إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

حين يغفل القلب أو يحتجب الهدف عن العين!

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • حين يغفل القلب أو يحتجب الهدف عن العين!

    بسم الله الرحمن الرحيم
    اللهم صل على محمد وآل محمد

    (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ )

    حين يغفل القلب أو يحتجب الهدف عن العين، ولو لفترة بسيطة فإن جهوداً كثيرة يمكن أن تذهب أدراج الرياح، وتصبح مجرد خسائر وأتعاب لا عوض لها.

    فمثلاً يمكن للصائم أن يصوم نهاره ويقوم ليله، فيكون في الأداء شبيها لغيره من الصائمين، لكنه في المحصلة قد لا يشبههم، مع أنه يتحمل ما يتحملون من الجوع والعطش والتعب، فيكون مصداقاً لحديث الرسول (صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم) «كم من صائم ليس له من صيامه إلا الجوع والعطش، وكم من قائم ليس له من قيامه إلا التعب والعناء».

    تصورات الإنسان ليس لها فائدة إن لم تكن دقيقة، وكل ما يندفع له جرّاء تلك التصورات التي قد لا تكون صائبة قد يكون عرضة للضياع والخسارة، وفي القرآن الكريم هناك إشارة تستدعي المزيد من التوقف والتأمل في حسابات الإنسان لتصوراته وتصرفاته ومأمولاته، كي لا يصاب بالحسرة والخيبة «قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالأَخْسَرِينَ أَعْمَالا، الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا». (سورة الكهف:104).

    هذا لا يعني التوقف وعدم المضي وضعف المبادرة، لكنه يعني تقليب الحسابات، وفرز اختلاطها، والبحث ما أمكن عن اليقين فيها، ثم التوكل على الله، بعد أن تنجلي الصورة وتتضح معالمها، حتى لا يكون الواحد منا في حسرة من أمره، لأنه حسب أنه يحسن صنعاً.

    من المهم للصائم أن يستحضر هدف الصوم، وأن يجد في تصحيح مساره اتجاه ذلك الهدف بالرجوع إلى أعماقه يومياً ليسأل نفسه، هل هو صائم أم مجرد ممسك عن الطعام لأنه يريد ذلك؟

    ومن المهم أن يسأل الصائم نفسه بعد كل يوم صيام، هل اقترب من الهدف، وأنجز شيئاً على صعيد نفسه وروحه وقلبه ووعيه الديني، أم أن الحالة الروتينية للصائمين تستهويه ويرى نفسه فيها أفضل من خارجها؟

    وإني لأتصور أننا إذا استطعنا الحركة في صيامنا بروحية الهدف والمبتغى، وكنا نسأل عن بعدنا وقربنا لهدفنا يومياً – طيلة هذا الشهر- فإننا سننجز الكثير في حياتنا كلها، لأننا سنكون أقرب لليقين، وأبعد من أولئك الذين «يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا».

    والأيه الشريفة تقول
    {يَآ أَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ}.

    إذاً.. الآية تبين أن الهدف من الصيام هو "التقوى" وهنا يمكن توجيه الإسلام للصبر والمعاناة في نهار الصيام وبتحويله مدرسة للتقوى.

    وعندما تكون التقوى هدف الصائم فإنها تحصن الفرد في الدنيا والآخرة وتجعل منه شخصاً مختلفاً يسعى نحو الكمال.. نحن نصوم في شهر رمضان لنثور على النفس المعاندة التي طالما تحكمت بأفعالنا على مدار العام وجاء الآن شهر الصيام ليروضها.
المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
حفظ-تلقائي
Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
x
يعمل...
X