بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد
إن السورة المباركة وهي قوله تعالى: ﴿إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ «1»﴾ تشرح لنا معالم هذه الليلة، ومعالم هذه الليلة أهمها ثلاثة:
المعلم الأول: أنها ليلة القرآن.
قال تعالى: ﴿إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُبَارَكَةٍ﴾ [الدخان: 3] وقال: ﴿إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ «1»﴾ ونلاحظ أن القرآن الكريم تارة يعبر ب «أنزل» وأخرى يعبر ب «نزَّل»، فإذا عبَّر ب «أنزل» ﴿إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ ﴾ فالمقصود هو نزول القرآن بكامله دفعة واحدة على قلب النبي
، كما قال تعالى: ﴿وَإِنَّهُ لَتَنْزِيلُ رَبِّ الْعَالَمِينَ «192» نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ «193»﴾ [الشعراء: 192 - 193].
وإذا عبَّر ب «نزَّل» كما في قوله تعالى: ﴿وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَانًا لِكُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ﴾ [النحل: 89]، وقال: ﴿إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ﴾ [الحجر: 9] فالتنزيل هنا عبارة عن نزول القرآن نجوماً تدريجاً على شكل آيات وسور لمدة ثلاث وعشرين سنة.
وهذا يعني أن القرآن الكريم نزل مرتين، نزل مرة بأكمله على قلب النبي
وذلك قد تم في ليلة القدر، ومرة أخرى نزل بشكل تدريجي ومقطع إلى سور وآيات لمدة ثلاث وعشرين سنة، فالمعلم الأول من معالم ليلة القدر أنها ليلة القرآن، الليلة التي أفيض فيها نور السماء على الأرض من خلال القرآن الكريم.
المعلم الثاني: أنها ليلة التقدير.
قال تعالى: ﴿إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ ﴾ وهناك ثلاثة معاني لليلة القدر:
وقد ورد عن الإمام الصادق
أن ليلة التاسع عشر هي ليلة التقدير، وليلة الواحد والعشرين هي ليلة القضاء، وليلة الثالث والعشرين هي ليلة الإمضاء، ولتوضيح الفرق بين هذه الليالي الثلاث نُمثل بالجنين الذي في بطن أمه، فحتى تكتمل حياته يحتاج إلى مراحل ثلاث: تقدير، وقضاء، وإمضاء.
فقبل أن تعلق نطفته بجدار الرحم تبدأ مرحلة التقدير بمعنى أن الله تبارك وتعالى يرسم لملائكته خارطة هذا الإنسان وقت ولادته، وقت وفاته، رزقه، عمره، ملامح عقله، ملامح جسده، كل ذلك يُرسم قبل أن تعلق نطفته بجدار رحم أمه.
والمرحلة الثانية مرحلة القضاء، عندما يلتقي الذكر بالأنثى وتلقح البويضة وتعلق بجدار الرحم تكون قد بدأت مرحلة القضاء، لأن القضاء عبارة عن إعداد أسباب الوجود، وهذه المقدمات هي إعداد لأسباب الوجود.
في المرحلة الثالثة كمن جنين لا يبقى حياً في بطن أمه لوجود بعض الموانع أو العوائق، إذن المرحلة الثالثة ألا وهي مرحلة الإمضاء عبارة عن إزالة الموانع والعوائق أمام اكتمال الحياة ومسيرتها.
كذلك الإنسان يمر بمراحل ثلاث: تقدير، قضاء، وإمضاء، فلو أن الإنسان أذنب في ليلة التاسع عشر ولم يتب تبقى له فرصة ومهلة إلى ليلة الواحد والعشرين لأن الأمر بعد لم يمضى لأنه ما زال في مرحلة التقدير، ولو أن الإنسان في ليلة الواحد والعشرين ارتكب المعصية ولم يتب فأمامه فرصة للتوبة والإنابة وهي ليلة الثالث والعشرين.
ليلة الثالث والعشرين لأنها ليلة الإمضاء وهي ليلة الحسم والقرار النهائي فلابد أن يكون فيها الإنسان خالصاً مخلصاً تائباً منيباً حتى تمضي تلك الليلة وهو في سلام وأمن من العقوبة وفي أمن من التبعة.
المعلم الثالث: أنها ليلة السلام والرحمة.
قال تعالى: ﴿تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ «4» سَلَامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ «5»﴾ كلها رحمة وسلام، كلها أمن، وقد ورد في الرواية أن الله يغل أيدي الشياطين عن الوصول إلى البشر في هذه الليلة لئلا يعبثوا في إيمانهم وصلاحهم، فهي ليلة سلام ورحمة، هي ليلة أمن وأمان.
اللهم صل على محمد وآل محمد
إن السورة المباركة وهي قوله تعالى: ﴿إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ «1»﴾ تشرح لنا معالم هذه الليلة، ومعالم هذه الليلة أهمها ثلاثة:
المعلم الأول: أنها ليلة القرآن.
قال تعالى: ﴿إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُبَارَكَةٍ﴾ [الدخان: 3] وقال: ﴿إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ «1»﴾ ونلاحظ أن القرآن الكريم تارة يعبر ب «أنزل» وأخرى يعبر ب «نزَّل»، فإذا عبَّر ب «أنزل» ﴿إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ ﴾ فالمقصود هو نزول القرآن بكامله دفعة واحدة على قلب النبي

وإذا عبَّر ب «نزَّل» كما في قوله تعالى: ﴿وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَانًا لِكُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ﴾ [النحل: 89]، وقال: ﴿إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ﴾ [الحجر: 9] فالتنزيل هنا عبارة عن نزول القرآن نجوماً تدريجاً على شكل آيات وسور لمدة ثلاث وعشرين سنة.
وهذا يعني أن القرآن الكريم نزل مرتين، نزل مرة بأكمله على قلب النبي

المعلم الثاني: أنها ليلة التقدير.
قال تعالى: ﴿إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ ﴾ وهناك ثلاثة معاني لليلة القدر:
- المعنى الأول: ليلة القدر من القدر بمعنى الشأن؛ لأنها ليلة عظيمة الشأن والقدر، جليلة القدر عند الله فسميت ليلة القدر.
- المعنى الثاني: القدر بمعنى الضيق؛ لأن الأرض تضيق بملائكة الرحمة الذين يهبطون هذه الليلة عليها، فسميت بليلة القدر من خلال ضيقها لما تنزل عليها من الملائكة.
- المعنى الثالث: أن المراد بالقدر هو التقدير، كما في قوله تعالى: ﴿إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ﴾ [القمر: 49]، وقال تعالى: ﴿وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا عِنْدَنَا خَزَائِنُهُ وَمَا نُنَزِّلُهُ إِلَّا بِقَدَرٍ مَعْلُومٍ﴾ [الحجر: 21] فهي ليلة وضع الأقدار لذلك سميت بليلة القدر.
وقد ورد عن الإمام الصادق

فقبل أن تعلق نطفته بجدار الرحم تبدأ مرحلة التقدير بمعنى أن الله تبارك وتعالى يرسم لملائكته خارطة هذا الإنسان وقت ولادته، وقت وفاته، رزقه، عمره، ملامح عقله، ملامح جسده، كل ذلك يُرسم قبل أن تعلق نطفته بجدار رحم أمه.
والمرحلة الثانية مرحلة القضاء، عندما يلتقي الذكر بالأنثى وتلقح البويضة وتعلق بجدار الرحم تكون قد بدأت مرحلة القضاء، لأن القضاء عبارة عن إعداد أسباب الوجود، وهذه المقدمات هي إعداد لأسباب الوجود.
في المرحلة الثالثة كمن جنين لا يبقى حياً في بطن أمه لوجود بعض الموانع أو العوائق، إذن المرحلة الثالثة ألا وهي مرحلة الإمضاء عبارة عن إزالة الموانع والعوائق أمام اكتمال الحياة ومسيرتها.
كذلك الإنسان يمر بمراحل ثلاث: تقدير، قضاء، وإمضاء، فلو أن الإنسان أذنب في ليلة التاسع عشر ولم يتب تبقى له فرصة ومهلة إلى ليلة الواحد والعشرين لأن الأمر بعد لم يمضى لأنه ما زال في مرحلة التقدير، ولو أن الإنسان في ليلة الواحد والعشرين ارتكب المعصية ولم يتب فأمامه فرصة للتوبة والإنابة وهي ليلة الثالث والعشرين.
ليلة الثالث والعشرين لأنها ليلة الإمضاء وهي ليلة الحسم والقرار النهائي فلابد أن يكون فيها الإنسان خالصاً مخلصاً تائباً منيباً حتى تمضي تلك الليلة وهو في سلام وأمن من العقوبة وفي أمن من التبعة.
المعلم الثالث: أنها ليلة السلام والرحمة.
قال تعالى: ﴿تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ «4» سَلَامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ «5»﴾ كلها رحمة وسلام، كلها أمن، وقد ورد في الرواية أن الله يغل أيدي الشياطين عن الوصول إلى البشر في هذه الليلة لئلا يعبثوا في إيمانهم وصلاحهم، فهي ليلة سلام ورحمة، هي ليلة أمن وأمان.