بسم الله الرحمن الرحيم
هو عبد الرحمن بن عبد الله بن الكدن بن أرحب بن دعام بن مالك بن معاوية بن صعب بن رومان بن بكير الهمداني الأرحبي، وبنو أرحب بطن من همدان كان عبد الرحمن وجها تابعياً شجاعاً مقداماً.قال أبو مخنف: ولما دعا الحسين مسلما وسرحه قبله إلى الكوفة سرح معه قيساً وعبد الرحمن وعمارة بن عبيد السلولي[1]. وكان من جملة الوفود، ثم عاد عبد الرحمن إليه فكان من جملة أصحابه، حتى إذا كان اليوم العاشر ورأى الحال استأذن في القتال، فأذن له الحسين (عليه السلام) فتقدم يضرب بسيفه في القوم وهو يقول: صبرا على الأسياف والأسنة صبرا عليها لدخول الجنة ولم يزل يقاتل حتى قتل، رضوان الله عليه.
سيف بن الحرث بن سريع بن جابر الهمداني الجابري ومالك بن عبد الله بن سريع بن جابر الهمداني الجابري:
وبنو جابر بطن من همدان. كان سيف ومالك الجابريان ابني عم وأخوين لأم جاء إلى الحسين (عليه السلام) ومعهما شبيب مولاهما فدخلا في عسكره وانضما إليه. قالوا: فلما رأيا الحسين (عليه السلام) في اليوم العاشر بتلك الحال، جاءا إليه وهما يبكيان، فقال لهما الحسين (عليه السلام): " أي ابني أخوي ما يبكيكما ؟ فوالله إني لأرجو أن تكونا بعد ساعة قريري العين "، فقالا: جعلنا الله فداك، لا والله ما على أنفسنا نبكي، ولكن نبكي عليك نراك قد أحيط بك ولا نقدر على أن نمنعك بأكثر من أنفسنا، فقال الحسين (عليه السلام): " جزاكما الله يا ابني أخوي عن وجدكما من ذلك ومواساتكما إياي أحسن جزاء المتقين "[2].
[1] تاريخ الطبري: 3 / 277.
[2] الكامل: 4 / 72.