إذا أردنا أن نُعرّف شيئاً علينا أوّلاً :
أن نحصل على تعريفه السّليم والصّحيح ..!
السؤال الذي يُثار في أذهاننا:
ما هو تعريفُ شهر رمضان ،حتّى نتهيأ له التّهيؤ المُناسب..؟؟!
وللإجابة عن هذا السّؤال .. سنذهب مُباشرة إلى الكلمات المعصوميّة الشّريفة فهي الّتي تُعرّف لنـا هذا الشّهر الكريم :
- يقول خاتم الأنبياء "صلّى الله عليه وآله" في خُطبتهِ الّتي خطبها في آخر جمعة منْ شهر شعبان المُعظّم ليُهيء النّاس لاستقبال شهْر رمضان ، يقول:
( هُوَ شَهْرٌ دُعِيتُمْ فِيهِ إِلَى ضِيَافَةِ اَللَّهِ وَ جُعِلْتُمْ فِيهِ مِنْ أَهْلِ كَرَامَةِ اَللَّهِ .. )
- هذا هو تعريف شهر رمضان ..
(هو شهرُ ضيافةٍ ودعوةٍ إلى مأدبةٍ كبيرة وواسعة )
ونحن حينما نُدعى إلى ضيافة وإلى مأدبة ، أوّل شيء لابُدّ أن نعرف مَن هو الدّاعي..؟! مَن هو صاحب الدّعوة..؟
وكذلكَ أن نعرف عنوان الدّعوة :
[( لأيّ شيء أُقيمتْ هذه الدّعوة )] ..؟!!
وحتّى نعرف الإجابة عن هذهِ التّساؤلات ، فلنذهب إلى القرآن_الكريم ، ولنتأمّل قليلاً في هذه الآية المُباركة :
« يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ »
- ركزوا في الآية جيداً فإنّ فيها كلمة : « إِذَا دَعَاكُمْ »
إذن عنوان الدّعوة في الآية الكريمة هو (الحياة )..
والخُطبة الشّريفة لخاتم الأنبياء "صلواتُ اللهِ وسلامهُ عليه" استعملتْ نفس التّعبير فقالت :
( هُوَ شَهْرٌ دُعِيتُمْ فِيهِ ) ، فهو نفس تعبير الآية الكريمة .
فإذن عنوان الدّعوة هو:
الحياة ، فنحن بالفعل أموات ، و هذه الدعوة في هذا الشهر الكريم هي لإحيائنا..!
أمَّا إذا أردنا أن نعرف الدّاعي من هو..؟!
فلنتأمّل أيضاً في الآية الكريمة فهي تقول
« اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ »
إذن الدّاعي هو الله تعالى و رسوله ، وهذه الدّعوة وهذه المأدبة مُستمرّة إلى يومنا هذا في أنوار #أهل_البيت الطّاهرة "عليهم السّلام" ، والدّليل على ذلك أننا نقرأ في #زيارة_سيد_الشهداء "عليه السّلام" الشّعبانيّة:
( لَبَّيْكَ داعِيَ اللهِ، إِنْ كانَ لَمْ يُجِبْكَ بَدَنِي عِنْدَ اسْتِغاثَتِكَ وَلِسانِي عِنْدَ اسْتِنْصارِكَ فَقَدْ أَجابَكَ قَلْبِي وَسَمْعِي وَبَصَرِي )
إذن الدّعوة هي : دعوة الحياة
والدّاعي هم آل محمّد "صلواتُ الله عليهم" ، فهم خُلفاء الله تعالى ، وهم دُعاة الله لهذه الضّيافة.
وفي زماننا اليوم : الدّاعي إلى هذه الضّيافة وإلى هذه المأدبة هو : بقية العترة وخلاصة الزهراء "عليها السّلام" : هو إمامُ زماننا الحجة بن الحسن "عليه السّلام" ..
فهو "صلوات الله عليه" : داعي الله تعالى ..
ألسنا نخاطبه "صلوات الله وسلامه عليه" في زيارة آل ياسين :
[ اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا داعِيَ اللهِ وَرَبّانِيَ آياتِهِ ] ؟!
- ركزوا جيداً في كلمة : « داعِيَ اللهِ »
فإمام زماننا "صلوات الله وسلامهُ عليه" هو الدّاعي لهذه المأدبة العظيمة الواسعة..
وأمّــا إجابتنا لهذه الدّعوة ، كيف تتحقق ..؟!
هذا السؤال نجد جواباً له في نفس زيارة سيد_الشهداء عليه السلام الشعبانية حين تقول الزيارة الشريفة:
( فَقَدْ أَجابَكَ قَلْبِي وَسَمْعِي وَبَصَرِي )
- إذن إجابة الدعوة تتحقق بثلاثة أشياء:
الإجابة تكون بالقلب والسّمع والبصر ،
أجابك قلبي وسمعي وبصري ..
والمراد من : « أَجابَكَ قَلْبِي وَسَمْعِي وَبَصَرِي » هو التّفاعل والاندماج مع آل_محمّد صلوات الله وسلامه عليهم،
وفي زماننا اليوم : التّفاعل والاندماج مع إمام زماننا "صلوات الله عليه " ،فهو صاحب الضيافة "صلوات الله وسلامه عليه"..
كما أشرنا إلى ذلك في زيارة آل ياسين الشّريفة:
( اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا داعِيَ اللهِ )
وكما قُلنا أيضاً أنّ هذهِ الدّعوة هي دعوة ( الحياة ) ،
دعوةٌ يوجهها لنا إمام زماننا لنقترب منه في هذا الشهر المعظم المقدس ، فنحن أموات وإمام زماننا هو الذي يبعث فينا الحياة ..!
- ألسنا نقرأ في دعاء الندبة الشريف:
( اَيْنَ مُحْيي مَعالِمِ الدّينِ وَاَهْلِهِ )
فهذا تأكيد آخر أنّ الإمام_الحجّة عليه السّلام هو صاحب دعوة الحياة ، وأنّ أهل الدّين هم موتى من دون الإمام الحجّة "صلوات الله عليه" ، فهو الّذي يُحيي الدّين وأهل الدّين صلوات الله وسلامه عليه، فهو صاحب الدعوة إلى مائدة الحياة .
-------------------
منقول
تعليق