بِسْمِ اللَّـهِ الرَّحْمَـٰنِ الرَّحِيمِ
اٰللـــٌّٰـهٌمٓ صَلِّ عٓـلٰىٰ مُحَمَّدٍ وُاّلِ مُحَمَّدٍ
السَلآْم عَلْيُكّمٌ وٍرٍحَمُةّ الله وٍبُرٍكآتُهْ
عن النبيِّ (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَالِهٌ وَسُلَّمٌ) أنّه قال: (قالَ موسى: إلهي! أريدُ قُرْبَك، قال: قُرْبي لِمَنِ استيقظَ ليلةَ القدر. قال: إلهي! أريدُ رحمتَك، قال: رحمتي لِمَنْ رَحِمَ المساكينَ ليلةَ القدر قال: إلهي! أريدُ الجوازَ على الصراط، قال: ذلكَ لِمَنْ تَصَدَّقَ بصدقةٍ ليلةَ القدر قال: إلهي! أريدُ مِن أشجارِ الجَنَّةِ وثمارِها، قال: ذلك لِمَنْ سَبَّحَ تسبيحةً في ليلةِ القدر قال: إلهي! أريدُ النجاةَ مِنَ النار، قال: ذلكَ لِمَنِ استغفرَ في ليلةِ القدر قال: إلهي! أريدُ رضاك، قال: رِضائي لِمَنْ صَلّى رَكعتَينِ في ليلةِ القدر). إقبال الأعمال - السيد ابن طاووس - ج ١ - ص ٣٤٥.اٰللـــٌّٰـهٌمٓ صَلِّ عٓـلٰىٰ مُحَمَّدٍ وُاّلِ مُحَمَّدٍ
السَلآْم عَلْيُكّمٌ وٍرٍحَمُةّ الله وٍبُرٍكآتُهْ
وهي ليلةُ الرّحمةِ والنورِ، وليلةُ نُزولِ القرآنِ الكريمِ، ومبدأُ الخيرِ والسعادةِ للبشريّةِ، ونزولُ البركةِ، وفيهَا يُقدّرُ شؤونُ السَنَةِ، وفيهَا تنزّلُ الملائكةُ والروحُ الأعظمُ بإذنِ اللهِ
عَنِ الباقرِ (عَلَيْهِ السَّلاَمُ): ( مَنْ أحيَا لَيلةَ القَدرِ غُفرتْ لَهُ ذُنوبَهُ، ولَو كانتْ ذنوبُهُ عددَ نُجومِ السماءِ ومثاقيلَ الجبالِ، ومكائيلَ البحارَ)، الوسائل ٨: ٢١.
عن النبي(صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَالِهٌ وَسُلَّمٌ) أنه قال: ( إذا كانت لَيلَةُ القَدرِ يَنزلُ الملائكةُ الّذين هُمْ سُكّانُ سِدْرَةِ المُنتَهى، وَمِنهُمُ جَبرائيلَ، فينزلُ جبرائيلُ ومَعَهُ ألويةٌ يَنصِبُ لواءً مِنْهَا علَى قَبري، ولواءً مِنْهَا عَلَى بيتش المَقدِسِ، ولواءً في المسجدِ الحرامِ، ولواءً علَى طُورِ سَيناءِ، ولَا يَدَعُ فيهَا مؤمنًا ولا مؤمنةً إلاّ سَلّمَ عَليْهِ إلاّ مُدمنُ الخَمرِ وآكلُ الخنزيرِ والمتضمخِ بالزُعْفَرانِ )، نقلها الطبرسي في مجمع البيان(ج10 / ص409) عن كتب العامَّة: الكشف والبيان عن تفسير القرآن (تفسير الثعلبي) -الثعلبي- ج10 / ص255
المراد من التضمُّخ بالزعفران أو بالطيب المشتمل على الزعفران -المعبَّر عنه بالخَلوق- هو التلطُّخ به وصبغ البدن أو اللحية أو الثياب بالزعفران بنحوٍ يظهرُ لونُه على الموضع المصبوغ به، وأمَّا ظهور رائحته دون لونِه فليس مقصودًا من الرواية ظاهرًا.
يقولُ الصادقُ (عَلَيْهِ السَّلاَمُ): (إِنَّ الْقَلْبَ الَّذِي يُعَايِنُ مَا يَنْزِلُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ لَعَظِيمُ الشَّأْنِ.. قُلْتُ : ـ وَ كَيْفَ ذَاكَ يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ؟ ؟.. قَالَ (عَلَيْهِ السَّلاَمُ): لَــيُــشَــقُّ وَ اللَّهِ بَطْنُ ذَلِكَ الرَّجُلِ ثُمَّ يُؤْخَذُ إِلَى قَلْبِهِ ، وَ يُكْتَبُ عَلَيْهِ بِمِدَادِ النُّورِ فَذَلِكَ جَمِيعُ الْعِلْمِ ، ثُمَ يَكُونُ الْقَلْبُ مُصْحَفاً لِلْبَصَرِ ، وَ يَكُونُ اللِّسَانُ مُتَرْجِماً لِلْأُذُنِ.. إِذَا أَرَادَ ذَلِكَ الرَّجُلُ عِلْمَ شَيْءٍ نَظَرَ بِبَصَرِهِ وَ قَلْبِهِ ، فَكَأَنَّهُ يَنْظُرُ فِي كِتَابٍ قُلْتُ لَهُ بَعْدَ ذَلِكَ :- وَ كَيْفَ الْعِلْمُ فِي غَيْرِهَا؟.. أَ يُشَقُّ الْقَلْبُ
فِيهِ أَمْ لَا ؟ قَالَ (عَلَيْهِ السَّلاَمُ): لَا يُشَقُّ ، لَكِنَّ اللَّهَ يُلْهِمُ ذَلِكَ الرَّجُلَ بِالْقَذْفِ فِي الْقَلْبِ ، حَتَّى يُخَيَّلَ إِلَى الْأُذُنِ أَنَّهُ تَكَلَّمَ بِمَا شَاءَ اللَّهُ [مِنْ] عِلْمِهِ ، وَ اللَّهُ واسِعٌ عَلِيمٌ) بصائرُ الدَّرجاتِ في فضائلِ آلِ مُحَمَّدٍ صَلَى اللهُ عَلَيْهِم، ج1، ص: 224
لَا شَكَّ في أنَّ المِصداقَ الأتمُّ لِهذا الحديثِ هُمْ أئمتُنَا (عَلَيْهِم السَّلاَمُ) ، ولَكنْ مَا المانِعُ أنْ يكونَ ذَلكَ أيضاً للأمثلِ فالأمثلِ، اللاَّحقِ فاللاَّحقِ؟.. فالإنسانُ بمقدارِ مَا يَتقي اللهَ عَزَّوجَلَّ؛ يَجعلُ لَهُ فُرقاناً.. فَكمْ مِنْ التَحيُّرِ الّذي يَعيشَهُ الإنسانُ في هذهِ الدُّنيَا!.. تراهُ يَذهبُ يَوماً يميناً، ويوماً شمالاً؛ ويوماً يُوالي أحداً، ويوماً يُعادي أحداً؛ يتخبطُ خَبطَ عشواءِ، كحَاطبِ ليلٍ.. لَا يعلمُ إلَى أينَ يَركنُ، ولَا يَعلمُ لِمَنْ يَعطي قَلبَهُ، ولَا يَعلمُ لِمَنْ يَعطي فِكرَهُ.. فإذا أردتَ أنْ تَصِلَ إلَى هذهِ الدرجاتِ، فَقَسِمٌ مِنْهُ يمكنُ الحصولَ عليْهِ بالتَدَبُّرِ. والتأمُّلِ والقراءةِ، وبالحوارِ وتلاقحِ الأفكارِ.. ولَكنْ لا تنسَ هذا المَددُ مِنْ ذَلكَ العَالمِ.. لِمَاذا لَا تُطلُبُ مِنَ اللهِ عَزَّوجَلَّ هذهِ المرتبَةِ مِنْ نورِ القلبِ؟..
تعليق