أعوذ بالله من الشيطان الرجيم
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين مبارك
المجادلة: ١٦-١٧
اتَّخَذُوا أَيْمانَهُمْ جُنَّةً فَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ فَلَهُمْ عَذابٌ مُهِينٌ (١٦) لَنْ تُغْنِيَ عَنْهُمْ أَمْوالُهُمْ وَ لا أَوْلادُهُمْ مِنَ اللَّهِ شَيْئاً أُولئِكَ أَصْحابُ النَّارِ هُمْ فِيها خالِدُونَ (١٧)
*الإشارات*
- يعتد شياطين الجنّ والإنس علی وسائل عدّة لصدّ الناس عن سبيل الله، وجرّهم إلی الانحراف، ومن هذه الوسائل:
- القسم الكاذب المشار إليه في هذه الآية
- إنفاق الأموال وصرفها من أجل إضلال الناس: «يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ لِيَصُدُّواْ عَن سَبِيلِ اللّهِ»١.
- استخدام الدعاية المضلّة لإشاعة الفساد ونشر الضلال: «وَمِنَ النَّاسِ مَن يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَن سَبِيلِ اللَّهِ»٢.
- البدعة واختراع مفاهيم دينيّة ونسبتها إلی الله: «وَجَعَلَ لِلَّهِ أَندَادًا لِّيُضِلَّ عَن سَبِيلِهِ»٣.
- تزيين قبيح الأعمال وتحسينها في عيون فاعليها: «وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ فَصَدَّهُمْ عَنِ السَّبِيلِ»٤.
*التعاليم* :
١- يحاول المنافقون استخدام المقدّسات الدينية، بهدف ضرب الدين: «اتَّخَذُوا أَيْمَانَهُمْ جُنَّةً».
٢- عذاب المنافقين شديد: «فَلَهُمْ عَذَابٌ مُّهِينٌ...هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ».
٣- القرآن جادّ في تحذيره، ولا تنفع الأموال ولا الأولاد يوم القيامة: «لَن تُغْنِيَ عَنْهُمْ أَمْوَالُهُمْ وَلَا أَوْلَادُهُم...».
٤- الدنيا تختلف عن الآخرة كثيراً، ومن ذلك أنّ الأموال والأولاد قد تعطي صاحبها موقعاً في الدنيا وتساعده علی تحقيق ما يريد، وأمّا في الآخرة فلا أثر لا للمال ولا للولد: «لَن تُغْنِيَ عَنْهُمْ أَمْوَالُهُمْ وَلَا أَوْلَادُهُم...».
٥- في التحذير والوعظ، علينا أن نضع الإصبع علی الجرح مباشرة ونلفت إلی العلّة والسبب الذي يدعو إلی الغفلة، وهو كما في هذه الآية المال والولد: «لَن تُغْنِيَ عَنْهُمْ أَمْوَالُهُمْ وَلَا أَوْلَادُهُم...».
٦- النفاق في الدنيا من أسباب الخلود في النار في الآخرة: «أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ».
------------------------------------
١ سورة الأنفال: الآية ٣٦.
٢ سورة لقمان: الآية ٦.
٣ سورة الزمر: الآية ٨.
٤ سورة النمل: الآية ٢٤.