إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

الْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ:2- مَحَبةُ أهلِ البَيتِ(عَلَيْهِم السَّلاَمُ):-

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ:2- مَحَبةُ أهلِ البَيتِ(عَلَيْهِم السَّلاَمُ):-

    بِسْمِ اللَّـهِ الرَّحْمَـٰنِ الرَّحِيمِ
    اٰللـــٌّٰـهٌمٓ صَلِّ عٓـلٰىٰ مُحَمَّدٍ وُاّلِ مُحَمَّدٍ
    السَلآْم عَلْيُكّمٌ وٍرٍحَمُةّ الله وٍبُرٍكآتُهْ



    عَنِ اَلْمُفَضَّلِ بْنِ عُمَرَ عَنْ أَبِي عَبْدِ اَللَّهِ(عَلَيْهِ السَّلاَمُ) قَالَ( مَنْ أَحَبَّنَا أَهْلَ اَلْبَيْتِ وَحَقَّقَ حُبَّنَا فِي قَلْبِهِ جَرَى يَنَابِيعُ اَلْحِكْمَةِ عَلَى لِسَانِهِ وَجُدِّدَ اَلْإِيمَانُ فِي قَلْبِهِ وَجُدِّدَ لَهُ عَمَلُ سَبْعِينَ نَبِيّاً وَسَبْعِينَ صِدِّيقاً وَسَبْعِينَ شَهِيداً وَعَمَلُ سَبْعِينَ عَابِداً عَبَدَ اَللَّهَ سَبْعِينَ سَنَةً ). المحاسن ، أحمد بن محمد بن خالد البرقي ، ج ١ ، الصفحة ٦١.
    مِنْ أهَمِ أعمالِ المؤمنِ أنْ يكونَ مُحباً وَموالياً لإهلِ بيتِ النُّبوةِ إمتثالاً لِقولِهِ تَعالى عَلَى لِسانِ النَّبيِّ { ذَٰلِكَ الَّذِي يُبَشِّرُ اللَّهُ عِبَادَهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ ۗ قُل لَّا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَىٰ ۗ وَمَن يَقْتَرِفْ حَسَنَةً نَّزِدْ لَهُ فِيهَا حُسْنًا ۚ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ شَكُورٌ} سٌورةُ الشُورى آية 23، وَهذهِ المَحبةُ والمودةُ مَشروطَةٌ بِعدمِ المَعصِيِةِ كَمَا وَرَدَ عَنِ الإمامِ الصَادقِ(عَلَيْهِ السَّلاَمُ)قَولُهُ: (ما أَحَبَّ اللهَ مَنْ عَصاهُ) رَوضةُ المُتّقينِ : ج 13، ص 156، وَعلَى هَذا الأساسِ فإنَّ الإنسانَ الّذي يَتحرّكُ في سُلوكِهِ الفَرديِّ والإجتماعيَّ مِنْ مَوقعِ المُخالفةِ للإمامِ علَيٍّ(عَلَيْهِ السَّلاَمُ) فإنَّهُ لا يُحبُّه قطعاً، وَلِهذا فإنَّ المحبّةَ الحَقيقيَّةَ هي الّتي تَقودُ الإنسانَ في خطِّ الطَّاعةِ والعُبوديَّةِ للهِ تَعالى، ولِهذا السبَّبِ نَقولُ أنَّ المَحبّةَ والمَودّةَ بِدونِ الإتِّباعِ العَمليِّ والطَّاعةِ والعبوديَّةِ هي أساساً لَيستْ بمحبّةٍ حقيقيَّةٍ ومودّةٍ واقعيَّةٍ ، وِبهذا الخُصوصِ نَذكرُ هَذهِ القِصةِ :
    كانَ «حَاجبٌ» أحدَ الشُعراءِ المَاهرينَ وَيتمتعُ بقريحةٍ جَيَّدَةِ وَصفاءِ قلبٍ، وأحياناً كَانَ يَقومُ بِنَضمِ بَعضِ الأبياتِ الشِعريَّةِ عَلَى مذاقِ العوامِ، وَفي أحدِ الأيّامِ أنشَدَ قَصيدةً في وَصفِ التعلّقِ بأميرِالمؤمنينَ عليٍّ(عَلَيْهِ السَّلاَمُ) وقالَ: يَا حاجبَ إذَا كانتِ المُعامَلةُ في الحَشرِ مَعَ علَيٍّ *** فأذنِبْ مَا شِئتَ فإنِّي ضَامنٌ ،
    أي أنَّ حُبَّ عليٍّ(عَلَيْهِ السَّلاَمُ) كافلٌ للنَجاةِ يومَ القيَّامَةِ حَتّى لَو غَرقَ الإنسانُ في بَحرِ الذنوبِ ، فَتكونُ محبّةُ الإمامِ عليٍّ(عَلَيْهِ السَّلاَمُ)كَمَا وَردتْ في الشِعرِ أعلاهُ بِمثابَةِ ضَوءٍ أخضرٍ للمذنبينَ لِيرتَكبوا مَا يشاؤونَ مِنَ الذنوبِ والمَعاصي ، وفي نَفسِ اللّيلةِ رَأى هَذا الشاعرُ الإمامَ عليٍّ(عَلَيْهِ السَّلاَمُ)في عالمِ الرُؤيا فقالَ لَهُ الإمامُ(عَلَيْهِ السَّلاَمُ) : يا حاجبَ مَا هَذا الشعرُ الّذي قُلتَهُ ؟ فقالَ: حاجبٌ : وكَيفَ أقولُ ؟
    فأصلَحَ لَهُ الإمامُ هذا البيتِ مِنَ الشعرِ وقالَ:
    يا حاجبَ إذا كانتْ المُعاملةُ في المَحشرِ مَعَ عليٍّ ***
    *** فأخْجَلْ مِنْ عليٍّ وَقَلِلْ مِنَ الذنبِ ،
    وَعلَيِهِ فإنَّ المَحبّةَ والمودّةَ هُنَا بِمعنَى التَحرُّكِ في خَطِّ الطَّاعةِ والرِّسَالَةِ والتَّقوى والإبتعادِ عَنِ الذنوبِ .
    وأوردَ المرحومُ الطَبرسي في مجمعِ البَيانِ: ج 9، ص 28، عَنِ الحاكمِ الحَسَكاني في «شواهدُ التنزيل» نقلاً عن أبي اُمامةِ البَاهلي الرَّوايةِ التَاليَّةِ عَنْ رسولِ اللهِ (صَلَّى اللهُ عَلَيِهِ وآلِهِ وسَلّم) :
    ونَقرأها أيضاً في مَضمونِهِ في دُعاءِ النُدبَةِ حيثُ يَقولُ :
    (إنَّ اللهَ تَعالى خَلَقَ الاَنْبياءَ مِنْ أَشْجار شَتّى وَخَلَقَ أَنَا وَعَلِيّاً مِنْ شَجَرَة واحِدَة فَاَنَا أَصْلُها وَعَلِيٌّ فَرْعُها وَفاطِمَةُ لِقاحُها وَالْحَسَنُ وَالْحُسَيْنُ ثِمارُها وَأَشْياعُنا أَوْراقُها، فَمَنْ تَعَلَّقَ بِغُصْن مِنْ أَغْصانِها نَجا وَمَنْ زاغَ عَنها هَوى وَلَوْ أَنَّ عبداً عَبَدَ اللهَ بَيْنَ الصَّفا وَالْمَرْوَةِ اَلْفَ عام ثُمَّ اَلْفَ عام ثُمَّ اَلْفَ عام حَتَّى يَصيرَ كَالشَّنِّ الْبالي[القِربة العتيقة] ثُمَّ لَمْ يُدْرِكَ مَحَبَّتَنا كَبَّهُ اللهُ عَلى مِنْخَرَيْهِ فِي النّارِ ثُمَّ تَلا
    { قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إلاَّ الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى } ).
    [القِربة العتيقة] المُرادُ مِنْ هذهِ العبارةِ أنَّ الشخصَ قَدْ يصيرُ بِسبَّبِ كثرةِ العِبادةِ وطولِ العُمرِ والعَجزِ الشديدِ كالقُربةِ البَاليَّةِ الفَارغةِ مِنَ الماءِ ، في هذه الرَّوايةِ الشَريفَةِ نُلاحظُ عدّةَ نُقاطٍ:-
    الأوّلى: أنَّ هذه الرَّوايةِ أيضاً تُصرّحُ بأنَّ «المودّة بالقربى» هَي مَودّةُ أهلِ البيتِ الطَّاهرينَ(عَلَيْهِم السَّلاَمُ)، وَتدلُّ بِصورةٍ جليّةٍ وبِتعبيراتِ مُثيرةٍ جِدّاً عَلَى أنَّ هذهِ المَحبّةِ والمودّةِ لَيستْ إعتياديَّةٌ بَلْ هَي المَحبّةُ الّتَي تُفضي إلَى الوَلايِةِ والخِلافةِ .
    الثَانيَّةِ: أنَّ الرَّوايةَ المَذكورةَ آنَفاً تَرسمُ في الحَقيقةِ مَعالمَ «الشجرةُ الطيَّبة»( سُورةُ إبراهيم : الآيةُ 24) الوَاردةُ في القُرآنِ الكريمِ، وأَحدِ تفاسيرِ الشَجرةِ الطَيَّبةِ يُماثلُ في مَضمُونِهِ مَا وَردَ في هذهِ الرَّوايةِ .
    الثَالِثَة: أنَّ أوراقَ الأشجارِ تَقومُ بِحفظِ وَحراسةِ الثِمارِ، فَلَو لَمْ تَكُنْ لِلشجرةِ أوراقِ فإنَّ الثِمارَ سَتَتعرضُ للذبولِ في مُقابلِ أشعةِ الشمسِ وسائرِ الآفاتِ المُحتَملة .
    الرَابعة: يُستفادُ مِنَ هذه الرَّوايةِ أيضاً أنَّ العبادةَ بين الصفَا والمروةِ لها شأن خاص لا يوجد في سائر أماكن المسجد الحرام، ولكن حتّى هذه العبادة في هذا المكان المقدّس لا تساوي شيئاً بدون الولاية .
    الخامسة: نكرر أيضاً أنه لو كان المراد من المحبّة في هذه الرواية وسائر الروايات المشابهة هي المحبّة العادية فإنّ هالة من الإبهام والغموض ستحيط بجميع هذه الأحاديث والروايات، ولكن إذا فسّرنا المودّة هنا بالولاية والإمامة فسيرتفع ذلك الغموض ويتّضح المعنى بصورة جليّة .

    { قُلْ إنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللهَ فَاتَّبِعُوني يُحْبِبْكُمُ اللهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللهُ غَفُورٌ رَحيمٌ } الآية 31 من سورة آل عمران
    وعلى هذا الأساس فإنّ الإنسان إذا أحبّ شخصاً وجب عليه إطاعته، ونحن عندما ندّعي محبّة أهل البيت(عَلَيْهِ السَّلاَمُ) يجب علينا اتباعهم واطاعتهم وإلاّ فإنّ إدّعاءنا المحبّة والمودّة لا يكون صادقاً .
    التعديل الأخير تم بواسطة الهادي; الساعة 10-04-2022, 10:14 AM.
المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
حفظ-تلقائي
Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
x
يعمل...
X