بسم الله الرحمن الرحيم
بسم الله الرحمن الرحيم والحمد لله رب العالمين وأفضل الصلاة وأتم التسليم على خاتم الخلق أجمعين محمد وعلى عترته الطيبين الطاهرين وبعد....
كثيرا ما يردد المخالفون دعوى أن حديث نحن معاشر الأنبياء لا نورث مروي في كتب الشيعة وهو تماما بنفس المعنى الذي عند أهل السنة ، يريدون من خلال ذلك أن يقولوا أنه لا وجه لتكذيب حديث أبي بكر الذي رواه عن النبي والحال أن هذا الحديث مروي من طرقكم أيها الشيعة بسند معتبر
أقول: إن الرواية التي يعنيها هؤلاء بكلامهم هي معتبرة القداح التي رواها عن أبي عبد الله عليه السلام قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله:[من سلك طريقا يطلب فيه علما سلك الله به طريقا إلى الجنة وإن الملائكة لتضع أجنحتها لطالب العلم رضا به وإنه يستغفر لطالب العلم من في السماء ومن في الأرض حتى الحوت في البحر وفضل العالم على العابد كفضل القمر على سائر النجوم ليلة البدر وإن العلماء ورثة الأنبياء إن الأنبياء لم يورثوا دينارا ولا درهما ولكن ورثوا العلم فمن أخذ منه أخذ بحظ وافر][۱]
وروى الشيخ الكليني رواية أخرى قريبة من هذا المضمون عن أبي البختري ، عن أبي عبد الله عليهالسلام قال إن العلماء ورثة الأنبياء وذاك أن الأنبياء لم يورثوا درهما ولا دينارا وإنما أورثوا أحاديث من أحاديثهم فمن أخذ بشيء منها فقد أخذ حظا وافرا][٢]
والجواب عن هذه الشبهة هو أن يقال:
أولا/ إن هذه الرواية ليست بنفس المعنى الذي رواه أبو بكر عن النبي(ص)فإنها بصدد بيان فضل العلم والعلماء ؛ ذلك أن همهم -العلماء- ليس جمع المال فإن هذا شأن غيرهم من أهل الدنيا أما الأنبياء فليس هذا همهم و عليه فإنهم لم يورثوا دينارا ولا درهما ليس لإمتناع توريثهم لذراريهم - كما قد يُفهَمُ من حديث أبي بكر-وإنما همهم نشر العلم بين الناس فقد تركوا علما وأحاديث ورثها منهم العلماء وهذا لا يتنافى مع توريثهم ما كان بأيديهم من المال أو مافي معناه من الأمور القابلة للإنتقال وقد روى أهل البيت(ع)الذين هم أدرى من غيرهم بما فيه أن فاطمة(ع)قد ورثت رسول الله(ص)
جاء في معتبرة زرارة ، عن أبي جعفر عليهالسلام قال:[ورث علي عليهالسلام علم رسول الله صلى الله عليه وآله وورثت فاطمة عليهاالسلام تركته][٣]
وفي الرواية عن حمزة بن حمران قال قلت لأبي عبد الله عليهالسلام:من ورث رسول الله صلىاللهعليهوآله فقال فاطمة عليهاالسلام وورثته متاع البيت والخرثي وكل ما كان له][٤]
ثانيا/ هناك اختلاف واضح بين متني الروايتين فإن رواية الكافي تقول:[لم يورثوا]أي أنهم لا يملكون ما يورثونه وهذا لا يتنافى مع توريثهم ما يمتلكونه مما يصدق عليه أنه ميراث بينما رواية البخاري وغيره تقول:[لا نورث]أي أنه ليس من حقهم التوريث فذراريهم لايرثونهم.
ثالثا/ من حقنا أن نسئل من يدعي أن الأنبياء يورثون العلم لا المال السؤال التالي:
إذا كان الأنبياء يورثون العلم فهل حكم ميراث النبي(ص)يصدق عليه أنه علم أم لا؟
لا شك أنه يصدق عليه أن علم ، نسئل أيضا بما أن الأنبياء لا يورثون المال بل العلم فهل الزهراء(ع)ورثت علم النبي أم لا؟
نقول: بمقتضى ما رواه أبو بكر المفروض أن ترث الزهراء(ع)علم رسول الله(ص)
فإذا كانت الزهراء(ع)ورثت علم أبيها والعلم بمضمون حديث أبي بكر يصدق عليه أنه علم فلماذا لم تعلم الزهراء(ع)حكم هذا الحديث مع أنها من أشد الناس بلاءا بهذا الحديث؟؟
إن مقتضى كونها ترث علم النبي أن تعلم بمضمون هذا الحديث لا أنها تجهله فإن مضمون هذا الحديث يصدق عليه أنه علم يعلمه النبي(ص)
فلماذا لم يخبرها النبي(ص)به؟
و ماهي الحكمة في أن يخبر النبي(ص)صاحبه الذي ليس محتاجا إلى العلم بمضمون هذا الحديث ومؤداه ويترك من سيكون من بعده أشد الناس ابتلاءا بهذا الحديث لا يخبره[إِنَّ هَٰذَا لَشَيْءٌ عَجِيبٌ]
المصادر
--------------------------------------------
[۱]:الكافي للشيخ الكليني طبعة منشورات الفجر ج۱ ص ۱٨-۱٩
وقد علق عليه العلامة المجلسي في مرآة العقول ج۱ ص۱۱۱-۱۱٢ بقوله:[الحديث الأول له سندان:الأول مجهول، والثاني حسن أو موثق لا يقصران عن الصحيح]
[٢]:الكافي للشيخ الكليني طبعة منشورات الفجر ج۱ ص ۱٧.
[٣]،[٤]:الكافي للشيخ الكليني طبعة مؤسسة الفجر ج٧ ص ٥٦ وقد حسن العلامة المجلسي ماورد عن زرارة في مرآة العقول ج٢٣ ص۱٣٢
------
منقول
بسم الله الرحمن الرحيم والحمد لله رب العالمين وأفضل الصلاة وأتم التسليم على خاتم الخلق أجمعين محمد وعلى عترته الطيبين الطاهرين وبعد....
كثيرا ما يردد المخالفون دعوى أن حديث نحن معاشر الأنبياء لا نورث مروي في كتب الشيعة وهو تماما بنفس المعنى الذي عند أهل السنة ، يريدون من خلال ذلك أن يقولوا أنه لا وجه لتكذيب حديث أبي بكر الذي رواه عن النبي والحال أن هذا الحديث مروي من طرقكم أيها الشيعة بسند معتبر
أقول: إن الرواية التي يعنيها هؤلاء بكلامهم هي معتبرة القداح التي رواها عن أبي عبد الله عليه السلام قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله:[من سلك طريقا يطلب فيه علما سلك الله به طريقا إلى الجنة وإن الملائكة لتضع أجنحتها لطالب العلم رضا به وإنه يستغفر لطالب العلم من في السماء ومن في الأرض حتى الحوت في البحر وفضل العالم على العابد كفضل القمر على سائر النجوم ليلة البدر وإن العلماء ورثة الأنبياء إن الأنبياء لم يورثوا دينارا ولا درهما ولكن ورثوا العلم فمن أخذ منه أخذ بحظ وافر][۱]
وروى الشيخ الكليني رواية أخرى قريبة من هذا المضمون عن أبي البختري ، عن أبي عبد الله عليهالسلام قال إن العلماء ورثة الأنبياء وذاك أن الأنبياء لم يورثوا درهما ولا دينارا وإنما أورثوا أحاديث من أحاديثهم فمن أخذ بشيء منها فقد أخذ حظا وافرا][٢]
والجواب عن هذه الشبهة هو أن يقال:
أولا/ إن هذه الرواية ليست بنفس المعنى الذي رواه أبو بكر عن النبي(ص)فإنها بصدد بيان فضل العلم والعلماء ؛ ذلك أن همهم -العلماء- ليس جمع المال فإن هذا شأن غيرهم من أهل الدنيا أما الأنبياء فليس هذا همهم و عليه فإنهم لم يورثوا دينارا ولا درهما ليس لإمتناع توريثهم لذراريهم - كما قد يُفهَمُ من حديث أبي بكر-وإنما همهم نشر العلم بين الناس فقد تركوا علما وأحاديث ورثها منهم العلماء وهذا لا يتنافى مع توريثهم ما كان بأيديهم من المال أو مافي معناه من الأمور القابلة للإنتقال وقد روى أهل البيت(ع)الذين هم أدرى من غيرهم بما فيه أن فاطمة(ع)قد ورثت رسول الله(ص)
جاء في معتبرة زرارة ، عن أبي جعفر عليهالسلام قال:[ورث علي عليهالسلام علم رسول الله صلى الله عليه وآله وورثت فاطمة عليهاالسلام تركته][٣]
وفي الرواية عن حمزة بن حمران قال قلت لأبي عبد الله عليهالسلام:من ورث رسول الله صلىاللهعليهوآله فقال فاطمة عليهاالسلام وورثته متاع البيت والخرثي وكل ما كان له][٤]
ثانيا/ هناك اختلاف واضح بين متني الروايتين فإن رواية الكافي تقول:[لم يورثوا]أي أنهم لا يملكون ما يورثونه وهذا لا يتنافى مع توريثهم ما يمتلكونه مما يصدق عليه أنه ميراث بينما رواية البخاري وغيره تقول:[لا نورث]أي أنه ليس من حقهم التوريث فذراريهم لايرثونهم.
ثالثا/ من حقنا أن نسئل من يدعي أن الأنبياء يورثون العلم لا المال السؤال التالي:
إذا كان الأنبياء يورثون العلم فهل حكم ميراث النبي(ص)يصدق عليه أنه علم أم لا؟
لا شك أنه يصدق عليه أن علم ، نسئل أيضا بما أن الأنبياء لا يورثون المال بل العلم فهل الزهراء(ع)ورثت علم النبي أم لا؟
نقول: بمقتضى ما رواه أبو بكر المفروض أن ترث الزهراء(ع)علم رسول الله(ص)
فإذا كانت الزهراء(ع)ورثت علم أبيها والعلم بمضمون حديث أبي بكر يصدق عليه أنه علم فلماذا لم تعلم الزهراء(ع)حكم هذا الحديث مع أنها من أشد الناس بلاءا بهذا الحديث؟؟
إن مقتضى كونها ترث علم النبي أن تعلم بمضمون هذا الحديث لا أنها تجهله فإن مضمون هذا الحديث يصدق عليه أنه علم يعلمه النبي(ص)
فلماذا لم يخبرها النبي(ص)به؟
و ماهي الحكمة في أن يخبر النبي(ص)صاحبه الذي ليس محتاجا إلى العلم بمضمون هذا الحديث ومؤداه ويترك من سيكون من بعده أشد الناس ابتلاءا بهذا الحديث لا يخبره[إِنَّ هَٰذَا لَشَيْءٌ عَجِيبٌ]
المصادر
--------------------------------------------
[۱]:الكافي للشيخ الكليني طبعة منشورات الفجر ج۱ ص ۱٨-۱٩
وقد علق عليه العلامة المجلسي في مرآة العقول ج۱ ص۱۱۱-۱۱٢ بقوله:[الحديث الأول له سندان:الأول مجهول، والثاني حسن أو موثق لا يقصران عن الصحيح]
[٢]:الكافي للشيخ الكليني طبعة منشورات الفجر ج۱ ص ۱٧.
[٣]،[٤]:الكافي للشيخ الكليني طبعة مؤسسة الفجر ج٧ ص ٥٦ وقد حسن العلامة المجلسي ماورد عن زرارة في مرآة العقول ج٢٣ ص۱٣٢
------
منقول
تعليق