إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

كلام في معنى الإخوة

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • كلام في معنى الإخوة

    كلام في معنى الإخوة

    اعلم أن قوله : ( إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ ) الحجرات : 10 ، جعل تشريعي لنسبة الأخوة بين المؤمنين لها آثار شرعية وحقوق مجعولة .وقد تقدم في بعض المباحث المتقدمة أن من الأبوة والبنوة والأخوة وسائر أنواع القرابة ما هو اعتباري مجعول ، يعتبره الشرائع والقوانين لترتيب آثار خاصة عليه ، كالوراثة ، والإنفاق ، وحرمة الازدواج وغير ذلك ، ومنها ما هو طبيعي بالانتهاء إلى صلب واحد أو رحم واحدة أو هما .والاعتباري من القرابة غير الطبيعي منها فربما يجتمعان كالأخوين المتولدين بين الرجل والمرأة عن نكاح مشروع ، وربما يختلفان كالولد الطبيعي المتولد من زنا ، فإنه ليس ولداً في الإسلام ، ولا يلحق بمولده وإن كان ولداً طبيعياً ، وكالداعي الذي هو ولد في بعض القوانين وليس بولد طبيعي .واعتبار المعنى الاعتباري وإن كان لغرض ترتيب آثار حقيقته عليه كما يؤخذ أحد القوم رأساً لهم ليكون نسبته إليهم نسبة الرأس إلى البدن ، فيدبر أمر المجتمع ويحكم بينهم وفيهم كما يحكم الرأس على البدن .لكن لما كان الاعتبار لمصلحة مقتضية كان تابعاً للمصلحة ، فإن اقتضت ترتيب جميع آثار الحقيقة ترتبت عليه جميعاً ، وإن اقتضت بعضها كان المترتب على الموضوع الاعتباري ذلك البعض .كما أن القراءة مثلاً جزء من الصلاة ، والجزء الحقيقي ينتفي بانتفائه الكل مطلقاً ، لكن القراءة لا ينتفي بانتفائها الصلاة إذا كان ذلك سهواً ، وإنما تبطل الصلاة إذا تركت عمداً .ولذلك أيضا ربما اختلفت آثار معنى اعتباري بحسب الموارد المختلفة ، كجزئية الركوع حيث تبطل الصلاة بزيادته ونقيصته عمداً وسهواً ، بخلاف جزئية القراءة كما تقدم .فمن الجائز أن يختلف الآثار المترتبة على معنى اعتباري بحسب الموارد المختلفة ، لكن لا تترتب الآثار الاعتبارية إلا على موضوع اعتباري ، كالإنسان يتصرف في ماله لكن لا بما أنه إنسان ، بل بما أنه مالك .والأخ يرث أخاه في الإسلام لا لأنه أخ طبيعي يشارك الميت في الوالد أو الوالدة أو فيهما - فولد الزنا كذلك ولا يرث أخاه الطبيعي - ، بل يرثه لأنه أخ في الشريعة الإسلامية .والأخوة من هذا القبيل ، فمنها أخوة طبيعية لا أثر لها في الشرائع والقوانين ، وهي اشتراك إنسانين في أب أو أم أو فيهما .ومنها أخوة اعتبارية لها آثار اعتبارية ، وهي في الإسلام أخوة نسبية لها آثار في النكاح والإرث .وأخوة رضاعية لها آثار في النكاح دون الإرث ، وأخوة دينية لها آثار اجتماعية ولا أثر لها في النكاح والإرث .وسيجيء قول الإمام الصادق ( عليه السلام ) : ( المُؤْمِنُ أخُو المُؤْمِن ، عَيْنُه ودَلِيلُه ، لا يَخُونُه ، ولا يَظْلمُه ، ولا يغشُّه ، ولا يَعِدهُ عِدَةً فَيُخْلِفهُ ) .وقد خفي هذا المعنى على بعض المفسرين ، فأخذ إطلاق الأخوة في كلامه تعالى على المؤمنين إطلاقاً مجازياً ، من باب الاستعارة بتشبيه الاشتراك في الإيمان بالمشاركة في أصل التوالد ، لأن كلاًّ منهما أصل للبقاء .إذ التوالد منشأ الحياة ، والإيمان منشأ البقاء الأبدي في الجنان ، وقيل : هو من باب التشبيه البليغ من حيث انتسابهم إلى أصل واحد ، هو الإيمان الموجب للبقاء الأبدي .
    المصدر: تفسير الميزان 18/315.

    sigpic
المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
حفظ-تلقائي
Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
x
يعمل...
X