بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وسهل مخرجهم
وصل اللهم على فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها عدد ماأحاط به علمك
وعجل فرج يوسفها الغائب ونجمها الثاقب واجعلنا من خلص شيعته ومنتظريه وأحبابه يا الله
السلام على بقية الله في البلاد وحجته على سائر العباد ورحمة الله وبركاته
ضرب أشقى الآخرين إبن ملجم الإمام علي عليه السلام صبيحة اليوم التاسع عشر من شهر رمضان , وغادر الإمام إلى الرفيق الأعلى يوم الحادي والعشرين منه .
وإخبار النبي محمد صلى الله عليه وآله عن المغيبات من الشواهد على نبوته، خاصة وأنها إستمرت في تحقيق مصاديقها إلى سنوات عديدة بعد إنتقاله إلى الرفيق الأعلى وتستمر إلى زمان خروج الإمام المهدي عليه السلام وقيام الساعة، ومنها قوله لعلي عليه السلام: ألا أخبرك بأشقى الناس؟ قال نعم، قال: عاقر ثمود والذي يخضب هذه من هذه , ووضع يده على هامته ولحيته، فجاءت ضربة إبن ملجم على رأسه.
وروي الحديث عن صهيب (انظر البداية والنهاية 7/314).
وعن جابر بن سمرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لعلي: من أشقى الأولين؟ قال: عاقر الناقة، قال: فمن أشقى الآخرين؟ قال: الله ورسوله أعلم، قال: قاتلك)(تأريخ بغداد 1/61 ).
ولا تعارض بين الروايتين، ويفيد الجمع بينهما تكرار إخبار النبي صلى الله عليه وآله وسلم للأمر لتأكيد صدقه ولسماع أكثر عدد من المسلمين له، ولعظيم المصيبة بقتل علي عليه السلام، وكان الإمام يستحضر هذا الأمر .
وعن زيد بن وهب قال: جاءت الخوارج إلى علي فقالوا له اتق الله فانك ميت قال لا والذي فلق الحبة وبرأ النسمة ولكن مقتول من ضربه على هذه تخضب هذه واشار بيده إلى لحيته عهد معهود وقضى مقضى وقد خاب من افترى)( البداية والنهاية 7/334).
وأستشهد الإمام علي عليه السلام في اليوم الحادي والعشرين من شهر رمضان سنة أربعين للهجرة , وكانت خلافته خمس سنين إلا ثلاثة أشهر، وكان عمره ثلاثاً وستين سنة. وفي كيفية وموضع قتله في مسجد الكوفة تعييناً بالإجماع وجوه :
الأول : قُتل الإمام وهو في طريقه إلى مسجد صلاته لأداء صلاة الصبح، إذ ورد عن الحسن بن علي عليه السلام يوم قتل الإمام عليه السلام قال: خرجت البارحة وأبي يصلي في مسجد داره فقال لي: يا بني إني بت أوقظ أهلي لأنها ليلة الجمعة صبيحة بدر، فملكتني عيناي فنمت فسنح لي رسول الله، صلى الله عليه وآله وسلم، فقلت: يا رسول الله ماذا لقيت من أمتك من الأود واللدد؟ قال: والأود العوج، واللدد الخصومات - فقال لي: ادع عليهم. فقلت: اللهم أبدلني بهم من هو خير منهم، وأبدلهم بي من هو شر مني! فجاء ابن النباج فآذنه بالصلاة، فخرج وخرجت خلفه، فضربه ابن ملجم فقتله؛ وكان عليه السلام ، إذا رأى ابن ملجم قبلها يقول:
أريد حياته ويريد قتلي ... عذيرك من خليك من مراد)(الكامل في التأريخ 3/101 ).
الثاني : ضُرب الإمام عليه السلام مقابل السُدة التي يخرج منها عليه السلام , قال إبن الجوزي: كان السبب في قتله أن عبد الرحمن بن ملجم، والبرك بن عبد الله، وعمرو بن بكر التميمي اجتمعوا فتذاكروا أمر الناس وعابوا عمل ولاتهم، ثم ذكروا أمر النهروان فترحموا عليهم، وقالوا: والله ما نصنع بالبقاء بعدهم شيئا، كانوا لا يخافون في الله لومة لائم، فلو شرينا أنفسنا فأتينا أئمة الضلال فالتمسنا قتلهم فأرحنا منهم البلاد، وأخذنا بثأر إِخواننا. فقال ابن ملجم: أما أنا فأكفيكم علي بن أبي طالب، وكان من أهل مصر. وقال البرك بن عبد الله: أنا أكفيكم معاوية، وقال عمرو: أنا أكفيكم عمرو بن العاص. فتعاهدوا وتواثقوا لا يَنْكُص رجل منهم عن صاحبه حتى يقتله أو يموت دونه، فأخذوا أسيافهم فسموها واتعدوا لسبع عشرة من رمضان أن يثب كل واحد منهم على صاحبه. وأقبل كل منهم إِلى المصر الذي هو فيه يطلبه.
فأما ابن ملجم وكان عداده في كنده، فخرج فلقي أصحابه بالكوفة، وكاتمهم أمره كراهية أن يظهروا شيئاً من أمره .
وكان عدد من الخوارج وجرحاهم ممن عفى عنهم الإمام علي عليه السلام خرجوا إلى بلاد الري، فبلغهم قتل الإمام وكانوا بضعة عشر رجلاً أحدهم سالم بن ربيعة العبسي الذي جمعهم وقال (أنه قد بلغني أن أخاكم ابن ملجم أخا مراد قعد لقتل علي بن أبي طالب عند أغباش الصبح مقابل السدة التي في المسجد مسجد الجماعة، فلم يبرح راكداً ينتظر خروجه حتى خرج عليه حين أقام المقيم الصلاة صلاة الصبح، فشد عليه فضرب رأسه بالسيف، فلم يبق إلا ليلتين حتى مات،)(تأريخ الرسل والملوك 3/160 ).
(قال أبو مخنف: فحدثني أبي، عن عبد الله بن محمد الأزدي، قال: ادخل ابن ملجم لعنه الله على علي، ودخلت عليه فيمن دخل، فسمعت علياً يقول: النفس بالنفس إن أنا مت فاقتلوه كما قتلني، وإن سلمت رأيت فيه رأيي، فقال ابن ملجم - لعنه الله - والله لقد ابتعته بألف، وسممته بألف، فإن خانني فأبعده الله. قال: ونادته أم كلثوم: يا عدو الله قتلت أمير المؤمنين.
قال: إنما قتلت أباك. قالت يا عدو الله. إني لأرجو أن ألا يكون عليه بأس. قال لها: فأراك إنما تبكين علياً. إذا والله لقد ضربته ضربة لو قسمت بين أهل الأرض لأهلكتهم)(مقاتلين الطالبيين 1/8 ).
وبعد أن ضربه إبن ملجم أوصى الإمام علي عليه السلام قائلاً وصيتي لكم أن لا تشركوا بالله شيئاً، ومحمد صلى الله عليه وآله وسلم فلا تضيعوا سنته وأقيموا هذين العمودين، وأوقدوا هذين المصباحين وخلاكم ذم ما لم تشردوا، حمل كل امرئ منكم مجهوده، وخفف عن الجهلة، رب رحيم وإمام عليم ودين قويم، أنا بالامس صاحبكم واليوم عبرة لكم وغدا مفارقكم إن تثبت الوطأة في هذه المزلة فذاك المراد، وإن تدحض القدم فإنا كنا في أفياء أغصان وذرى رياح وتحت ظل غمامة اضمحل في الجو متلفقها وعفا في الارض مخطها، وإنما كنت جارا جاوركم بدني أياما، وستعقبون مني جثة خلاء ساكنة بعد حركة، وكاظمة بعد نطق، ليعظكم هدوي وخفوت إطراقي وسكون أطرافي، فإنه أوعظ لكم من الناطق البليغ، ودعتكم وداع مرصد للتلاقي غدا ترون أيامي ويكشف الله عز وجل عن سرائري، وتعرفوني بعد خلو مكاني وقيام غيري مقامي، إن أبق فأنا ولي دمي، وإن أفن فالفناء ميعادي، وإن أعف فالعفو لي قربة ولكم حسنة، فاعفوا واصفحوا، ألا تحبون أن يغفر الله لكم ؟ فيا لها حسرة على كل ذي غفلة أن يكون عمره عليه حجة، أو يؤديه أيامه إلى شقوة، جعلنا الله وإياكم ممن لا يقصر به عن طاعة الله رغبة، أو تحل به بعد الموت نقمة، فإنما نحن له وبه. ثم أقبل على الحسن عليه السلام فقال: يا بني ضربة مكان ضربة ولا تأثم) ( بحار الأنوار 42/207).
وقال عليه السلام: يا بني عبد المطلب لا ألفينكم تخوضون دماء المسلمين خوضاً تقولون: قتل أمير المؤمنين ألا لا تقتلن إلا قاتلي، إنظروا إذا أنا مت من ضربته .
لقد دخل إبن ملجم الكوفة ولم يكن من أهلها بقصد قتل الإمام علي عليه السلام، وحينما دخلها (وكتم أمره حتى عن أصحابه من الخوارج الذين هم بها فبينما هو جالس في قوم من بني الرباب يتذاكرون قتلاهم يوم النهروان إذ أقبلت أمرأة منهم يقال قطام بنت الشجنة قد قتل علي يوم النهروان أباها وأخاها وكانت فائقة الجمال مشهورة به وكانت قد انقطعت في المسجد الجامع تتعبد فيه فلما رآها ابن ملجم سلبت عقله ونسى حاجته التي جاء لها وخطبها إلى نفسها فاشترطت عليه ثلاثة آلاف درهم وخادما وقينة وأن يقتل لها علي بن أبي طالب قال فهو لك ووالله ما جاء بي إلى هذه البلدة إلا قتل علي فتزوجها ودخل بها ثم شرعت تحرضه على ذلك وندبت له رجلا من قومها من تيم الرباب يقال له وردان ليكون معه ردءا واستمال عبد الرحمن ابن ملجم رجلا آخر يقال له شبيب بن نجدة الأشجعي الحروري قال له ابن ملجم هل لك في شرف الدنيا والآخرة فقال وما ذاك قال قتل علي فقال ثكلتك أمك لقد جئت شيئا إذا كيف تقدر عليه قال أكمن له في المسجد فإذا خرج لصلاة الغداة شددنا عليه فقتلناه فان نجونا شفينا أنفسنا وأدركنا ثأرنا وإن قتلنا فما عند الله خير من الدنيا فقال ويحك لو غير علي كان أهون على قد عرفت سابقته في الإسلام وقرابته من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فما أجدني أنشرح صدرا لقتله فقال أما تعلم أنه قتل أهل النهروان فقال بلى قال فنقتله بمن قتل من أخواننا فأجابه إلى ذلك بعدلأى ودخل شهر رمضان فواعدهم ابن ملجم ليلة الجمعة لسبع عشرة ليلة خلت وقال هذه الليلة التي واعدت أصحابي فيها أن يثأروا بمعاوية وعمرو بن العاص فجاء هؤلاء الثلاثة وهم ابن ملجم ووردان وشبيب وهم مشتملون على سيوفهم فجلسوا مقابل السدة التي يخرج منها على فلما خرج جعل ينهض الناس من النوم إلى الصلاة ويقول الصلاة الصلاة فثار إليه شبيب بالسيف فضربه فوقع في الطاق فضربه ابن ملجم بالسيف على قرنه فسال دمه على لحيته رضي الله عنه ولما ضربه ابن ملجم قال لاحكم إلا لله ليس لك يا علي ولا لأصحابك وجعل يتلو قوله تعالى ومن الناس من يشري نفسه ابتغاء مرضات الله والله رؤف بالعباد ونادى علي عليكم به وهرب وردان فأدركه رجل من حضرموت فقتله وذهب شبيب فنجا بنفسه وفات الناس ومسك ابن ملجم وقدم علي جعدة بن هبيرة بن أبي وهب فصلى بالناس صلاة الفجر وحمل علي إلى منزله (البداية والنهاية 7/327 ).
الثالث : قتل الإمام علي عليه السلام وهو ساجد وبالإسناد عن علي بن الحسين عليهما السلام: قال: لما ضرب ابن ملجم لعنه الله أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام و كان معه آخر فوقعت ضربته على الحائط، و أما ابن ملجم فضربه فوقعت الضربة و هو ساجد على رأسه على الضربة التي كانت أي ضربة عمر بن ود، فخرج الحسن والحسين عليهما السلام و أخذا ابن ملجم و أوثقاه، و احتمل أمير المؤمنين، فأدخل داره، فقعدت لبابة عند رأسه، وجلست أم كلثوم عند رجليه، ففتح عينيه فنظر إليهما، فقال : الرفيق الأعلى خير مستقرا و أحسن مقيلا، ضربة بضربة أو العفو إن كان ذلك. ثم عرق ثم أفاق، فقال رأيت رسول الله صلى الله عليه وآله يأمرني بالرواح إليه عشاء، ثلاث مرات)(الآمالي للطوسي 1/415 ).
ولما ضربه إبن ملجم، قال الإمام علي عليه السلام: فزت ورب الكعبة، كما عن السيد الرضي في الخصائص وإبن شهر أشوب في الفضائل .
الرابع : قال ابو مخنف وغيره: وسار أمير المؤمنين عليه السلام حتى دخل المسجد، والقناديل قد خمد ضوؤها، فصلى في المسجد ورده وعقب ساعة، ثم إنه قام وصلى ركعتين، ثم علا المئذنة ووضع سبابتيه في اذنيه وتنحنح ثم أذن وكان عليه السلام إذا أذن لم يبق في بلدة الكوفة بيت إلا اخترقه صوته (بحار الأنوار 42/279 ).
ونزل الإمام من المأذنة وهو يسبح الله ويحمده ويثني عليه وكان يوقظ النائمين في المسجد ويدعوهم إلى صلاة الصبح لوجوبها، ثم يتلوا عليه السلام: إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر ففعل ذلك كما كان يفعله على مجاري عادته مع النائمين في المسجد، حتى إذا بلغ إلى الملعون فرآه نائما على وجهه قال له: يا هذا قم من نومك هذا فإنها نومة يمقتها الله، وهي نومة الشيطان ونومة أهل النار، بل نم على يمينك فإنها نومة العلماء أو على يسارك فانها نومة الحكماء، ولا تنم على ظهرك فإنها نومة الانبياء. قال: فتحرك الملعون كأنه يريد أن يقوم وهو من مكانه لا يبرح فقال له أمير المؤمنين عليه السلام: لقد هممت بشئ تكاد السماوات يتفطرن منه وتنشق الارض وتخر الجبال هدا، ولو شئت لانبأتك بما تحت ثيابك، ثم تركه وعدل عنه إلى محرابه، وقام قائما يصلي، وكان عليه السلام يطيل الركوع والسجود في الصلاة كعادته في الفرائض والنوافل حاضرا قلبه، فلما أحس به فنهض الملعون مسرعا وأقبل يمشي حتى وقف بإزاء الاسطوانة التي كان الامام عليه السلام يصلي عليها، فأمهله حتى صلى الركعة الاولى وركع وسجد السجدة الاولى منها ورفع رأسه، فعند ذلك أخذ السيف و هزه، ثم ضربه على رأسه المكرم الشريف، فوقعت الضربة على الضربة التي ضربه عمرو بن عبدود العامري، ثم أخذت الضربة إلى مفرق رأسه إلى موضع السجود، فلما أحس الامام بالضرب لم يتأوه وصبر واحتسب، ووقع على وجهه وليس عنده أحد قائلا: بسم الله وبالله وعلى ملة رسول الله، ثم صاح وقال: قتلني ابن ملجم قتلني اللعين ابن اليهودية ورب الكعبة، أيها الناس لا يفوتنكم ابن ملجم (بحار الأنوار 42/281 ).
الخامس : في قرب الإسناد عن إبن البختري عن جعفر عن أبيه أن علي بن أبي طالب عليه السلام خرج يوقظ الناس لصلاة الصبح فضربه إبن ملجم.
وفي الجعفريات :أخبرنا محمد، حدثني موسى ان علي بن ابي طالب عليه السلام خرج يوقظ الناس لصلاة الصبح فضربه ابن ملجم)(سنن النبي الأكرم 56/10 ).
وكتاب الجعفريات ألف حديث بأسناد واحد مرتبة على كتب الفقه، وذكرها النجاشي والشيخ في الفهرس، رواها موسى عن أبيه إسماعيل عن أبيه موسى بن جعفر عن أبيه جعفر الصادق عليه السلام عن آبائه عليه السلام ويرويها عن إسماعيل ولده أبو الحسن موسى بن إسماعيل بن موسى بن جعفر عليه السلام، ويرويها عن أبن الحسن موسى الشيخ أبو علي محمد بن محمد بن الأشعث الكوفي ولذا تسمى الأشعثيات ومنهم من يسميها بالعلويات لنسبة أكثر روايته إلى أمير المؤمنين علي عليه السلام طبعت في إيران سنة 1370 في251 ملحقة بكتاب قرب الإسناد لعبد الله بن جعفر الحميري , وقد ذكرناه في تقريرات بحثنا الخارج الفقهي ( كنوز الشرائع )
ولا يبعد وجود صلة بين قتل الإمام وتهيئة وتعبئة الجيوش للعودة إلى صفين.
نوف البكالي عن أمير المؤمنين علي عليه السلام أنه نادى بعد الخطبة بأعلا صوته الجهاد الجهاد عباد الله ألا وإني معسكر في يومي هذا فمن أراد الرواح إلى الله فليخرج. قال نوف وعقد للحسين عليه السلام في عشرة آلاف ولقيس بن سعد في عشرة آلاف ولابي أيوب الانصاري في عشرة آلاف ولغيرهم على أعداد اخر وهو يريد الرجعة إلى صفين فما دارت الجمعة حتى ضربه الملعون ابن ملجم لعنه الله فتراجعت العساكر)( بحار الأنوار 22/394).
وكان علي عليه السلام أيام حياته يحرّض على القتال في سبيل الله , ويقول: إن لم تُقتلوا تموتوا والذي نفس محمد بيده لألف ضربة بالسيف أهون من موت على فراش.
والمختار أن الإمام علي عليه السلام قتل عند سُدة المسجد أي في بابه وعند الرواق أثناء دخوله المسجد وإيقاظه الناس للصلاة أوان إقامة صلاة الصبح ,فهو عليه السلام وليد الكعبة وشهيد المحراب,
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وسهل مخرجهم
وصل اللهم على فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها عدد ماأحاط به علمك
وعجل فرج يوسفها الغائب ونجمها الثاقب واجعلنا من خلص شيعته ومنتظريه وأحبابه يا الله
السلام على بقية الله في البلاد وحجته على سائر العباد ورحمة الله وبركاته
ضرب أشقى الآخرين إبن ملجم الإمام علي عليه السلام صبيحة اليوم التاسع عشر من شهر رمضان , وغادر الإمام إلى الرفيق الأعلى يوم الحادي والعشرين منه .
وإخبار النبي محمد صلى الله عليه وآله عن المغيبات من الشواهد على نبوته، خاصة وأنها إستمرت في تحقيق مصاديقها إلى سنوات عديدة بعد إنتقاله إلى الرفيق الأعلى وتستمر إلى زمان خروج الإمام المهدي عليه السلام وقيام الساعة، ومنها قوله لعلي عليه السلام: ألا أخبرك بأشقى الناس؟ قال نعم، قال: عاقر ثمود والذي يخضب هذه من هذه , ووضع يده على هامته ولحيته، فجاءت ضربة إبن ملجم على رأسه.
وروي الحديث عن صهيب (انظر البداية والنهاية 7/314).
وعن جابر بن سمرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لعلي: من أشقى الأولين؟ قال: عاقر الناقة، قال: فمن أشقى الآخرين؟ قال: الله ورسوله أعلم، قال: قاتلك)(تأريخ بغداد 1/61 ).
ولا تعارض بين الروايتين، ويفيد الجمع بينهما تكرار إخبار النبي صلى الله عليه وآله وسلم للأمر لتأكيد صدقه ولسماع أكثر عدد من المسلمين له، ولعظيم المصيبة بقتل علي عليه السلام، وكان الإمام يستحضر هذا الأمر .
وعن زيد بن وهب قال: جاءت الخوارج إلى علي فقالوا له اتق الله فانك ميت قال لا والذي فلق الحبة وبرأ النسمة ولكن مقتول من ضربه على هذه تخضب هذه واشار بيده إلى لحيته عهد معهود وقضى مقضى وقد خاب من افترى)( البداية والنهاية 7/334).
وأستشهد الإمام علي عليه السلام في اليوم الحادي والعشرين من شهر رمضان سنة أربعين للهجرة , وكانت خلافته خمس سنين إلا ثلاثة أشهر، وكان عمره ثلاثاً وستين سنة. وفي كيفية وموضع قتله في مسجد الكوفة تعييناً بالإجماع وجوه :
الأول : قُتل الإمام وهو في طريقه إلى مسجد صلاته لأداء صلاة الصبح، إذ ورد عن الحسن بن علي عليه السلام يوم قتل الإمام عليه السلام قال: خرجت البارحة وأبي يصلي في مسجد داره فقال لي: يا بني إني بت أوقظ أهلي لأنها ليلة الجمعة صبيحة بدر، فملكتني عيناي فنمت فسنح لي رسول الله، صلى الله عليه وآله وسلم، فقلت: يا رسول الله ماذا لقيت من أمتك من الأود واللدد؟ قال: والأود العوج، واللدد الخصومات - فقال لي: ادع عليهم. فقلت: اللهم أبدلني بهم من هو خير منهم، وأبدلهم بي من هو شر مني! فجاء ابن النباج فآذنه بالصلاة، فخرج وخرجت خلفه، فضربه ابن ملجم فقتله؛ وكان عليه السلام ، إذا رأى ابن ملجم قبلها يقول:
أريد حياته ويريد قتلي ... عذيرك من خليك من مراد)(الكامل في التأريخ 3/101 ).
الثاني : ضُرب الإمام عليه السلام مقابل السُدة التي يخرج منها عليه السلام , قال إبن الجوزي: كان السبب في قتله أن عبد الرحمن بن ملجم، والبرك بن عبد الله، وعمرو بن بكر التميمي اجتمعوا فتذاكروا أمر الناس وعابوا عمل ولاتهم، ثم ذكروا أمر النهروان فترحموا عليهم، وقالوا: والله ما نصنع بالبقاء بعدهم شيئا، كانوا لا يخافون في الله لومة لائم، فلو شرينا أنفسنا فأتينا أئمة الضلال فالتمسنا قتلهم فأرحنا منهم البلاد، وأخذنا بثأر إِخواننا. فقال ابن ملجم: أما أنا فأكفيكم علي بن أبي طالب، وكان من أهل مصر. وقال البرك بن عبد الله: أنا أكفيكم معاوية، وقال عمرو: أنا أكفيكم عمرو بن العاص. فتعاهدوا وتواثقوا لا يَنْكُص رجل منهم عن صاحبه حتى يقتله أو يموت دونه، فأخذوا أسيافهم فسموها واتعدوا لسبع عشرة من رمضان أن يثب كل واحد منهم على صاحبه. وأقبل كل منهم إِلى المصر الذي هو فيه يطلبه.
فأما ابن ملجم وكان عداده في كنده، فخرج فلقي أصحابه بالكوفة، وكاتمهم أمره كراهية أن يظهروا شيئاً من أمره .
وكان عدد من الخوارج وجرحاهم ممن عفى عنهم الإمام علي عليه السلام خرجوا إلى بلاد الري، فبلغهم قتل الإمام وكانوا بضعة عشر رجلاً أحدهم سالم بن ربيعة العبسي الذي جمعهم وقال (أنه قد بلغني أن أخاكم ابن ملجم أخا مراد قعد لقتل علي بن أبي طالب عند أغباش الصبح مقابل السدة التي في المسجد مسجد الجماعة، فلم يبرح راكداً ينتظر خروجه حتى خرج عليه حين أقام المقيم الصلاة صلاة الصبح، فشد عليه فضرب رأسه بالسيف، فلم يبق إلا ليلتين حتى مات،)(تأريخ الرسل والملوك 3/160 ).
(قال أبو مخنف: فحدثني أبي، عن عبد الله بن محمد الأزدي، قال: ادخل ابن ملجم لعنه الله على علي، ودخلت عليه فيمن دخل، فسمعت علياً يقول: النفس بالنفس إن أنا مت فاقتلوه كما قتلني، وإن سلمت رأيت فيه رأيي، فقال ابن ملجم - لعنه الله - والله لقد ابتعته بألف، وسممته بألف، فإن خانني فأبعده الله. قال: ونادته أم كلثوم: يا عدو الله قتلت أمير المؤمنين.
قال: إنما قتلت أباك. قالت يا عدو الله. إني لأرجو أن ألا يكون عليه بأس. قال لها: فأراك إنما تبكين علياً. إذا والله لقد ضربته ضربة لو قسمت بين أهل الأرض لأهلكتهم)(مقاتلين الطالبيين 1/8 ).
وبعد أن ضربه إبن ملجم أوصى الإمام علي عليه السلام قائلاً وصيتي لكم أن لا تشركوا بالله شيئاً، ومحمد صلى الله عليه وآله وسلم فلا تضيعوا سنته وأقيموا هذين العمودين، وأوقدوا هذين المصباحين وخلاكم ذم ما لم تشردوا، حمل كل امرئ منكم مجهوده، وخفف عن الجهلة، رب رحيم وإمام عليم ودين قويم، أنا بالامس صاحبكم واليوم عبرة لكم وغدا مفارقكم إن تثبت الوطأة في هذه المزلة فذاك المراد، وإن تدحض القدم فإنا كنا في أفياء أغصان وذرى رياح وتحت ظل غمامة اضمحل في الجو متلفقها وعفا في الارض مخطها، وإنما كنت جارا جاوركم بدني أياما، وستعقبون مني جثة خلاء ساكنة بعد حركة، وكاظمة بعد نطق، ليعظكم هدوي وخفوت إطراقي وسكون أطرافي، فإنه أوعظ لكم من الناطق البليغ، ودعتكم وداع مرصد للتلاقي غدا ترون أيامي ويكشف الله عز وجل عن سرائري، وتعرفوني بعد خلو مكاني وقيام غيري مقامي، إن أبق فأنا ولي دمي، وإن أفن فالفناء ميعادي، وإن أعف فالعفو لي قربة ولكم حسنة، فاعفوا واصفحوا، ألا تحبون أن يغفر الله لكم ؟ فيا لها حسرة على كل ذي غفلة أن يكون عمره عليه حجة، أو يؤديه أيامه إلى شقوة، جعلنا الله وإياكم ممن لا يقصر به عن طاعة الله رغبة، أو تحل به بعد الموت نقمة، فإنما نحن له وبه. ثم أقبل على الحسن عليه السلام فقال: يا بني ضربة مكان ضربة ولا تأثم) ( بحار الأنوار 42/207).
وقال عليه السلام: يا بني عبد المطلب لا ألفينكم تخوضون دماء المسلمين خوضاً تقولون: قتل أمير المؤمنين ألا لا تقتلن إلا قاتلي، إنظروا إذا أنا مت من ضربته .
لقد دخل إبن ملجم الكوفة ولم يكن من أهلها بقصد قتل الإمام علي عليه السلام، وحينما دخلها (وكتم أمره حتى عن أصحابه من الخوارج الذين هم بها فبينما هو جالس في قوم من بني الرباب يتذاكرون قتلاهم يوم النهروان إذ أقبلت أمرأة منهم يقال قطام بنت الشجنة قد قتل علي يوم النهروان أباها وأخاها وكانت فائقة الجمال مشهورة به وكانت قد انقطعت في المسجد الجامع تتعبد فيه فلما رآها ابن ملجم سلبت عقله ونسى حاجته التي جاء لها وخطبها إلى نفسها فاشترطت عليه ثلاثة آلاف درهم وخادما وقينة وأن يقتل لها علي بن أبي طالب قال فهو لك ووالله ما جاء بي إلى هذه البلدة إلا قتل علي فتزوجها ودخل بها ثم شرعت تحرضه على ذلك وندبت له رجلا من قومها من تيم الرباب يقال له وردان ليكون معه ردءا واستمال عبد الرحمن ابن ملجم رجلا آخر يقال له شبيب بن نجدة الأشجعي الحروري قال له ابن ملجم هل لك في شرف الدنيا والآخرة فقال وما ذاك قال قتل علي فقال ثكلتك أمك لقد جئت شيئا إذا كيف تقدر عليه قال أكمن له في المسجد فإذا خرج لصلاة الغداة شددنا عليه فقتلناه فان نجونا شفينا أنفسنا وأدركنا ثأرنا وإن قتلنا فما عند الله خير من الدنيا فقال ويحك لو غير علي كان أهون على قد عرفت سابقته في الإسلام وقرابته من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فما أجدني أنشرح صدرا لقتله فقال أما تعلم أنه قتل أهل النهروان فقال بلى قال فنقتله بمن قتل من أخواننا فأجابه إلى ذلك بعدلأى ودخل شهر رمضان فواعدهم ابن ملجم ليلة الجمعة لسبع عشرة ليلة خلت وقال هذه الليلة التي واعدت أصحابي فيها أن يثأروا بمعاوية وعمرو بن العاص فجاء هؤلاء الثلاثة وهم ابن ملجم ووردان وشبيب وهم مشتملون على سيوفهم فجلسوا مقابل السدة التي يخرج منها على فلما خرج جعل ينهض الناس من النوم إلى الصلاة ويقول الصلاة الصلاة فثار إليه شبيب بالسيف فضربه فوقع في الطاق فضربه ابن ملجم بالسيف على قرنه فسال دمه على لحيته رضي الله عنه ولما ضربه ابن ملجم قال لاحكم إلا لله ليس لك يا علي ولا لأصحابك وجعل يتلو قوله تعالى ومن الناس من يشري نفسه ابتغاء مرضات الله والله رؤف بالعباد ونادى علي عليكم به وهرب وردان فأدركه رجل من حضرموت فقتله وذهب شبيب فنجا بنفسه وفات الناس ومسك ابن ملجم وقدم علي جعدة بن هبيرة بن أبي وهب فصلى بالناس صلاة الفجر وحمل علي إلى منزله (البداية والنهاية 7/327 ).
الثالث : قتل الإمام علي عليه السلام وهو ساجد وبالإسناد عن علي بن الحسين عليهما السلام: قال: لما ضرب ابن ملجم لعنه الله أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام و كان معه آخر فوقعت ضربته على الحائط، و أما ابن ملجم فضربه فوقعت الضربة و هو ساجد على رأسه على الضربة التي كانت أي ضربة عمر بن ود، فخرج الحسن والحسين عليهما السلام و أخذا ابن ملجم و أوثقاه، و احتمل أمير المؤمنين، فأدخل داره، فقعدت لبابة عند رأسه، وجلست أم كلثوم عند رجليه، ففتح عينيه فنظر إليهما، فقال : الرفيق الأعلى خير مستقرا و أحسن مقيلا، ضربة بضربة أو العفو إن كان ذلك. ثم عرق ثم أفاق، فقال رأيت رسول الله صلى الله عليه وآله يأمرني بالرواح إليه عشاء، ثلاث مرات)(الآمالي للطوسي 1/415 ).
ولما ضربه إبن ملجم، قال الإمام علي عليه السلام: فزت ورب الكعبة، كما عن السيد الرضي في الخصائص وإبن شهر أشوب في الفضائل .
الرابع : قال ابو مخنف وغيره: وسار أمير المؤمنين عليه السلام حتى دخل المسجد، والقناديل قد خمد ضوؤها، فصلى في المسجد ورده وعقب ساعة، ثم إنه قام وصلى ركعتين، ثم علا المئذنة ووضع سبابتيه في اذنيه وتنحنح ثم أذن وكان عليه السلام إذا أذن لم يبق في بلدة الكوفة بيت إلا اخترقه صوته (بحار الأنوار 42/279 ).
ونزل الإمام من المأذنة وهو يسبح الله ويحمده ويثني عليه وكان يوقظ النائمين في المسجد ويدعوهم إلى صلاة الصبح لوجوبها، ثم يتلوا عليه السلام: إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر ففعل ذلك كما كان يفعله على مجاري عادته مع النائمين في المسجد، حتى إذا بلغ إلى الملعون فرآه نائما على وجهه قال له: يا هذا قم من نومك هذا فإنها نومة يمقتها الله، وهي نومة الشيطان ونومة أهل النار، بل نم على يمينك فإنها نومة العلماء أو على يسارك فانها نومة الحكماء، ولا تنم على ظهرك فإنها نومة الانبياء. قال: فتحرك الملعون كأنه يريد أن يقوم وهو من مكانه لا يبرح فقال له أمير المؤمنين عليه السلام: لقد هممت بشئ تكاد السماوات يتفطرن منه وتنشق الارض وتخر الجبال هدا، ولو شئت لانبأتك بما تحت ثيابك، ثم تركه وعدل عنه إلى محرابه، وقام قائما يصلي، وكان عليه السلام يطيل الركوع والسجود في الصلاة كعادته في الفرائض والنوافل حاضرا قلبه، فلما أحس به فنهض الملعون مسرعا وأقبل يمشي حتى وقف بإزاء الاسطوانة التي كان الامام عليه السلام يصلي عليها، فأمهله حتى صلى الركعة الاولى وركع وسجد السجدة الاولى منها ورفع رأسه، فعند ذلك أخذ السيف و هزه، ثم ضربه على رأسه المكرم الشريف، فوقعت الضربة على الضربة التي ضربه عمرو بن عبدود العامري، ثم أخذت الضربة إلى مفرق رأسه إلى موضع السجود، فلما أحس الامام بالضرب لم يتأوه وصبر واحتسب، ووقع على وجهه وليس عنده أحد قائلا: بسم الله وبالله وعلى ملة رسول الله، ثم صاح وقال: قتلني ابن ملجم قتلني اللعين ابن اليهودية ورب الكعبة، أيها الناس لا يفوتنكم ابن ملجم (بحار الأنوار 42/281 ).
الخامس : في قرب الإسناد عن إبن البختري عن جعفر عن أبيه أن علي بن أبي طالب عليه السلام خرج يوقظ الناس لصلاة الصبح فضربه إبن ملجم.
وفي الجعفريات :أخبرنا محمد، حدثني موسى ان علي بن ابي طالب عليه السلام خرج يوقظ الناس لصلاة الصبح فضربه ابن ملجم)(سنن النبي الأكرم 56/10 ).
وكتاب الجعفريات ألف حديث بأسناد واحد مرتبة على كتب الفقه، وذكرها النجاشي والشيخ في الفهرس، رواها موسى عن أبيه إسماعيل عن أبيه موسى بن جعفر عن أبيه جعفر الصادق عليه السلام عن آبائه عليه السلام ويرويها عن إسماعيل ولده أبو الحسن موسى بن إسماعيل بن موسى بن جعفر عليه السلام، ويرويها عن أبن الحسن موسى الشيخ أبو علي محمد بن محمد بن الأشعث الكوفي ولذا تسمى الأشعثيات ومنهم من يسميها بالعلويات لنسبة أكثر روايته إلى أمير المؤمنين علي عليه السلام طبعت في إيران سنة 1370 في251 ملحقة بكتاب قرب الإسناد لعبد الله بن جعفر الحميري , وقد ذكرناه في تقريرات بحثنا الخارج الفقهي ( كنوز الشرائع )
ولا يبعد وجود صلة بين قتل الإمام وتهيئة وتعبئة الجيوش للعودة إلى صفين.
نوف البكالي عن أمير المؤمنين علي عليه السلام أنه نادى بعد الخطبة بأعلا صوته الجهاد الجهاد عباد الله ألا وإني معسكر في يومي هذا فمن أراد الرواح إلى الله فليخرج. قال نوف وعقد للحسين عليه السلام في عشرة آلاف ولقيس بن سعد في عشرة آلاف ولابي أيوب الانصاري في عشرة آلاف ولغيرهم على أعداد اخر وهو يريد الرجعة إلى صفين فما دارت الجمعة حتى ضربه الملعون ابن ملجم لعنه الله فتراجعت العساكر)( بحار الأنوار 22/394).
وكان علي عليه السلام أيام حياته يحرّض على القتال في سبيل الله , ويقول: إن لم تُقتلوا تموتوا والذي نفس محمد بيده لألف ضربة بالسيف أهون من موت على فراش.
والمختار أن الإمام علي عليه السلام قتل عند سُدة المسجد أي في بابه وعند الرواق أثناء دخوله المسجد وإيقاظه الناس للصلاة أوان إقامة صلاة الصبح ,فهو عليه السلام وليد الكعبة وشهيد المحراب,
تعليق