نقول: يمكن اثبات شرعية هذه الثقافة بطرق:
أولًا: اللعن مبدأ استقي من القرآن الكريم في قوله تعالى: (إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ)، وقوله تعالى: (لعن الذين كفروا من بني اسرائيل على لسان داود وعيسى ابن مريم)، وقد ورد في الكتب الحديثية قوله عليه السلام: من آذى النبي فهو ملعون في كتاب الله بلعن من الله تبارك وتعالى في الدنيا والآخرة.
ثانيًا: هناك فرق كما يقول علماؤنا بين اللعن والسُباب، السباب هو نوع من الاعتداء لذلك لا يجوز خطاب المسلم به لأنه اعتداء عليه أما اللعن فهو دعاء للطرد من رحمة الله.
ثالثًا: اللعن له دوافع فإذا كان الدافع للعن الظالم وإظهار البراءة للظلمة ورفضه لظلمه وطغيانه وتجاوزه فهذا أسلوب حضاري مثلًا عندي صديق يقترف الرذائل والقبائح أخاطبه بأنني بريء من ذنوبه ومعاصيه ورذائله، أما إذا كان للتشفي فهذا أسلوب غير حضاري.
إذن اللعن في هذه النصوص مظهر للبراءة والرفض وثقافة قرآنية أُسست من أجل تربية الإنسان المسلم. ونحن نعلم بان من اوليات الفرد المسلم اقتدائه بقرآنه الصامت ما بين الدفتين وقرآنه الناطق إمامه الذي يقتدي به.
تعليق