بعد أن عاد ابو علي من عمله لم يلبث الا ثواني حتى أسرع وقاد سيارته البسيطة القديمة راجيًا منها ان لا تصاب بعطل قبل ان يحضر احد الزائرين ليتبرك منزله به.
فقد كان يؤمن بأن صاحب الزمان(عج) يحضر في كل سنة
لزيارة جدة الحسين(ع) .
لكن في كل مرة كان يحدث نفسه مَن انا لأشرف برؤية الحبيب واريد ان يتبرك بيتي بدخوله علينا قطع سلسلة أفكاره وصوله الى الطريق العام حيث يقف عدد من اهل منطقته لاستقبال الزائرين لعلهم يتبركون بهم هذه الليلة يتناولون العشاء ويبيتون لديهم .
لكن الوقت قد تأخر وسبقه الآخرون بأخذ الزائرين بسياراتهم المكيفة الكبيرة.
اكتفى هو بالوقوف على مقربة منهم حتى جاء ذلك الزائر استوقفه الآخرين اعتذر منهم وشق طريقه نحو ابو علي وبعد ان ألقى السلام اردف قائلًا: هل يمكنني المبيت عندك الليلة يا اخي ؟؟
كاد صاحبنا ان يطير من الفرح لقد حصل على زائر واخيرًا
: كيف لا اهلًا بزائر الحسين واصطحب ابو علي ضيفه الى بيته .
وقدم له عشاء بسيط وكان يشعر بالخجل لفقر حاله ان يقدم هكذا طعام بسيط لزائر سيد الشهداء .
لكن استغرب من ضيفه الذي أكل قطعة خبر مع بعض اللبن وشرب من الماء رشفة فقد كان باردًا
ابو علي: اعتذر يا اخي فأنت تعلم بأن الكهرباء تنقطع كثيرًا لدينا وحتى لم ارى وجهك بصورة واضحة لكن يقينا بأنك شخص من الصالحين
لم يكن يعلم اي من الصالحين ضيفة الذي رد بصوت تخنقه العبرة: لا داعي للاعتذار يا اخي فهذا أقل ما يمكننا مواساته به لعلنا نشعر بالحسين العطشان الذي ترك لشمس الهجير تلفح مقلتيه ورياح السموم تلسع جروحه التي تتوسد رمال كربلاء.
هكذا انتهى الحديث بين ابو علي وضيفه .
فزع ابو علي في الصباح الباكر ينادي على ولده
علي.... علي
_ ماذا هناك يا ابتاه؟!
_ اين ضيفنا؟؟
علي: لقد ذهب
ركض ابو علي باكيًا وهو ينادي ...
لماذا تركته يذهب...لماذا؟!
ودخل الغرفة التي بات فيها ضيف وأخذ يقبل الفراش والوسائد التي نام عليها ضيفه .
علي:ما الخطب يا ابي ماذا هناك؟!
رد عليه والده وهو يبكي انه هو صاحب الزمان ياولدي لقد اتتني السيدة الزهراء في المنام واخبرتني بان ولدها الذي كنت انتظره لسنوات طوال ضيفي الليلة.
شاركه ولده البكاء واردف قائلًا :
أتصدق يا ابي بأني لا أتذكر من ملامحه شيئًا رغم اني رأيته بعد انبلاج الصبح فقط أذكر ذلك الخال الذي ينير وجهه
تعليق