّ (ص)، بتخييرهم بين المال وبين النبيّ (ص): «فَقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْوَاكُمْ صَدَقَةً».
٧- الصدقة، من الأفعال التي تترتّب عليها عشرات الفوائد والمصالح الاجتماعيّة والفرديّة: «ذَلِكَ خَيْرٌ».
٨- التعلّق بالدنيا رجس، والانفصال عنها طهارة وخير: «ذَلِكَ خَيْرٌ لَّكُمْ وَأَطْهَرُ».
٩- الصدقة شكل من أشكال التطهير: «وَأَطْهَرُ»، ويقول سبحانه في محلّ آخر من القرآن الكريم: «خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ»٤.
١٠- لا محلّ للمآزق والأبواب المسدودة في الأحكام الإسلاميّة: «فَإِن لَّمْ تَجِدُوا...».
١١- علی المشرّع أن يراعيَ أوضاع الناس وأحوالهم، عند سنّ القوانين وتشريعها: «فَإِن لَّمْ تَجِدُوا...».
١٢- علی الفقراء أن لا يشعروا بأيّ درجة من الحقارة، فإنّهم مشمولون بالرحمة الإلهيّة كغيرهم من الناس، وربّما أكثر: «فَإِن لَّمْ تَجِدُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ».
١٣- لا يجرّد الإسلام أيّ شخص من حقوقه الاجتماعيّة ولا يحرمه بسبب فقره: «فَإِن لَّمْ تَجِدُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ».
----------------------------------------------------
١ تفسير الأمثل .
٢ أشارت كثير من كتب التفسير إلی هذا الكلام المنقول عن الإمام (ع)، عند تفسير الآية، ومن ذلك: كنز الدقائق، ونمونه، والدرّ المنثور.
٣ سورة المائدة: الآية ٦.
٤ سورة التوبة: الآية ١٠٣.
اللهم صل على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين
المجادلة: ١٢
يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذا ناجَيْتُمُ الرَّسُولَ فَقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْواكُمْ صَدَقَةً ذلِكَ خَيْرٌ لَكُمْ وَ أَطْهَرُ فَإِنْ لَمْ تَجِدُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (١٢)
*الإشارات*
- كان بعض الناس يزعجون النبيّ بمناجاته عندما يكون بين الناس، وكان أكثرهم من الأغنياء وأهل الدنيا، فكان ذلك يؤذي النبيّ (ص) والمؤمنين الحاضرين في المجلس، فنزلت الآية لاختبار مدی صدق علاقتهم بالنبيّ (ص)، ولم يكن هذا الحكم من الأحكام الدائمة، بل كان حكماً مؤقّتا رفِع بعد انقضاء الحاجة إليه.١
- كان يفتخر الإمام عليّ (ع) بأنّه لم يعمل غيره لا قبله ولا بعده بهذه الآية، وكان قد صرّف ديناراً بدراهم ليتصدّق بدرهم كلّما أراد مناجاة النبيّ (ص).٢
- الطهارة علی نوعين: ١- طهارة الجسم: «وَإِن كُنتُمْ جُنُبًا فَاطَّهَّرُواْ»٣؛ ٢- طهارة الروح: «ذَلِكَ خَيْرٌ لَّكُمْ وَأَطْهَرُ».
*التعاليم* :
١- الإيمان يولّد المسؤوليّة: «يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا...».
٢- تدفع الصدقة قبل الإقدام علی الأعمال: «فَقَدِّمُوا...صَدَقَةً».
٣- يمكن للمعلّم أن يجعل علی المتعلّم مبلغاً مقرّراً يدفعه، سواء أخذه المعلّم نفسه، أو أمره بدفعه إلی غيره، كما في الصدقة والدفع إلی الفقراء: «فَقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْوَاكُمْ صَدَقَةً».
٤- لم يحدّد الشارع مبلغاً للصدقة؛ ليترك الأمر إلی الناس ليدفع كلّ منهم ما يقدر عليه، وما تجود به نفسه: «صَدَقَةً».
٥- يهتمّ الإسلام برفع حاجة الفقراء بأيّ وسيلة ممكنة، ولو بفرض الصدقة علی الذين يريدون اللقاء الخاصّ بالنبيّ (ص) والخلوة به: «فَقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْوَاكُمْ صَدَقَةً».
٦- يعرف مدی إيمان الناس، ومقدار صدق رغبتهم في العلاقة بالنبيّ (ص)، بتخييرهم بين المال وبين النبيّ (ص): «فَقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْوَاكُمْ صَدَقَةً».
٧- الصدقة، من الأفعال التي تترتّب عليها عشرات الفوائد والمصالح الاجتماعيّة والفرديّة: «ذَلِكَ خَيْرٌ».
٨- التعلّق بالدنيا رجس، والانفصال عنها طهارة وخير: «ذَلِكَ خَيْرٌ لَّكُمْ وَأَطْهَرُ».
٩- الصدقة شكل من أشكال التطهير: «وَأَطْهَرُ»، ويقول سبحانه في محلّ آخر من القرآن الكريم: «خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ»٤.
١٠- لا محلّ للمآزق والأبواب المسدودة في الأحكام الإسلاميّة: «فَإِن لَّمْ تَجِدُوا...».
١١- علی المشرّع أن يراعيَ أوضاع الناس وأحوالهم، عند سنّ القوانين وتشريعها: «فَإِن لَّمْ تَجِدُوا...».
١٢- علی الفقراء أن لا يشعروا بأيّ درجة من الحقارة، فإنّهم مشمولون بالرحمة الإلهيّة كغيرهم من الناس، وربّما أكثر: «فَإِن لَّمْ تَجِدُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ».
١٣- لا يجرّد الإسلام أيّ شخص من حقوقه الاجتماعيّة ولا يحرمه بسبب فقره: «فَإِن لَّمْ تَجِدُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ».
----------------------------------------------------
١ تفسير الأمثل .
٢ أشارت كثير من كتب التفسير إلی هذا الكلام المنقول عن الإمام (ع)، عند تفسير الآية، ومن ذلك: كنز الدقائق، ونمونه، والدرّ المنثور.
٣ سورة المائدة: الآية ٦.
٤ سورة التوبة: الآية ١٠٣.
تعليق