الذي انتقل عبر هؤلاء الأوصياء والحجج هي مواثيق النبوة وعهود الوصايا فجميع الصحف التي نزلت من السماء والمواثيق التي أخذت على الأنبياء تناقلت من يد إلى يد ومن جيل إلى جيل من آدم ونوح إلى النبي إلى الحسين، لذا ورد عن الإمام الصادق : (لا يكون الإمام منا إمامًا حتى يرث مواثيق الأنبياء وعهود الأوصياء). و كذلك الزهراء احتجت على القوم بظاهر لفظ الميراث ومظاهر لفظ الإرث في القرآن الكريم هي:﴿يَرِثُنِي وَيَرِثُ مِنْ آلِ يَعْقُوبَ،﴾ ﴿وَوَرِثَ سُلَيْمَانُ دَاوُودَ ۖ وَقَالَ يَا أَيُّهَا النَّاسُ عُلِّمْنَا مَنْطِقَ الطَّيْرِ وَأُوتِينَا مِنْ كُلِّ شَيْء﴾ٍ. والنتيجة الحسين وارث الانبياء والمرسلين وعلى رأسهم النبي الخاتم صلى الله عليه واله، والأوصياء والذي اثبت هذه الوراثة وهذه الميزة القرآن الكريم قال تعالى: (واطيعوا الله واطيعوا الرسول واولي الامر منكم)،هذا أولاً. وثانيا الرسول الاكرم محمد صلى الله عليه واله بقوله: (حسين مني وانا من حسين). فالذي يريد ان يخطو بخطى الانبياء عليهم السلام لابد ان يجعل من الحسين قدوة في حياته العملية لما عنده مما جاءت به الانبياء عليهم السلام والأمين على حفظ الرسالات والدفاع عنها من كان مؤهلاً لذلك كما في الحسين وقيام الحسين قيام جميع الانبياء وحركته حركتهم وهي نتيجة لتلك الجهود التي بذلوها في سبيل التوحيد ومن جابهه امتداد للطغاة الذين وقفوا بوجه الانبياء وماحدث في كربلاء هو دورة من دورات الصراع بين الحق الذي مثله الحسين والباطل الذي مثله اعداء الحسين ومأساة الانبياء ورثها الحسين عليه السلام في كربلاء.
فتحصل مما يستشف من هذا الحديث بيان منزلة الحسين على لسان جده الذي لاينطق عن الهوى ان هو إلا وحي يوحى.
تعليق