بِسْمِ اللَّـهِ الرَّحْمَـٰنِ الرَّحِيمِ
اٰللـــٌٰـهٌمٓ صَلِّ عٓـلٰىٰ مُحَمَّدٍ وُاّلِ مُحَمَّدٍ
السَلآْمُ عَلْيُكّمٌ وٍرٍحَمُةّ الله وٍبُرٍكآتُهْ
اٰللـــٌٰـهٌمٓ صَلِّ عٓـلٰىٰ مُحَمَّدٍ وُاّلِ مُحَمَّدٍ
السَلآْمُ عَلْيُكّمٌ وٍرٍحَمُةّ الله وٍبُرٍكآتُهْ
اقْتَضَتِ المَشيئةُ الإلَهيَّةُ أنْ يَقْتُلَ عبدُ الرَّحمنِ بنَ مُلجمٍ أميرَ المؤمنينَ(عَلَيْهِ السَّلاَمُ)وَذَلكَ بِسبَّبِ حُبُّ الإنتقامِ لِقَتلَى الخَوارجِ في النَهروانِ ، أو لأنَّهُ كانَ قَدْ عَلِقَ قَلبُهُ بامرأةٍ يُقالَ لَهَا قِطامُ بنتُ شجنةُ بنَ عَدي التَميمي وكانَ بِهَا مسحةٌ مِنْ جَمالٍ ، فَخَطَبَهَا فأشتَرَطَتْ عَليهِ قتلَ عليَّ بنَ أبي طَالبٍ (عَلَيْهِ السَّلاَمُ) لِقَتلِهِ أبَاهَا وأخَاهَا في مَعركةِ النَهروانِ فَقَبِلَ بالشرطِ... وكانَ ابنُ مُلجِمٍ لَيلةَ قَتلِ عليٍّ في مَنزلِ قَطَامِ، فَلمَّا سَمِعتْ أذانَ عليٍّ(عَلَيْهِ السَّلاَمُ) قامتْ إليِهِ وهوَ نائِمٌ وكانَ تَناولَ نبيذاً، فأيقظَتْهُ وقالتْ: يَا أخَا مُرادٍ! هذا أذانُ عليٍّ ، قُمْ فاقضِ حاجتَنَا، ثُمَّ ناولتهُ سَيفَهُ... فتناولَ سيفَهُ وجاءَ حَتَى دخلَ المسجدَ فَلمَّا رَكعَ أميرُ المؤمنينَ (عَلَيْهِ السَّلاَمُ) وَسجدَ سَجدةً واستَوى قَاعداً، وأرادَ أنْ يسجدَ الثَانِيَةَ ضَربَهُ ابنُ مُلجمٍ ضَربةً علَى رأسِهِ ، لَمْ يَزلُ السَّمُّ يَسري في رَأسِهِ وَبَدَنِهِ، ثُمَّ أُغميَ عَليِهِ ساعةً، والنَّاسُ يَنظرونَ إلَى بابِ كِندةِ ويبكونَ، وإذا بالصَيحَةِ قَدْ أرتفعتْ، وزمرةٌ مِنَ النَّاسِ قَدْ جَاؤوا بعدوِ اللهِ ابنَ مُلجمٍ مَكتوفاً ، (ثمَّ الْتَفَتَ الْحَسَنُ (عَلَيْهِ السَّلاَمُ) إِلَى الَّذِي جَاءَ بِهِ حُذَيْفَةُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فَقَالَ لَهُ: كَيْفَ ظَفِرْتَ بِعَدُوِّ اللَّهِ وَأَيْنَ لَقِيتَهُ فَقَالَ: يَا مَوْلَايَ إِنَّ حَدِيثِي مَعَهُ لَعَجِيبٌ وَذَلِكَ أَنِّي كُنْتُ الْبَارِحَةَ نَائِماً فِي دَارِي وَزَوْجَتِي إِلَى جَانِبِي وَهِيَ مِنْ غَطَفَانَ وَأَنَا رَاقِدٌ وَهِيَ مُسْتَيْقِظَةٌ إِذْ سَمِعَتْ هِيَ الزَّعَقَةَ وَنَاعِياً يَنْعَى أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ (عَلَيْهِ السَّلاَمُ) وَهُوَ يَقُولُ تَهَدَّمَتْ وَاللَّهِ أَرْكَانُ الْهُدَى وَانْطَمَسَتْ وَاللَّهِ أَعْلَامُ التُّقَى قُتِلَ ابْنُ عَمِّ مُحَمَّدٍ الْمُصْطَفَى قُتِلَ عَلِيٌّ الْمُرْتَضَى قَتَلَهُ أَشْقَى الْأَشْقِيَاءِ فَأَيْقَظَتْنِي وَقَالَتْ: لِي أَنْتَ نَائِمٌ وَ قَدْ قُتِلَ إِمَامُكَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ فَانْتَبَهْتُ مِنْ كَلَامِهَا فَزِعاً مَرْعُوباً وَقُلْتُ: لَهَا يَا وَيْلَكِ مَا هَذَا الْكَلَامُ فَضَّ اللَّهُ فَاكِ لَعَلَّ الشَّيْطَانَ قَدْ أَلْقَى فِي سَمْعِكِ هَذَا أَوْ حُلُمٌ أُلْقِيَ عَلَيْكِ يَا وَيْلَكِ إِنَّ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ لَيْسَ لِأَحَدٍ مِنْ خَلْقِ اللَّهِ تَعَالَى قِبَلَهُ تَبِعَةٌ وَلَا ظُلَامَةٌ وَإِنَّهُ لِلْيَتِيمِ كَالْأَبِ الرَّحِيمِ وَلِلْأَرْمَلَةِ كَالزَّوْجِ الْعَطُوفِ وَبَعْدَ ذَلِكَ فَمَنْ ذَا الَّذِي يَقْدِرُ عَلَى قَتْلِ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ وَهُوَ الْأَسَدُ الضِّرْغَامُ وَالْبَطَلُ الْهُمَامُ وَالْفَارِسُ الْقَمْقَامُ فَأَكْثَرَتْ عَلَيَّ وَقالَتْ: إِنِّي سَمِعْتُ مَا لَمْ تَسْمَعْ وَعلِمْتُ مَا لَمْ تَعْلَمْ فَقُلْتُ: لَهَا وَمَا سَمِعْتِ فَأَخْبَرْتِنِي بِالصَّوْتِ فَقَالَتْ: لِي سَمِعْتُ نَاعِياً يُنَادِي بِأَعْلَى صَوْتِهِ تَهَدَّمَتْ وَاللَّهِ أَرْكَانُ الْهُدَى وَانْطَمَسَتْ وَاللَّهِ أَعْلَامُ التُّقَى قُتِلَ ابْنُ عَمِّ مُحَمَّدٍ الْمُصْطَفَى قُتِلَ عَلِيٌّ الْمُرْتَضَى قَتَلَهُ أَشْقَى الْأَشْقِيَاءِ ثُمَّ قَالَتْ: مَا أَظُنُّ بَيْتاً فِي الْكُوفَةِ إِلَّا وَقَدْ دَخَلَهُ هَذَا الصَّوْتُ قَالَ فَبَيْنَمَا أَنَا وَهِيَ فِي مُرَاجَعَةِ الْكَلَامِ وَإِذَا بِصَيْحَةٍ عَظِيمَةٍ وَجَلَبَةٍ وَضَجَّةٍ عَظِيمَةٍ وَقَائِلٌ يَقُولُ قُتِلَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ فَحَسَّ قَلْبِي بِالشَّرِّ فَمَدَدْتُ يَدِي إِلَى سَيْفِي وَسَلَلْتُهُ مِنْ غِمْدِهِ وَأَخَذْتُهُ وَنَزَلْتُ مُسْرِعاً وَفَتَحْتُ بَابَ دَارِي وَخَرَجْتُ فَلَمَّا صِرْتُ فِي وَسَطِ الْجَادَّةِ فَنَظَرْتُ يَمِيناً وَ شِمَالًا وَإِذَا بِعَدُوِّ اللَّهِ يَجُولُ فِيهَا يَطْلُبُ مَهْرَباً فَلَمْ يَجِدْ وَإِذَا قَدِ انْسَدَّتِ الطُّرُقَاتُ فِي وَجْهِهِ فَلَمَّا نَظَرْتُ إِلَيْهِ وَهُوَ كَذَلِكَ رَابَنِي أَمْرُهُ فَنَادَيْتُهُ يَا وَيْلَكَ مَنْ أَنْتَ وَمَا تُرِيدُ لَا أُمَّ لَكَ فِي وَسَطِ هَذَا الدَّرْبِ تَمُرُّ وَتَجِيءُ فَتَسَمَّى بِغَيْرِ اسْمِهِ وَانْتَمَى إِلَى غَيْرِ كُنْيَتِهِ فَقُلْتُ لَهُ مِنْ أَيْنَ أَقْبَلْتَ قَالَ مِنْ مَنْزِلِي قُلْتُ وَإِلَى أَيْنَ تُرِيدُ تَمْضِي فِي هَذَا الْوَقْتِ قَالَ إِلَى الْحِيرَةِ فَقُلْتُ وَلِمَ لَا تَقْعُدُ حَتَّى تُصَلِّيَ مَعَ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ (عَلَيْهِ السَّلاَمُ) صَلَاةَ الْغَدَاةِ وَتَمْضِيَ فِي حَاجَتِكَ فَقَالَ أَخْشَى أَنْ أَقْعُدَ لِلصَّلَاةِ فَتَفُوتَنِي حَاجَتِي فَقُلْتُ يَا وَيْلَكَ إِنِّي سَمِعْتُ صَيْحَةً وَقَائِلًا يَقُولُ قُتِلَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ (عَلَيْهِ السَّلاَمُ)فَهَلْ عِنْدَكَ مِنْ ذَلِكَ خَبَرٌ قَالَ لَا عِلْمَ لِي بِذَلِكَ فَقُلْتُ لَهُ وَلِمَ لَا تَمْضِي مَعِي حَتَّى تُحَقِّقَ الْخَبَرَ وَتَمْضِيَ فِي حَاجَتِكَ فَقَالَ أَنَا مَاضٍ فِي حَاجَتِي وَهِيَ أَهُمُّ مِنْ ذَلِكَ فَلَمَّا قَالَ لِي مِثْلَ ذَلِكَ الْقَوْلِ قُلْتُ يَا لُكَعَ الرِّجَالِ حَاجَتُكَ أَحَبُّ إِلَيْكَ مِنَ التَّجَسُّسِ لِأَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ(عَلَيْهِ السَّلاَمُ) وَ إِمَامِ الْمُسْلِمِينَ وَإِذَا وَاللَّهِ يَا لُكَعُ مَا لَكَ عِنْدَ اللَّهِ مِنْ خَلَاقٍ وَ حَمَلْتُ عَلَيْهِ بِسَيْفِي وَهَمَمْتُ أَنْ أَعْلُوَ بِهِ فَرَاغَ عَنِّي فَبَيْنَمَا أَنَا أُخَاطِبُهُ وَهُوَ يُخَاطِبُنِي إِذْ هَبَّتْ رِيحٌ فَكَشَفَتْ إِزَارَهُ وَ إِذَا بِسَيْفِهِ يَلْمَعُ تَحْتَ الْإِزَارِ كَأَنَّهُ مِرْآةٌ مَصْقُولَةٌ فَلَمَّا رَأَيْتُ بَرِيقَهُ تَحْتَ ثِيَابِهِ قُلْتُ يَا وَيْلَكَ مَا هَذَا السَّيْفُ الْمَشْهُورُ تَحْتَ ثِيَابِكَ لَعَلَّكَ أَنْتَ قَاتِلُ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ فَأَرَادَ أَنْ يَقُولَ لَا فَأَنْطَقَ اللَّهُ لِسَانَهُ بِالْحَقِّ فَقَالَ نَعَمْ فَرَفَعْتُ سَيْفِي وَضَرَبْتُهُ فَرَفَعَ هُوَ سَيْفَهُ وَهَمَّ أَنْ يَعْلُوَنِي بِهِ فَانْحَرَفْتُ عَنْهُ فَضَرَبْتُهُ عَلَى سَاقَيْهِ فَأَوْقَفْتُهُ وَوَقَعَ لِحِينِهِ وَوَقَعْتُ عَلَيْهِ وَصَرَخْتُ صَرْخَةً شَدِيدَةً وَ أَرَدْتُ آخُذُ سَيْفَهُ فَمَانَعَنِي عَنْهُ فَخَرَجَ أَهْلُ الْحِيرَةِ فَأَعَانُونِي عَلَيْهِ حَتَّى أَوْثَقْتُهُ كِتَافاً وَجِئْتُكَ بِهِ فَهَا هُوَ بَيْنَ يَدَيْكَ جَعَلَنِيَ اللَّهُ فِدَاكَ فَاصْنَعْ مَا شِئْتَ فَقَالَ الْحَسَنُ(عَلَيْهِ السَّلاَمُ)الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي نَصَرَ وَلِيَّهُ وَ خَذَلَ عَدُوَّهُ) . بحارُ الانوارِ ج42/ص286- 288.
أعظم الله أجر مولانا المهدي(عجل الله فرجه الشريف) وأجوركم بشهادة أمير المؤمنين (عليه السلام).
تعليق