تويت
بِسْمِ اللَّـهِ الرَّحْمَـٰنِ الرَّحِيمِ
اٰللـــٌٰـهٌمٓ صَلِّ عٓـلٰىٰ مُحَمَّدٍ وُاّلِ مُحَمَّدٍ
السَلآْمُ عَلْيُكّمٌ وٍرٍحَمُةّ الله وٍبُرٍكآتُهْ
اٰللـــٌٰـهٌمٓ صَلِّ عٓـلٰىٰ مُحَمَّدٍ وُاّلِ مُحَمَّدٍ
السَلآْمُ عَلْيُكّمٌ وٍرٍحَمُةّ الله وٍبُرٍكآتُهْ
نَجِدُ في الزِّيَارَةِ أدْنَاهُ الّتي ذَكرها الشيخُ عباسَ القُمِّي في كتابِ مفاتيحِ الجِنانِ وهَي مِنْ الزِّياراتِ المُطلَقَةُ لإميرِ المؤمنينَ وَفيهَا مَضامينُ عَاليَةٌ تَنُمُ عَنْ أهميتِهَا وتُبَيِّنُ مَنزلةَ أميرُ المؤمنينَ(عَلَيْهِ السَّلَامُ) باعتبارِهِ أبي أئمةِ الهُدى وأعلامِ التُقَى وهَوَ الّذي تَربَى في حِجرِ رسولِ اللهِ(صَلَّى اللهُ عَلَيِهِ وآلِهِ وسَلّم) وَصَاحَبَهُ الى مَمَاتهِ فهوَ خَليلُهُ ونَفسُهُ وأخوهُ وكانَ(صَلَّى اللهُ عَلَيِهِ وآلِهِ وسَلّم) يُؤكدُ في مُناسباتٍ عدَّةٍ علَى هذهِ الأمورِ ومنها: ( أَنْتَ أَخِي وَوَصِيِي وَخَلِيْفَتِي مِنْ بَعْدِي ) ، (ألَا تَرْضَى أنْ تَكُونَ مِنِّي بمَنْزِلَةِ هَارُونَ، مِن مُوسَى إلَّا أنَّه ليسَ نَبِيٌّ بَعْدِي) ، (أنا سيّد ولد آدم ، وعلي سيّد العرب) ،
(مَن كنت مولاه فعلي مولاه) ، (إنَّ عَلِيّا مِنّي ، وأنَا مِنهُ ، فَمَن حادَّهُ فَقَد حادَّني ، ومَن حادَّني فَقَد أسخَطَ اللّه َ عَزَّ وجَلَّ . ثُمَّ قالَ : يا عَلِيُّ ، حَربُكَ حَربي ، وسِلمُكَ سِلمي ، وأنتَ العَلَمُ بَيني وبَينَ اُمَّتي) ينابيعُ المَودَّةِ، الحافظُ القندوزي: ج1، ص65. ( إِنَّهُ أخي وشَقيقي ، وصاحِبُ الأَمرِ بَعدي ، وصاحِبُ لِوائي فِي الدُّنيا وَالآخِرَةِ ، وصاحِبُ حَوضي وشَفاعَتي ، وهُوَ مَولى كُلِّ مُسلِمٍ ، وإمامُ كُلِّ مُؤمِنٍ ، وقائِدُ كُلِّ تَقِيٍّ ، وهُوَ وَصِيّي وخَليفَتي عَلى أهلي واُمَّتي في حَياتي وبَعدَ مَماتي ) فرائدُ السِمطَّينِ، الحمويني الشافعي: ج2، ص25. (سَتَكونُ بَعدي فِتنَةٌ ، فَإِذا كانَ ذلِكَ فَالزَموا عَلِيَّ بنَ أبي طالِبٍ ؛ فَإِنَّهُ أوَّلُ مَن يَراني ، وأوَّلُ مَن يُصافِحُني يَومَ القِيامَةِ ، وهُوَ الصِّدّيقُ الأَكبَرُ ، وهُوَ فاروقُ هذِهِ الأمَّةِ ؛ يَفرُقُ بَينَ الحَقِّ وَالباطِلِ ، وهُوَ يَعسوبُ المُؤمِنينَ) ، ينابيع المودة، الحافظُ القندوزِي، ج1، ص154. وهوَ نَفسُ مُحَمَّدٍ(صَلَّى اللهُ عَلَيِهِ وآلِهِ وسَلّم) لقولِه تَعالَى في كِتابِهِ العَزيزِ﴿ فَمَنْ حَآجَّكَ فِيهِ مِنۢ بَعْدِ مَا جَآءَكَ مِنَ ٱلْعِلْمِ فَقُلْ تَعَالَوْاْ نَدْعُ أَبْنَآءَنَا وَأَبْنَآءَكُمْ وَنِسَآءَنَا وَنِسَآءَكُمْ وَأَنفُسَنَا وَأَنفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَل لَّعْنَتَ ٱللَّهِ عَلَى ٱلْكَٰذِبِينَ ﴾ سُورَةُ آلِ عمرانَ الآية 61. ولِهذا عِندمَا يُزارُ(عَلَيْهِ السَّلَامُ) تُذكرُ هذهِ المناقبُ لبيانِ مَنزلتِهِ وتأثيرُ ذَلكَ في قلوبِ مُحبيِهِ ، والزيارةُ هيَ :-
رَوى في مُستدرَكِ الوسائلِ عَنْ كتابِ المَزارِ القديمِ عَنْ مَولانَا البَاقرِ (عَلَيْهِ السَّلَامُ) قالَ : ذهبتُ معَ أبي الَى زيارةِ قبرِ جدّي أميرِ المؤمنينَ علَيَّ بنَ أبي طَالبٍ(عَلَيْهِ السَّلَامُ) في النّجفِ فَوَقَفَ أبي عندَ القبرَ المُطهّرِ وَبَكَى وقالَ:
«السَّلامُ عَلى أَبِي الأَئِمَّةِ وَخَلِيلِ النُّبُوَّةِ وَالمَخْصُوصِ بِالاُخُوَّةِ، السَّلامُ عَلى يَعْسُوبِ الدِّينِ وَالإيْمانِ وَكَلِمَةِ الرَّحْمنِ، السَّلامُ عَلى مِيْزانِ الاَعْمالِ وَمُقَلِّبِ الاَحْوالِ وَسَيْفِ ذِي الجَلالِ وَساقِي السَلْسَبِيلِ الزُّلالِ، السَّلامُ عَلى صالِحِ المُؤْمِنِينَ وَوارِثِ عِلْمِ النَبِيِّنَ وَالحاكِمِ يَوْمَ الدِّينَ، السَّلامُ عَلى شَجَرَةِ التَّقْوى وَسامِعِ السِّرِّ وَالنَّجْوى، السَّلامُ عَلى حُجَةَ الله البالِغَةِ وَنِعْمَتِهِ السَّابِغَةِ وَنِقْمَتِهِ الدَّامِغَةِ، السَّلامُ عَلى الصِّراطِ الواضِحِ وَالنَّجْمِ اللائِحِ وَالإمام النَّاصِحِ وَالزِّنادِ القادِحِ وَرَحْمَةُ الله وَبَرَكاتُهُ» مستدركُ الوسائلِ - الميرزا النوري - ج ١٠ - الصفحة ٢٢٢. وفي بيانِ ميزانِ الأعمالِ نَذكُرُ هذهِ الرِّوايات:-
عن أبى حَمزةَ الثُمالي، عن أبى عبدِ اللهِ (عَلَيْهِ السَّلَامُ)، قالَ: (سألتُهُ عنْ قولِ الله عَزَّ وجَلَّ قالَ: ﴿ قَالَ هَٰذَا صِرَاطٌ عَلَيَّ مُسْتَقِيمٌ﴾ سُورَةُ الحِجرِ، الآية 41، قالَ: واللهِ عليٍّ (عَلَيْهِ السَّلَامُ)، وهوَ واللهِ الميزانُ والصراطُ المُستقيمِ) البحراني: البرهان، ج 2: ص 344
قالَ اللهُ سُبحانَهُ وَتَعالَى: ﴿وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ﴾ سُورَةُ الأنبياءِ، الآية 47، فالموازينُ هُمُ الأنبياءُ والأوصياءُ (عَلَيْهِم السَّلَامُ)
ومِنْ ذَلكَ مَا نَجدِهُ في قَوله تَعالى:﴿وَالسَّمَاءَ رَفَعَهَا وَوَضَعَ الْمِيزَانَ﴾ سُورَةُ الرَّحمنِ الآية 7، قالَ الإمامُ الكاظم (عَلَيْهِ السَّلَامُ): (السَّمَاء رسول الله والميزان عَلِيّ) مشارقُ أنوارِ اليِقينِ للشَّيخِ رجبُ البرسي الحلِّي: 93
وقالَ اللهُ تَعالى: ﴿وَلَا تُخْسِرُوا الْمِيزَانَ﴾ سُورَةُ الرَّحمنِ ، الآية 9، أي: لا تجهلوا وتَظلموا عَلِيَّاً (عَلَيْهِ السَّلَامُ) حقَّه وتجهلوه؛ لأَنَّ مَنْ جَهَلَ حقَّهُ ولمْ يعرفَهُ لَا ميزانَ لهُ يومَ القيامةِ ويصبحُ أمامَ الملأِ مِنَ الخَاسرينَ.
وأمَّا بخصوصِ قولِهِ تَعالى: ﴿اللَّهُ الَّذِي أَنْزَلَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ وَالْمِيزَانَ﴾ سُورَةُ الأعرافِ، الآية (8)، يُفهم مما تقدَّم أنَّ الكتاب والميزان هو الإمام عَلِيّ (عَلَيْهِ السَّلَامُ)، لأَنَّهُ إن لم تكُنْ الولاية فلا دين ولا كتاب، وذلك لأَنَّ بولايته (عَلَيْهِ السَّلَامُ) يتمّ دِين الفرد وينعقد يقينه، فالميزان يوم القيامة للخلق هي ولايته، فإذا وضعت السّماوات والأرض وما بينهما، مقابل (لا إله إلا الله) فلا يقوم لها وزن، وإذا وضعت الولاية مقابلها وهي: عَلِيّ وَلِيّ الله فبها رَجَّحت كفَّة الميزان، لِأَنَّ ولايته (عَلَيْهِ السَّلَامُ) معها التَّوحيد والنّبوَّة، أي هيَ جامعةٌ لسرّهِمَا وخاتمةٌ لهمَا .
فيا أيُّهَا ألأحبةُ بهذهِ المضامينِ الراقيَةُ لَا يُمكن لنَا أنْ نُفوتَ علينَا فُرصةَ توطيدَ العلاقةِ معَ إمَامِنَا المظلومِ الشهيدِ خصوصاً في ذكرى إستشهاده ورحيلِهِ مِنَ الدُّنيَا في مِحرابِ مسجدِ الكُوفةِ بعدَ أنْ جاءَ اليهَا من خلالِ المَسجدِ الحرامِ ، فسلامُ اللهِ عليِهِ يومَ وُلدَ ويومَ أُستشهدَ ويومَ يُبعثُ حَيَا .
أعظم الله أجر مولانا صاحب العصر والزمان وأُجوركم بذكرى شهادته(عَلَيْهِ السَّلَامُ) .
تعليق