الجمعة الحزينة..
يعترينا الحُزن ويلفنا الألم للمصيبة العظمى التي اُصبنا بها بشهادة أمير المؤمنين عليه السلام،
الذي جسد رسالة السماء بفعله وقوله، فمن أي الجهات أتيت له تجده مثلاً أعلى، يطمع في نصرته كل مستضعف، ويخشى عدله كل ظالم..
فراح يتغزل في اخلاقه وعدله ودينه رواد البلاغة والبيان، ويسطرون في شخصيته أجود العبارات وأدق الصفات..
فهذا بولس سلامة الشاعر المسيحي يتغزل بأخلاق علي وعدله وشهامته وشجاعته، ومما قاله:
لا تَقُـل شيعةٌ هواةُ علــٍّي
إنَّ كلَّ منصفٍ شيعـيـًا
هُوَ فخرُ التاريخِ لا فخرَ شعبٍ
يَصطَفِيهِ ويَدعِيهِ وَلِـيَّـًا
ذِكْرُه إن عَرى وجومَ الليالي
شقّ في فلقة الصباح نَجيّا
جَلجَلَ الحقُ في المسيحي حتى
صَارَ مِن فَرطِ حُبِهِ عَلَويّـًا
أنا مَـن يَعشقُ البطولةَ والإلهامَ
والعدلَ والخلقَ الرَضِيّـَا
فإذا لم يكن عَلــيٌّ نَبيّـًـا
فَلَقَد كانَ خُلُقَهُ نَبوّيــَا
أنتَ ربٌ للعالمـينَ الهــي
فَأَنِلهُم حَنَانَكَ الأَبَويــًا
وأَنِلني ثوابَ ما سَطـَـرَت كَفِّي
فهاجَ الدموع في مقلتيا
سِفرُ خيرُ الأنامِ مِن بعدِ طَـهَ
مَا رَأَى الكونُ مِثلَهُ آَدميـًا
يا سماءُ اشهَدِي ويَا ارضُ قَرِّي
واخشَعِي إنَني ذَكَرتُ عَليِّـًا
تعليق