بُهْلولُ والقَاضي
جاء رجل يوماً إلى دار القاضي في بغداد واشتكى عنده من رجلٍ ظلمه.
قال القاضي: (وما الذي حدث لك معه؟).
بدأ الرجل يقصّ على القاضي ما جرى له مع الذي ظلمه، فعلم القاضي أن الذي ظلم الرجل هو أحد أصدقائه.
وبعد أن علم القاضي أصل الدعوى قال في نفسه: (يا للمصيبة، وقع صديقي في الورطة).
فكر القاضي في وضع حلٍ مناسب يمكن بسببه أن ينصرف الرجل عن شكايته،
فسأل الرجل – بعد أن تم كلامه -: (هل هناك مَن يشهد على ما تقول؟).
قال الرجل: (نعم، لي شاهد على ذلك).
قال القاضي: (ومَن هو شاهدك ؟).
قال الرجل : (شاهدي على ذلك بهلول).
فزع القاضي من سماع اسم بهلول؛ لأنه كان يعرفه جيداً.
نعم أيّها الأصدقاء، لم يكن للقاضي بد من القبول في إحضار بهلول إلى المحكمة.
ولما ذهب الرجل في إثر بهلول، وبقي القاضي لوحده قال في نفسه: (إذا جاء بهلول سوف أسأله أسئلة لا ربط
لها بالدعوى حتى يضجر فينصرف).
وبعد ساعة حضر الرجل ومعه بهلول، فلما رآهما القاضي استوى جالساً وسعل قليلاً
ثم قال لبهلول: (هل تشهد لهذا الرجل على ما يدعيه؟).
نظر بهلول إلى القاضي وقال: (نعم).
فكر القاضي قليلاً ثم قال: (هل قرأت القرآن؟).
قال بهلول: (نعم، حفظت القرآن بأجمعه).
سأله القاضي – وقد عقد بين حاجبيه – فقال: (هل تعرف الأحكام الشرعية؟).
قال بهلول: (أعرف من الأحكام أكثر من المقدار اللازم).
قال القاضي: (هل غسلت ميتاً؟).
تبسم بهلول وقال: (هذا عمل أجدادي وأسلافي).
قال القاضي – بعد أن جمع يديه ورجليه -: (إذا غسلت ميتاً ووضعته في القبر ماذا تقول؟).
أجاب بهلول على البداهة: (أقول: هنيئاً لك متّ ولم يحضروك شاهداً عند القاضي).
تغيّر لون وجه القاضي بسماع ذلك من بهلول وترددت الكلمات على شفتيه، وأدرك أنه لا يتمكن من مواجهة
بهلول، فلم يكن له بد من قبول شهادته.
إعداد: سارة جعفر
تم نشره في المجلة العدد73
جاء رجل يوماً إلى دار القاضي في بغداد واشتكى عنده من رجلٍ ظلمه.
قال القاضي: (وما الذي حدث لك معه؟).
بدأ الرجل يقصّ على القاضي ما جرى له مع الذي ظلمه، فعلم القاضي أن الذي ظلم الرجل هو أحد أصدقائه.
وبعد أن علم القاضي أصل الدعوى قال في نفسه: (يا للمصيبة، وقع صديقي في الورطة).
فكر القاضي في وضع حلٍ مناسب يمكن بسببه أن ينصرف الرجل عن شكايته،
فسأل الرجل – بعد أن تم كلامه -: (هل هناك مَن يشهد على ما تقول؟).
قال الرجل: (نعم، لي شاهد على ذلك).
قال القاضي: (ومَن هو شاهدك ؟).
قال الرجل : (شاهدي على ذلك بهلول).
فزع القاضي من سماع اسم بهلول؛ لأنه كان يعرفه جيداً.
نعم أيّها الأصدقاء، لم يكن للقاضي بد من القبول في إحضار بهلول إلى المحكمة.
ولما ذهب الرجل في إثر بهلول، وبقي القاضي لوحده قال في نفسه: (إذا جاء بهلول سوف أسأله أسئلة لا ربط
لها بالدعوى حتى يضجر فينصرف).
وبعد ساعة حضر الرجل ومعه بهلول، فلما رآهما القاضي استوى جالساً وسعل قليلاً
ثم قال لبهلول: (هل تشهد لهذا الرجل على ما يدعيه؟).
نظر بهلول إلى القاضي وقال: (نعم).
فكر القاضي قليلاً ثم قال: (هل قرأت القرآن؟).
قال بهلول: (نعم، حفظت القرآن بأجمعه).
سأله القاضي – وقد عقد بين حاجبيه – فقال: (هل تعرف الأحكام الشرعية؟).
قال بهلول: (أعرف من الأحكام أكثر من المقدار اللازم).
قال القاضي: (هل غسلت ميتاً؟).
تبسم بهلول وقال: (هذا عمل أجدادي وأسلافي).
قال القاضي – بعد أن جمع يديه ورجليه -: (إذا غسلت ميتاً ووضعته في القبر ماذا تقول؟).
أجاب بهلول على البداهة: (أقول: هنيئاً لك متّ ولم يحضروك شاهداً عند القاضي).
تغيّر لون وجه القاضي بسماع ذلك من بهلول وترددت الكلمات على شفتيه، وأدرك أنه لا يتمكن من مواجهة
بهلول، فلم يكن له بد من قبول شهادته.
إعداد: سارة جعفر
تم نشره في المجلة العدد73
تعليق