تويت
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد
يرسم الصائم المشتاق إلى ربه في رحلته لأداء فريضة الصيام أهدافاً عدة، يبدأها بأموره الحياتية، وينهيها إلى الهدف الأكبر وهو الجنة التي تتطلع لها قلوب المؤمنين في لهفة وحسن ظن بالله.
سيخوض الصائم معركته الكبرى مع نفسه الأمارة بالسوء، ومع الشيطان الرجيم الذي يتربص به الدوائر، وسيبدأ التخطيط لمستقبل حافل بالإيمان والإحسان والعمل الصالح.
إن مشكلة الصائم منا، أننا نقرر معركة معينة واضحة الطريق والمعالم والأهداف والمبتغيات في حياتنا اليومية، لكننا بعد حين نرى أنفسنا قد دخلنا في معارك أخرى، إما في غفلة من أمرنا، أو بانفعال لا يتقيد بضابط ما، أو بفرض تلك المعركة علينا ومن ثم استجابتنا الطوعية لها.
ينسى الصائم أحياناً تأمله وتفكره أثناء صيامه ليصب اهتمامه مثلا في مسأله الطعام ان كان جيد ام لا او مع من يتعامل معهم ومن حوله فيرد على من أخطأ التصرف بحقه أويتعامل بقسوةٍ وخشونةٍ مع بعض الناس المفتقرين إلى ثقافة الصوم، وحسن أداء الفريضة.
بعض الصائمين يشتم، وبعضهم يضرب، وبعضهم يؤذي من ضايقه، والعاقل منهم يصفح ويسمح ويتجاوز ويعفو، لا لأنه صاحب هدف وحسب، بل لأنه متمسكٌ بهدفه، فلا يستجيب للضغوط، ولا للمعارك الوهمية، ولا للنزال المفروض عليه في الزمان الخطأ شهر رمضان الكريم .
يمكن للكثير من المعارك الجانبية أن تفرض نفسها عليك وتضغطك، وتدعوك للاستجابة لها، لكنها قد تؤثر على معركتك الرئيسة مع نفسك والشيطان ، وقد تضيع أهدافك التي توصلك لرضا الله والجنان ، وتخرب كل خططك وتوجهاتك.
صغائر الأمور التي تمر بنا أحياناً قد تدفعنا في الصوم وفي غيره أن ندخل في صراعات أغلب انتصاراتها وهمية ستتجاوزها الأيام، وسنعاتب ونلوم أنفسنا إذا ذكرناها، ونحن نردد في أعماقنا، كم كنا ساذجين حين انجرفنا دون فرامل أو حسابات، وكم أضعنا فرصاً وخربنا ما عمرناه بسب انفعالات لم نحسن السيطرة عليها.