بضربة أشقى الآخرين ابن ملجم
من أروع وأرق ما قيل في رثاء الإمام أمير المؤمنين
السيد شهاب الدين العلوي اليماني:
قِفا وانثُرا دمعاً على التُّربِ أحمرا
وشُقّا لعُظم الخَطب أقبيةَ الكرى
ولا تجعلا غير السواد ولبسه
شعاراً لتذكار المصاب الذي جرى
ولا تألُوَا جهداً عن النَّوح والطِما
صُدوراً بها الإيمانُ أثرى وأثمرا
وما النوحُ مُجدٍ في الخطوب وإنما
يخفف من نيرانها ما تسعّرا
وما كل خطب يُخلق الدهرُ حزنَه
وينسخه كَرُّ الجديدين مذ عرا
ألم تريا ما في قلوب أولي التقى
لفقد وصي المصطفى سيد الورى
إذا مضت العشرون من رمضانه
تصدّع فيها كل قلب تذكرا
مصاب به الإيمان أضحى مكبلاً
وأمسى به الإسلام منهدمَ الذرى
بضربة أشقى الآخرين ابن ملجم
دم الرأس فوق العارضين تحدرا
دمٌ لو مزجت البحر منه بقطرة
لأصبح مسكاً ذلك البحر أذفرا
فيا ضربةً أهوت بضاربها ومن
يواليه في الكفر الصريح إلى الثرى
ويا ضربة عنها الأمينُ ابن عمه
بصادق وحي الله نبّا وخبرا
فجاء لها ليث الكتائب موقناً
بها لم يشب إيقانه دونها امترا
ولم يلتفت إذ ناحت الأوز دونه
ليمضي أمراً في الكتاب مقدرا
هو الحين لكن حكمةُ الله أشقت ال
مرادي وخصّت بالشهادة حيدرا
السيد شهاب الدين العلوي اليماني: