بسم الله الرحمن الرحيم
يروى أن أبا حمزة الثمالي رضوان الله تعالى عليه دخل يوماً على الإمام زين العبادين ( عليه السلام ) فرآه حزيناً كئيباً فقال له : سيّدي ، ما هذا البكاء والجزع ؟ ألم يقتل عمُّك حمزة ؟ ألم يقتل جدّك علي ( عليه السلام ) بالسيف ؟ إن القتل لكم عادة ، وكرامتكم من الله الشهادة ،
فقال له الإمام : شكر الله سعيك يا أبا حمزة ، كما ذكرت ، القتل لنا عادة ، وكرامتنا من الله الشهادة ولكن يا أبا حمزة ، هل سمعت أذناك أم رأت عيناك أن امرأة منا أُسرت أو هُتكت قبل يوم عاشوراء ؟ والله يا أبا حمزة ، ما نظرت إلى عمَّاتي وأخواتي إلاَّ وذكرت فرارهن في البيداء من خيمة إلى خيمة ، ومن خباء إلى خباء ، والمنادي ينادي أحرقوا بيوت الظالمين
الامام السجاد عليه السلام من البكائين ومن المؤسسين لمجالس البكاء على الامام الحسين عليه السلام بعد استشهاده، فلم يزل زين العابدين عليه السلام وهو ذو الحلم الذي لا يبلغ الوصف إليه حزينا باكيا على تلك الرزية العظيمة حتى قبضه الله تعالى إليه
وعن الصادق (عليه السلام) أنه قال إن زين العابدين عليه السلام بكى على أبيه أربعين سنة صائما نهاره قائما ليله فإذا حضره الافطار جاء غلامه بطعامه وشرابه فيضعه بين يديه فيقول كل يا مولاي فيقول قتل ابن
رسول الله جائعا قتل ابن رسول الله عطشانا فلا يزال يكرر ذلك ويبكي حتى يبل طعامه من دموعه ثم يمزج شرابه بدموعه فلم يزل كذلك حتى لحق بالله عز وجل "
ويروى أنه ( عليه السلام ) سمع ذات يوم رجلا ينادي في السوق : أيُّها الناس ، ارحموني ، أنا رجل غريب ، فتوجَّه إليه الإمام ( عليه السلام ) وقال له : لو قدِّر لك أن تموت في هذه البلدة فهل تبقى بلا دفن ؟ فقال الرجل : الله أكبر ! كيف أبقى بلا دفن وأنا رجل مسلم وبين ظهراني أمة مسلمة ؟ ! فبكى الإمام زين العابدين ( عليه السلام ) وقال : وا أسفاه عليك يا أبتاه ، تبقى ثلاثة أيام بلا دفن وأنت ابن بنت رسول الله ( صلى الله عليه وآله )
وفي رواية " انه كان إذا حضر الطعام لافطاره ذكر قتلاه وقال وا كرباه يكرر ذلك ويقول قتل ابن رسول
الله جائعا قتل ابن رسول الله عطشانا حتى يبل بالدموع ثيابه.
وحدث مولى له انه برز يوما إلى الصحراء قال فتبعته فوجدته قد سجد على حجارة خشنة فوقفت وانا اسمع شهيقه وبكاءه وأحصيت عليه الف مرة وهو يقول
( لا آله الا الله حقا حقا لا آله الله تعبدا ورقا لا آله الا الله ايمانا وصدقا ) ثم رفع رأسه من سجوده وإذا لحيته ووجهه قد غمرا بالماء من دموع عينيه فقلت يا سيدي اما آن لحزنك ان ينقضي ولبكائك ان يقل؟
فقال لي ويحك ان يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم كان نبيا ابن نبي له اثنا عشر ابنا فغيب الله واحدا منه فشاب رأسه من الحزن واحدودب ظهره من الغم وذهب بصره من البكاء وابنه حي في دار الدنيا، وانا رأيت أبي وأخي وسبعة عشر من أهل بيتي صرعي مقتولين فكيف ينقضي حزني ويقل بكائي .
الامام السجاد (ع) يؤسس اول موكب اطعام
"من الشعائر التي تسمو بالناس هي قضية اطعام الطعام في أيام عاشوراء حبا بالحسين عليه السلام وتخليدا لذكراه ، فالنفس حريصة على جمع المال وزيادته ، لكنها أمام الحسين تسترخص الغالي والنفيس ، وما ذالك إلا سيرا على ما ورد من سيرة للإمام السجاد في اطعام الطعام بعد كربلاء.."
لما قتل الحسين بن علي ( ع ) لبسن نساء بني هاشم السواد والمسوح وكن لا يشتكين من حر ولا برد وكان علي بن الحسين ( ع ) يعمل لهن الطعام للمأتم .
المحاسن الج2 ص420
هذه الرواية نستفيد منها الكثير ودقق في "وكان علي بن الحسين ( ع ) يعمل لهن الطعام للمأتم"
فالاطعام للمؤمنين بعنوانه العام مستحب كيف اذا بذل من اجل تعظيم شعائر الله واحياء لأمر اهل البيت عليهم السلام ووردت فيه النصوص الخاصة.
وفيه تقرير على لبس السواد.
الحث على الزيارة
روى السيد ابن طاوس في اللهوف (ص113): ((لما رجع نساء الحسين عليه السلام وعياله من الشام وبلغوا العراق قالوا للدليل مر بنا على طريق كربلاء فوصلوا إلى موضع المصرع فوجدوا جابر بن عبد الله الأنصاري وجماعة من بنى هاشم ورجالا من آل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قد وردوا لزيارة قبر الحسين عليه السلام فوافوا وقت واحد وتلاقوا بالبكاء والحزن واللطم وأقاموا المآتم المقرحة للأكباد واجتمع إليهم نساء ذلك السواد فأقاموا على ذلك أياما...)).
الامام كان يستغل اي ظرف ليذكر بالامام الحسين عليه السلام
عندما رأى الإمام ذات يوم قصّاباً يهمّ بذبح كبش له، فاقترب الإمام من القصّاب وسأله : يا هذا هل سقيت الكبش ماءاً قبل أن تذبحه؟ فأجابه القصّاب: نعم. نحن معاشر القصّابين لا نذبح الحيوان حتّى نسقيه ماءاً. وهنا بكى الإمام وأخذ ينتحب. ويندب أباه الإمام الحسين عليه السلام ، وأخذ يعرّف بمصيبته حيث قتل عطشاناً.
الامامة وقيادة المجتمع ص ٢٢٢
يروى أن أبا حمزة الثمالي رضوان الله تعالى عليه دخل يوماً على الإمام زين العبادين ( عليه السلام ) فرآه حزيناً كئيباً فقال له : سيّدي ، ما هذا البكاء والجزع ؟ ألم يقتل عمُّك حمزة ؟ ألم يقتل جدّك علي ( عليه السلام ) بالسيف ؟ إن القتل لكم عادة ، وكرامتكم من الله الشهادة ،
فقال له الإمام : شكر الله سعيك يا أبا حمزة ، كما ذكرت ، القتل لنا عادة ، وكرامتنا من الله الشهادة ولكن يا أبا حمزة ، هل سمعت أذناك أم رأت عيناك أن امرأة منا أُسرت أو هُتكت قبل يوم عاشوراء ؟ والله يا أبا حمزة ، ما نظرت إلى عمَّاتي وأخواتي إلاَّ وذكرت فرارهن في البيداء من خيمة إلى خيمة ، ومن خباء إلى خباء ، والمنادي ينادي أحرقوا بيوت الظالمين
الامام السجاد عليه السلام من البكائين ومن المؤسسين لمجالس البكاء على الامام الحسين عليه السلام بعد استشهاده، فلم يزل زين العابدين عليه السلام وهو ذو الحلم الذي لا يبلغ الوصف إليه حزينا باكيا على تلك الرزية العظيمة حتى قبضه الله تعالى إليه
وعن الصادق (عليه السلام) أنه قال إن زين العابدين عليه السلام بكى على أبيه أربعين سنة صائما نهاره قائما ليله فإذا حضره الافطار جاء غلامه بطعامه وشرابه فيضعه بين يديه فيقول كل يا مولاي فيقول قتل ابن
رسول الله جائعا قتل ابن رسول الله عطشانا فلا يزال يكرر ذلك ويبكي حتى يبل طعامه من دموعه ثم يمزج شرابه بدموعه فلم يزل كذلك حتى لحق بالله عز وجل "
ويروى أنه ( عليه السلام ) سمع ذات يوم رجلا ينادي في السوق : أيُّها الناس ، ارحموني ، أنا رجل غريب ، فتوجَّه إليه الإمام ( عليه السلام ) وقال له : لو قدِّر لك أن تموت في هذه البلدة فهل تبقى بلا دفن ؟ فقال الرجل : الله أكبر ! كيف أبقى بلا دفن وأنا رجل مسلم وبين ظهراني أمة مسلمة ؟ ! فبكى الإمام زين العابدين ( عليه السلام ) وقال : وا أسفاه عليك يا أبتاه ، تبقى ثلاثة أيام بلا دفن وأنت ابن بنت رسول الله ( صلى الله عليه وآله )
وفي رواية " انه كان إذا حضر الطعام لافطاره ذكر قتلاه وقال وا كرباه يكرر ذلك ويقول قتل ابن رسول
الله جائعا قتل ابن رسول الله عطشانا حتى يبل بالدموع ثيابه.
وحدث مولى له انه برز يوما إلى الصحراء قال فتبعته فوجدته قد سجد على حجارة خشنة فوقفت وانا اسمع شهيقه وبكاءه وأحصيت عليه الف مرة وهو يقول
( لا آله الا الله حقا حقا لا آله الله تعبدا ورقا لا آله الا الله ايمانا وصدقا ) ثم رفع رأسه من سجوده وإذا لحيته ووجهه قد غمرا بالماء من دموع عينيه فقلت يا سيدي اما آن لحزنك ان ينقضي ولبكائك ان يقل؟
فقال لي ويحك ان يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم كان نبيا ابن نبي له اثنا عشر ابنا فغيب الله واحدا منه فشاب رأسه من الحزن واحدودب ظهره من الغم وذهب بصره من البكاء وابنه حي في دار الدنيا، وانا رأيت أبي وأخي وسبعة عشر من أهل بيتي صرعي مقتولين فكيف ينقضي حزني ويقل بكائي .
الامام السجاد (ع) يؤسس اول موكب اطعام
"من الشعائر التي تسمو بالناس هي قضية اطعام الطعام في أيام عاشوراء حبا بالحسين عليه السلام وتخليدا لذكراه ، فالنفس حريصة على جمع المال وزيادته ، لكنها أمام الحسين تسترخص الغالي والنفيس ، وما ذالك إلا سيرا على ما ورد من سيرة للإمام السجاد في اطعام الطعام بعد كربلاء.."
لما قتل الحسين بن علي ( ع ) لبسن نساء بني هاشم السواد والمسوح وكن لا يشتكين من حر ولا برد وكان علي بن الحسين ( ع ) يعمل لهن الطعام للمأتم .
المحاسن الج2 ص420
هذه الرواية نستفيد منها الكثير ودقق في "وكان علي بن الحسين ( ع ) يعمل لهن الطعام للمأتم"
فالاطعام للمؤمنين بعنوانه العام مستحب كيف اذا بذل من اجل تعظيم شعائر الله واحياء لأمر اهل البيت عليهم السلام ووردت فيه النصوص الخاصة.
وفيه تقرير على لبس السواد.
الحث على الزيارة
روى السيد ابن طاوس في اللهوف (ص113): ((لما رجع نساء الحسين عليه السلام وعياله من الشام وبلغوا العراق قالوا للدليل مر بنا على طريق كربلاء فوصلوا إلى موضع المصرع فوجدوا جابر بن عبد الله الأنصاري وجماعة من بنى هاشم ورجالا من آل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قد وردوا لزيارة قبر الحسين عليه السلام فوافوا وقت واحد وتلاقوا بالبكاء والحزن واللطم وأقاموا المآتم المقرحة للأكباد واجتمع إليهم نساء ذلك السواد فأقاموا على ذلك أياما...)).
الامام كان يستغل اي ظرف ليذكر بالامام الحسين عليه السلام
عندما رأى الإمام ذات يوم قصّاباً يهمّ بذبح كبش له، فاقترب الإمام من القصّاب وسأله : يا هذا هل سقيت الكبش ماءاً قبل أن تذبحه؟ فأجابه القصّاب: نعم. نحن معاشر القصّابين لا نذبح الحيوان حتّى نسقيه ماءاً. وهنا بكى الإمام وأخذ ينتحب. ويندب أباه الإمام الحسين عليه السلام ، وأخذ يعرّف بمصيبته حيث قتل عطشاناً.
الامامة وقيادة المجتمع ص ٢٢٢
تعليق