أوّل بيت ائتلف في الإسلام هو بيت خديجة الكبرى ، هذا البيت الذي ليس فيه سوى رجل وامرأة وفتى .. فكانت عليها الإسلام في بدايات الدعوة تمثل كل نساء الإسلام .. وقد صرح أمير المؤمنين عليه السلام بهذه الكرامة ، ففي فقرة من خطبته المسمّاة بالقاصعة : { ... لم يجمع بيت واحد يومئذٍ في الإسلام غير رسول الله صلّى الله عليه وآله وخديجة عليها السلام وأنا ثالثهما .. } .
ولم تحصل على هذه الأسبقية مجاناً أو صدفة ، وإنما أعطت من أجله كل ما تملك من جاه وأموال ومواهب فكانت استحقاقاً إلهياً لها ، فملأت هذا المكان - والمكانة - بكل جدارة ، وكانت عليها السلام على قدر المسؤولية ، وهذه الشهادة بتوقيع الرسول الأكرم صلوات الله عليه حين ردّ على زوجه عائشة حينما قالت له : هلكت في الدهر قد أبدلك الله خيراً منها ..! فيتغير وجه رسول الله (ص وآله ) ويقول لها : " ما أبدلني الله خيراً منها ، قد آمنت بي إذ كفر بي الناس ، وصدقتني إذ كذبني الناس ، وواستني بمالها إذ حرمني الناس ، ورزقني الله عز وجل ولدها وحرمني أولاد النساء " .
كان النبي (ص وآله ) يكثر ذكرها وربما يذبح الشاة ثم يقطعها أعضاء ثم يبعثها في صدائق خديجة ، ويقول : " إني لأحب حبيبها " .
ولم تتسيّد أم المؤمنين خديجة على نساء الإسلام فقط ، وإنما تسيّدت هي ومعها ثلاث نساء على نساء العالمين ، من الأولين والآخرين ، وهذا من نصّ عليه الرسول الأكرم حين قال : " أفضل نساء أهل الجنة خديجة بنت خويلد ، وفاطمة بنت محمد ، وآسية بنت مزاحم ، ومريم بنت عمران " .. وقال ايضاً بحقهن أنهن خير نساء العالمين . [ راجع كتاب المراجعات للسيد شرف الدين ] .
حزن النبي على رحيلها حزناً شديداً حتى سمّى العام الذي توفيت به مع عمّه ابي طالب - قبل الهجرة بثلاث سنوات - بعام الحزن .
الحديث عن هذه السيّدة الجليلة هو حديث عن إمكانيات جبّارة وأدوار عظيمة يمكن للمرأة - أي مرأة - أن تقوم بها .. جسّدت مقولة ( وراء كل عظيم امرأة ) خير تجسيد .
#خديجة_الكبرى
#امرأة_الإسلام
#١٠_شهر_رمضان
تعليق