إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

تَفسيرُ القرآنِ بالرَّوايةِ: 7 - الآيةُ ﴿٣٨﴾ مِنْ سُورَةِ هودٍ :-

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • تَفسيرُ القرآنِ بالرَّوايةِ: 7 - الآيةُ ﴿٣٨﴾ مِنْ سُورَةِ هودٍ :-

    بِسْمِ اللَّـهِ الرَّحْمَـٰنِ الرَّحِيمِ
    اٰللـــٌّٰـهٌمٓ صَلِّ عٓـلٰىٰ مُحَمَّدٍ وُاّلِ مُحَمَّدٍ
    السَلآْم عَلْيُكّمٌ وٍرٍحَمُةّ الله وٍبُرٍكآتُهْ


    ﴿ ٱللَّهُ يَصۡطَفِي مِنَ ٱلۡمَلَٰٓئِكَةِ رُسُلٗا وَمِنَ ٱلنَّاسِۚ إِنَّ ٱللَّهَ سَمِيعُۢ بَصِيرٞ ﴾ سُورةُ الحَجِ آية 75
    عَنْ أميرِ المؤمنينَ(عَلَيْهِ السَّلَامُ) في قَولِهِ تَعالَى : { اللَّهُ يَتَوَفَّى الْأَنفُسَ حِينَ مَوْتِهَا وَالَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنَامِهَا ۖ فَيُمْسِكُ الَّتِي قَضَىٰ عَلَيْهَا الْمَوْتَ وَيُرْسِلُ الْأُخْرَىٰ إِلَىٰ أَجَلٍ مُّسَمًّى ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ } سُورةُ الزمر الآية 42، وقوله { قُلْ يَتَوَفَّىٰكُم مَّلَكُ ٱلْمَوْتِ ٱلَّذِى وُكِّلَ بِكُمْ ثُمَّ إِلَىٰ رَبِّكُمْ تُرْجَعُونَ }سُورةُ السَجدَةِ آية 11، {وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ ۖ وَيُرْسِلُ عَلَيْكُمْ حَفَظَةً حَتَّىٰ إِذَا جَاءَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ تَوَفَّتْهُ رُسُلُنَا وَهُمْ لَا يُفَرِّطُونَ } سُورةُ الأنعام آية 61 ، {ٱلَّذِينَ تَتَوَفَّىٰهُمُ ٱلْمَلَٰٓئِكَةُ طَيِّبِينَ ۙ يَقُولُونَ سَلَٰمٌ عَلَيْكُمُ ٱدْخُلُواْ ٱلْجَنَّةَ بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ } سُورةُ النَحلِ آية 32 ، {ٱلَّذِينَ تَتَوَفَّىٰهُمُ ٱلْمَلَٰٓئِكَةُ ظَالِمِىٓ أَنفُسِهِمْ ۖ فَأَلْقَوُاْ ٱلسَّلَمَ مَا كُنَّا نَعْمَلُ مِن سُوٓءٍ ۚ بَلَىٰٓ إِنَّ ٱللَّهَ عَلِيمٌۢ بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ } سُورةُ النَحلِ آية 28 ، ( فَهوَ تَباركَ وَتَعالَى أجَلُّ وأَعظَمُ مِنْ أنْ يَتَولَى ذَلكَ بِنَفسِهِ, وَفِعلُ رُسلِهِ وَمَلائِكَةِ فِعْلِهِ لأنهم { لَا يَسْبِقُونَهُۥ بِٱلْقَوْلِ وَهُم بِأَمْرِهِۦ يَعْمَلُونَ } سُورةُ الأنبياءِ آية 27، فاصطَفَى جَلَّ ذِكرُهُ مِنَ الملائكَةِ رُسلاً وَسَفرةً بَينَهُ وَبينَ خَلقِهِ وَهُمُ الّذينَ قَالَ اللهُ فِيهِم {ٱللَّهُ يَصۡطَفِي مِنَ ٱلۡمَلَٰٓئِكَةِ رُسُلٗا وَمِنَ ٱلنَّاسِۚفَمَنْ كانَ مِنْ أهلِ الطَّاعةِ تَولتْ قَبضَ رُوحَهُ مَلائكةُ الرَّحمةِ, وَمِنْ كانَ مِنْ أهلِ المَعصيَّةِ تَولَى قَبضُ رُوحَهُ مَلائكةُ النِّقْمَةُ, وَلِمَلَكُ المَوتِ أعوانٌ مِنْ مَلائكةِ الرَّحمةِ والنِّقْمَةِ يَصدرونَ عَنْ أمْرِهِ, وَفِعلُهُمُ فِعْلِهِ ، وَكُلَّ مَا يَأتونَهُ مَنسوبٌ إليِهِ, وإذا كَانَ فِعْلَهُم فِعلَ مَلَكُ المَوتِ وَفِعلَ مَلكُ المَوتِ فِعلَ اللهُ لأنَّهُ يَتوفَى الأنْفُسَ عَلَى يَدِ مِنْ يَشاءُ, وَيُعطي وَيمنعُ ويثيبُ ويعاقبُ عَلَى يَدِ مِنْ يَشاءُ, وإنَّ فِعلَ أمناؤهُ فِعلُهُ, كَمَا قالَ عَزَّ و جَلَّ في سُورّةِ التَكويرِ الآيَة 29 ، {وَمَا تَشَاءُونَ إِلَّا أَن يَشَاءَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ })، الإحتجاجُ ، أحمدُ بنَ عليٍّ الطَّبرسي، ج 1، ص 247+ بحارُ الأنوارِ، العلامةُ المجلسي، ج 6، ص 140 ،
    قَولُهُ: {ٱللَّهُ يَصۡطَفِي مِنَ ٱلۡمَلَٰٓئِكَةِ رُسُلٗا ً} أيْ يَختارُ وَهوَ جَبرائيلُ وميكائيلُ وإسرافيلُ ومَلَكُ الموتِ .
    أمَا مِنَ النَّاسِ فهمُ الأنبياءُ والأوصياءُ فَمِنَ الأنبياءِ نوحٌ وإبراهيمُ وموسى وعيسى ومُحَمَّدٌ(صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَعَلَيْهِم أجْمَعينَ) وَمِنْ هؤلاءِ الخَمسةِ رَسولُ اللهِ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ) وَمِنَ الأوصياءِ أميرُ المؤمنينَ والأئمةُ (عَلَيْهمُ السَّلامُ) وَفيِهِ تأويلٌ غيرَهَذا
    أيْ يختارُ مِنْهُمُ مَنْ يَصلحُ للرِّسالةِ { وَمِنَ ٱلنَّاسِۚ} أيْ ويختارُ مِنَ النَّاسِ أيضاً مِثلُ ذَلكَ وَفِى ذَلكَ دِلالةٌ عَلَى أنَّهُ ليسَ جَميعُ المَلائكةِ رُسلاً، لأنَّ (مِنْ) للتبعيضِ عِندَ أهلِ اللُّغةِ، وَكَمَا أنَّ النَّاسَ ليسَ جَميعُهُمُ أنبياءٌ فَكَذلكَ المَلائكةُ ، والقرآنُ الكريمِ حِينَمَا يَتحدثُ عَنِ الاصطفاءِ أيضاً يَقصدُ هَذينَ المَعْنَيَينِ وَهُمَا الخُلوصُ والصَفاءُ والاختيارُ والتفضيلُ والتقديمُ ؛ فاصطفاءِ اللهُ يَعني أنَّهُ عَزَّ وَجَلَّ يُقَدمُ ويُفَضِلُ هؤلاءِ الأشخاصِ وهذهِ العناصرِ، ويُصفِيهُم ويجعلهُم خَالصينَ مِنَ الشوائبِ والقذاراتِ؛ ولِذَلكَ عِندمَا تَحَدَثَ القرآنُ الكريمُ عَنِ السَّيَّدةِ مريمَ(عَلَيْهِا السَّلَامُ) كَررَ لَفظةَ الإصطفاءِ مَرتينِ : ﴿إِنَّ اللّهَ اصْطَفَاكِ وَطَهَّرَكِ وَاصْطَفَاكِ﴾ سُورةُ آلِ عِمرانَ، الآية 42 ، وَلِماذا هذا التِكرارُ مَعَ العِلمِ أنَّ القرآنَ كلامُ اللهِ ليسَ فيه حرفٌ زائدٌ وكُلُّ كَلمةٍ أَو حَرفٍ فِيِه لَهُ هَدفٌ وَلَهُ حِكمةٌ وَمَعنى

    ، يقولُ العُلماءُ في هذا التِكرارِ أنَّ إصطفاكِ الَأولَى بِمعْنَى نَزَّهَكِ وَصَّفَاكِ مِنَ القَاذُوراتِ والشوائبِ وَهَو مِنَ المَعنَى الأوَّلِ ﴿الصَفاءُ والصَفو﴾، أمَا إصطفاكَ الثَانِيةَ تَعني فَضّلكِ وقدّمكِ وإختارَكِ عَلَى نِساءِ العَالَمينَ ،
    هذهِ الآياتُ تُفيدُ أنَّ هُناكَ عَناصِرَ مِنَ البَشَرِ اللهُ سُبحَانَهُ وَتَعالَى يُصَفي نُفوسَهُم وَسُلُوكَهُم وَحَياتَهُم مِنَ الشَوائبِ والقَاذوراتِ، وَيجعلُ نُفوسَهُم صَافِيَةً لَا مكانَ فِيها لِلتلوثِ، وأيضاً يُقدِمَهُم ويَختارَهُم عَلَى بَقِيَّةِ النَّاسِ، وَهذا هوَ مَفهومُ الإصطفاءِ ، فالنَّاسُ في هذهِ الحياةِ يحتاجونَ إلَى قُدواتٍ حَتَى يَقتَدوا بِهِم، وَحتَى يَتوسَموا وَيَترسَموا طَريقَهُم وَسُلُوكَهُم؛ لِذَلكَ اللهُ تَعالَى إختارَ عَيناتٍ مِنَ البَشرِ صَفَاهُم وانْتَجَبَهُم وإجتَباهُم لِكَي يَكونوا قُدواتٍ للبَشرِ وأسوةً حَسنةً لَهُم، ﴿لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ سُورةُ الأحْزَابِ، الآية 21 ﴿أُوْلَئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللّهُ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ﴾ سُورةُ الأنْعَامِ، الآية 90، وَلِهَذا فإنَّ أهَمَّ صِفَةٍ مِنْ صِفاتِ المُصْطَفينَ هيَ صِفَةُ الطَّهارةِ، أيْ صِفةُ العِصمةِ ؛ لِذَلكَ عِندنَا يُشترطُ في النَّبِيِّ وَكَذَلكَ الإمامُ أنْ يكونَ مَعصوماً، وأنْ تكونَ نَفسيَّتَهُ وَسُلُوكَهُ وَحَياتَهُ خَالصةً مِنَ الشوائبِ والقذاراتِ وخالصةً مِنَ الإنحرافاتِ ، حَتَى نَثقَ بِتَبلِيغِهِ، فَهوَ مُبَلِّغٍ عَنِ اللهِ يَأمُرُنَا بِفعلِ مَا يُريد ، إنتهى
    يقول السيَّد الطباطبائي في تفسير الميزان :- وقوله: {إِنَّ ٱللَّهَ سَمِيعُۢ بَصِيرٞ} تعليلٌ لأصلِ الإِرسالِ فإنَّ النَّاسَ أعْني النَوعَ الإِنساني يَحتاجُ حَاجةً فِطريةً إلَى أنْ يَهديهُم اللهُ سُبحانَهُ نَحوَ سَعادتِهِم وَكَمَالِهِم المَطلوبُ مِنْ خَلقِهِم كَسائرِ الأنواعِ الكَونيَّةِ فالحاجةُ نَحوَ الهِدايَّةِ عَامةٌ، وَظهورُ الحَاجةِ فِيهِم وإنْ شئتَ فَقُلْ: إظهَارُهُم الحَاجةَ مِنْ أنْفُسِهِم سُؤالٌ مِنْهُم واستدعاءٌ لِمَا تَرتفعُ بِهِ حَاجَتَهُم واللهُ سُبحانَهُ سَميعٌ بَصيرٌ يَرَى بِبَصَرِهِ مَا هُمُ عَليِهِ مِنَ الحَاجةِ الفِطريَّةِ إلَى الهِدايَةِ ويَسمعُ بِسمعِهِ سؤالَهُم ذَلكَ .
    فمُقتَضَى سَمْعِهِ وَبَصَرِهِ تَعالَى أنْ يُرسِلَ إليَهم رَسولاً ويَهديَهم بِهِ إلَى سَعادتِهِم الّتي خُلِقوا لِنَيلِها والتَلبسُ بِها فَمَا كُلُّ النَّاسِ بِصالحينَ للاتصالِ بِعَالَمِ القُدْسِ وَفِيهم الخبيثُ والطيَّبُ والطَالحُ والصَالحُ، والرَسولُ رَسولانِ رَسولٌ مَلَكيٌّ يَأخذُ الوَحي مِنْهُ تَعالَى وَيؤدِيِهِ إلَى الرَسولِ الإِنسانيِّ ورَسولٌ إنسانيٌّ يأخذُ الوَحيَ مِنَ الرَسولِ المَلَكيِّ وَيُلقِيهِ إلَى النَّاسِ وَبالجُملةِ قَولُهَ:{إِنَّ ٱللَّهَ سَمِيعُۢ بَصِيرٞ} يتضمنُ الحُجَةَ عَلَى لُزومِ أصلَ الإِرسالِ . وآخرُ دَعوانَا أنْ الحَمْدُ لِلهِ رَبِّ العَالمِينَ .



  • #2
    اللهم صل على محمد وال محمد
    احسنتم ويبارك الله بكم
    شكرا لكم كثيرا
    مأجورين

    تعليق


    • #3
      لكم الحسنى مع شكرنا وتقديرنا لتواصلكم

      تعليق

      المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
      حفظ-تلقائي
      Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
      x
      يعمل...
      X