اللهم صل على محمد وآل محمد
يحكى أنه كان هناك أخوين
لكل منهما مزرعة
يفصل بين المزرعتين نهر
أو لنقل مجرى مائي صغير
وكانا متحابين كثيراً ..
يعيشان في توافق تام بمزرعتيهما ..
حتى جاء يوم شب خلاف بينهما بسبب زوجتيهما ..
فأحتد النقاش بينهما وبدأ بسوء تفاهم ..
ولكن رويداً رويداً إتسعت الفجوة .. ثم تبعه صمت من الأخوين إستمر عدة أسابيع .. وامتدت المدة لشهور .. وهما لا يشاهدان بعضهما ولا حتى يتكلمان .. حتى إتسعت الفجوة بينهما أكثر فأكثر .. وانقطعت الصلة ..
فالأخ الأكبر أحضر عامل بناء ..
وقال له :
* بالجانب الآخر من النهر .. يقطن أخي الأصغر .. وقد أساء إلي
وأهانني وانقطعت كل صلة بيننا ..
سأريه أنني قادر على الإنتقام ...
* أريدك أن تبني سوراً عالياً لأنني لا أرغب في رؤيته مرة ثانية ..
* أجابه العامل :
نعم سأبني لك ما يسرُّك إن شاء الله..
أعطى الأخ الأكبر للعامل كل الأدوات اللازمة للعمل ..
ثم سافر للمدينة تاركاً إياه شهراً كاملاً ، وعند عودته من المدينة كان العامل قد أنهى البناء ...
ولكن يالها من مفاجأة !!
فبدلاً من إنشاء سور ..
بنى جسراً يجمع بين طرفي النهر ..
في تلك اللحظة خرج الأخ الأصغر من منزله وجرى صوب أخيه قائلا :
- يالك من أخ رائع !!
تبني جسراً بيننا برغم كل ما بدر مني !!
إنني حقاً فخور بك ،،،،
وبينما الأخوان كانا يحتفلان بالصلح أخذ العامل يجمع أدواته إستعداداً للرحيل ،،
قال له الأخوان بصوت واحد :
- لاتذهب !! إنتظر !!
( يوجد هنا عمل لك )
لكنه أجابهما ..كنت أود البقاء معكما ... لكن يجب بناء جسور أخرى .. !!!!
كونوا بناةً للجسور دائما ،،
لا تبنوا جداراً للتفريق ،،
كونوا ممن يوحدون ويجمعون ولا يفرقون بين الناس ...
دعوة لكل من في نفوسهم خيراً
ليشاركونا فى بناء جسور الحب فى الله .
لنكن مفاتيح للخير مغاليق للشر ..
( اللهمَّ أصلح فساد قلوبنا وأصلح ذات بيننا وأحسن خاتمتنا واصلح نياتنا ) ..
وجزى الله خيراً من التمس لنا العذر قبل أن نعتذر .
وجزى الله خيراً من قدّر أوضاعنا قبل أن نشرحها .
وجزى الله خيراً من أحبنا رغم عيُوبنا وتقصيرنا.