إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

شخصية أمير المؤمنين عليه السلام .

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • شخصية أمير المؤمنين عليه السلام .

    بسم الله الرحمن الرحيم
    اللهم صل على محمد وآل محمد


    وردت هذه الفقرة في دعاء الإفتتاح الوارد عن الإمام الكاظم والإمام الحجة «عج»:

    ”اللهم وصلِ على عليٍ أمير المؤمنين ووصي رسول ربِ العالمين عبدك ووليك وأخي رسولك وحجتك على خلقك وآيتِك الكبرى والنبأ العظيم“


    أن الله تبارك وتعالى اجتباه واصطفاه لمقام الإمامة ولمقام الإمره والوصاية قبل خلق المخلوقات كلها، كما ورد في الحديث عن النبي ”إن الله خلق نوري ونورعليٍ قبل أن يخلق آدم بألفي عام“ وأنت تقرأ في زيارة الجامعة ”خلقكم الله أنوراً فجعلكم بعرشه محدقين حتى منا علينا بكم فجعلكم في بيوتٍ أذن الله أن ترفع ويُذكر فيها اسمه“.

    إذن فالنتيجة: اصطفائهم وانتخابهم لمنصب الإمامة سابقٌ على خلقهم وسابق على كونهم في مقام العبودية أو في مقام التعبد والتقرب الى الله تبارك وتعالى، لذلك قدم الإمام الكلام عن إمامته وإمرءته على الكلام عن عبوديته.

    وورد في الرواية عن ابن قتيبة الدينوري في كتاب المعارف وروى ايضاً هذه الرواية أحمد بن حنبل في مسنده في فضائل الصحابة أن النبي ​ ”أن الإمام نظر الى علي ​ فقال هذا يعسوب المؤمنين وقائد الغُرِ المحجلين“ واليعسوب هو الأمير يطلق على أمير النحل، فتوصيف عليٍ بأنه يعسوب المؤمنين عبارةٌ آخرى عن توصيفه بأمير المؤمنين، وروى أبو نعيم الحافظ في حلية الأولياء عن ابن عباس أن الرسول ​ كان يقول ”ما أنزل الله في القرآن آية يقول فيها يأيها الذين آمنوا إلا وعليٌ رئيسها وأميرها“ يعني أمير المؤمنين.

    الوصف الثاني: وصف الوصي، ورد أيضاً في النصوص عن النبي ​ ”لما نزل قال تعالى: ﴿وَأَنذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ﴾ جمع رسول الله ​ عشيرته وقال يا بني عبد المطلب إني والله ما اعلم شاباً في العرب جاء قومه بأفضل مما قد جئتكم به إني جئتكم بخير الدنيا والآخرة وقد أمرني الله تعالى أن ادعوكم إليه فأييكم يأزروني على هذا الأمر، على أن يكون أخي ووصيي وخليفتي عليكم، قال فأحجم القوم عنها جميعاً وقلت“ علي ​ يقول ”وإني لأحدثهم سناً، أنا يانبي الله أكون وزيرك عليه فأخذ برقيتي ثم قال، إن هذا أخي ووصي وخليفتي فيكم فاسمعوا له وأطيعوه“ وإذن ورد لفظ الوصية في حديث الدار الذي رُوي بعدة طرق، رواه الشافعي في السيرة الحلبية ورواه أبو الفداء في تاريخه ورواه المعتزلي في كتابه شرح النهج ورواه أحمد بن حنبل في مسنده وغيرهم مما رواى هذا الحديث.

    ومن الألفاظ والعناوين التي وردت ”أخي رسول الله“ الإمام علي ​ يقول ”آخا رسول الله ​ بين الناس وتركني فقلت يارسول الله آخيتُ بين أصحابك وتركتني، قال ولما تركتك؟ إنما تركتك لنفسي، أنت أخي وأنا أخوك، فإن حآجك أحد فقل إني عبدُ الله وأخوه رسوله لا يدعيها أحدٌ بعدك إلا كذاب“ يعني لا يوجد هذا الوصف لأحدٍ بعدك، أنت أخو رسول الله وإنما ترك مآخاة الأنصاروآخاة علياً ​ لِيدُل لهم على أنه مثله، المؤاخاة كناية عن مساوة عليٍ ​ بالنبي في جميع الفضائل إلا النبوة، لولا النبوة لكان علياً ​ مساويا في جميع الفضائل والمناقب، ولهذا عبر القرآن عن علي بأنه نفسه، القرآن الكريم يقول: قال تعالى: ﴿فَمَنْ حَآجَّكَ فِيهِ مِن بَعْدِ مَا جَاءكَ مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعَالَوْاْ نَدْعُ أَبْنَاءنَا وَأَبْنَاءكُمْ وَنِسَاءنَا وَنِسَاءكُمْ وَأَنفُسَنَا وأَنفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَل لَّعْنَةُ اللّهِ عَلَى الْكَاذِبِينَ﴾فلما صار وقت المباهلة دعى علياً وفاطمة والحسن والحسين: أبناءنا: الحسن والحسين، نسائنا: فاطمة الزهراء، أنفسنا وأنفسكم: الإمام علي ​.

    إذن دلت هذه الآية على أن علياً ​ نفس رسول الله ​، نفسه يعني يساويه في الفضائل والمناقب التي ثبتت له إلا النبوة بعتبار أن النبي انكشف له عالم الوحي بالمباشرة وانكشف لعليٍ بالواسطة، يعني لم ينكشف عالم الوحي لعليٍ بالمباشرة وإنما بواسطة انكشافه على النبي ​، فبما أن النبي انكشف له عالم الوحي بالمباشرة لا بالواسطة، انكشاف هذا العالم بالمباشرة فضيلة لا تساويها فضيلة، لذلك من هذه الناحية كان النبي ​ أفضل من الأمام علي ​ ولولا هذا لكان مساوياً له في سائرالفضائل والمناقب ومنها كما أنه النبي أفضل من سائر الأنبياء والرُسل بل وأفضل من سائر الخلق فكذلك علي ٌ ​ أفضل من سائر الانبياء والرسل وأفضل من سائر الخلق لأنه نفسُ رسول الله ​.

    ومن الأوصاف أيضاً ”أنه ولي“، يقول أبوذر كما روى الرازي في تفسيره "لما دخل السائل المسجد يسأل الحاجة ولم يكن عند الرسول ما يعطيه فمد، عليً ​ يديه وكان فيها خاتم له وهو راكع فأخذه السائل واشترى بثمنه طعاماً له، فلما سمع بذلك رسول الله وهو في المحراب، قال: يارب إن أخي موسى سألك قال: ﴿قَالَ رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي «25» وَيَسِّرْ لِي أَمْرِي «26» وَاحْلُلْ عُقْدَةً مِّن لِّسَانِي «27» يَفْقَهُوا قَوْلِي «28» وَاجْعَل لِّي وَزِيرًا مِّنْ أَهْلِي «29» هَارُونَ أَخِي «30» اشْدُدْ بِهِ أَزْرِي «31» وَأَشْرِكْهُ فِي أَمْرِي﴾فأنزلت عليه فنشد عضدك بأخيك ونجعل لكم سلطاناً وأنا أدعوك: ﴿قَالَ رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي «25» وَيَسِّرْ لِي أَمْرِي «26» وَاحْلُلْ عُقْدَةً مِّن لِّسَانِي «27» يَفْقَهُوا قَوْلِي «28» وَاجْعَل لِّي وَزِيرًا مِّنْ أَهْلِي «29» هَارُونَ أَخِي «30» اشْدُدْ بِهِ أَزْرِي «31» وَأَشْرِكْهُ فِي أَمْرِي﴾فما أتم كلامه حتى نزل عليه جبرائيل بهذه الآية قال تعالى: ﴿إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ﴾ وقد دلت هذه الآية المباركة على أن ولاية علي ​ فعلية في زمان فعلية ولاية النبي ​ كما أن النبي ولي على الناس مع ولاية الله عليهم فعلي ​ وليٌ على الناس منذ زمان النبي، عليٌ منذ ولادته هو وليٌ على سائر الخلق مع وجود النبي ​ فهو ولي ٌ على جميع الخلق ماعدا رسول الله ​، ليست ولايته بعد وفاة النبي وإنما ولايته منذ زمانه وفي وقت فعلية ولاية رسول الله ​، بمقتضى دلالة هذه الآية المباركة التي دلت على فعلية الولاية لله وللرسول ولهؤلاء في وقت واحد وفي زمن واحد.

    ويعترض المعترضون كيف تصدق وهو في صلاته؟ أفمن كان خاشعاً لربه كيف يلتفت للأمور الدنيوية ويمارس القضايا الإجتماعية مع أنه مشغول بلقاء الله ومشغولٌ بالصلاة؟ والجواب عن ذلك كما ذكره ابن الجوزي عن بعض الشعراء يسقي ويشرب لا تلهيه سكرته عن النبيل ولا يصحو من الكاسي، أطاعه سكره حتى تمكن فعل الصحاة، فهذا أعظم الناس عليٌ ما انشغل عن عبادة بأمرٍ دنيوي وإنما جمع بين عبادتين، فإن الزكاة عبادة كما أن الصلاة عبادة، جمع بين عبادتين في وقتٍ واحد وجمع بين خشوعين وقربتين في وقتٍ واحد، وهذا دليل تعلقه بالله لا دليل انشغاله عن الله عز وجل.

    وأيضاً مما ورد من الأوصاف في حقه ​ في هذه الفقرة ”والنبأ العظيم“ فقد ذكر ابن مسعود كما نقل هذه الرواية الحافظ أبو نعيم في حلية الأولياء: أن النبأ العظيم قال تعالى: ﴿عَمَّ يَتَسَاءلُونَ «1» عَنِ النَّبَإِ الْعَظِيمِ «2» الَّذِي هُمْ فِيهِ مُخْتَلِفُونَ﴾ قال النبأ العظيم إمامة علي بن أبي طالب وإنما الله سمها نبأً عظيماً لأنه كان ثقيلاً على نفوسهم وكانوا يبغضونه منذ زمان رسول الله ​، أودع قلوبهم أحقاداً بدرية وخيبرية وحنينيه وغيرهن فأضبت على عداوته وأكبت على منابذته، امتلأت قلوبهم حقداً وبغضاً له وهو في زمان النبي ​، وأنتم وادعون فاكهون في رفاهية من العيش، من الذي كان يقاتل ويحارب؟ تقول السيدة الزهراء ​ كما ورد عنها ”وإذا ثغرت ثاغرةٌ من المشركين قذف أخاه في لهواتها فلا ينكفى حتى يطأ خماصها بأخمصه ويخمد لهبها بسيفه مكدوداً في ذات الله مجتهداً في أمر الله لا تأخذه في الله لومةُ لائم وأنتم في رفاهية من العيش“ الذي يقاتل ويتحمل ويبني الدين بجراحه وعرقه وبدنه كله عليٌ ​ وأنتم في رفاهية من العيش وادعون فاكهون تتربصون من الدوائر وتنكصون عند المزاج وتفرون عند القتال.

    إذن النبأ العظيم الذي هم فيه مختلفون ولايته وإمامته الذي يُسْأل الإنسان كما ورد عن ابن عباس ونقله أيضاً صاحب ينابيع المودة " إذا وُضِعَ الميت في قبره سأُل من ربك؟ فيقول الله، مادينك؟ فيقول الإسلام، من نبيك؟ فيقول محمد ​، فيقال من إمامك؟ فإن لم يكن معتقداً بإمامة علي ٌ ​ فكيف يُجيب؟ فلابد وأن يكون معتقداً بالإمامة حتى يُجيب عن هذا السؤال فيقول إمامي عليُ بن أبي طالب ​، ومن قال بإمامته وهو في قبره لم يتركه عليٌ وهو في قبره وهو في ذلك الهول العظيم وذلك الموقف الرهيب والموقف المخيف.
المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
حفظ-تلقائي
Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
x
يعمل...
X