إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

الحجاب المرأة الشرف

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الحجاب المرأة الشرف

    بسم الله الرحمن الرحيم
    اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وسهل مخرجهم
    وصل اللهم على فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها عدد ماأحاط به علمك
    وعجل فرج يوسفها الغائب ونجمها الثاقب واجعلنا من خلص شيعته ومنتظريه وأحبابه يا الله
    السلام على بقية الله في البلاد وحجته على سائر العباد ورحمة الله وبركاته


    اهتم الإسلام بفضيلة العفة و الشرف لدى الإنسان؛ ذكراً وأنثى، اهتماماً كبيراً جداً، حتى أنه فرض أحكاماً تضمن سلامة القلب والمظهر على حدٍ سواء. فأكد على ضرورة الالتزام بالعفة الظاهرية، التي يحفظها ارتداء الحجاب من جانب الفتاة والمرأة المسلمة. بينما أوصى مراراً وتكراراً بتطهير القلوب من الدنس، والابتعاد عن المفاسد و نوايا الشر والطمع بأعراض الناس. وقد قال أميرالمؤمنين عليه الصلاة والسلام: (الصبر على الشهوة عفّة)، كما قال أيضاً: (أفضل العبادة؛ العفة).
    وكما الدين المحمدي فرض على الأنثى المميزة البالغة أن تحفظ حجابها الظاهري، كذلك أراد لها أن تسعى دوماً إلى تطهير قلبها وتنزيه نفسها، و حفظ جوارحها عن ارتكاب الحرام، لتتمكن بعد ذلك من تربية نفسها أولاً، ثم تربية أولادها في المستقبل.
    وكذلك فرض الاسلام على الذكور أن يصونوا أنفسهم، ويوجّهوا شهواتهم ضمن المجالات الشرعية المحلّلة، وحدّد لهم طرقاً واضحة ورسوماً جليّة، لدرء المفاسد عن أنفسهم، فلم يبح لهم كلّ مسلك، لأن الإباحية المطلقة، لاتُشبع الغريزة الجنسية كما يتوهم البعض، إنما تدفع به الى مهاوي الندم والفضيحة والخسران.
    هذه المفاسد ليست بالأمور النظرية، بقدر ماهي حقائق ملموسة يعيها الإنسان- الذكر والإنثى على حدٍ سواء- كلما تقدمت به تجارب الحياة، وازداد نضجه وتصوره لمسارات المعيشة.
    ونحن نعلم جيداً أن الإسلام أراد للإنسان أن يكون مؤمناً نقي السر والسريرة، فإذا صلحت سريرته، صلح مظهره وظاهره. كما عاب الإسلام على مريضي القلوب الذين لاهمّ لهم إلا إشباع شهواتهم عبر تجاوز حدودهم ونيل ما ليس لهم.
    وفريضة التعفف والمحافظة على الشرف، لاريب أنها مُستلّة من حقيقة الكرامة التي أنعم الله تعالى بها على الإنسان، بمعنى أن على أولاد آدم أن يواجهوا حقائق الحياة، فلا يسترخصوا أنفسهم للمغريات المادية المؤقتة. لذا أصبح لزاماً على الفتاة المسلمة أن تحفظ كيانها، وتستر جسدها، فلا تجعل من بدنها سلعة رخيصة، إلى حد السماح لكل شخص بالنظر إليه، وذلك لأنها كائن مكرّم بكرامة الله سبحانه وتعالى. وقد ورد عن النبي الاكرم صلى الله عليه وآله في احترام الأنثى قوله الكريم: (رفقاً بالقوارير) فهي مثال الرقة، ويفترض بها أن تكون محطاً ومصداقاً للعواطف والأحاسيس والمشاعر النبيلة. فلا ينبغي لها -وهي الجوهرة التي تعلو على الأثمان- أن تجعل من مظهر كيانها على الأقل نافذة لكل من هبّ ودب، باختراق حرمتها وكرامتها.
    كما أن من المناسب جداً، أن لاتسمح الفتاة المسلمة المؤمنة بأن تتحول إلى وسيلة للشيطان يخرب بها إيمان أخيها المسلم، بعد أن يجعل منها سهماً يرمي بها عواطفه وغرائزه. وليس هذا بالأمر المستغرب أبداً، إذ الشيطان وأعوانه، هم العدو الأول لأبناء وبنات آدم، ويهمهم كثيراً أن يستخدموا المرأة ضد الرجل، والرجل ضد المرأة.
    ومن هنا، يمكن القول بأن الفتاة التي تتعمد الانسلاخ عن كرامتها، فترفض الحجاب والستر، هي تلك الفتاة التي تتهرب من مسؤولياتها تجاه نفسها وتجاه إخوانها في الدين، حتى تصبح مطيةً من مطايا الرذائل.
    وليس مبرراً للفتاة المسلمة – مثلاً- أن تدّعي الشرف والعفة كأن تكون طالبةً جامعية، أو متجولة في الأسواق، أو جارةً لأناس آخرين، أو غير ذلك، وهي تبدي من مفاتنها عن طريق موضة الملابس، أو أسلوب التكلم، أو هيئة الجلوس والمشي، أو بواسطة النظر. إذ ان انعدام الشرف لايختص بالانغماس التام في الفساد والرذيلة، وإنما المحطة الأولى لافتقاد الشرف هو الرغبة في إفساد غرائز الآخرين، مهما كانت صورة هذه الرغبة وهذا الإفساد.
    وكم رأينا من الشباب والرجال من أفسدتهم نظرة شيطانية واحدة من شابة أو امرأة، بل وهيئة غير عفيفة منهما. والعكس صحيح أيضاً، إذ طالما وضعت الفتاة قدمها على طريق الرذيلة التامة بعد أن رأت ولاحظت حالة رذيلة من الشاب المتسيب غير ذي العفة.
    بمعنى أن الانحطاط في هذا المجال قد لايبدأ من حالة واضحة وكبيرة، لأن الإنسان على قدر واضح من الضعف في العواطف، بحيث ينحدر ويستجيب للأهواء في كل لحظة إغراء. لذا من الحري بالفتاة المسلمة أن تكون على يقين بأنها محترمة ومكرمة بمدى احترامها والتزامها وإكرامها لتعاليم القرآن وتعاليم أهل البيت عليهم السلام، هذا في الدنيا، فضلاً عن أجرها الجزيل والجميل في الدار الآخرة.
    كما أن عليها أن تسأل نفسها في حال عدم التزامها بالتعاليم الالهية عن الأسباب الحقيقية لعدم الالتزام هذا، فهل هو الرغبة في إثبات الوجود أمام نظرات مريضي النفوس ؟ أم هو الشعور بإفساح المجال لإقامة علاقات الصداقة؟ أم هي الرغبة في الاستعراض لغرض الزواج؟
    مهما كانت أسباب عدم احترام الفتاة لتعاليم الدين الشرعية والأخلاقية، يبقى عليها أن تتأكد سلفاً بأن الرجل، ومنه الذي لايهتم بقواعد العفة في شبابه، هوالآخر يبحث عن الشابة النزيهة العفيفة، ليضمن لنفسه سلامة العيش مع شريكة حياته في المستقبل. وحتى إن لم يكن ذلك، فإن الحياة الزوجية بين شخصين غير ملتزمين، غير مضمونة العواقب، بل هي مهددة بالانهيار في كل لحظة، إذ لا ضمانة للإستمرار أبداً، لأن الشك المتبادل بين الطرفين، بداعي ما يعرف أحدهما عن الآخر، هو الذي سيكون مهيمناً على طبيعة هذه العلاقة الزوجية الرخوة من الأساس.
    بلى...! إن فضائل الأخلاق الاسلامية، ومنها الشرف والعفة والحجاب ونزاهة الموقف والمجلس واللباس والنظر والنية الصادقة، تقي الشاب والشابة من الانجذاب للرذائل منذ البداية. والحجاب الظاهري والنقاء الباطني ودوافعهما الطيبة، كلها ذات منافع جمة للشابة المسلمة. ولم نر في حياتنا فتاةً عفيفة واعية متحجبة قد ندمت على سلامة شرفها. فيما الكثيرات جداً من اللواتي لم يلتزمن بظاهر عفتهن-على الأقل- قد ندمن أيما ندم بعد أن دفعن الثمن غالياً.
    بينما الشابة المؤمنة التي تمشي وتجلس وتقف وتتحدث وتنظر بعيداً عن الإثارة، تعلم جيداً أن ارتداءها الحجاب الصحيح ليس تقييداً لها، لأن الإسلام قد سمح لها، كما سمح للرجل بالعمل والدراسة والتملّك وبناء العلاقات الصحيحة وغير ذلك. إضافة إلى علمها المسبق بأن الدين قد منعها كما منع الرجل من ارتكاب الذنوب بعد أن أوضح لهما طبيعة الممارسات السيئة والأعمال الصالحة وآثار كل منها على حياتهما في الدنيا والآخرة.
    وبغض النظر عن علم وإدراك الشابة والمرأة المؤمنة بكل هذا، فإن المفكرين والمنظرين الغربيين قد اعترفوا بما لايحصى عدداً باستفحال الكثير من الازمات والمشاكل الاجتماعية والفردية بسبب اندثار العفة، وعدم تحجب النساء في بلاد الغرب، وإلى وجود الحريات المطلقة والإباحية فيها، نظراً لأن صورة الحرية هذه باتت نوع من الجنون والتمرد على إرادة الخالق. فالحجاب تبعاً لهذا يرفع من شأن المرأة دون أن يمس كرامتها أو يقلل من شأنها.


    ليس الشرف في الحجاب فقط ، بل الشرف عفه وحياء وإلتزام





المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
حفظ-تلقائي
Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
x
يعمل...
X