المقاصد الضائعة في الأغلاط الشائعة

[مصباح الدجى]

اللهم صل على محمد وآل محمد
" تَعَلَّموا العربيَّةَ.. وعَلِّمُوها الناسَ " ـ حديثٌ شريف
ـ " مَا عَدَا مِمَّا بَدَا؟ "
وليس : ( ما حَدَا مِمَّا بَدَا ) كما نراه في بعض الأحيان، ونسمعه كذلك، ممن يكرّرون دون تبصُّرٍ ما يسمعون، أي ما مَنَعَك مما ظهر لك أولاً، قَالَه عليُّ بن أبي طالب للزبير بن العوام يوم الجمل، يريد ما الذي صَرَفَك عما كنت عليه من البيعة، وهذا متصل بقوله: " عرفتَني بالحجاز، وأنكرتَني بالعراق، فما عَدَا مما بَدَا؟ "

ـ تَمَيَّزَ !
جذر الكلمة من الثلاثي المجرد (مازَ) الشيءَ، وتعني عزله ، وفرقه ).
ومن الأغلاط الشائعة قولهم : ( تَمَيَّزَ التلميذُ المجتهدُ عن زملائه التلاميذ )، لأن مازَهُ يَمِيزُهُ مَيْزاً: عَزَلَهُ، وفَرَزَهُ، كأَمازَهُ ومَيَّزَهُ فامْتازَ و انْمازَ وتَمَيَّزَ واسْتَمازَ،وكلها تحتاج حرف الجر ( من ) وليس ( عن ).ولذا علينا أن نقول : (تَمَيَّزَ التلميذُ المجتهدُ من زملائه التلاميذ ).
قال تعالى:
" تَكَادُ تَمَيَّزُ مِنَ الْغَيْظِ كُلَّمَا أُلْقِيَ فِيهَا فَوْجٌ سَأَلَهُمْ خَزَنَتُهَا أَلَمْ يَأْتِكُمْ نَذِيرٌ " ( الملك ـ 8 )
وقال بدوي الجبل: " لمْ يُمَيِّزْ مُحَبَّبًا مِنْ بَغيضٍ .. في الدّجى لا تُمَيَّزُ الألوانُ "
ورُبَّ قولٍ.. أنفذُ مِنْ صَوْل.