اللهم صل على محمد وآل محمد
لقد اكتشف النفط منذ القدم، ويعود تأريخ استخدامه لأكثر من ٢٠٠٠ عام، لكن تقنين العمل فيه وتطوير صناعته يعود الى العصر العباسي الاول. لهذا تجدر الاشارة الى ان المسلمين اول من استثمر النفط بصورة تجارية وجعلوا له قوانين ووزارة خاصة في حدود سنة ٨٣٠ ميلادية، مقرها بغداد، خلال حكم الخليفة المعتصم بالله، اي قبل اكثر من ١٠٠٠ عام من اكتشاف النفط في الولايات المتحدة الامريكية (في ولاية بنسلفينيا) سنة ١٨٥٩ ميلادية.
نظراً لانتشار “القيارات” و”النفاطات” في العصر العباسي الاول وتوسع دائرة الاستثمار في القطاع النفطي، قام الخليفة المعتصم بالله بتعيين “والي” للنفاطات لتنظيم أمرها والإشراف عليها، كانت وظيفته بمثابة وزير النفط في عصرنا الحالي، لكن دون التزامات تجاهة "منظة أوبك" أو ضوابط بيع النفط بـ "الدولار".
فيما يلي بعض الأبيات الشعرية التي وردت في “ربيع الأبرار” للزمخشري، كما ذكرها البيهقي في “المحاسن والمساوئ” تحت باب “مساوئ الولايات”. كتب عبد الصمد المعذّل إلى صديق له وليَ النفّاطات فأظهر تيهاً وتجبراً:
لعمري لقد أظهرت تيهاً كأنما
تولّيت للفضل بن مروان عُكْبرا
وما كنت أخشى لو وليت مكانةً
عليَّ أبا العباس أنْ تتغّيرا
لحفظ عيون النفط أحدثت نخوة
فكيف به لو كان مسكاً وعنبرا
دع الكبرَ واستبق التواضع إنه
قبيح بوالي النَفطِ أنْ يتكبرا
الطريف في الامر وبعد مرور قرون عديدة، عادت بغداد الى الواجهة في صناعة النفط بعد انبثاق منظمة اوبك منها في العام ١٩٦٠، حيث اجتمع فيها وانطلق منها وزراء الدول المنتجة والمصدرة للنفط الخام.