تويت
بِسْمِ اللَّـهِ الرَّحْمَـٰنِ الرَّحِيمِ
اٰللـــٌٰـهٌمٓ صَلِّ عٓـلٰىٰ مُحَمَّدٍ وُاّلِ مُحَمَّدٍ
السَلآْمُ عَلْيُكّمٌ وٍرٍحَمُةّ الله وٍبُرٍكآتُهْ
اٰللـــٌٰـهٌمٓ صَلِّ عٓـلٰىٰ مُحَمَّدٍ وُاّلِ مُحَمَّدٍ
السَلآْمُ عَلْيُكّمٌ وٍرٍحَمُةّ الله وٍبُرٍكآتُهْ
قالَ المسيحُ (عَلَيْهِ السَّلَامُ): ( يا بَني إسرائيلَ، لَا تَكثروا الأكلَ، فإنَّهُ مَنْ أكَثرَ الأكلَ أكثرَ النَومَ، وَمَنْ أكثرَ النَومَ أقلَ الصَّلاةَ، ومَنْ أقلَ الصَّلاةَ كُتبَ مِنَ الغَافلينَ ) مِيزانُ الحِكمةِ - مُحَمَّدُ الرَيشَهري - ج ١ - الصفحة ٨٨
يُرِيدُ النَّبيُّ عيسى(عَلَيْهِ السَّلَامُ) بِهَذهِ المَوعِظةِ أنْ يَربِطَ بينَ أفْعَالِ الجَسدِ وآثَأرِهَا عَلَيهِ وَبَينَ القَلبِ الّذي هوَ مَركَزُ الشُعورِ وَالإدراكِ وَالأحَاسِيسِ وَالمَشَاعرِ وآثَارِها عَلَيهِ ، حَيثُ أنَّ الأكلَ وَهوَ فِعلٌ يَحتَاجُ إلِيهِ الجَسدُ لِغَرضِ دَيمُومَةِ الحَيَاةِ مِنْ خِلالِ هذَا الغِذاءِ ولَكنْ حَسبِ الموَازينِ التَكوينيَّةِ الإلَهيِّةِ لِقَولِهِ تَعَالَى في كِتَابِهِ الكَرِيمِ :{ وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا قَدْ أَفْلَحَ مَن زكَّاهَا وَقَدْ خَابَ مَن دَسَّاهَا } سُورةُ الشَّمسِ :7-10 ، وكَذَلِكَ بِحَسبِ الموَازينِ الشّرعِيِّةِ لِقَاعِدَةِ لاضَررَ وَلَا ضِرارَ في الإسلامِ ، وَلَا رَيبَ في أنَّ نَفىَ الضَررِ وَالضِرارِ في الجُملَةِ مِنَ الأمورِ الّتى يَستقلُّ بِها العَقلُ، وَيشهدُ لَهُ في مَقاماتٍ خَاصةٍ آياتٌ مِنَ الكِتابِ العَزيزِ مِنها : { لا تضار والدة بولدها } ورواياتٌ كثيرةٌ مِنهَا:-
(عَنْ عُقبَةِ بنَ خَالدٍ عَنْ أبى عَبدِ اللهِ(عَلَيْهِ السَّلَامُ): قَضَى رَسولُ اللهِ (صَلَّى اللهُ عَلَيِهِ وآلِهِ وسَلّم) بالشُفعَةِ بَينَ الشُركاءِ في الأرَضِينَ وَالمساكنِ وَقالَ: لَا ضررَ ولَا ضِرارَ وَقالَ: إذَا أُرِفَتِ الأرف وحُدتِ الحُدودُ فلَا شُفعةَ )رواه في الوَسائِل عَنِ الكَافي في البَابِ 5 مِنْ أبوابِ الشُفعةِ ، ص 34. فضلَا يُثقلُ البَطنَ بكثرةِ الأكلِ وَذلكَ لإنَّهُ يُؤدي في كَثيرٍ مِنَ الأحيَانِ إلى أمراضٍ في الجِهازِ الهَضميِّ ورُبَما تتأثرُ بقيَّةُ أجهِزةِ الجِسمِ وَينْقَضي وَطرٌ مِنِ العُمرِ في مراجعةِ الأطباءِ وتعاطي الكثيرَ منَ الأدويةِ لغرضِ الشِفاءِ مِمَا يؤدي إلى تَعَثُر القلبِ وَضُعفِ الإرَادَةِ الإيمانيَّةِ ، وهوَ مَا يَتَسَلسَلُ النَّبيُّ عيسى (عَلَيْهِ السَّلَامُ) في ذِكرِهِ فَأوَّلاً: كَثرَةُ الأكلِ وهذا يؤدي إلَى كَثرَةِ النومِ ثانياً لأنَّ الجسمَ يَثقُلُ بِهذهِ الكَثرَةِ فتأتي الإيعَازاتِ مِنَ الجِهازِ العَصَبيِّ بِالركونِ إلى النومِ لِوجودِ التَلازمِ بينَهما ، يقولُ المُتَخَصِصونَ بِالنظامِ الغَذائي : الشَّرَهُ المرَضي أو إضطرابُ نَهمِ الطَّعامِ هو إضطرابٌ خَطيرٌ في تناوُلِ الطَّعامِ تَتناوَلُ فِيِهِ كَمياتٍ كبيرةٍ مِنَ الطَّعامِ وتشعُرُ بِعدَمِ قُدرتِكَ عَلَى التَوقُّفِ عَنْ تناوُلِ الطَّعامِ ، يَكادُ الجَميعُ يُفرِطونَ في تَناولِ الطَّعامِ بِبعضِ المُناسَباتِ، كَتناولِهم وجباتِ طَعامٍ ثانيةً وثالثةً أيَّامَ العُطلاتِ. ولكنْ بالنسبةِ لِبعضِ الأشخاصِ الّذينَ يَصبحُ الإفراطَ في تناوُلِ الطَّعامِ وَعدمِ السَّيطرةِ عَليهِ بالنِّسبةِ لَهُم أمرًا عَاديًّا، فإنَّهم يَدخلونُ في الشَّرَهِ المَرضِي ، عِندمَا تَشعُرُ بالشَّرَهِ المرَضي أو إضطرابِ نَهَمِ الطَّعامِ، قَدْ تَشُعرُ بالحرَجِ مِنْ تَناوُلكَ كميَّاتٍ كَبيرةٍ مِنَ الطَّعامِ وتَأخذُ عَهدًا عَلَى نَفسِكَ بِالتوقُّفِ ، لكنَّكَ تَشعُرُ بالإكراهِ لدرجةِ أنَّكَ لا تستطيعُ مُقاومةَ الرغبةَ في تناوُلِ الطَّعامِ وتستمرُّ في الشَّرَهِ المرَضي، إذا كُنتَ تشعُرُ بالشَّرَهِ المرَضي، فإنَّ تناوُلَ الأدويةِ قَدْ يكونُ مُفيدًا.
تَشملُ العواملُ الّتي قَدْ تَزيدُ مِنْ خَطَرِ الإصابَةِ باضطرابِ نَهمِ الطَّعامِ مَا يأتي:
- تاريخُ العائلةِ. يُمكن أنْ تُصبحُ أكثرَ عُرضةً للإصابةِ باضطرابِ نَهمِ الطَّعامِ إذا كانَ والداكَ أو إخوتُكَ لَديهم (أو كان لديهم) اضطرابُ الأكلِ ، وهذا قَدْ يُؤكدُ أنَّ الجيناتِ الوراثيَّةِ تؤدي لِزيادةِ خَطرَ الإصابةِ باضطرابِ الأكلِ.
- إتباعُ نظامٍ غَذائي. لَدى الكثيرُ مِنَ الأشخاصِ المُصابينَ باضطرابِ نَهمِ الطَّعامِ تاريخٌ مرَضي مِنْ اضطرابِ النِظامِ الغذائي ، قَدْ يؤدي اتباعِ نظامٍ غذائيٍ أو تقييدِ السعراتِ الحراريَّةِ أثناءَ اليومِ إلى تحفيزِ الرَغبَةِ في تَناولِ الطَّعامِ بِنَهمٍ، وخصوصًا إذا كُنتَ تَشعُرُ بأعراضِ الاكتئاب.
- المُشكلاتِ النَّفسيَّةِ. يَشعرُ العديدُ مِنَ الأشخاصِ المُصابينَ باضطرابِ نَهمِ الطَّعامِ بالسلبيَّةِ بشأنِ أنفسِهِم ومهاراتِهم وإنجازاتِهم. تَشملُ محفزاتِ تناولِ الطَّعامِ بِنَهَمٍ الضغطَ النَّفسيَ وتكوينَ صُورةً سيئةً عَنِ الجِسمِ وتَوفُّرَ الأطَّعمةِ المُفضلةِ.
(سُئِلَ الإمام جعفر بن محمد الصادق(عَلَيْهِ السَّلَامُ): مَا بَالُ الزَّانِي لَا تُسَمِّيهِ كَافِراً وَ تَارِكُ الصَّلَاةِ قَدْ سَمَّيْتَهُ كَافِراً وَ مَا الْحُجَّةُ فِي ذَلِكَ ؟
فَقَالَ(عَلَيْهِ السَّلَامُ): لِأَنَّ الزَّانِيَ وَ مَا أَشْبَهَهُ إِنَّمَا يَفْعَلُ ذَلِكَ لِمَكَانِ الشَّهْوَةِ لِأَنَّهَا تَغْلِبُهُ وَ تَارِكُ الصَّلَاةِ لَا يَتْرُكُهَا إِلَّا اسْتِخْفَافاً بِهَا وَ ذَلِكَ لِأَنَّكَ لَا تَجِدُ الزَّانِيَ يَأْتِي الْمَرْأَةَ إِلَّا وَ هُوَ مُسْتَلِذٌّ لِإِتْيَانِهِ إِيَّاهَا قَاصِداً إِلَيْهَا وَ كُلُّ مَنْ تَرَكَ الصَّلَاةَ قَاصِداً إِلَيْهَا فَلَيْسَ يَكُونُ قَصْدُهُ لِتَرْكِهَا اللَّذَّةَ فَإِذَا نُفِيَتِ اللَّذَّةُ وَقَعَ الِاسْتِخْفَافُ وَ إِذَا وَقَعَ الِاسْتِخْفَافُ وَقَعَ الْكُفْرُ ). الكافي : 2 / 386 ، رابِعاً: وهكذا يَعيشُ الإنسانُ في غفلَةٍ لِقَولِهِ تَعَالى:{ وَأَنْذِرْهُمْ يَوْمَ الْحَسْرَةِ إِذْ قُضِيَ الْأَمْرُ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ }سُورةُ مريمَ آية 39.
لِذا إيُّها الأحبةُ إنتبهوا ولَا تكونوا بِمثلِ هذهِ الغَفلةِ خصوصاً في شهرِ الرَّحمةِ فَفيه تُصَفى النُّفوس مِنْ كلِّ كَدرٍ ومِنها كَثرةُ الأكلِ ، إنتهى . ولَكُم قَبولُ الأعمَالِ .
تعليق